جريمة «سعد الهلالى»
منذ بضعة أيام، ظهر الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مع «عمرو أديب»، ليدلى بدلوه في مسألة «حجاب الأنثى»، وهل هو «فريضة» أم لا. حسب منهجه المعروف به، عرض «الهلالى»- مع حفظ الألقاب- مختلف الآراء الفقهية في المسألة، مع تأكيده أنه «لا يوجد نص يؤكد فرضية الحجاب». انتفضت المؤسسات الإسلامية وقادتها وأذرعها الإعلامية، وتوالت البيانات والتصريحات لتؤكد «فرضية» الحجاب. وكذلك ثار العديد من الناس وعبّروا عن غضبهم بكتاباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مثل «فيسبوك» وأقرانه، منددين برأى «الهلالى» ومطالبين برأسه. وتعالت أصوات «كورس المزايدين»: «الحجاب فريضة.. الحجاب فريضة.. الحجاب.. الحجاب.. لنخلى عيشتكو هباب».. ولا صوت يعلو فوق صوت هذا الكورس.
■ كل جريمة «الهلالى»، وباختصار، أنه استخدم العقل والمنطق في النظر إلى المسألة وفهم النصوص، دون أن ينكر على غيره أن يكون لهم تفسيراتهم وتأويلاتهم وفهمهم المختلف.
■ كل جريمة «الهلالى» أنه امتلك الشجاعة الكافية ليفصح عمّا يعلمه ويؤمن به، ولم يستسهل الأمور، فيكتم الشهادة، ويؤثر السلامة، ويصبح ضمن قطيع أغلبية فئة.
■ يبدو أن «الحجاب» قد أصبح رمزًا ومعيارًا مهمًّا بالنسبة لأنصار «الإسلام السلطوى» في قياس مدى انتشارهم وقوتهم وسيطرتهم على المجتمع المصرى (كما صرّح بذلك علانيةً القيادى الإخوانى الراحل، الدكتور «عصام العريان»). ونحن نعنى في هذا المقام بتعبير «الإسلام السلطوى» كل مرضى التسلط والتربح باسم الإسلام، بمختلف مذاهبهم وجماعاتهم، وأيًّا كانت الراية التي ينضوون تحتها أو المسمى الذي يرفعونه، هؤلاء أصحاب النهم للمال والشهرة، واستعراض قوة العضلات الإيمانية والبدنية، يرهبون بها أعداء التسلط والاستبداد من المسلمين وغير المسلمين وآخرين من دونهم من أعداء خلط الدين بالدولة.. العلمانيين، «والعياذ بالله».