التباطؤ والإضــراب الصامت عن العمــل

[Dr Medhat Khafagy]

التباطؤ والإضــراب الصامت عن العمــل

-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-

مشكلة مصر الاقتصادية تتمثل فى عجز فى موازنة الدولة يصل إلى عشرة مليارات دولار وعجز فى ميزان المدفوعات يصل إلى 12 ملياراً من الدولارات. وللأسف أن السبب فى هذا العجز هم المصريون وذلك لتباطؤهم أو إضرابهم الصامت عن العمل فى كل المواقع سواء فى قطاع الإنتاج أو الخدمات. ونتج عن هذا الوضع انهيار شركات القطاع العام أولا لأنه لا يوجد من يملكها ويدافع عنها فى موقع العمل. وتلا ذلك شركات القطع الخاص ونتج إفلاس معظمها عن تباطؤ الموظفين المصريين فى تخليص مصالحها وأوراقها والموافقات اللازمة للعملية الإنتاجية من رخص وطلبات استيراد وتصدير وغيرها.

ولكن ما هو السبب فى هذا التباطؤ والكسل عن العمل والتزويغ من مواقع الإنتاج؟ لا يوجد تفسير لهذه المشكلة إلا أن المصرى غير راض عن الحكومة ولا يريد أن يتعاون معها ويحاربها بطريقته السلبية وذلك ليسقطها فى النهاية.

ولكن ما هو السبب فى عدم اقتناع المصرى بحكومته؟ وللأسف أن الأسباب كثيرة ومتعددة فهو يسمع كل يوم فى كل أنواع الصحف عن الاختلاسات والسرقات والرشاوى والتى تقدر بالبلايين من كبار المسئولين وهذه الأخبار تثبت له بالدليل القاطع ما سمعه عن هؤلاء منذ سنين عدة ولم يتحرك أحد لإيقافها قبل استفحالها. ويرى بنفسه تزوير كل انتخابات تجرى سواء اشترك أو لم يشترك فيها ويشعر أن إرادته ليس لها قيمة فينتقم بإضرابه عن العمل. ويرى السجون والمعتقلات وقد امتلأت بالأبرياء بدون محاكمة نتيجة لتطبيق قانون الطوارئ. ويعامله رجال الشرطة بعنف فى كل المواقع. وتكذب الحكومة عليه فى أغلب البيانات وتستولى على عرقه وكده تحت مسميات عدة وبالضرائب الفادحة. وتعامله الحكومة فى دواوينها كأنه حرامى ويجب أن يثبت لها بالشهادات أنه غير ذلك وتدعى تطبيقها الديمقراطية وهى تحكم البلاد بنظام شمولى.

وقد اختلف العلماء فى تفسير استقبال الشعب للحكام بالهتاف والتصفيق. فمنهم من يعزى هذا لاتقاء شرهم أو لنفاقهم أو لأخذ بعض النقود نظير ذلك ويوجد تفسير آخر وهو أن الشعب يريد أن يخدعهم فيستمروا فى غيهم وبذلك يعجل بنهايتهم ومن قراءة التاريخ نجد أن المصريين يعملون بجد ونشاط منقطع النظير إذا اقتنعوا بحكومتهم فهم شعب عريق فى الحضارة. فالمصرى يولد وعمره 7 آلاف عام من الخبرة والحنكة ولا يمكن استغفاله، كما يظن الحكام. وقد برهن التاريخ على مقدرته ابتداء من بناء الهرم الأكبر ومعبد الكرنك ووادى الملوك والقناطر الخيرية ولن يجدى نفعاً إقناع المصريين بالعمل بدون إزالة الأسباب السابقة وتطبيق الديمقراطية أو نظام الشورى بالكامل بدون إنقاص.

[Advisor]

يعود هذا الموضوع إلى ثمان سنوات مضت و هو يمثل رؤية تفسر حالة الجمود التى يمر بها الوطن و الكاتب من رموز الوطن و من النشطاء السياسيين المحترمين.

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

هل حقا الشعب المصرى فى حالة تباطؤ و إضراب صامت عن العمل ؟ ربما ...... هل طول هذه الحالة لسنوات طويلة لم تؤدى إلى تعود و تعايش و رضا بالتباطؤ و الإضراب الصامت عن العمل ؟

الموضوع يثير تساؤلات يحق علينا الحوار حولها ..

طبعا الأرقام فى الموضوع تعود لثمان سنوات ماضية .... إلى أى مدى تضاعفت هذه الأرقام.

[أسد]

هذه حقيقة ..

المصريون في حالة استرخاء تام .. أعني هنا بالمصريون .. كل المصريون .. كل الفئات ..

الحكومة وكل مؤسسات الدولة .. القوى السياسية الأخرى والمعارضة .. الشباب ومنظماتهم .. منظمات المجتمع المدني .. المثقفين ... الإعلام المصري والقائمين عليه

يمكننا الحديث في هذا النظاق إلى الأبد .. ولكن باختصار .. لتسخين العقول .. وإحماء الفكر لمزيد من المناقشات ..

فالحكومة .. إن كانت تعمل .. فهي إما أنها تعمل في إتجاه خاطئ أو من غير أولويات الشعب المصر .. أو أنها تعمل في بطء شديد ... وبدون رؤية واضحة أو معلنه للناس

القوى السياسية .. لم يقولوا لنا رؤاهم الواضحة وبرامجهم .. إلا من عناوين ومانشيتات عريضة لملامسة المشاعر وليس العقول .. ولا تجد منهم من يعمل .. فكل يريد أن يصعد أولاً إلى كرسي السلطة .. ثم يعلن لنا أو يقول لنا من هو وماذا سيفعل .. والكل يناور في هذا الإتجاه ... بدون إستثناء من يسار إلى يمين إلى إسلاميين

الشباب .. منعزل تماماً عن المجتمع .. ومهموم بمستقبله الضبابي .. وكل يغني على ليلاه فقط .. والنظام المصري أعجبته تلك العزلة من الشباب .. وساهم في تعزيزها ..

منظمات المجتمع المدني .. إما أنها قائمة على جمع التبرعات .. ومشغولة تماماً بذلك وتكثف كل الجهد للقيام بهذا الأمر .. وحتى لو كان بشكل مرفوض جماهيرياً .. أو أنها تلعب في منطقة المعونات الخارجية .. والحصول على أكبر نصيب منها .. سواء بكتابة تقارير مضروبة وتقديمها للمنظمات الداعمة أو إقامة الأعمال الإستعراضية التي من شأنها أن يظهروا دون النظر عن الفائدة التي تعم على المجتمع .. أو أنهم يستسلمون للواقع الصعب .. فقد يرون أنه من الصعب جداً تغييره

المثقفين .. محبطون .. أو تم ترويضهم لصالح الحكومة .. فهم في حالة إستسلام لضغط الحاجة الرهيب لديهم .. وهرباً من منغصات العمل العام الجاد

الإعلام المصري .. لازال منهجهم هو "إقرا الحادثة" .. هذا النداء الذي كان يغري به باعة الصحف قديماً الناس لشراء الجريدة .... فهم يتابعون الأخبار المثيرة بغض النظر عن أهميتها للمجتمع ... يبحثون إما عن المبيعات .. المال .. أو الشهرة .. وهذا أيضاً يعني المال .. لأن شهرة الإعلامي الآن أصبحت تتسبب في رزقه من حيث لا يحتسب .. فكلما كان مثيراً .. كلما زادت فرص عمله .. سواء في الصحف أو في القنوات الفضائية .. وهذا في النهاية يعني .. المال ..

لا أحد يقوم بدوره كما ينبغي .. وبالتالي تهلهل المجتمع برمته ..

وقس على ذلك ..

الطبيب .. والمهندس .. والمدرس .. والموظف .. والجندي .. وعامل النظافة ..

لا أحد يقوم بدوره على الإطلاق

بالفعل ..

هذا إضراب كبير .. وشامل ... وعام ...

للحديث بقية

[أحمد سيف]

إذا كان اللي الشعب المصري بيعمله ده إضراب فيستحق وصف أفشل إضراب في التاريخ ... بدليل إن النظام لازال قائم ومتربع على كرسي السلطة بقاله 60 سنه ولم يتزحزح شعره عنه والمتضرر الوحيد من هذا التباطؤ هو الشعب نفسه... يعني احنا مش عارفين نعمل حاجه بضمير ابدا ... حتى الإضراب wst::

تم تعديل 27 سبتمبر 2009 بواسطة أحمد سيف

[mandoo]

التباطؤ والإضــراب الصامت عن العمــل

-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-

ولكن ما هو السبب فى هذا التباطؤ والكسل عن العمل والتزويغ من مواقع الإنتاج؟ لا يوجد تفسير لهذه المشكلة إلا أن المصرى غير راض عن الحكومة ولا يريد أن يتعاون معها ويحاربها بطريقته السلبية وذلك ليسقطها فى النهاية.

إذا كان التباطؤ والكسل عن العمل والتزويغ من مواقع الإنتاج سيؤدى الى إسقاط الحكومة فأقول لك ( عشم إبليس فى الجنة ) فالحكومة راسخة رسوخ الجبال ولن يقوى الشعب على إسقاطها حتى ولو إستخدم طريقة غير سلبية ... فهل ستسقط الحكومة لو قام الشعب بجميع فئاته بإضراب عام وشامل ؟ أم سيكون رد الحكومة إخبطوا دماغكم فى الحيط ... آخر عهد سقطط فيه حكومات كان فى عهد الملك فاروق ... ومنذ قيام الثورة وحتى يومنا هذا لم .. ولن ... تسقط أى حكومة ... لأنه ببساطة لدينا إضراب ضمير .. وديموقراطية .. لقد نجحت الحكومة فى فصل الأمخاخ عن الجماجم .. فأصبحنا لانفهم الحكومة ... والحكومة لا تهاب مانقول ... وأصبحنا دمى فى يد الحكومة التى تعتبرنا شعب عقيم ومغيب .... لقد نجحت الحكومة ... ورسب الشعب ... ولكن كيف الخروج من هذا النفق المظلم ؟ وهل لنا من سبيل ؟ وأتحدى أن تكون لدينا الإجابة والحلول .... إلا إذا .... تغيرت الحكومة .