اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

إحنا بتوع كله.. ذكريات من الخمسينيات


الأفوكاتو

Recommended Posts

إحنا بتوع كله:

ذكريات أواخر الخمسينيات. و تداعياتها.

أثناء وجودى بمصر, أى قبل هجرتى إلى إنجلترا, و فى أثناء رحلة عمل من مدينة الإسماعيلية إلى القاهرة, توقفت سيارتى المهكعة الفولكسفاجن على مشارف المدينة, و تمكنت من إستئجار عربة كارو يقودها حمار, لكى تسحب السيارة إلى منتصف المدينة.

أدرت النظر إلى أن وقع نظرى على ورشة ميكانيكا سيارات.

سرت إلى المحل, و قابلنى شاب يرتدى أوفارول أزرق, و سألنى: أى خدمة يا بيه؟

(كلمة باشا لم تكن متداولة فى ذلك الوقت)

فسالته: هل تفهم فى الفولكس؟

فكان رده السريع, و بكل فخار:

يا بيه إحنا بتوع كلو.

فذكرت له المشكلة, و تركت له السيارة بعد أن وعد أن يفرغ منها بعد ساعتين.

أخذت سيارة تاكسى إلى معسكر الجلاء, الموجود على مشارف المدينة, لكى أمضى هاتين الساعتين مضيفا نفسى عند صديق ( الله يرحمه) الذى كان طبيبا بالمستشفى العسكرى هناك.

بعد أن دردشنا فى السياسة, و الأوضاع السياسية المائلة, و اعتداءات إسرائيل المتكررة خلال حرب الإستنزاف, إستأذنت فى الرجوع إلى سيارتى, و تكرم صديقى مشكورا بتوصيلى بسيارته إلى محل الميكانيكى.

شكرت صديقى, و طلبت منه أن يرجع إلى عمله, و لكنه ضحك و قال:

مش حاسيسبك إلا بعد ما تخلص عربيتك.

و لكنى لم أرضى له تعطل أعماله بالمستشفى فأصررت على أن يعود إلى عمله. و كانت هذه هى ثانى غلطة ارتكبتها فى ذلك اليوم.

أما الغلطة الأولى فكانت تصديقى أن الميكانيكى " يفهم فى الفولكس"

فقد توجه : الباشمهندس" الميكانيكى إلى حيث وقفت بجانب سيارة صديقى, و قال لى :

العربية ما خلصيتش يا بيه, أصل فيه قطعة غيار لازم نجيبها من مصر.

و التفت بسرعة إلى حيث كانت سيارة صديقى, و لكنه كان قد إنصرف ظانا أن الميكانيكى قد أنهى إصلاح العطب.

قلت للميكانيكى: و متى سيمكن وصول هذه القطعة؟

فأجاب: النهاردة السبت يا بيه, و بكرة الأحد, و " الأجنصات" قافلة, يعنى كده إنشاء الله, تجيلى يوم الإثنين بعد الضهر, تلاقيها آخر حلاوة.

طلبت صديقى تليفونيا فى معسكر الجلاء, و شرحت له القصة, فقال:

بعد ربع ساعة, سأحضر ميكانيكى المستشفى , و أجعله " يكشف" على سيارتك.

فشكرته, و جلست على مقعد أمام محل الميكانيكى الذى سألنى :

عايز تشرب حاجة يا بيه؟

فنظرت إليه بغيظ و قلت :

أيوه.

فقال: و تحب سيادتك تشرب إيه؟

فقلت له: عايز أشرب من دمك.

فظنها نكتة, و ظل يضحك لمدة خمس دقائق,.

وصل صديقى و معه ميكانيكى يرتدى الملابس العسكرية, و كان كبيرا فى السن, و تبدو عليه علامات الثقة فى النفس.

طلب فحص السيارة, ثم قال لى:

تسمح يافندم تيجى على جنب؟

فذهبت على جنب, و قال لى:

العربية مافيهاش حاجة يافندم, ده عيب فى كل العربيات الفولكس لأنها تبريد زيت, السير مقطوع, و نجيب غيره من أى محطة بنزين.

لن أقص عليكم ما قلته, و ما فعلته بال" باشمهندس " الميكانيكى, حيث كنت وقتها أصغر سنا, و أطول لسانا من الآن.

تذكرت هذه القصة, و خاصة كلمة إحنا بتوع كله.

لأن هذا هو بالضبط هو شرح للفلسفة التعليمية فى مصر, التى يتخرج على ضوئها أمثال من هذا الميكانيكى و الذين " يعرفوا كله", و لا يعرفون شيئا.

الفلسفة الغربية فى التعليم يمكن تلخيصها بالمقولة التى كنا نتندر بها فى مصر عند الكلام عن التخصص:

Jake of all trades, is a master of non

و لا يكتفى التعليم الغربى بالتخصص فى الدراسات المهنية, بل يقوم نظام التدريب الحرفى و المهتى على فلسفة تخصصية منذ بداية التعليم و التدريب.

و لقد نشرت منذ عدة أشهر مقالا فى باب " زرع ... حصد", ذكرت فيه القواعد التى تحكم هذا النوع من التعليم الفنى و الحرفى, وهو ما يتم أيضا فى المجال المهنى

( و هذه هى وصلة الموضوع)

ذهبت العام الماضى لطبيبة أسناننا, التى رأت أن بعض ضروسى( أو المتبفى منها) سوف تحتاج إلى حشو.

ثم كشفت على اللثة, ثم قالت:

أنت تحتاج أيضا لإزالة " ترسب جيرى " على الأسنان, و كنت أقوم بهذا العمل فى الماضى, و يمكننى أن أقوم به, و لكنى وظفت إخصائية متخصصة فى هذا العمل, هل ترغب فى أن أحجز لك موعدا معها؟ هى تعمل هنا.

ووافقت.

فهمت أن مهنة الإخصائية هى : Hygienist , قد تم إدخالها فى منهج كلية طب الأسنان فى عديد من الدول المتقدمة, و خاصة فى اليابان و أوروبا.

و تقل فترة دراستها سنة واحدة عن دراسة طب الأسنان, لذلك لا يحق للحاصل على هذا المؤهل لقيام بكل مهام طبيب الأسنان.

و قد قامت السيدة المذكور بعملها بمنتهى البراعة و الحرفية, و شرحت لى أثناء العلاج أوجه الإختلاف بين المهنيتن.

و يرجع معظم الخلاف إلى الإمكانيات المادية, حيث أن عيادات طب الأسنان هنا مجهزة بأحدث الطرق العلمية لتصوير, و علاج, و تحليل, و تطوير, و حل جميع مشاكل الأسنان.

و نفس التخصص يوجد فى جميع المهن, و فى مهنة المحاماة, فإلى جانب تقسيم المهنة إلى " باريستر" و " سيوليسيتور" كما ذكرت فى مقالات سابقة, فإنه فى داخل كل فئة, نجد عدة تخصصات, يكون معظمها مبنيا على دراسات عليا تخصصية, مثل قوانين الشركات, قوانين الأسرة, جرائم الأموال, جرائم إدمان المخدرات, قوانين التجارة الخارجية, جرائم الحرب, قوانين الهجرة ... الخ.

أما فى مصر:

إحنا بتوع كله.

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

استاذنا الكبير الاستاذ : محمود اسمحلي ان احييك فانا اول مرة اتشرف بالتعليق علي مداخلة لحضرتك علي الرغم باعجابي بما تكتب

أما فى مصر:

إحنا بتوع كله.

من خلال قرائتي لما كتبت حضرتك لاحظت ان هناك محاولة للمقارنة بين مصر ودول اوربا واسمح لي حضرتك ان اقول

بأن من وجهة نظري المقارنة ظالمة في كل شئ واهم شئ وهو ملامح شخصية الشعب المصري -بدون تعميم طبعا-

فنحن شعب تربينا علي الفهلوة ومشي حالك والجيش بيقولك اتصرف وغيرها من العبارات الغير منطقية واللي جابتنا وراء او التي صنعت حضارتنا

لا اعلم فالمصري الوحيد اللي ممكن يعمل جميع الاعمال......... بمعني يكون سباك وكهربائي ونجار ومبيض محارة وغيره

مما يؤدي به الي اتقان او عدم اتقان اي صنعة فيهم......... احنا الشعب الوحيد اللي ما يقولشي ابدا ما اعرفشي بل تجد خلينا نشوف

وخلينا نحاول وغيره واحنا المصريين المغتربين صاحب الشغل ممكن يستفيد منا احلي استفادة لأننا ممكن نوفر عليه عدد 3 موظفين

برده لأننا بنفهم في كل حاجة ........ مش عارف هل ميزة ام عيب قد تكون وجهة نظري غير واضحة ولكن الموضوع شائك وحضرتك

بتتكلم عن اهم ملامح الشخصية المصريه................ احنا بتوع كله ................

بعض من الاصدقاء غير المصريين بيحكيلي عن مواقف في مصر وخصوصا لما الغريب يكون تايه ويسأل اي حد عن العنوان

كله يدله حتي لو كان ما يعرفش بس تلقي مصطلحات.. خش شمال في يمين في شمال هتلقاه علي يمينك........

والعديد من الأمثلة واحنا بتوع كله .

تم تعديل بواسطة شينكاوي

أنا مصري

ولو كمموا صوتي يوم واتخرست

أو زادوا العقارب فيكي واتقرصت

بحبك يام البلاد والكون

لا عمري زعلت منك ولا حتي اتقمصت

....

وأنا مصري

حبيت الطمي في نيلك

ومهما الغربة خادتني

حلمي إني آجيلك

ولو ف يوم ماقدرتش

قلبي وعمري أهديلك

....

وانا مصري ويحلالي

أقولها ف النهار والليل

وحبك مش مقياس ولا كيل

ده زرع جذوره في قلبي

وشايلك جوه عيني شيل

.....

أنا مصري

ونفسي يا مصر

أكحل عيني بترابك

ولما آجي

ما يحوشني العس علي بابك

وأحكيلك

وأشكي الهم

وأقولك أنا درويش

مضموم لزمرة أحبابك

.............

وف نيلك أغسل رجس الترحال

وغربة عمر

وهجرة ما كانت ع البال

وأبوس إيدك

ولا اسيبك

منقول عن احد الشعراء واسمه ابن طيبة بارك الله له

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى الأستاذ شينكاوى,

شكرا على تعليقك الكريم, و أود أن أوضح أن المقارنة ليس مقصود بها مجرد النقد, و لكنن الغرض منها الإستفادة من سلوكيات الأفراد فى أماكن أخرى من العالم.

و قد أشرت فى مقالى إلى تنظيم العمل المهنى و الحرفى, و لكى أوفر على القارئ إستعمال الوصلة التى تشير إلى الموضوع,, يسعدنى أن أضع المقال كاملا على هذه الصفحة,

المقال:

تنظيم العمل الحرفى و المهنى فى الدول المتقدمة.

فى أغلب الدول المتقدمة, هناك قوانين صارمة تحكم و تنظم النشاط الحرفى و المهنى, بحيث لا يستطيع شخص ممارسة حرفة أو مهنة إلا إذا كان حاصلا على مؤهلات خاصة, و يتمتع بصلاحيات معينة, لممارسة هذه الحرفة أو المهنة.

فمثلا, لا يستطيع شخص أن يمارس عمل حلاق أو كوافير بدون الحصول على دبلوم فى هذه الحرفة, فضلا عن ضرورة قيده فى نقابة هذه الحرفة.

و يسرى ذلك على الحرف و المهن الآتية( على سبيل المثال )

الحرف:

· السباك

· السمكرى

· الميكانيكى

· الكهربائى

· الطباخ

· عامل البناء

· عامل المحارة

· المبيض

· المنجد

· الحلوانى

و من المهن:

· الطبيب ( جميع التخصصات)

· الجراح

· المحامى

· المحاسب

· المهندس ( جميع التخصصات)

· طبيب الأسنان

· ممارس العلاج الطبيعى

· الجيولوجى

· الصحفى

· الصيدلى

ولا يكفى الحصول على المؤهل الفنى بالنسبة الى الحرف, أو المؤهل العالى بالنسبة للمهن, بل يستلزم القانون , لكى يستطيع الحرفى أو المهتى ممارسة عمله, أن يكون مقيدا فى النقابة( أو الإتحاد) الخاصة يالحرفة أو المهنة.

و رغم أن هذه الإجراءات يُقصد بها أساسا حماية المستهلك, فإنها أيضا تحمى حقوق المهنى و الحرفى أيضا, حيث تمنع الدخلاء على الحرفة أو المهنة من منافستهم فى العمل, كما أن نقاباتهم تتولى رعايتهم فى حالة إرتكاب خطأ مهنى غير مقصود, و تؤمن مستقبلهم عند العجز أو بلوغ سن التقاعد.

كما توجد أيضا قوانين تمنع المواطن من تركيب أو إصلاح أدوات أو منشئات أو أجهزة معينة بنفسه, إلا إذا كان مؤهلا للقيام بهذا العمل. فيمكنك مثلا تغيير لمبة الكهرباء, حيث لا يوجد خطركبير فى ذلك, و يمكنك تغيير جلدة الحنفية, , و لكن لا يمكنك توصيل الكهرباء أو خط التليفون, أو نقل التوصيلة من مكان الى آخر, كما لا يمكنك تركيب مواسير أو شطافات,أ و أجهزة تكييف, إلا بمعرفة حرفى مؤهل.

و حصول شخص على شهادة فى القانون مثلا ثم شهادة دكتوراة, لا يعطى هذا الشخص الصلاحية لممارسة المحاماة, أو إعطاء فتاوى قانونية ( و لو بدون مقابل) فى أمور لا يقوم بها سوى محامى متخصص, و مُؤهل لهذا العمل.

كذلك لا يستطيع الشخص الحاصل على بكالوريوس التجارة إعطاء نصيحة إستشارية لمستثمر, حتى بدون مقابل, إلا إذا كان مسجلا كمستشار إستثمارى.

و فى الحالتين السابقتين, يجوز لمتلقى النصيحة المجانية من شخص غير متخصص, أن يرفع دعوى تعويض, إذا ترتب على إتباع النصيحة ضرر مالى.

أما إذا كان المهنى مؤهلا للعمل, و ارتكب خطأ مهنيا, فإن المتضرر يمكنه رفع دعوى التعويض على المهنى و نقابته بالتضامن.

نرجع الى الجانب الخفيف فى هذه الدردشة:

تعودت ممارسة رياضة الجرى يوميا قبل ذهابى الى عملى, و كنت أجرى ما يعادل 8 أميال يوميا, أقطعها فى 60 دقيقة بالضبط, حيث أن الجو و البيئة كانت تشجع على هذه الرياضة.

و لم أكن الوحيد الذى مارس هذه الرياضة على الأرض الخضراء التى تحيط الجامعة, بل أن عديد من زملائى, و رهط كير من طلبتى, كانوا يشاركوننى هذه الهواية.

لعلكم لاحظتم أنى استعملت صيغة الماضى, فبعد حادث سيارة, أدى الى كسر فى الركبة اليمنى, نصحنى الأطباء أن لا أمارس هذه الرياضة مرة أخرى,

و حزنت كثيرا, و أحسست بفراغ لا يعرفه سوى من مارس هذه الهواية, و لكنى قبلت أمر الله, و قررت استبدال الجرى بهواية أخرى, فضلا عن " المشى لمسافات طويلة.

و لم أفكر كثيرا, فقد كنت دائما أقوم بإعداد وجبات طعام لنا و لأصدقائتا, على الطريقة المصرية, و تخصصت فى المشويات, و بنيت فى الحديقة الخلفية للمنزل جهاز باربكيو كبير يسمح بشواء كميات من الكباب و الكفتة و الفراخ ( و أحيانا السمك البلطى و السلمون الأحمر) تكفى لإطعام جيش.

و تنامت شهرتى فى هذا الترفيه الإطعامى, لدرجة أن أصدقائى كانوا يكادوا يعزمون أنفسهم لتذوق المشويات التى أصبحت خبيرا فيها.

و فى يوم من الأيام, أخطرنى صديق عزيز بنيته على الزواج من زميلة لنا فى الجامعة, و هى فى نفس الوقت صديقة لزوجتى, و فكرت كثيرا فى هدية مناسبة بمناسبة الزفاف، و هنا قالت زوجتى, التى كان والدها حينئذ يملك محل جزارة قبل أن يصاب بشلل نصفى:

" لماذا لا نشترى من محل والدى الربع الخلفى من بقرة( بيع بالجملة), حيث يمكن أن أسأله أن يقطع بعضها الى شرائح(ستيك), و يترك بعضها للكباب, و يقطع كتل كبيرة تصلح للتحمير فى الفرن, ( روستو) و يفرم البعض, و يستخلص بعض الريش للشوى, و نقوم يإعداد عشاء لضيوف الزفاف, و ما تبقى نضعه فى الفريز."

و راقت لى الفكرة, و عرضتها على صديقى العريس , الذى قبلها بسرعة البرق.

و فى يوم العرس, و بعد إنتهاء إجراءات الزواج فى الكنيسة, رجع المعازيم الى منزل صديقى, حيث كنت أنا و زوجتى فى الإنتظار فى الحديقة الخلفية, وو قفنا يجانب جهز الشواء الذى استأجره صديقى لهذا الغرض, و قد ارتدينا مرايل بيضاء مثل التى يرتديها الطباخون, ووضعنا على رؤوسنا قبعات الشيف المشهورة, و ابتدأنا فى شى الكفتة التى أعددتها على الطريقة المصرية مستعملا السيخ, كذلك قطع الكباب فى السيخ, و شرائح اللحم المشوى ( ستيك) و بعض الريش.

و كنا قد أعددنا أيضا بعض صحون من المشهيات التى أعددتها فى اللية السابقة بمنزلنا, و كانت تتضمن الطحينة, و باباغنوج, و طحينة بالحمص, و سلطة بلدى, و سلطة جريكى( يونانى), و بعض الطرشى( لم أعده بنفسى, بل اشتريناه ) و سلطة بطاطس, و سلطة فاصوليات مختلفة, وسلطة مكرونة.

و أمضى المهنؤون وقتا طيبا, و أكلوا و شبعوا, ثم أقترب مننا بعض المعازيم الذين لا ينتمون الى الوسط الجامعى, و سألونى أنا و زوجتى عما إذا كان معنا كروت , و لم أفهم قصدهم, فسألت ماذا تقصدون؟

رد أحدهم: نريد كارت البيزينس الخاص بكم, و عنوانكم و رقم تليفونك, حتى يمكننا إخبار أصدقائنا الذين يرغبون فى إستئجاركم لإحياء حفلات عشاء خاصة.

إنفجرت أنا وزوجتى بالضحك, فقد ظن هذا الزائر أننا طباخون محترفون , تم أستئجارنا كمتعهدين لإعداد و تقديم الطعام.

و هنا, ظهر صديقى, و قام بواجب التعارف, مشيرا الينا , قائلا:

أقدم لكم مسز فلانة الفلانية, طبيبة أطفال, و بروفسور فلان الفلانى, زمييلنا فى الجامعة,.

ثم أشار للرجل الآخر و زوجته, و قال لنا: أقدم لكم فلان الفلانى, و السيدة حرمه, و هم يسكنون فى المنزل المجاور, وهم أيضا أصدقاء قدماء.

رأيت حمرة الإحراج تظهر على وجه الجار و زوجته, و لكنى سارعت بالقول:

كان بودى أن أقدم لكم أى خدمة, و لكنى لا أحصل على المؤهل الحرفى الذى يسمح لى بالقيام بالطبخ و إعداد وجبات مشوية.

و ضحكنا جيعا بعد أن زال التوتر, لكن زوجتى قالت لى بعد أن إنصرفوا:

أعتقد أنه من الواجب عليك أن تحصل على مؤهل حرفى لممارسة الطبخ, حيث أنى أعتقد أنك ستكون أكثر ثراءا لو مارست مهنة الطبخ بدلا من مهنة التدريس الجامعى.

للأسف الشديد, لم أسمع كلامها, و لم أصبح ثريا.

و لم أندم.

فالسعادة ليست فى الثراء, بل هى فى العطاء.

تحياتى

كان هذا هو تص مقالى عن تنظيم المهن و الحرف فى انجلترا, كتبته بطريقة تقلل من الملل عند قراءة مثل هذه المعلومات الجافة, و ذلك بتطعيمها بمواقف واقعية طريفة تعطى للموضوع بعدا إجتماعيا خفيفا.

تقبل أسمى تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

استاذنا الفاضل ... الفهلوة سمة من سمات الشعب المصري منذ زمن بعيد .. فنحن لا نعترف بالقول " من قال لا أعرف فقد أفتى " .. ونعتبر الإقرار بعدم الفهم في شىء او عدم معرفة شىء عار وضعف .. فتجد كل واحد في مصر عالم بكل شيء في الطب والدين والاقتصاد والتعليم و السياسة وكرة القدم.. وهذه الثقافة وهذا الفكر يجب ان يتغير فنحن الأن نعيش في عالم التخصص الدقيق وكما ذكرت حضرتك من أمثلة ..

أنا شخصيا ومنذ سنوات قليلة حدث لي حادث مشابه مع سيارتي السابقة وكانت سيارة إلى حد ما ذات محرك كبير ومعقد .. وعندما حدثت مشكلة معينة ذهبت إلى الميكانيكي.. ولأنه كان مش مصري الجنسية .. ابتسم وقال لي أنا لا أعرف التعامل مع هذه السيارات..

طبعا احترمته وشكرته على صراحته .. هذه الحادثة تبين الفرق بين الثقافات والعادات

شكرا على هذا الموضوع

91589411.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى البروفسسور,

شكرا على مرورك الكريم, و قد مررت نمواقف فى مصر و الخارج جعلتنى أعتقد أن المصرى فعلا مظلوم, فالحكومة تقرر له منذ ولادته ماذا يفعل, و ماذا يقول, و ماذا سيصلح, و إذا لم يعجبه ذلك, فعليه أن يشرب من البحر.

نظام التعليم الذى يعتمد على الحفظ الصم لا يثقف الإنسان المصرى, بل يجعله منفذ لمعتقدات ثابتة, منها التواكل, و الإعتماد على الله بدون سعى جدى, و انتظار شفقة من الحكومة التى تعامل أفراد الشعب الفقراء كحثالة تمد يدها للإحسان, وهى العاطى..

لهذا, فإنى أحيانا , عند نقدى لبعض السلوكيات, أرى أن المصرى ليس مسئولا كليا عن هذه التصرفات, فقد فرضتها عليه ظروف عديدة, منها عدم الإعتراف بالخطأ من قبل الحكومة و بيروقراطيتها, و الإحساس بالتدنى إذا كان المواطن فقيرا, و أمثال شعبية مثل و العين لا تعلو عن الحاجب, و المية ماتمشيش فى العالى, و إذا لم يكن لديك كبير , إشترى واحد, .. الخ

المواطن المصرى هو بتاع كله, لأنه لم يتعلم أبدا أن يكتشف من هو, و ماذا يمكنه أن يختار لتحسين حياته.

شكرا مرة أخرى على مشاركتك فى الموضوع, و تقبل تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 7 شهور...

ماشاء الله على الأسلوب الجميل السلس فى السرد . الله يرحمك يا أستاذ محمود

شكرا للعزيز سكوربيون

كيف اصطباري وما في العمر متسع...!!

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى البروفسسور,

شكرا على مرورك الكريم, و قد مررت نمواقف فى مصر و الخارج جعلتنى أعتقد أن المصرى فعلا مظلوم, فالحكومة تقرر له منذ ولادته ماذا يفعل, و ماذا يقول, و ماذا سيصلح, و إذا لم يعجبه ذلك, فعليه أن يشرب من البحر.

نظام التعليم الذى يعتمد على الحفظ الصم لا يثقف الإنسان المصرى, بل يجعله منفذ لمعتقدات ثابتة, منها التواكل, و الإعتماد على الله بدون سعى جدى, و انتظار شفقة من الحكومة التى تعامل أفراد الشعب الفقراء كحثالة تمد يدها للإحسان, وهى العاطى..

لهذا, فإنى أحيانا , عند نقدى لبعض السلوكيات, أرى أن المصرى ليس مسئولا كليا عن هذه التصرفات, فقد فرضتها عليه ظروف عديدة, منها عدم الإعتراف بالخطأ من قبل الحكومة و بيروقراطيتها, و الإحساس بالتدنى إذا كان المواطن فقيرا, و أمثال شعبية مثل و العين لا تعلو عن الحاجب, و المية ماتمشيش فى العالى, و إذا لم يكن لديك كبير , إشترى واحد, .. الخ

المواطن المصرى هو بتاع كله, لأنه لم يتعلم أبدا أن يكتشف من هو, و ماذا يمكنه أن يختار لتحسين حياته.

شكرا مرة أخرى على مشاركتك فى الموضوع, و تقبل تحياتى.

لا اعرف ماذا اقول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ليتنى كنت اكبر سنا، ليتنى عاصرت التمتع بمشاركات الأفوكاتو منذ بدايتها هنا فى المنتدى.

والله انى لأشعر الأن بمصابى انا فى فقدك يا افوكاتو، فى الحرمان من قلمك وفكرك الذى يتضح كم

عطر المنتدى هنا.

علم، ثقافه،خلق رفيع جدا‘ ، امانه فى النقل والوصف ، ادب جم فى التحاور، رؤيه عميقه

للأشياء، تحليلات منطقيه للأمور، رقى فى الطرح ، علو فى الخلق..........لا نهايه لما اريد

ان اقول......

رحمه الله عليك، رحمه الله عليك، رحمه الله عليك، رحمه الله عليك.

اللهم اجعل مثواه الجنه، اللهم اجعل مثواه جنه الخلد، اللهم اجعل مثواه الجنه.

طائره ورقيه

رياح شديده

خيط قصير

الطائره ليست بين السماء ولا الأرض

..هذه انا!!

لولا

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا جزيلا للأخ الفاضل سكوربيون ....أقل ما يمكن أن نقدمه للراحل الغالى هو أن تبقى مواضيعه حيه و مقرؤه بيننا ...و أسأل الله أن يتقبل دعائنا له بالثبوت عند السؤال ...و تفبل صالح الأعمال ....آمين

أيا وطني: جعلوك مسلسل رعبٍ

نتابع أحداثه في المساء.

فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء؟؟

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لله ما أعطي ولله ما أخذ وكل شئ عنده بمقدار

قرأت بالأمس خبر وفاة هذا الفاضل الذي اجتمع الكل علي أهليته لكل ما هو طيب من صفات ووالله الذي لا اله غيره لقد تمنيت بعد أول مشاركة أقرأه له أن أتشرف بوجوده بين اظهرنا فأسلوبه وعربيته ونسقه فأنتم تعلمون جيدا كم التفاهات التي أضحينا نقرؤها الا أنني شعرت أنني أقرأ لصحفي مخدرم وأديب شاعر .

قال الامام الحسن البصري رحمه الله (قد أسرع بخياركم وأنتم كل يوم ترزلون)

اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، لقِّه الأمن والبشرى والكرامة والزلفى ، اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته ، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن إساءته ، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ، نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، أبدله أهلاً خيراً من أهله ، وداراً خيراً من داره ، وجيراناً خيراً من جيرانه ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله

اللهم امين

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 5 أسابيع...
اللهم اعف عنه واغفر له وارحمه

أمين يارب العالمين بحق هذه الأيام المفترجة ..

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...