اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

رحلات الأفوكاتو... عام 2005


الأفوكاتو

Recommended Posts

رحلات الأفوكاتو لعام ‏2005‏‏

رحلة إسبانيا, البرتغال, و المغرب.

الأخوات و الأخوة العزاء,

جاءت فكرة هذه الرحلة أثناء حديث لى مع صديقى الأمريكى المقيم بإنجلترا بصفة دائمة, و عندما ذكرت له أنى أزمع زيارة بعض بلدان البحر المتوسط و شمال أفريقيا, قال لى :

إنك قد قمت بعديد من الرحلات أنت وزوجتك بمفردكم, لماذا لا تحاول الإستمتاع برحلة جماعية بحيث تستمتع بالترحال, و تترك القلق لمنظمى الرحلة؟

و لم تكن هذه الممارسة غريبة لدى, فقد قمت منذ أكثر من 20 عاما برحلتين من هذا النوع, أحداهما طفنا فيها شمال إنجلترا, وويلز, و أسكتلندا, و أيرلندا بشقيها, ثم زرنا بعد ذلك عديد من البلدان الأوروبية, فى رحلة إستغرقت 40 يوما.

و أعجبنى الإقتراح, وذهبنا إلى وكالة سياحة, حيث حصلنا على عديد من برامج السياحة لعديد من الشركات العالمية المتخصصة فى الرحلات الترفيهية الثقافية.

و الغريب أن إختيارنا وقع على نفس الشركة التى تعاملنا معها فى الماضى, حيث كانت خدماتهم ممتازة.

و حجزنا رحلتين,

الأولى موضوع هذه الحلقة, و كانت تتضمن زيارة إسبانيا,

ثم العبور إلى البرتغال,

ثم العودة من طريق آخر إلى إسبانيا,

ثم السفر مرة أخرى جنوبا إلى جبل طارق,

ثم العبور إلى ساحل شمال أفريقيا فى المغرب,

ثم زيارة بعض معالم المغرب التاريخية و الجغرافية,

ثم عبور مضيق جبل طارق مرة أخرى, و السفر طوال الساحل الشرقى لإسبانيا المطل على البحر المتوسط, و زيارة معالم إسبانية حضارية و تاريخية أخرى,

ثم العودة إلى مدريد عاصمة إسبانيا, و البقاء بها لمدة يومين,

ثم الطيران إلى أثينا على متن طائرة " أوليمبك",

ثم الطيران إلى القاهرة على متن طائر أخرى " أوليمبك" تعادل الأخرى فى الرداءة وسوء الخدمة, حيث وصلنا إلى ميناء القاهرة الدولى حوالى الساعة الثالثة و النصف صباحا.

و كانت الرحلة الثانية إلى تركيا, و سأذكر تفاصيلها بعد زيارتها..

و لم يخلوا يوم واحد من أيام هذه الرحلة الأولى من الإثارة, سواء أكانت إثارة ممتعة, أم إثارة مؤلمة.

وعندما وصلنا إلى اقاهرة, كنا مجهدين من الترحال لمدة طويلة, و تقوقعنا فى منزل الأسرة لمدة 5 أيام, حتى استرددنا قوانا, أستعدادا لمواجهة عذاب التواجد فى القاهرة, ولكن هذه قصة أخرى.

و فى منتصف يوليو من هذا العام, سوف أبدأ فى سرد تفاصيل هذه الرحلة, و تفاصيل رحلتى التالية إلى تركيا.

و تقبلوا تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الفصل الأول فى رحلات الأفوكانو..... عام 2005

الوصول إلى إسبانيا:

وصلنا إلى مطار " مدريد", و كانت فى إنتظارنا مندوبة شركة السياحة, المكافة بنقلنا من المطار, إلى وسط المدينة, و كانت شابة, جمالها هادئ, خال من المساحيق, و تتكلم بلطف و ألفة, و أدب بالغ.

و قد تعرفت علينا, و جاءت إلى حيث كنا نقف, مسترشدة بإشارات الشركة التى علقناها على صدورنا.

و أعتذرت لتأخرها, حيث كانت تنتظر آخرين مشتركين فى نفس الرحلة.ثم قادتنا إلى إتوبيس الشركة الذى سيقلنا إلى الفندق.

و كان النوبيس فارها, جديدا,و مجهزا بأحدث الأجهزة اللاسلكية,و تكييف الهواء , وسبل الراحة.

وقد قطعنا الرحلة من المطار إلى وسط مدريد , وهى حوالى 20 كيلومترا فى حوالى 50 دقيقة, نظرا لكثافة المرور, فى هذا الوقت من اليوم, ( الساعة 3 يعد الظهر).

و فى الطريق, تخيلت أنى فى القاهرة,عائدا من المطار, إلى وسط القاهرة,مع فارقين:

الأول: أنه رغم زحام السيارات, لم أسمع صوت كلاكسون واحد.

الثانى: أن السيارات كانت كلها نظيفة , و فى حالة تسعد النظر.

و رغم أن آخر زيارة لى لإسبانيا كانت منذ 23 عاما, إلا أننى أحسست الفة شديدة لعودتى إليها, رغم التغيير الكبير الذى طرأ على بعض أجزائها, و خاصة فى المناطق الجديدة, القريبة من المطار, و التى إمتلأت بمساكن جديدة متعددة الطوابق, مبنية بالطوب الأحمر البرتقالى الجميل.

و لكن الحلو ما يكملش, فلقد لاحظت أن أن معظم ساكنى , أو مالكى, هذه الشقق, قد حولوا البلكونات المفتوحة,إلى حجرات زجاجية, أفسدت من شكل المعمار,

و قلت لنفسى:

لا اصدق أن شعب إسبانيا الشاعرى لا يجد ما يتعلمه من الشعب المصرى سوى إفساد كل ما هو جميل.

و حمدت الله أنهم لم يحولوا البلكونات إلى جزء من حجرات النوم و الصالون كما نفعل فى مدننا.

أخذنا السائق إلى فندق يتبع شركة فنادق: N H الدولية الشهيرة فى أوروبا, و يقع هذا الفندق على ناصية شارع" الكالا " و يقصد بها "شارع القلعة", و Menendez Pelayo أفنيو,

و رأيت فى الطريق إلى الفندق ميدان كبير ا, به مبنى قديم, رائع, و الميدان يطلق عليه إسم: ميدان "Liberation” أى " ميدان التحرير" ,

بعد أن وصلنا إلى الفندق, أخبرنا موظف الإستقبال أن مديرة الرحلة ستعقد إجتماعا فى صالة الإجتماعات, مع إعضاء الرحلة, فى الساعة السادسة و النصف,

و قررت أنا و زوجتى أن نخرج لتمشية سريعة للتعرف على المدينة, و نصحتنا موظفة الإستقبال بزيارة " السوبر ماركت" القريب, و الذى يبعد عن الفندق حوالى 5 دقائق سيرا على الأقدام.

و لما كانت زوجتى, مثل جميع النساء, تحب زيارة هذه الأماكن, فقد قررنا الذهاب إلى غرفتنا, حيث أودعنا ممتلكاتنا النفيسة, و أقصد بذلك جوازات السفر, و ما نحمله من أوراق النقد, فى خزانة الحجرة, ثم مشينا إلى السوبر ماركت الذى يقع على ناصية شارعى " الكالا" و " شارع آخر نسيت إسمه, و ذكرنى تقاطع هذين الشارعين بتقاطع شارعى قؤاد و سليمان باشا, أيـــــــام " العهد البائد", عندما كانت تلك المنطقة من أجمل مناطق القاهرة, , و أكثرها إزدحاما بالمشترين و المتنزهين, على السواء.

و هناك, و فى هذا المكان الجميل, حدثت واقعة عكرت على صفو هذه الزيارة.

فى الطريق السوبر ماركت, عبرنا الشارع إلى الجانب الآخر من هذا التقاطع, بقصد الوصول للسوبر ماركت, و لكننا وجدنا أن هذا سينتج عنه الوقوف فى عديد من إشارات المرور, فقررنا العودة , و عبور الشارع من مكان آخر, و فى إنتظار تغيير إشارة المرور, و مئات من الإسبان يعبرون الشارع, وقف شاب أفريقى صغير السن, يحمل مجموعة من الجرائد يحاول بيعها للمشاة, الذين لم يعيروه إلتفاتا, و كانه شبح غير مرئى, و لم يتوقف أحد لشراء جرائد منه, بل إشتروها من شاب إسبانى يقف على مقربة منه.

حزنت على منظر هذا الشاب, الذى كانت نظراته تستعطف الناس ليشتروا منه الجرائد كما يشترون من غيره, و لا مجيب.

حزنت, و لكنى لم أفكر كثيرا, فهناك فى بلدى ألوف مثل هذا الشاب, لا يجدون رزق من عمل شريف, مهما حاولوا جاهدين.

عبرنا الشارع, ثم توجهنا إلى السوبر ماركت, و أمضينا بعض الوقت للتعرف على ما هو موجود, حتى يمكننا زيارته بعد عودتنا من البرتغال, و المغرب, و فجأة تذكرت موعد إجتماعنا مع مديرة الرحلة بالفندق الذى سيحل بعد خمس دقائق فقط.

و أثناء وقوفنا أمام السوبر ماركت فى إنتظار إشارة المرور الخضراء, إقترب مننا شاب أفريقى آخر يبيع الجرائد أيضا, و دفع جريدة ناحيتى, قائلا بالإسبانية ما معناه: هل تريد شراء الجريدة المسائية؟

و لما لم نكن نحمل نقود,كما أننا كنا فى عجلة لكى نعود إلى الفندق لحضور إجتماع الرحلة,فقد رددت عليه بالإنجليزية قائلا:

" آسف, أنا لا أقرأ اللغة الإسبانية."

فرد على بصوت حزين, خافت, و بلغة إنجليزية فصحى:

" من فضلك ساعدنى, و أشترى منى جريدة"

و هنا, تغيرت الإشارة, إلى اللون الأخضر, و لم يمكننى عمل أى شيئ سوى السير, و العودة إلى الفندق.

جلست فى قاعة الإجتماع, و لم تكن مديرة الرحلة قد وصلت بعد, و كنت أجلس ساهما, مفكرا,عندما عادت زوجتى من غرفتنا, و أعطتنى محفظة نقودى , قائلة :

"ماذا تنتظر؟....... أتعتقد أنى لا أعرف ماذا يشغل فكرك؟...........سوف أحل محلك فى هذا الإجتماع, ... أسرع قبل أن يرحل هذا الشاب المسكين."

و لم أصدق نفسى و أنا اخطف المحفظة, فرغم كهولتى , كنت أهرول مسرع الخطى, و فى نفس الوقت محاولا الإحتفاظ بكرامة و إحترام سنى , و لكنى فى النهاية .. عدوت.

ووصلت إلى المكان الذى كان يقف فيه هذا الشاب المسكين, و لكنه لم يكن هناك.

نظرت يمينا, ثم يسارا, و عدوت إلى ناصية أخرى, و أخرى, و لكنه فص ملح و ذاب.

و هنا تذكرت الشاب الأفريقى الآخر, الذى كان يبيع الجرائد على الجانب الآخر من الميدان, و قررت أن أفعل شيئا.

ذهبت إلى مكان وقوف الشاب الآخر, ووجدته مازال فى موقعه, فاقتربت منه و سألته بالإنجليزية:....

".كان هناك شاب بلدياتك يبيع الجرائد فى الناحية المقابلة , هل تعرفه؟"

ظهر الشك على وجه الشاب, ورد على سؤالى بالإنجليزية أيضا:

" أنا لا أفهم ماذا تريد منى !!!"

فقلت له بهدوء:

" أسمع يا فتى, بقد سالنى الشاب الآخر أن أساعده, و لكنى وقتها لم أتمكن من مساعدته لأسباب خارجة عن إرادتى, و لكنى أستطيع الآن, فماذا تقول؟"

فرد بأدب جم:..." آسف يا سيدى, لا أستطيع أن أساعدك,فأنا لا أعرفه."

فقلت له: " بل يمكنك مساعدتى, إذا رأيت هذا الشاب, إعطه هذه النقود, و قل له أنى آسف لأنى خذلته, و لكن ذلك لم يكن بيدى. و إذا لم تجده, فاحتفظ بهذه النقود و ساعد بها نفسك."

و لم يصدق الشاب أنه يسمع هذا الكلام و نظر إلى نظرة من يرى ساكن من المريخ لأول مرة, و لكن إستطردت قائلا:

" إسمع, هذه النقود سأشترى بها منك ما تبقى من هذه الجرائد, و لكن, لأنى لن أستطيع قراءتها, فهل عندك مانعا من الإحتفاظ بها؟ "

و ظهرت على وجهه إبتسامة حزن و عرفان فى نفس الوقت, و قال:

" ما تأمر به يا سيدى"

و تركته, و عدت إلى الإجتماع, و كنت أظن أن ضميرى سيرتاح, و لكنه لم يرتاح لفترة طويلة, و استمرت الحياة.

إلى اللقاء فى الفصل الثانى من الرحلة:

الذهاب إلى توليدو, و أفيلا, و سالامانكا.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الفصل الثانى من رحلات الأفوكاتو لعام ‏2005‏‏

الذهاب إلى ... توليدو.... و أفيلا..... و سالامانكا.

فى اليوم التالى, إستيقظنا مبكرا, و تناولنا طعام الإفطار, و أستقلينا الأتوبيس الفاخر لنبدأ الزيارة الفعلية لمدن إسبانيا.

خرجنا من مدريد, فى طريقنا إلى "توليدو", العاصمة القديمة لإسبانيا, و كانت فى الماضى قلعة حصينة, ذكرتنى مطالعها, و منازلها, و طرقها وأبنيتها, بمنطقة مصر القديمة, و الدرب الأحمر, و الحلمية, مع إختلاف جوهرى فى طريقة الحفاظ على التراث الحضارى الذى برع فيه الإسبان, و جعلوه مصدر دخل مالى, و تقدم إقتصادى و حضارى,

صورة لمدينة توليدو أثناء الأقتراب منها:

3%20Road%20toToledo03.JPG

و من "توليدو", توجهنا إلى بلدة"أفيلا" , وهى مكان ميلاد " سنت تريزا" التى كانت لها أفضال على إنعاش الكنيسة الكاثوليكية.

صورة كاثيدراية كاثوليكية بأفيلا:

6%20Church06.JPG

و من "أفيلا" ذهبنا إلى مدينة صغيرة, و لكن جميلة إسمها " سالامانكا ", التى ذكرتنى شوارعها بشوارع الأسكندرية فى أيام عزها.

و نزلنا بفندق خمسة نحوم إسمه " هوتيل آلافيدا بالاس". و كانت شوارع المدينة نظيفة جدا, كما لفت نظرنا أن عبور المشاة مجهز بعداد آلى, يشير بكتابة ضوئية, إلى عدد الثوانى المتبقية لعبور المشاة.

و على مسافة قريبة من الفندق, زرنا مكان يسمى" بلازا مايور," أو الميدان, وهو ميدان واسع تحيطه مباتى تشبه مبانى قصر عابدين, كما سترون فى الصور, و لكن الشيئ البديع هو أن هذا الميدان لا تسير فيه أية مركبات, و يحضر إليه أهل المدينة فى المساء, حيث يجلسون على كراسى مرصوصة حول موائد منصوبة على أطراف الميدان, و مجهزة بشمسيات, و يحتسون القهوة و الشاى و المنثلجات, و يتناولون بعض الأطعمة الخفيفة, و يتبادلون اطراف الحديث.

ويقال أن جميع أهل المدينة و جميع زوارها, يمكنهم الإلتقاء فى هذا الميدان الواسع الرحب, الذى يعتبر إحدى متع الحياة لأهل هذه المدينة.

صورة الميدان:

10%20PlazaMayor10.JPG

و قد ذكرنى هذا الميدان بميدان عابدين, , حيث أن الأبنية المقامة على أضلاعه, تشبه إلى حد كبير جزء من السراى الملكية, و جزء من قشلاقات الحرس الملكى.

رجعنا إلى الفندق, حيث تناولنا عشاء فاخر, و كان المناخ مرحا , إلى أن جاء إلى قاعة الطعام شخص يصيح بهيستيرية:

" عمليات إرهلبية جديدة فى القاهرة, تشترك فيها نساء لأول مرة"

و هكذا تشاء الظروف أن تعكر علينا متعة السفر.

و أثناء تواجدى بمكتبة الفندق, قرأت بعض المعلومات الخفيفة عن إسبانيا مثل:

* عدد سكان إسبانيا 41 مليون نسمة.

* يعمل المهاجرون عادة فى جمع الفواكه, كما يقوم بجمعها أيضا بعض السياح الموسميين.

* يتركز الإسكان فى المدن, و تنخفض الكثافة السكانية فى المزارع ( الريف)

* أسبانيا تكتفى ذاتيا فى كل شيئ عدا القمح.

* إسبانيا أكبر منتج لزيت الزيتون فى العالم.

* تدخين الحشيش فى إسبانيا و البرتغال غير ممنوع, و لكن الإتجار فيه, أو تملك كميات كبيرة منه, يعتبر جريمة. ( خبر سعيد للحشاشين)

* كريستوفر كولومبس لم يتم سوى دراسة متوسطة.

* جامعة " سالامانكا" هى رابع جامعة أوروبية, و جامعة " بولونيا" كانت الأولى.

فى اليوم التالى, تناولنا طعام إفطار تضمن كل ما لذ و طاب, و كان هذا اليوم غريبا, فقد صادف أن يكون يوم " عيد الأم", و يوم " العمال", فضلا عن كونه يوم الأحد, الأجازة الأسبوعية,.

لذلك, كانت الشوارع خالية عندما تركنا الفندق متجهين إلى البرتغال, التى تبعد حدودها عن سالامانكا بحوالى ساعة و تصف.

و عبور الحدود يتم بدون إجراءات جوازات أو هجرة, و بدون جمارك, و يسرى هذا على جميع دول الإتحاد الأوروبى.

بعد سفر حوالى أربع ساعات, و صلنا إلى بلدة إسمها " فاطيما", سأحدثكم عنها فى الحلقة الثالثة,

و إلى اللقاء.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

منتظرين الباقى يا أستاذنا العزيز

تحياتى

ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون !

_الحق المر..محمد الغزالى..مقالات مختارة بعناية

رابط هذا التعليق
شارك

رائع وجميــل حقًــــا

أســـتاذنا الفاضــــــل

فأين سـنذهب الآن ؟

واظنك ذو المحفظة الحمراء ، وكنا نود أن تكون الصورة أقرب ! :excl:

أليسَ مِنَ الخسـرانِ أن لياليًا :.:.:.تمرُ بِلا عِلمٍ وتحسبُ من عُمرى

رابط هذا التعليق
شارك

حدادا على مصرع أخوتى المصريين بشرم الشيخ,

أعتذر عن عدم إستكمال هذا الموضوع, للتفرغ لإدانة هذا العمل الهمجى, الذى أودى بحياة أخوتى المصريين,

و سأعاود الكتابة فى هذا الموضوع بعد أسبوع بإذن الله.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

عزيزى سكوربيون,

حدث خطأ فنى أدى إلى إختفاء بعص الصور المصاحبة لموضوع رحلاتى,

و عندما حاولت إصلاح الخطأ , لم أتمكن من "تعديل " إسم الصور لإنزالها, حيث أن خاصية " التحرير لا توجد بعد فترة من نشر الموضوع.

هل من طريقة لإعادة هذه الخاصية حتى أتمكن من إعادة الصور؟

شكرا مقدما.

تم عمل اللازم أستاذي العزيز .. و آسف جدآ للتأخير

سكوب

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الفصل الثالث من رحلات الأفوكاتو عام ‏2005‏‏,

فى الطريق إلى بلدة "فاتيما":

القصة التى وضعت بلدة برتغالية صغيرة مثل" فاتيما", فى مكان بارز على خريطة العالم, كمزار دينى و سياحى للكاثوليك من جميع أركان العالم, تبدأ كالآتى:

بدأت معجزة" فاتيما" فى الفترة بين 13 مايو , و 13 أكتوبر عام 1917, فى بلدة "فاتيما", و التى يعتنق معظم أهلها المذهب الكاثوليكى.

ففى الفترة ما بين التاريخين المبينين أعلاه, يقال أن صورة السيدة مريم العذراء ظهرت لثلاثة من أطفال القرية, من أسرة واحدة, وهم :أخ و أخته, و بنت عمهم:

فرانشيسكو

لوسيا

و جاسينتا

ويقال أن المعجزة الأولى تحققت بظهور" السيدة مريم العذراء " للأطفال يوم 13 مايو عام 1917 حيث بشرتهم بأنها ستقوم بمعجزة أخرى, لكى تثبت أنها ستعود لكى تحرر العالم من آثامه, و شروره.

و قد ظهرت المعجزة الثانية أمام 70 ألف مشاهد من أهل البلدة مساء يوم 13 أكتوبر من نفس العام , وهو اليوم الذى حدده الأطفال لحدوثها.

ويقال أن "السيدة مريم العذراء" قالت للأطفال أن الرب سيحقق " معجزة" حتى يصدق القوم فى صدق قولها.

فى الوقت المحدد, تمكن ال 70 ألف مشاهد من النظر إلى الشمس,بدون تحديق, أو حجب وهج, حيث شاهدوا ابوضوح الشمس وهى تدور حول نفسها, ثم تصغر, و تكبر, و تتحرك كما لو كانت ترقص.

و لقد ركع الرافضون لتصديق المعجزة, على الأرض, معلنين إيمانهم بالرب, و التوبة إليه, و طالبين الغفران.

و يقال أن مياه مقدسة لها قدرة الإشفاء قد نبعت من نافورة فى وسط البلدة, حيث أقيم بجانبها كنيسة كبيرة فى ميدان واسع, يؤمها الكاثوليك من جميع أركان العالم سنويا, و يشربون من المياه المقدسة,( التى يتم تعبئتها أيضا فى زجاجات, يتم تصديرها إلى جميع أركان العالم المسيحى), كما يلتمسون من السيدة مريم العذراء, و التى سميت الكنيسة بإسمها, الصفح, والغفران, و الشفاء لأنفسهم, و لمرضاهم.

هذه هى القصة,

و قد أنتهت المرشدة من شرحها دقائق قليلة قبل الإقتراب من البلدة, الذى أحسسنا به عندما لاحظنا بطئ حركة المرور, و كما ذكرت فى الحلقة السابقة, كان اليوم هو يوم إحتفال بعديد من المناسبات, و الجميع فى أجازات, و الكل يأتى إلى " فاتيما" بلدة المعجزات.

بعد عدة محاولات, تمكن سائقنا من ركن ا لأتوبيس فى مكان قريب, من مركز المدينة الصغيرة

و فور مغادرتنا الأتوبيس, شعرت فجأة أنى قد انتقلت إلى مولد السيدة زينب, أو مولد السيد البدوى بطنطا.

فآلاف العائلات تسير فى الطريق, كما لو كانت منومة تنويما مغناطيسيا, متجهة من جميع أركان المدينة فى إتجاه " الباسيليكا" أو " كنيسة Our Lady of Fatima” .

صور 13و 14و 15

صورة كنيسة العذراء ببلدة فاتيما

%2014%20Bazilica%20Our%20Lady%20of%20Fatima014.JPG

صورة الميدان

13%20Fatimasquare013.jpg

صورة أخرى للميدان

15.Fatimasquare2.jpg

و كان الميدان ممتلئا بالناس, و استمر توافد أفراد جدد, يحملون الشموع الطويلة (التى يتراوح طولها ما بين متر, و متر ونصف), السميكة, و كانوا ممسكين بأأطفالهم, و يسيرون فى مجموعات ما بين خمس أفراد, و ثمانية.

و كان الميدان محاطا بسور سمكه حوالى قدم, و ارتفاعه حوالى قدمين, و به فتحات تسمح للناس بالدخول من أماكن متعددة.

و فى داخل حلبة الميدان, رأينا على الأرض خطا مرسوما بالبلاط الأزرق, يدور بالميدان, و يبعد عن حدوده بحوالى 10 ياردات, و يشكل دائرة كبيرة ينتهى طرفاها عند مدخل هيكل الكنيسة.

و كان بجانب الهيكل محرقتان, المفروض أن تكونا منصتين لإشعال الشموع, و لكن العرف جرى على قذف هذه الشموع فى المحرقتين, بدون إشعالها, حيث ستشتعل على كل حال.

و كان لهب الشمع المحترق يمتد على إرتفاع 4 ياردات فوق مستوى المحرقتين.

و عندما ألقينا نظرة إلى الخلف, أى فى إتجاه صحن الميدان, وجدنا ناس راكعين على ركبهم, فوق الخط الأزرق, و قلت فى نفسى, لا بد أنهم يؤدون صلاة خاصة, و لكننا لاحظنا,أنهم يتحركون زحفا و إلى الأمام على الخط الأزرق, فى إتجاه الهيكل.

التفت إلى مرشدة الرحلة, و سألتها عن تفسير هذا السلوك, فقالت:

إنهم يتوجهون إلى كنيسة العذراء على زحفا ركبهم, أى باستعمال الركب بدلا من الأقدام, و بقدر الأم الذين يشعرون به, يشعرون بالراحة الروحية, لأنهم يكفرون عن سيئاتهم, و ذنوبهم, وهذه هى تقاليد بعض الكاثوليك الذين يؤمنون بمعجزة " سيدة فاطيما" أى " العذراء مريم.

بعد أن رأينا ما رأينا, تركنا "الباسيليكا" أى الكنيسة, و الميدان, و توجهنا إلى وسط البلدة.فى انتظار عودة التوبيس .

و كان وسط البلدة يشبه إلى حد كبير سوق الموسكى, و سيدنا الحسين,:

فالمحلات تبيع جميع اصناف العاديات المتعلقة بالدين, مثل الشموع, و الصلبان, و الأيقونات, و البخور, و القلادات, و الأقراط, و كلها مزينة بصور دينية.

و فى وسط هذه الزيطة, إنتشرت عشرات من المطاعم, و المقاهى, و محلات الآيس كريم, و الناس تسير فى وسط الشارع, تتفرج, و تشترى, و تفاصل, و تاكل, و تشرب, كل هذا, وهم سائرون.

رأينا شخص ضرير يستجدى( يشحت), و يسير فى فى وسط الشارع, بعصاته البيضاء, مناديا باللغة البرتغالية, طالبا إحسان,

و على بعد بعض خطوات من مكان تجوله, راينا سيدة ضريرة, تجلس على مقعد , و تكرر كلمات التسول .

و على بعد خطوات قليلة أخرى, رأينا رجل آخر, يتسول, و لكن بطريقة حديثة مبتكرة, فقد وقف فى عرض الشارع, لا يتحرك, و لا يتكلم.و يعلق فى رقبته حبل ينتهى بعلبة صفيح لا بد أن الجميع هنا يعلمون مغزاها.

تمنيت بعد رؤية هؤلاء المتسولين, أن أكون متسولا, فلقد رأيت مئات من المحتفلين يدفعون بسخاء, بل أضحكنى أن أرى بعضهم يقف فيما يشبه الطابور, لكى يعطى مما أعطاه الله.

هنا إنتهت رحلتنا فى بلدة فاتيما,

و فى الحلقة الرابعة, سنبدأ من مدينة " لشبونة" عاصمة البرتغال,

و إلى اللقاء.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

رحلات الأفوكاتو عام ‏2005‏‏

الفصل الرابع:

بعد ترك مولد السيدة زينب المقام ببلدة " فاتيما" توجهنا إلى" لشبونة", عاصمة البرتغال, و نزلنا بفندق" ماريوت" ثم خرجنا للعشاء فى مطعم فى مطعم أسماك و فواكه البحر, وصلنا إليه على متن " معدية" عبرت بنا إلى الجانب الآخر من النهر الذى يشق المدينة.

صورة 16

16%20theferry016.JPG

و أمضينا سهرة ممتعة تناولنا فيها الطعام على موائد كبيرة ممتدة, و لم تكن أكلة تقليدية, بل كانت على طريقة تقديم كميات من كل أنواع الطعام, على فترات, و كلما انتهى صنف, أتوا بالصنف التالى.

و عدنا إلى الفندق للراحة و النوم.

و فى صباح اليوم التالى, بدأت جولتنا فى المدينة, و لاحظنا عندما توجهنا إلى الأتوبيس, أنه أتوبيش يشبه تماما الأتوبيس الذى بدأنا به الرحلة, و لكن بقيادة سائق آخر, و عندما سألنا عن سبب تغيير السائق, قيل لنا (بعد لفت نظرنا) أن هذا الأوتوبيس أيضا ليس الأوتوبيس الذى بدأنا به الرحلة , بل بديل مؤقت, بسائق مؤقت, حيث أن القانون فى البرتغال و إسبانيا يحدد عدد ساعات القيادة اليومية ب 9 ساعات كل 24 ساعة, مع إعطاء السائق أجازة أسبوعية لمدة 36 ساعة.

و إذا قاد السائق الأوتوبيس خلال فترة أجازته الإجبارية, فإنه يكون مرتكبا لمخالفة يستحق عليها غرامة قاسية.

و السبب فى قسوة هذه القوانين هو ضمان أن يكون السائق فى حالة صحية و نفسية جيدة, و أن لا يكون مُجهدا, مما يعرض حياة المسافرين إلى الخطر.

قالت لنا المرشدة المرافقة للرحلة:

تنقسم " لشبونة" ألى ثلاثة أجزاء,

1- وسط العاصمة, و يضم مبانى الحكومة و الشركات الكبيرة, و مساكن سكان العاصمة

2- منطقة العصور الوسطى( منطقة " بلم" أى " بيت لحم"), حيث كان يعيش بها " السفارين" أى اليهود الذين هربوا من إسبانيا ومحاكم تفتيشها.

و شوارع العاصمة واسعة عريضة, و تتوسطها مساحات خضراء, مزروع فيها أشجارا مورقة, و زهور جميلة, و أغلب الشوارع مزدوجة المرور, اى أنها شارعان فى كل إتجاه, أحدهما للمرور السريع, و الآخر للبطئ, يفصل بينهما شريط من الحدائق.

ووصلنا إلى ميدان يسميه أهل لشبونة " ميدان روسيو", تتوسطه منصة عالية, و فى أعلاها, يقف تمثال أحد ملوك البرتغال, كما توجد بالميدان نافورتان.

وفى المساء, يخرج أهل " لشبونة" للسير, و الحديث, و التسامر فى الميدان. و تخرج المقاهى موائدها, و مقاعدها, و يصبح هذا الميدان مكان لقاء لنصف سكان العاصمة

صورة( 18)

18%20Lisbon%20Sq.18.JPG

و يشبه هذا الميدان, مع الفارق طبعا, الميدان الذى ذكرته لكم فى إحد الفصول السابقة, و الذى يتوسط مدينة "سالامانكا" بإسبانيا, و إسمه | بلازا مايور", الذى ذكرنى بميدان عابدين.

ووراء هذا الميدان, و على قمة تل قريب, رأينا قلعة من القلاع التى بناها العرب الذين احتلوا سبانيا و البرتغال, ووصلوا إلى فرنسا. و يطلق الإسبان و البرتغال على " العرب" لفظ " مورز".

وصلنا إلى الميدان التجارى, الذى يتوسطه تمثال للملك "جوزيف الأول", ممتطيا جواده, و مرتديا زيا عسكريا.

و هذا الميدان يطل مباشرة على النهر الذى يصب فى المحيط الأطلسى, و المبانى التى تحيط بهذا الميدان تشبه قشلاقات القصور المكية فى مصر, و تذكرنى ايضا بقشلاق الحرس الملكى بميدان عابدين

صورة( 19)

19-CommercialSq.019.JPG

وصلنا بعد ذلك للقسم القديم للمدينة, ويصفونه بأنه الجزء التاريخى, لأنهال قسم الذى بدأت به المدينة منذ مئات السنين على الوجه الآتى:

بدأت هذه المدينة كقلعة على قمة تل مرتفع, و كان سور المدينة يحمى سكانها من هجوم الأعداء, فكانت تغلق أبوابه فى المساء, تحسبا للمفاجآت.

لما زاد عدد سكان المدينة القلعة, بنوا خارج أسوار القلعة, و استعملوا الأسوار القديمة كحوائط لبيوتهم, و بنوا منازلهم نزولا على التل, و مع إستمرار زيادة عددهم, بنوا مساكن خارج نطاق السور, مما إضطرهم بعد قرنين من بناء سور آخر, حدث له ما حدث للسور الأول بعد إستمرار زيادة السكان.

صورة ( 21)

P5020021.JPG

و تكررت هذه العملية بعد قرنين آخرين, , و توسعت المدينة بامتدادها إلى أسف التل, بحيث أصبحت المدينة, التى بدأت كقلعة, مدينة من ثلاثة أسوار, , و تتضمن هذه الأسوار بعض المنازل, و بنيت البقية بين طبقاتها. التى يتم الصعود و النزول بينها بواسطة دروب و سلالم ضيقة للغاية, مصنوعة من البلاط الصغير الحجم , فى شكل سللبم حلزونية,

و كان آخر ضحايا ضحايا هذه السلالم الحجرية الضيقة هو " العبد لله" كاتب هذه السطور,

و سأقص عليكم هذه القصة فى الفصل الخامس,

و إلى اللقاء الأسبوع القادم.

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الفصل الخامس

من رحلات الأفوكاتو لعام 2005

(صور رقم 23 و 24 تبين أجزاء من ألمنطقاة القديمة, و حوش قريب من الواقعة التالية)

23PoorareainLisbon.jpg

24Alfamaditrict.jpg

توقفت بكم فى الحلقة الماضية, واعدا بسرد قصة آخر ضحايا السلالم الحجرية فى القسم القديم من عاصمة البرتغال" لشبونة", و هذا هو ما حدث لى:

بينما كنا نعبر داخل دهاليز هذه المنطقة , صعدنا بعض درجات سلم حجرى , و وصلنا إلى باب مسكن مبنى فوق أحجار أحد الأسوار التاريخية التى ذكرتها فى الفصل السابق, و التى تحتوى على جزء كبير من المدينة القديمة,.

و بدأنا النزول بحرص شديد على سلم حجرى آخر يؤدى إلى مستوى منخفض من المدينة, حيث أن السلالم كانت ضيقة, و يختلف سُمك و إرتفاع درجاتها, عندما لاحظت تواجد بعض الأكياس السوداء التى تستعمل للتخلص من القمامة, و كان أحد هذه الأكياس ممزقا, و يسيل منه سائل فى لون الشاى, يجرى بين فجوات بلاط السلم, فقررت الإبتعاد عن هذا السائل الغير معروف الهوية,

و إذا بى أسمع صيحة مرتفعة بالإنجليزية: " حـــــــــــا...ســـــــــب .... هناك زيت على...".,

و قبل أن أسمع بقية الجملة, شعرت بقدمى تطير فى الهواء, تصحبها قدمى الأخرى, و شعرت بأيادى تحاول الإمساك بى, و لم أدرى إلا و أنا ملقى على الأرض, و قد طارت شنطتى اليدوية فى الهواء, و طار معها وقارى و هيبتىو أستقرا معى على الأرض, ننعم برائحة زيت له رائحة سمك مقلى نفاذة.

و توقف الركب المكون من 40 سائح, و الجميع ملتفون حولى, يحاولون إنهاضى, و ما كدت أقف, حتى انزلقت مرة أخرى, حيث أن حذائى "النايكى." كان منقوعا فى الزيت, و أحسست بيد قوية تشدنى, وجدت بعد ذلك أنها يد زوجتى, و اتضح أنها هى التى صاحت:

"حاسب, هناك زيت على.... "

و علمت منها, بعد فوات الأوان, أن بقية الجملة كانت:

.

" ...... بلاط السلم..

إندفعت مُشرفة الرحلة فى إتجاهى سائلة عما حدث, و بدأ الكل يشرح القصة, و كل منهم يشرحها كما تخيلها,

فمن قال أنى لم أتناول الأفطار هذا الصباح, و هذا كذب طبعا!!!,

و منهم من قال أنى أكلت أكثر من اللازم, ... و فى هذا نصف الحقيقة,

و أخيرا قال أحدهم أنى ربما كنت قد تعاطيت مخدرا !!!!! .

ولو كانت نظراتى تقتل, لكان قائل هذا الكلام ميتا الآن,

و لكن كل هذه التكهنات لم تمنع الجميع من تقديم العون, فبعضهم أعطانى مناديل ورقية لمسح الزيت الذى لوث حذائى و بنطلونى, و جاكتتى, و شنطتى اليدوية.,

و بعضهم عرض على رشفة ماء من زجاجاتهم

و خافت المرشدة من المسئولية المدنية, و خاصة أنها تعلم طبيعة عملى " سابقا" , و سألتنى:

هل أنت بخير؟

هل تشعر بألم؟

هل أنت متأكد أنك غير مصاب؟

هل نتوقف عند مقهى لتتناول فنجان شاى؟

هل... هل..... هل..... ؟

و قلت للجميع, محاولا إسترداد " وقارى" الذى تمرغ فى زيت قلى السمك:

" شكرا لكم جميعا, و كل شيئ على ما يرام."

و عندما رجعنا إلى الأوتوبيس الذى كان عمره أسبوع واحد, " جديد لنج", كان أول ما فكرت فيه هو:

حرام أوسخ بملابسى المزيتة المُسمكة .. هذا الأوتوبيس الجميل.

و توجهت إلى السائق سائلا باستحياء: " هل من الممكن أن تعطينى فوطة لأضعها على مقعدى بالأتوبيس حتى لا تتسخ بزيت ملابسى؟ "

و لما لم يكن بفهم ما أقول, لأنه بلغارى , قليل المعرفة باللغة الإنجليزية, فقد تطوعت مشرفة الرحلة بشرح الموقف, و هنا, أرتبك قليلا,ثم أسرع بإحضار فوطة صفراء جديدة.

و انتهت الأزمة, و تمكنت من منع " زيت السمك المقلى, " من التسلل إلى مقاعد الأوتوبيس.

نعود الآن إلى مسار الرحلة:

لاحظنا أن بعض أسماء الشوارع و الحارات كانت مكونة من كلمات عربية, و سبب ذلك أن الأندلس ( إسبانيا و البرتغال) كانت تحت حكم عرب شمال أفريقيا لمدة تزيد على مائة عام, , و عندما غادروها, تركوا خلفهم حضارة ثقافية و معمارية مازال الأسبان و البرتغال يعتزون بها.

و لكن فى نفس الوقت, فهم يكنون بعض الكره العالق للعرب الذين احتلوهم طوال هذه السنوات.

إنتقلنا إلى منطقة " بلم" و هى ترجمتهم لكلمة " بيت لحم" . و قد سكن هذه المنطقة فى الماضى اليهود ( السفاردين) الذين فروا من إسبانيا عقب محاكم التفتيش, و استوطنوا هذا الجزء من المدينة, و التى أصبحت حاليا جزءا حديثا من مدينة " لشبونة" .

و يسكن هذه الضاحية متوسطوا الدخل الذين يشترون شقق فى عمارات جديدة حديثة يتم إقامتها تقريبا كل يوم.

(صورة رقم 25, و تبين النهر و البرج المقام عليه فى منطقة" بيت لحم")

25BelemTower.jpg

بعد ذلك زرنا المنطقة التى يقع فيها قصر رئاسة الجمهورية, و لاحظنا أن القصر يقع على بعد عدة خطوات من مساكن قديمة فقيرة, و ذكرنى هذا بقصر عابدين, الذى يقع فى حى عابدين بالقاهرة, و الذى كان محاطا بمساكن تنوعت من عمارات جيدة, إلى بيوت قديمة متهالكة.

و لكن تشابه القصر الجمهورى, البرتغالى, و القصر الملكى بعابدين ينتهى هنا, فلم يكن القصر الجمهورى البرتغالى بالفخامة التى تتوقعها فى مقر رئيس دولة.

كما لاحظنا أن ألوان المبانى الحكومية, و القشلاقات, تمتاز بالألوان الزاهية, فالمبانى إما بيضاء, أو ذات لون أخضر فاتح, أو وردى, أو اصفر.

(صور رقم 27 و 28, تبين الإحتفال بيوم " الحرس الوطنى" قرب القصر الجمهورى.)

27NationalGuardDay.jpg

28NationalGuardDay2.jpg

و قبل مغادرة هذه الضاحية, لاحظت أن عديد من المبانى قد تم إتلاف طلائها, حيث قام المخربون من الأطفال, و الشباب العابث, بكتابة أسماءْ و رسم صور( جرافيتى) شوهت جمال المعمار, و رغم تواجد هذه الظاهرة فى إسبانيا ايضا, إلا أنها كانت أقل ظهورا هناك.

و كان حكمى على العاصمة البرتغالية أنها أقل جمالا من " مدريد" عاصم إسبانيا. و لكن زيارتنا لمدينة أخرى قريبة من العاصمة, أعادت إلىّ ذكريات مدينة " الأسكندرية", فى عصرها الذهبى.

و هذه المدينة إسمها" كاش كايشى", و سأتكلم عنها فى الفصل السادس أنشاء الله.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

اعيش معك الرحلات .. و أري بعدسة كاميرتك شوارع و ميادين بل و أزقة و حواري عوالم أخري ... استمتع بكلاماتك ... و اشعر بالألم في ظهري من جراء الوقعة :) .... بل اشم ريحة سمك تتسلل الي خياشيمي ...

قلم رائع .. حس مرهف .. وراء رحلات اقوم بها معه ...

تحياتي ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

اهلا ومرحبا بكم فى شبه جزيرة ايبيريا ...

استاذنا الفاضل الكريم ...

بصراحة استمتعت كثيرا بالسرد الصريح الواقعى للزيارة والانطباع الجميل ( على حذر )..

ومسألة زيت السمك !!......للأسف ان مازال ناس كتير فى اسبانيا والبرتغال لا يصنفون.. ( القمامة ) ..رغم التوعية بذلك ليل نهار ..

حمدلله على السلامة والحمدلله اللى جت على قد كدة ...

فى انتظار باقى الحديث الممتع ..

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

أعزائى سكورب و مدام سلوى,

أشكركم على التعقيب على وصف رحلتى , و سوف أكملها على فترات تسمح للقارئ أن يستوعب التفاصيل, بدون ملل.

أمامنا طريق طويل, فبعد البرتغال, سنذهب لفترة قصيرة إلى إسبانيا, حيث نعبر البحر المتوسط, و نزور المغرب, ثم نرجع فى جولة أخرى جميلة فى إسبانيا.

و بعد هذا نعود إلى مصر, قد كتبت ما فيه الكفاية عن تجربتى فى المحروسة, و لكن رحلتى التالية إلى تركيا ستتضمن موضوعات تشرح فى مجملها التاريخ الحضارى لتركيا, و سوف لا أزيد عن ذلك فى الوقت الحالى.

تحياتى لكم , و لكل من زار الموضوع.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

لقد أمتعتنا يا أستاذي القدير

بأسلوبك الأكثر من رائع

تحياتي

جيجي ...

سعودية الجنسية ... مصرية الهوى ...

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا يا أختنا مصرية الهوى,

و هناك مزيد قادم فى خلال أيام.

تقبلى تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

يا أستاذ أفوكاتو

انتظرنا المزيد ... :D فطال انتظارنا .. :wub:

ولكن لا من مزيد :D

جيجي ...

سعودية الجنسية ... مصرية الهوى ...

رابط هذا التعليق
شارك

الأخت مصرية الهوى,

أعتذر لتأخرى فى فى سرد بقية رحلاتى الأخيرة, فقد أخذت خيبة الإنتخابات كل وقتنا, و رأيت أن أستكمل الموضوع و بالنا رايق.

تحياتى و شكرى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 سنة...

للرفع

حتى يتسنى للأعضاء الجدد رؤية ما فاتهم قبل أن يلتحقوا بالمحاورات, فهذ الموضوع قد نشر عام 2005, و نشرت أخبار رحلتى إلى إسبانيا, و البرتغال, و مراكش,

تقبلوا تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 5 شهور...

الأخ العزيز الأفوكاتو

أولا شكرا على طريقتك المتكاملة في الكتابة والت تجعلني استمر في القراءة

ولكن لدي عتب صغير

أول عتب : ياليت انك تكتب اسماء الاماكن باللغة الانكليزية حتى نستطيع البحث عنها في الانترنت.

ثاني عتب : ياليت تكتب أسم الشركة وسعر الرحلة و اسماء الاماكن والدول باللغة الانكليزية .في رد واحد.

لأنة بصراحة أعجبتني طريقتك في العرض وأتمنى أن أزور كل الاماكن اللي زتها للتعرف على حضارات الدول الثانية والاماكن الجميلة :blink:

وأخيرا ملحوظة : دخلت هذا الموضوع بعد أن بحثت عن كتاباتك لأنها شيقة لذلك سجلت في هذا المنتدى اليوم لأعبر لك عن مدى اعجابي بأخلاقك وكل شيئ فيك مميز.

وشكرا

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      ألبوم صورها به الكثير من اللقطات النادرة لأماكن غير عادية على ظهر الكوكب. مثلا: صورة من شباك غرفتها فى لابلاندعرض الصفحة
    • 0
      منذ 2005 عام انسحاب الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة شهد النزاع الفلسطينى الإسرائيلى على أراضى القطاع الساحلى عدعرض المقال كاملاً
    • 0
      تصدرت رائدة الفضاء المصرية سارة صبرى محركات البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعى بعد أن كشفت شركة Blue Origعرض المقال كاملاً
    • 0
      تعد رحلات باريس من أبرز الرحلات السياحية في العالم التي يفضلها ملايين السياح في كل عام، فمع ما تمتلكه العاصمة الفرنسية من مقومات للجمال والقوة فإنها تزخر بالعديد من المعالم السياحية المتنوعة ذات الشهرة العالمية التي جعلت من السياحة في باريس مقصدًا سياحياً ذات أهمية بالغة في العالم.  أشهر معالم باريس السياحية  برج إيفيل  يعد برج إيفيل أهم معالم باريس لما له من شهرة عالمية واسعة جعلت منه أكثر معالم باريس جذباً للسياح، حتى أصبح السفر إلى باريس وفرنسا عامة لا يكتمل بدون
    • 33
      ارتفع عدد ضحايا مركب الهجرة الغير شرعية التي غرقت على بعد 12 كيلو من ساحل رشيد الى حوالي 160 قتيل من أصل 600 مفقودين ... في الغالب انهم جثث في قاع البحر ... رحمهم الله وصبر أهلهم ...  المأساة أصبحت تتكررولا شىء يوقفها وكأن الموت غرقا هو مطلب هؤلاء الضحايا المساكين و أهاليهم . سألت نفسي  لماذا يجازف هؤلاء المهاجرين بحياتهم ؟!! ولماذا يلقي أهاليهم بهم الى التهلكة او في أحسن الظروف في رحلة عذاب غير مأمونة العواقب وغير معروف مصيرها ؟ بالتأكيد هي الحاجة و العوز و الفقر الشديد      (الف
×
×
  • أضف...