اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

دردشة, و طرائف, و معلومات قانونية


الأفوكاتو

Recommended Posts

دردشة . و طرائف , و معلومات قانونية.

** يقول مثل مصرى: يموت الزمار, و صباعه بيلعب.

فرغم أنى إستعجلت, و إعتزلت العمل كمحاضر, قبل بلوغ السن القانونية, فقد أحسست بحنين الى الأوقات التى كنت أقضيها مع طلبتى, ليس فقط داخل المدرج, بل فى الحانة المجاورة لمبنى الكلية, و قاعة كافيتريا الجامعة, و حديقة الجامعة المفتوحة, و منزلى, و منازلهم.

فالعلاقة بين الطالب و الأستاذ هنا تختلف عما تعودناها فى مصر, فالأستاذ لا يقضى وقته فى إعطاء دروس خاصة, أو طبع كتب و مذكرات لزيادة دخله للتعويض عن ضحالة المرتبات التى تدفعها الجامعات المصرية, و لكنهم هنا يقضون وقتهم فى خدمة طلابهم, و زيادة معارفهم, مضحين بوقتهم الخاص للصالح العام.

و لم تنقطع زيارة طلبتى السابقين لى بعد إعتزالى, بل أن بعضهم أصبح محاضرا و زميلا, و كثيرا ما نتقابل لكى نناقش القانون, مشاكله.

ووجدت فى الترحال حلا لمشكلة الملل, و لكن هذا أيضا توقف, و شكرا للإرهاب و الكباب, و لمرض السارس, و لحرب العراق, و أخير لبوش , الذى جعل العالم كله مكان غير آمن..

و لما كان الزمار لا بد أن يلعب حتى لو مات , فقد رأيت أن أعوض ما افتقدته أثناء عملى, بالكتابة فى المنتدى, مع فارقين أو أكثر:

الفارق الأول: أنى هنا لن أحاضر, بل سأدردش.

الفارق الثانى, هو أنى سأستعمل اللغة التى حاربت حتى أصبحت لغة المنتدى الرسمية, فقد أستعملت اللغة العربية فى خلال وجودى فى المنتدى لمدة تزيد قليلا عن عامين, أكثر مما استعملتها طوال مدة وجودى فى المنفى, حيث كنت حبيس اللغة الإنجليزية , فى الغيط و فى البيت , لمدة 35 عاما.

الفارق الثالث, هو أن الدردشة تكون عادة مجانية.

.* فى العصور الوسطى فى إنجلترا, كانت معظم الجرائم يُعاقب عليها, ليس لأنها جرائم ضد أفراد, بل لأن إرتكابها كان يعتبر " إعتداءا على أمن و هدوء الملك"

* و قبل إجتياح النورمان( الفرنسيون) لإنجلترا عام 066و, كانت بريطانيا تتكون من محليات مختلفة, كل ذات طابع مختلف, فكان هناك أهل الشمال, والقبائل الجرمانية, و قبائل الفايكنجز, و سكان أسكتلندا, و أيرلندا.

* و لصعوبة الإتصال بين هذه المحليات, تميزت كل محلية بعاداتها, التى تختلف عن عادات جيرانها.

لن أشرح لكم الآن كيف توحدت هذه العادات الآن, و ربما تتاح لى الفرصة للقيام بذلك فى المستقبل, لكن بعض العادات الخاصة بالمحاكمة كانت طريفة, و تستحق السرد:

* نظرا لأن المحاكم فى ذلك الوقت كانت محاكم قبلية, فقد كانت تنعقد فى حوش الكنيسة أو الحانة, و كانت وسائل الإثبات و الترافع تعتمد على ظواهر طبيعية, تختلف عن طرق الإثبات الحديثة.

* فمثلا, كان من المسموح لطرفى النزاع أن يختارا بعض الأصدقاء لتأييد الحق أو نفيه, و تبدأ مبارزة كلامية, على شكل ترتيل نصوص معينة , و الفريق الذى ينجح فى تلاوة هذه النصوص بدون لعثمة, يكون هو الفريق الذى يكسب الدعوى.

( يعنى اللى بيتهته, بلاش يلعب)

* كذلك كان هناك الإثبات عن طريق الإدلاء فى البئر:

يتم إحضار المتهم, و لكى يتم إختبار صدقه, يقوم القس بتلاوة بعض الطقوس لكى يُطهر ماء البئر, ثم يتم قذف المتهم فى البئر, فإذا لفظته المياة المقدسة, كن كاذبا, و تم إعدامه, أما إذا سقط فى قاع البئر, كان ذلك دليلا على أن المياة المقدسة قد تقبلته, و هنا يهلل ألأقارب, و يصيحوا, و فى خلال إبتهاجهم, ينسةن المتهم البرئ, الذى غالبا ما يموت غرقا.

* و هناك طريقة الأختبار بالحديد المحمى: و هى أن يقوم رئيس القرية بوضع قضيب من الحديد على بعض الحطب المشتغل, الى أن يحمر, ثم يقوم الكاهن بوضع بعض الزيت المقدس على يدى المتهم, الذى يُطلب منه أن يقبض على الحديد لمدة 10 ثوان, ثم يقوم الكاهن بعد ذلك بلف يد المتهم بقطعة قماش, و يتم الكشف على يد المتهم بعد إسبوعين:

و قد تم تحديث هذه الطريقة, و ذلك بأن يمشى المتهم على أرض مفروشة بالفحم المشتعل, وتتم نفس الإجرآءات المتبعة فى الطريقة السابقة, مع نفس النتائج المبهجة.

فإذا شفت الإصابة, كان صادقا, و إذا تقيحت, كان كاذبا, و عادة كانت فى قلوبهم رحمة, و لم يكونوا يتركونه يتعذب كثيرا, لأن المشنقة كانت خير دواء..

* كذلك كانت هناك طريقة أخرى , و هى طريقة "التناول":

يقف المتهم أمام الكاهن أو القس, و يتم سؤاله, ثم يأمرونه بفتح فمه, و يقوم القس بدفع قطعة من الخبز الجاف فى حلق المتهم, فإذا نجح فى بلعها, فقد قال الصدق, و إذا انحشرت قطعة الخبز فى حلقه, و اختنق , و مات , فقد نال جزاءا عادلا.

· كانت المحاكم المختصة بنظر الخلافات التجارية الناتجة عن معاملات تجارية و خلافات التجار الأجانب تنعقد فى كل مرفأ, و نظرا لأن التجار الأجانب لم يكن بإمكانهم البقاء طويلا على الأراضى الإنجليزية, فقد كانت هذه المحاكم تنعقد فى الميناء, للنظر فى النزاع على وجه السرعة.

· و لسرعة الإجراءات, أطلق على هذه المحاكم إسم فرنسى( كانت المحاكم تستعمل اللغة الفرنسة, حيث أن معظم القضاة كانوا من النورمان- فرنسى الأصل )

· و ترجمة هذا الإسم الى العربية هى....." محاكم الأحذية المُتربة"

· السبب فى هذه التسمية, هو أن الفصل فى النزاع كان يتم قبل أن يزول التراب عن سطح الحذاء. ( فينك يا محاكم مصر فى أزهى عصور الديمقراطية؟)

** فى الحلقة القادمة, سأشرح أهم مظاهر الإختلاف بين القانون المصرى, و القانون الإنجليزى, و إذا كان لديكم موضوعات أخرى ترون أنها تستحق الإهتمام, فارجوا إبداء طلبكم.

و السلام عليكم و رحمة الله .

.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

معلومات قيمه و خفيفه وسهلة الاستيعاب

ارجو التكرم بتوضيح نشأة شركات التأمين البحرى ـ اللويدز ـ فحسب معلوماتى المتواضعه انها نشأت ببريطانيا

السؤال الثانى و الأهم ...ليه دايما بنقول القانون مفيهوش زينب ؟ .. ماهى العلاقه بين زينب و القانون وياترى فى زينب فى المحاكم البريطانيه ؟؟

تحياتى و فى أنتظار المزيد

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى الأخ أمير,

ردا على الجزء الأو ل من سؤالك, فأنا فى الحقيقة لست متخصصا فى قوانين التأمين البحرى, و لكن يمكننى البحث عن أية مشكلة معينة تريد البحث عنها,

أما القول بأن القانون مافيهوش زينب, فقد ظهرت هذه الكلمة عقب ظهور مسرحية فؤاد المهندس, التى دافع فيها عن نفسه, لأن القانون لم يشر الى إسم الشخص الذى كان موضوع القصة.

و كما هو واضح, كان الفيلم كوميديا, و قد أراد المؤلف أن يبين أن القانون قد يحاول التحكم فى تصرفات معينة, و لكن لوجود عيوب فى القانون, فإنه يمكن دائما الهروب من قبضة القانون لأن القانون لم يحدد على من يُطبق القانون.

أرجوا أن يكون هذا إيضاحا كافيا, فإذا لم يكن, يمكن السؤال , كما يمكن إعادة صياغة السؤال.

و تقبل تحياتى

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

سيدي الأفوكاتو ... إسمح لي أن أتوجه لك بتحية و تقدير علي ما تبذله من مجهود في سبيل زيادة الوعي القانوني لدي متصفحي المنتدي .... و ربنا يوفقك يا رب ...

أولا أنا فكرتي أكتر شوية عن القانون الأمريكي منها عن القانون الإنجليزي .... و الفكرة – للأسف – من الأفلام و المسلسلات و متابعات القضايا الكبري و كده ..... لكن الحاجة اللي فعلا بتشدني هي الصفقات Deals .... يبقي مش عارف المجرم عامل إيه يتفق مع المدعي العام عن طريق محقق البوليس إنه يدله علي فلان مقابل إنه يخفف الحكم أو إنه يخرج براءة .... طيب إزاي ... يعني المدعي العام بيبقي عنده هذه السلطة ... و إيه اللي بيحدد كده ...

شكرا ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

أفوكاتو المنتدى:

احييك على المعلومات القيمة دى و تبسيطها بالاسلوب ده . متقلقش كلنا هنا تلامذتك :lol:

أنا كنت شىء وصبحت شىء ثم شىء

شوف ربنا .. قادر على كل شىء

هز الشجر شواشيه ووشوشنى قال :

لابد ما يموت شىء عشان يحيا شىء

عجبى !!

رابط هذا التعليق
شارك

أستاذنا ألأفوكاتو أرجو من حضرتك التكرم بسرد بعض القصص الواقعية التى صادفتها أو قرأت عنها خلال رحلتك الطويلة مع القانون ولتكن تحت إسم أغرب القضايا...على فكرة ده إسم برنامج إذاعى كان بيجيب فعلآ أغرب القضايا فى العالم

" إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما"

رابط هذا التعليق
شارك

الأخوات و الأخوة الأعزاء

أنا الذى يجب أن أشكركم على التكرم بقراءة ما أكتب.

و الى الأخ لانسلوت:

يرجع السبب فى وجود ممارسة Deals الى سببين:

الأول : أن النائب العام يصل الى مركزه بالإنتخاب, و كذلك القضاة فى بعض الولايات.

الثانى: هو أنه قد يصعب أحيانا إثبات الجُرم الكامل على المتهم, أو أن الدليل ضده به بعض الفجوات, و رغبة فى الحصول على حكم بالإدانة بأية طريقة ( لزوم الإنتخاب القادم) , يلجأ المدعى العام الى الفصال, و طبعا إذا كان المتهم مذنبا, فمن مصلحته الحصول على حكم مُخفف

و رد على الأخ مودى... ممارستى مهنة المحاماة فى مصر كانت كارثة.

و لقد كان والدى رحمه الله يدفع تكاليف المكتب, لأنى كنت لا أكسب كثيرا, ليس لقلة الزبائن, و إنما لأن أغلبهم لم يمكنهم دفع تكاليف و رسوم المحاكم, و نظرا لأنى لم أكن رجل أعمال, و لا أفهم فى البيزينس, فقد كنت أكتفى بكسب القضية, و قبول العوض على الله.

ثم التحقت بعمل قانونى فى مؤسسة دولية, مما شجعنى بعد ذلك على محاولة إعادة إكتشاف نفسى, و هاجرت الى إنجلترا, و تغيرت حياتى.

أغلب المواقف الطريفة التى مررت بها لم تكن فى المجال القانونى, و إنما أثناء ترحالى حول العالم, و قد نشرت فى منتدى المصريين السابق ( و هو ليس منتدى مصريات الحالى) بعض ذكرياتى عن هذه الرحلات, و نشرت بعضها هنا, و أعاد الأخ أرابيسك رفعها.

و لكن نظرا للظروف الدولية الحالية, فقد توقفت صياعتى الدورية, فى إنتظار الفرج.

تقبلوا شكرى و تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا

موضوع حميل وشيق

أكمل أخى العزيز الأفوكاتو

تحياتى

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

قضايا طريفة:

قضية القوقع الذى غير القانون الإنجليزى.

حدثت وقائع هذه القضية فى عام 1932, فى إحدى مدن إنجلترا , و ملخص القضية أن سيدة تدعى مسز دونوهيو ذهبت مع صديقة لها الى مقهى , حيث أصرت الصديقة على أن تقدم لها شراب من إختيارها, و طلبت مسز دونوهيو زجاجة من شراب الجنزبيل, التى أحضرها السفرجى مع كوب . و طلبت الصديقة فنجان قهوة.

صبت مسز دونوهيو بعض شراب الجنزبيل من الزجاجة البنية اللون فى الكوب الزجاجى, وشربت ما فى الكوب, ثم أمالت الزجاجة لكى تملأ الكوب ببقية المشروب, و لفزعها الشديد, رأت جسم قوقع متحلل يخرج من الزجاجة, و يسقط فى الكوب, محدثا صوت...... بلوب.

صرخت مسز دونوهيوفزعا, ثم سقطت مغشيا عليها, و بعد الإفاقة, أخذوها الى المستشفى, حيث تبين أنها تعانى من آلام فى المعدة, وقيئ شديد, و صدمة عصبية.

بعد خروجها من المستشفى, قررت رفع قضية على صاحب المقهى, و ذهبت الى محام مشهور, و قصت عليه القصة.

و قد أفادها المحامى بالآتى:

1- أمامها طريقان لرفع الدعوى: إما بموجب قانون عقد البيع, و إما طبقا لقوانين الإهمال.

2- لن يمكنها رفع الدعوى على صاحب المحل, لأنه لم يبيع لها المشروب, بل دفعت الصديقة تمن المشروب مقدما.

3- لن تستطيع أيضا أن ترفع قضية على صاحب مصنع المشروبات , لأنها لم تشترى المشروب منه.

4- كما أنها لن تستطيع رفع دعوى تعويض عن إهمال, حيث أنه لا يعرفها, و لاعلاقة له بها, لأن قانون الإهمال يتطلب إثبات أن المدعى يلتزم طبقا للقانون بالحيطة, و لم يخل بهذا القانون حيالها.

5- لن تستطيع مسز دودونوهيو رفع دعوى على صديقتها, حيث أن دعوتها الى شرب المشروب هى علاقة إجتماعية لا ترتب علاقة تعاقدية, أو تتضمن درجةإهمال.

ثم بعد تفكير, أضاف المحامى أن السيدة الصديقة صاحبة الدعوى لن تستطيع رفع دعوى على صاحب المقهى, لأنها لم تُصاب بأذى, و لن تستطيع رفع الدعوى على صاحب الشركة صانعة المشروب لنفس السبب.

ثم حك المحامى رأسه, و قال: هل نظرتى فى الزجاجة قبل صب المشروب؟ فردت قائلة:ا لزجاجة كانت قاتمة اللون, و مغبشة, و لم أستطع رؤية ما بداخلها.

ففكر المحامى قليلا , ثم قال لها أنه سيرفع دعوى على صاحب المصنع , لأنه حتى و لو يكن مسئولا عن سلامة منتجاته قبلها, (لأنها لم تشتر الزجاجة منه), إلا أنه مسئول عن سلامة المنتج قبل المجتمع كله, الذى قد يتعرض لنفس الظروف, بمعنى أن صاحب المصنع كان مهملا فى التأكد من نظافة الزجاجة, و كان من اللازم أن يتوقع أن يؤدى هذا الإهمال الى إحداث إصابة أو مرض لشخص أو أشخاص.

و لم تاخذ المحكمة الإبتدائية بوجهة نظره, و حكمت برفض دعوى التعويض.

و لكن المحامى العنيد أعاد القضية أمام محكمة عليا, و أيدت المحكمة العليا حق مسز دونوهيو فى التعويض السخى, و كان من حيثيات الحكم:

1- أن مسز دونوهيو المصابة لم تكن طرفا لعلاقة تعاقدية.

2- لم يكن فى إستطاعة صاحب المقهى التفتيش على محتويات الزجاجة المغلقة المعتمة, قبل أن يقدمها للزبونة.

3- أن الزجاجة وصلت الى المستهلك فى نفس الحالة التى كانت عليها وقت الخروج من المصنع, بدون وجود فرصة للعبث بمحتوياتها.

4- كان من المعقول و من المفروض أن يتوقع صاحب المصنع أن إهماله سوف يؤدى حتما الى إصابة أحد مستهلكى بضاعته.

5- تعتبر مسز دونوهيو , التى إستهلكت بضاعته فى محل الشخص الواجب بالرعاية, و قد أخل صاحب المصنع بهذا الواجب ( واجب الرعاية). لأن إصابتها كانت نتيجة مباشرة لإهماله.

6- إصيبت مسز دونوهيو بصدمة عصبية, و مغص فى الأمعاء, و قيئ شديد, بسبب إهمال صاحب المصنع.

للأسباب المبينة أعلاه, أصدر القاضى حكما بتعويض جسيم.

و قد أدى الحكم الصادر من هذه المحكمة العليا, الى خلق سابقة قانونية, واجبة الإتباع من بقية المحاكم, و القانون الذى خلقته هذه القضية لأول مرة فى القانون الإنجليزى هو:

* أن صاحب أى مصنع مسئول عن أى ضرر يتنج لمستعمل منتجاته, متى كان الضرر نتيجة مباشرة لإستعمال هذا المنتج, و يكون هذا حتى ولو لم يشترى المستهلك هذا المنتج من صاحب المصنع مباشرة.

و بهذا, دخل هذا القوقع التاريخ القانونى من أضيق زجاجة جنزبيل.

قصة أخرى........حظ من السماء

فى إنجلترا أيضا, و فى إحدى القضايا المدنية, التى شارك فى الحكم فيها أربعة من المحلفين, كان موضوع القضية هو طلب تعويض عن تلف جرار زراعى نتيجة إصطدام سيارة نقل, تسير على الجانب الخطأ من الطريق.

و كان مبلغ التعويض هو 2000 جنيه إسترلينى, و هو قيمة الجرار وقت الحادث.

و بعد إنتهاء المداولة, حكمت المحكمة على المدعى عليه بدفع تعويض قدره ما يقرب من 8000 جتيه إسترلينى.

و أصيب الجميع بالدهشة, و خاصة صاحب الجرار, الذى إقترب من المُحلف الذى رأس الهيئة, و سأله:

ليس لى أن أسألك كيف وصلت الى هذا الرقم, و لكن هل من الممكن أن تشرح لى كيف تصلون الى قرار فى مثل هذه الحالات؟

فرد عليه المحلف قائلا:

بسيطة, لقد طلبت من كل عضو أن يحدد قيمة التعويض الذى يرى أنه مناسب, ثم جمعنا القيمة الإجمالية لتقدير المحلفين الأربعة, ثم...ثم... ثم..

و توقف فجأة , قال : يا إلهى ... لقد كان من المفروض أن نقسم هذا المبلغ على أربعة

و هكذا كانت خيبة المحلفين سببا فى ثراء المزارع.

المدعى المفضوح:

و فى قضية أخرى, أيضا فى إنجلترا فى عام 1965, رفع عامل مهاجر الى بريطانيا من مالطا قضية تعويض ضد الشركة التى يعمل بها كعامل نظافة.

و قد إدعى أنه أثناء غسيل أرض أحد عنابر الشركة, إنزلقت رجله نتيجة لوجود شحم على الأرضية, مما أدى إلى كسر فى عظام مرفقه, إدى الى عجز مستديم.

و أثناء إستجوابه بمعرفة محامى المصنع, سأله المحامى هذا السؤال:

هل تتكرم بأن تبين للمحكمة كيف أثرت الإصابة على قدرتك فى تحريك ذراعك؟

فحرك المدعى ذراعه من المرفق بقدر بوصة واحدة, ثم قال " آه... لا يمكننى ثنى ذراعى أكثر من ذلك"

عندئذ, سأله المحامى: حتى يمكن تقدير مدى العجز, هل تتكرم أن تشرح للمحكمة مدى قدرتك على ثنى ذراعك قبل الحاث؟

و بدون تفكير, ثنى المدعى ذراعه ليكون 180 درجة فى إتجاه كتفه, و لم يتنبه هول ما فعل إلا بعض أن إنفجرت المحكمة بالضحك.

و خسر المدعى المفضوح القضية.

العدالة الآلهية:

هذه القضية حدثت فى الولايات المتحدة فى الخمسينيات, فقد أتهم شاب بقتل خطيبنه, و عند نظر القضية, تبين لوالده أن الشخص الذى تم ترشيحه ليكون منسقا للجنة المحلفين هو صديق قديم.

و قبل أن أستطرد فى القضية, أود أن أوضح أنه طبقا للقوانين الأمريكية, يمكن توجيه أكثر من تهمة للجريمة الواحدة, فمثلا, فى جريمة القتل, يمكن أن يجد المحلفون أن المتهم لم يرتكب الجريمة مطلقا, أو إرتكب جريمة القتل الغير عمدى, أو جريمة القتل العمدى.

ذهب أب المتهم الى صديقه, و قال له,:

أنت تعرف يا بوب أن إبنى متهم فى جريمة قتل صديقته, و بحكم صداقتنا سوف أطلب منك معروفا, هل من الممكن أن تجده مذنبا فى جريمة القتل غير العمد فقط؟

سوف أكون مدينا لك مدى الحياة إذا فعلت ذلك.

و انعقدت المحاكمة, و استمر التداول لمدة يومين, ثم جاء قرار المحلفين بأنهم وحدوا المتهم مذنب فى جريمة القتل الغير عمد.

ذهب الأب الى صديقه فى منزله, ليشكره على المساعدة, و هنا إنبرى الصديق قائلا للأب :

لقد فعلت المستحيل لكى أنفذ رغبتك, فلقد لاقيت مقاومة شديدة. الكل يصر على البراءة, و لكنى قررت أن أفى بوعدى لك, و أخيرا أقنعتهم بالموافقة على ما طلبته منى.

ووقع الأب على الأرض مصابا بالشلل.

و كانت هذه هى عدالة السماء.

و الى اللقاء قريبا فى دردشة أخرى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

دردشة جميلة يا أستاذ أفوكاتو

الله ينور

الحكاية الأخيرة دى مشكلة

"وش ظهرت عليه آثار المفاجأة"

أرجو الأستمرار

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

With great power comes great responsibility

وحدة المرء خير ......... من جليس السوء عنده

وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده

رابط هذا التعليق
شارك

ذو اللحية الزرقاء.

فى الثلاثينيات, ظهر سفاح فى فرنسا, تخصص فى مصادقة السيدات العوانس, ثم قتلهن بعد الإستيلاء على أموالهن.

و ما جعل هذا السفاح مشهورا, هو الوسيلة التى يُقال أنه استعملها للتخلص من جثثهن.

فقد كان يقوم بتقطيعهن الى أجزاء صغيرة, ثم يضع هذه الأشلاء فى إناء كبير من البلاستيك, يملأه بحامض الهيدروكلوريك, الذى يذيب اللحم و العظم معا, ثم يلقى بالناتج فى المجارى العامة, الى أن وُجد فى المجارى أسفل منزله أجزاء من عظم, تخلص منها قبل أن تذوببالكامل.

و قد أثارت محاكمته جدلا , فلم تتمكن السلطات من إثبات أنه قد قتل هاته السيدات المختفيات, و لكن معرفته بهن, و إختفائهن رجح أنه قد تخلص منهن, بطريقة أو أخرى.

لم يكن هناك فى ذلك الوقت الوسائل الفنية المتقدمة و المتاحة حاليا, و التى تُستعمل لجمع, و إختبار الأدلة, و توقفت المحاكمة على قدرة الإتهام فى إقناع هيئة المحكمة بأنه قد قتلهن بالفعل.

و فى آخر أيام المحاكمة, و بعد أن قدم الإتهام الأدلة على صلة السفاح بهاته النسوة, و أنهن قد اختفين من على وجه الأرض بعد معاشرته لهن, جاء دور الدفاع .

بدأ الدفاع بشرح أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته, و أن المدعى العام لم يقدم دليل مادى واحد على أن المتهم قد قتل هاته النسوة, و أن الشك يجب أن يُفسر فى مصلحة المتهم.

ثم عمد الدفاع الى بعض الوسائل المسرحية, ووقف فى وسط المحكمة صائحا:

إن السيدات المختفيات لسن قتلى, بل هن هنا, فى مبنى المحكمة, و أنه سوف يستدعيهن الى قاعة المحكمة, ليثبت أن موكله برئ من دمهن.

و اشرأبت الأعناق, و نظر الجميع الى باب قاعة المحكمة, منتظرين ظهور الضحايا, لكن لم يظهر أحد.

و بحركة مسرحية أخرى صاح المحامى:

لقد نظرتم جميعا متوقعين دخول هاته السيدات قاعة المحكم, أى أنكم جميعا تعقدون أنه من الممكن أن يكن أحياء, و إلا ما نظرتم الى باب قاعة المحكمة.

ثم وجه خطابه الى القضاة قائلا:

إذا كان لديكم شك فى وفاتهن , فكيف تحكمون بأنه مذنب؟

و بعد أن انتهى المحامى من مرافعته, تكلم رئيس المحكمة قائلا:

خطاب رائع يا ممثل الدفاع, لقد ولّدت الشك فى قلوب الجميع, عدا شخصا واحدا...

ألا وهو المتهم نفسه, فقد كنت أنظر إليه حين كانت جميع الأنظار متوجهة الى باب القاعة, و لكن كان هناك شخصين يعرفان أنهن لن يظهرن, وهذان الشخصان كانا:

المتهم, لأنه يعرف أنهن لن يحضرن بعد أن قتلهن,

و أنا, لأنى كنت أريد أن أتأكد بنفسى, و الآن قد تأكدت.

و قد إنتهت القضية بإعدام المتهم شنقا.

المحلف اللعوب:

فى قضية محاولة إغتصاب أنثى, وقفت المجنى عليها فى صندوق الشهادة, مواجهة هيئة المحلفين, والتى الهيئة تكونت من ثلاث سيدات و تسعة رجال, منهم شخص يبلغ من العمر حوالى 60 عاما.

و كان الرجل المسكين متعبا, أو متضجرا, فكان ينعس بين كل دقيقة أو أخرى.

و عندما سأل ممثل الإدعاء المجنى عليها: ماذا قال لك المتهم وهو يحاول إغتصابك؟

فردت قائلة: آسفة, لا أستطيع, فقد تفوه بكلمات لا أستطيع النطق بها فى مكان له حرمة هذا المكان.

فنظر اليها القاضى متدبرا, ثم قال لها:

لا بأس, يمكنك أن تكتبى هذه الكلمات على قطعة من الورق, وس وف نمررها على المحلفين لقراءتها, بدون أن نعرضك للمهانة أو الحرج.

و قامت السيدة بكتابة الكلمات, و أمر القاضى بتمرير الورقة على المحلفين, و عندما وصلت الى صاحبنا النائم على نفسه, لكزه جاره, موقظا له, و أعطاه الورقة, مشير فى إتجاه السيدة المحنى عليها.

وا رتبك المحلف خجلا و احمر وجهه, و لكنه تماسك بسرعة , و قرأ ما كان مكتوبا فى الورقة, ثم إحمر وجهه مرة أخرى , و دس الورقة بسرعة فى جيبه.

إنتظر القاضى عدة ثوان, ثم صاح :

أنت أيها المحلف, إرجع هذه الورقة فورا .

فرد المحلف: كلا يا سيادة القاضى, هذه هى رسالة شخصية .

و انفجرت المحكمة بالضحك, و زاد إرتباك المُحلف, بعد أن تيقن أنه أرتكب حماقة لا تُغفر..

لقد ظن المسكين أن السيدة الجميلة , المجنى عليها فى القضية, قد أرسلت اليه رسالة شخصية , تدعوه فيه الى:

و هنا , سأترك ذلك لخيالكم.

روى لنا هذه الواقعة محام جنائى شهير من نيو زيلانده, كان مدعوا الى الجامعة لإعطاء محاضرة عن مميزات و مساوئ نظام المحلفين, من وجهة نظر ممارسى مهنة المحاماة.

( جميع القصص الواردة فى هذه المقالات هى قصص حقيقية, نستعملها فى المحاضرات التى تعتمد كثيرا على أمثلة من القضايا الواقعية)

و الى اللقاء فى حلقة أخرى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

دردشة عن مهنة المحاماة فى إنجلترا.

يتميز النظام الإنجليزى لمهنة المحاماة, و الذى يوجد مثيله فى كل من نيوزيلاندا و أستراليا, بأنه يتضمن نوعين من المحامين, فى تقسيم ليس له مثيل فى معظم دول العالم.

و المحامى , فى مفهومنا, هو من تخرج من كلية الحقوق, و ربما نال دبلوما أو أكثر, ثم عمل كمحام تحت التمرين فى مكتب محام أقدم, و بعد فترة التمرين, يمكنه أن يباشر المهنة, إما فى مكتب محام آخر,أو شريكا مع عدد من المحامين مثله, و إما فى مكتبه الخاص الذى يعمل فيه بمفرده, وإما فى مؤسسة خاصة, و إما فى مؤسسة عامة, و إما فى قضايا الحكومة.

فى إنجلترا, الحال يختلف. فرغم أن المحامى ربما يتخرج من نفس الكلية التى تخرج منها زميل له, إلا أنهما قد لا يحملا نفس اللقب.

فالمهنة تنقسم الى نوعين من المحامين, نوع يطلق عليه إسم ٍSolicitor , و نوع يطلق عليه إسم Barrister

ما الفرق إذا؟

هناك فروق فى الممارسة, و فى التدريب,

1- التدريب:

** بعد أن يتخرج طالب القانون من الجامعة , و لكى يصبح Solicitor , عليه أن يؤدى إمتحان القبول النهائى فى ( المجتمع القانونى) و هذا هو الإسم الذى يطلق على نقابتهم, أو إتحادهم, و لا يمكن أن يمارس المحامى هذه المهنة بدون القيد فى هذه النقابة,

بعد النجاح فى الإمتحان النهائى, يلتحق المحامى بأحد المكاتب الكبيرة, لكى يعمل تحت الإختبار لمدة عامين على الأقل.

و القبول للعمل تحت التمرين فى مكتب محامى كبير, هو مشكلة كبيرة, حيث أن كبار المحامين ليس لديهم الوقت لتدريب المحامين الجدد, بل أن بعض شباب المحامين يدفعون مبالغ طائلة لكى يُمكنهم التدريب فى المهنة.

و رغم أن القانون يلزم المحامى الكبير بدفع مرتب للمتمرن, إلا أن هذا المرتب الشهرى لا يكفى لمصاريف الإنتقال الى مكان العمل. لهذا, تكاد تكون هذه المهنة مقصورة على الأغنياء.

**أما تدريب ال Barrister فيختلف, حيث أن من يرغب فى أن يكون باريستر, فلا بد له من الإتحاق بواحد من المعاهد الداخلية الأربعة, و الموجودة وسط لندن, و التى يُطلق عليها :

Inns Of Court ,

و كلمة Inn تعنى حانة, و ترجع التسمية الى العصور الوسطى, و كل حانة يرأسها قاضى , هى خليط من المدرسة الداخلية, و النادى, و الكلية, و المؤسسة المهنية.

و يجب على المتدرب أن يستكمل 12 فترة دراسية , و يجب أن يتناول العشاء فى قاعة الطعام ثلاث مرات فى كل فترة. و الغرض من هذا الحضور الإجبارى فى تجمع كبير, على مائدة طعام, هو إستمرار لتقاليد المهنة التى يتوارثونها منذ العصور الوسطى, و التى تشجع روح العمل الجماعى, و تُحسن من إسلوب الحديث و الخطابة و المجادلة, كما أن فترة التدريب ينعقد خلالها محاكمات صورية لقضايا إفتراضية.

و يجب على المُلتحق أن يستمر فى الدراسة الداخلية لمدة عام كامل, و ذلك للإستعداد للإختبار النهائى, و جميع المناهج التى يتم تدريسها, و كذلك التدريب العملى, يتم تحت إشراف ( مجلس الثقافة القانونية)

بعد حضور جميع الفترات الدراسية ال 12, و بعد النجاح فى الإمتحان النهائى, يتم أستدعاء المُتدرب امام المنصة فى الحانة التى التحق بها, و هناك يتم منحه لقب باريستر تحت التمرين, حيث لا يستطيع الممارسة لحسابه الخاص بدون إشراف باريستر قديم, إلا بعد عام.

لهذا, فإن أتعاب هذه الفئة تعتبر مرتفعة جدا, و تزيد كثيرا عن أتعاب الطبيب المتمرس

2- الممارسة.

تختلف طبيعة عمل ال Solicitor عن ال Barrister , فالأول أى السوليسيتور, يمكن وصفه بأنهأ الممارس العام:

1- فله مكتب مفتوح للجمهور( و لكن يلزم أخذ موعد)

2- يعقد مع الزبون لقاء مبدئى, و يستمع الى المشكلة.

3- من إختصاصه كتابة العقود, و الوصايا, و إرسال رسائل مطالبة قانونية, و مكاتبة الجهات الرسمية,

4- إذا إحتاجت المشكلة , يقوم بالإعداد للقضية, و يقوم بالأعمال المكتبة, أى تحرير العرائض و إرسالها, أو الإتصال بالبوليس, أو المحاكم... الخ.

5- إذا كانت القضية بسيطة, فيمكنه التمثيل أمام المحكمة, و القيام بالعمل كمحامى تقليدى.

6- أما إذا رأى أن القضية تحتاج الى محام متخصص, فإنه ينصح العميل بذلك, و يقوم بترشيح باريستر للقيام بهذه المهمة, و متى و افق الباريستر على قبول القضية مبدئيا, يحول العميل الى الباريستر.

7- متى بدأت القضية الدخول فى الجد, فإن السوليسيتور يقوم بإعدا ملخص للقضية, و يرفق به جميع المستندات المطلوبة, و يرسلها الى الباريستر.

أما الباريستر, فهو شبيه بالطبيب الأخصائى:

1- فلا يمكنك الإتصال به مباشرة, و لا يمكنك الذهاب الى مكتبه بدون تدبير سابق, حيث أن الباريسترز يمارسون عملهم فى مكاتب تقع فى مبان ضخمة مجاورة لمبنى المحكمة, و لا يُسمح بالدخول سوى من كانت قضاياهم قد تم تحويلها من السوليسيتور, الى الباريستر.

2- قد يرى الباريستر زبونه مرة واحدة قبل القضية, و يسمع من العميل قصته مرة أخرى, ثم يشرح له جميع الإحتمالات, كما يشرح له كم ستكلفه القضية , حيث أن عمله يتحدد بعدد الساعات التى يقضيها فى المحكم’ و أحيانا, يدفع الزبون أتعاب تصل الى حوالى 500 جنيه استرلينى لحضوره لمدة ساعتين.

3- بعد ذلك, لا ترى الباريستر إلا فى المحكمة, و إذا أردت الإتصال به قبل ذلك, فعليك أن تتصل بالسوليستر أولا, و غالبا سيطلب منك الحضور لديه لتقديم ما عتدك.

4- فى المحكمة, يكون عمل الباريستر هو الدفاع عن المدعى عليه, أو تمثيل المُدعى, و فى القضايا الجنائية, يكون الباريستر إما ممثلا للدفاع, و إما ممثلا للإتهام, حيث أن وزارة العدل تلجأ للباريسترز لكى يقوموا بمهمة الإدعاء, أى أن المحكامة عادة لا يستعمل فيها غير الباريسترز سواء فى الإتهام أو الدفاع.

5- يكون عمل الباريستر عادة فى منتهى الصعوبة, فالمحاكمة تتم فى جلسة مستمرة, يجب عليه التنبه لكل كلمة, و يكون مستعدا لسؤال أسئلة ذكية, و الرد على أسئلة أكثر ذكاءا.

6- يكون مع الباريستر عادة محام آخر, سوليسيتور مثلا, لكى يساعد بالبحث عن المستندات, أوالرجوع الى القضايا التى يُذكر إسمها كمرجع, و يكتب بسرعة ملخص لهذه الأشياء, و يقدمه الى الباريستر الذى يقرأها بسرعة قبل الرد على سؤال, أو قبل أن يسأل سؤال.

7- إذا كان الباريستر من الذين قاموا بالعمل مدة طويلة, يمكنه الحصول على لقب يعادل كلمة" مستشار الملكة" , فإذا حصل على هذا اللقب, أرتدى وشاح يختلف عن الوشاح العادى, فيصبح وشاحا حريريا, كما أنه فى هذه الحالة, لا بد أن يستعين بباريستر آخر حديث الممارسة, حتى يمكن تدريبه.

8- هذا الباريستر الحديث الممارسة , يجب أن تُدفع له أتعاب تعادل ثلاثة أخماس ما تدفعه لمستشار الملكة. أى أنك إذا أردت دفاع جيد, عليك أن تدفع أتعاب السوليسيتور, و الباريستر الحديث الممارسة , و الباريستر الكبير, أو مستشار الملكة.

و فى وصف الفرق بين السوليسيتور , و الباريستر, يُوصف الأول بأنه المحامى "الجالس", حيث يتم معظم عمله مكتبيا, و هو جالس على مقعده المريح.

أم الباريستر, فيُوصف بأنه المحامى"الواقف", لأنه يمارس عمله فى المحكمة واقفا طوال وقت المرافعة و هو يجلس أحيانا للإطلاع على المستندات, و لكنه يقف دائما عند مخاطبةالمحكمة( أى القضاة و المحلفين ).

سوف أتوقف هنا, و سألتقى بكم فى حلقة أخرى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

دردشة, و طرائف, و معلومات قانونية.

أغرب القضايا, و المحاكمات التاريخية, و المعاصرة.

فى هذه الحلقة, سأقدم لكن قضيتين,

الأولى , قضية القديسة" جان دارك", من فرنسا

والثانية, هى قصة أكبر مجرم عرفه تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية:" ديللنجـــر"

1- المتهمة, التى أصبحت بطلة, ثم قديسـة

جان دارك, ولدت عام 1412, و أعدمت عام 1431 , بطلة حرب تحرير فرنسا من الإحتلال الإنجليزى, أثناء حرب " المائة عام"

عند سن 13 , أعتقدت جان أنها تسمع أصوات تخاطبها بينما لا أحد يكون بجانبها, و تتطور السمع الى رؤية أشخاص, و لكنهم ليسوا ممن تعرفهم, يتحدثون اليها. حينئذ, آمنت بأنها تتسلم رسالة من القديس مايكل, و من القديسة كاترين, و القديسة مارجريت, و كلهم ماتوا منذ زمن بعيد.

و فى عام 1429 ( كان سنها فى ذلك الوقت 17 عاما), و أثناء حرب المائة عام, و قبل أن تحتل القوات الإنجليزية " أورليانز" سمعت صوتا يطلب منها مساعدة أمير فرنسى, أصبح فيما بعد ملكا لفرنسا, و يسمى شارلز السابع.

و قد وافق هذا الأمير وقتها على تعضيدها, بعد أن إستشار بعض رجال الكنيسة,

و وضع تحت تصرفها بعض الرجال المسلحين, لمقاومة الغزو الإنجليزى.

و رغم نجاحها فى المقاومة, فقد تراجع الأمير (الملك شارلز السابع فيما بعد), عن تاييدها بعد أن حققت إنتصارات رائعة, و يرجع إنسحابه الى أنه كان يتفاوض سريا مع الإنجليز.ثم جاءت عمليتها العسكرية عام 1430 ضد القوات الأنجليزية قرب باريس. و كانت هذه العملية قد تمت بدون موافقة شارل.

و تم إعتقالها بمعرفة جنود فرنسيون, و لكنهم خانوها, و باعوها للإنجليز, الذين قدموها للمحاكمة أمام محكمة كنسية, بتهمة الزندقة, و ارتكاب أعمال سحرية.

و بعد 13 شهرا من الإستجواب, تم إتهامها بتهمة إرتداء ملابس الرجال, و أنها بقولها أنها تنفذ تعليمات الرب, قد أرتكبت عملا مخالفا للكنيسة الكاثوليكية, التى هى فقط لها الحق فى تنفيذ الأوامر الآلهية.

و حكمت عليها المحكمة بالإعدام, و لكنهم أجبروها بالإعتراف بعد التعذيب, و تم تخفيض الحكم الى السجن المؤبد.

و لكنها أصرت على إرتداء ملابس الرجال أثناء وجودها فى السجن, لذلك, فقد قدموها للمحاكمة مرة أخرى, أمام محكمة عادية,( ليست دينية), و فى 3 مايو عام 1432, تم إعدامها حرقا فى ميدان عام.

بعد 25 عاما من إعدامها, أعادت الكنيسة محاكمتها ( محاكمة بعد الوفاة) و أعلنت براءتها من جميع التهم الت نُسبت اليها.

و فى عام 1920, منحها البابا" بنديكيت الخامس عشر", لقب

"قديسة", و أصبح يوم 30 مايو من كل عام هو عيد يحتفل فيه الكاثوليك بذكراها.

القصة الثانية: أخطر رئيس عصابة سطو مسلح عرفته أمريكا

( أنشرها غدا إنشاء الله)

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أشهر الأحكام القضائية فى مصر

هل تذكرون قضية رية و سكينة؟

بعضكم ربما سمع عنها, و بعضكم ربما قرأ عنها, و بعضكم ربما شاهد أفلام و مسرحيات قدمت قصة ريا و سكينة فى إطار فكاهى مازح.

و لكن الحقيقة هى أن ريا و سكينة كانتا من أعتى مجرمى الأسكندرية. حيث قتلن عشرين إمرأة على الأقل, و كان أسلوبهما بشع , إستحقا عليه حكم الإعدام , و هذا هو نصه:

--------------------------------------------------------------------------------

محكمة جنايات الإسكندرية

حكم إعدام ريــــا وسكينة

أصدرت الحكم الآتى :

فى قضية النيابة العمومية نمرة (---) لبان سنة 1921 .

" ضــــــــــــد"

10 متهمين ، ريا وسكينة وثمانية آخرون

بعد سماع أمر الإجابة وطلبات النيابة العمومية وطلبات المدعى بالحق المدني وأقوال المتهمين ودفاع المحامين عنهم وشهادة الشهود والاطلاع على ورق الدعوى وأخذ رأى فضيلة مفتى مدينة الإسكندرية والمداولة قانوناً .

................" وطلب محامى المتهمين الأولى والثانية استعمال الرأفة معهما وترك تقدير قيمة التعويض قبلهما للمحكمة . وطلب المحامى عن المهتم الثالث إجراء الكشف على قواه العقلية لمعرفة درجة مسئوليته وطلب فى الموضوع الحكم ببراءته . و طلب محامى المتهم الرابع اعتباره شريكاً ومعاملته بالمادة 199 عقوبات أو باستعمال الرأفة طبقاً للمادة 17 عقوبات وإبدال عقوبة الإعدام بالأشغال الشاقة فوض الرأى فى تقدير التعويض قبله . و طلب المحامون عن باقى المتهمين الحكم ببراءتهم ورفض الدعوى المدنية قبلهم وذلك للأسباب الواردة بمحضر الجلسة .

" الــمــحــكــمـــــة"

حيث أنه قد تبين من التحقيقات التى حصلت فى الدعوى ومن شهادة الشهود الذين سمعوا أمام المحكمة أنه فى غضون المدة من يناير إلى 14 نوفمبر سنة 1920 ورد بوليس قسم اللبان بالإسكندرية عشرة بلاغات عن إختفاء عشر نسوة من الطبقة القاطنة بدائرة المذكور ، قدمت هذه البلاغات من ذوى قرابتهن وحفظتها النيابة لعدم الاهتداء إلى معرفة مقر تلك النسوة ولا أسباب غيبتهن . وكانت الحرمة سكينة بنت (---) ثانية المتهمين تسكن فى ذلك العهد منزلاً لوالدة من يدعى أحمد (---) كائناً بحارة ماكوريس نمرة (5) خلف قسم اللبان وكان مؤجراً لشخص يدعى محمد (---) الذى أجر منه غرفة لسكينة بالدور الأرضى ثم أخلى هذا المنزل واستلمه المؤجر فى 30 أكتوبر سنة 1920 فأخذ يجرى فيه بعض تحسينات طلبها منه مستأجر جديد وقد اتفق أنه فى يوم 15 نوفمبر سنة 1920 بينما كان أحمد (---) يحفر فى أرضية الغرفة التى كانت تقيم بها سكينة لأجل تركيب مواسير المياه إذ عثر على جثة إمرأة كانت مدفونة فيها فأخطر القسم بذلك وباستمرار الحفر بأرضية تلك الغرفة وجدت بها أيضاً جثتان لامرأتين خلاف الجثة الأولى . ثم حفرت أرضية غرفة أخرى لسكينة بمنزل موجود بحارة النجاة نمرة (5) بقسم اللبان فوجدت بها جثة رابعة وقد علم وقتئذ أن لسكينة أخت تدعى رية وهى المتهمة الأولى وريا هذه متزوجة بحسب الله (---) ثالث المتهمين وكانت تسكن غرفة بالدور الأرضي بمنزل كائن بشارع على بك الكبير بالقسم المذكور وتكثر من التردد إلى غرفة بمنزل آخر كائن بحارة النجاة نمرة (8) بدوره الأرضي تشغلها الحرمة أمينة (---) المتهمة الثامنة وقد وجدت أثنتى عشرة جثة نسائية مدفونة بالغرفة الأولى وجثة أخرى لامرأة مدفونة بالغرفة الثانية وتلك الجثث البالغ مجموعها سبع عشرة هي جثث النسوة المبينة أسماؤهن بأمر الإحالة وهذه المحلات جميعها أعدت للدعارة سراً وكانت البغايا من النساء تترددن إليها تارة من تلقاء أنفسهن وطوراً بطلب من ريا وسكينة لتعاطى المسكرات وارتكاب الفحشاء فيها وكانت إدارة المحلات المذكورة مشتركة بين ريا وسكينة وأرباحها تقسم بينهما .

ودل التحقيق على أن ثمانى جثث من السبع عشرة التي اكتشفت بالكيفية المتقدم ذكرها لنسوة من اللائى حصل عنهن التبليغ وهن نظلة بنت (---) وسليمة (--- ) ، ونبوية (---) ، وزنوبة (---) ، وفاطمة (---) ، وفردوس(---) ، وتبين أيضاً أنه كان لتلك النسوة مصوغات معلومة عند ذويهن لم يعثر عليها في محلات سكنهن .

وحيث إنه باستجواب سكينة أمام النيابة قررت بأنها اشتركت بالاتفاق مع أختها ريا فى قتل عشر نسوة من اللائى وجدت جثثهن بالمنازل المذكورة وبأن مطلقها محمد عبد العال وحسب الله - زوج رية - وعرابى وعبد الرازق (---) صاحبهم قتلوا منهم هانم ونظلة وعزيزة وزنوبة وبأنهم ما عدا محمد (---) قتلوا أنيسة بنت (---) وبأن حسب الله (---) اشترك مع عرابى (---) فى قتل نبوية زوجة السماك وسليمة ينت (---) الشهيرة بأم عرفات بائعة الغاز ونبوية القهوجية وفاطمة بنت المخدمة ومع عبد العال فى قتل فردوس وقررت بأن المجنى عليهن كانت تجىء بدعوة منها وأختها رية إلى تلك المنازل للالتقاء بالرجال حيث يكون هؤلاء المتهمون فى انتظارهن مصرين باتفاقهم معها ومع أختها رية على قتل تلك النسوة وسرقة ما يكون عليهن من المصوغات . ولأجل تسهيل قتلهن بواسطة من ذكروا من المتهمين كانت تقدمان إليهن الخمور القوية المفعول ما يكفى القليل منها لإسكارهن سكراً شديداً لا يستطعن معه محاولة أية مقاومة أو استغاثة فكان أولئك المتهمون ينتهزون فرصة لاغتيالهن بواسطة كتم النفس والخنق وقررت أيضا بأن أحدهم كان يخنق كل امرأة منهن بمنديل يشده حول عنقها أو بيديه بينما كان الآخرون ممسكين بيديها و رجليها وصدرها أو فمها لمنعها من إبداء أى حركة إلى أن يتم زميلهم فعلته وتزهق نفس المرأة وبأن عرابى هو الذى كان يباشر الخنق فى معظم تلك الحوادث ثم يدفنون جثثهن بالأمكنة التى وجدت فيها بعد تجريدهن من مصوغاتهن ومما يجدونه معهن من النقود وكانت المصوغات تباع بعد ارتكاب الجرائم بمعرفة سكينة ورية إلى المتهم (---) الصائغ وغيره وأثمانه توزع بينهم .

وحيث أن الإقرار الصادر من سكينة أمام حضرة قاضى الإحالة وأمام هذه المحكمة لم يخرج عن هذا المعنى غير أنها قررت بأن القاتلين لسليمة هم حسب الله ومحمد (---) وعبد الرازق وسلامة الكيت وقد كررت اعترافها أمام هذه المحكمة.

وحيث أن رية بعد أن اختلفت فى أقوالها أمام النيابة اعترفت أثناء استجوابها من حضرة قاضى الإحالة باشتراكها هى وسكينة بطريق الاتفاق فى قتل ستة من تلك النسوة وهن هانم ونظلة وأمينة و أنيسة و فهيمة و فردوس وقرر بأن القاتلين لهن هم زوجها حسب الله (---) ومحمد (---) عرابى (---) وعبد الرازق (---) واتفقت روايتها مع رواية سكينة فيما يختص بكيفية حصول القتل ودفن الجثث والتصرف فى المصوغات المسروقة وقد كررت اعترافها أمام هذه المحكمة أيضاً . وحيث أن حسب الله (---) اعترف أمام النيابة بأنه قتل من النسوة ثمانية وهن نظلة و سليمة و نبوية بنت (---) الشهيرة بفهيمة باشتراكه مع محمد (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) وفاطمة بنت (---) المخدمة ونبوية (---) باشتراكه مع عرابى (---) وسليمة بنت (---) بإشتراكه مع محمد (---) -

و أنيسة مع اشتراك عرابى حسان وعبد الرازق (---) ، و قرر بأن القاتل لفردوس هو محمد (---) وحده .

وحيث أن محمد (---) اعترف بتحقيق النيابة بقتله هانم ونظلة بالاشتراك مع حسب الله (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) وبأنه اشترك معهم أيضاً في قتل امرأة لها سنة من ذهب لا يعرف اسمها ورابعة يبلغ عمرها 36 سنة بيضاء نوعا متوسطة الجسم والقامة وامرأة خامسة وهى التى دفنت فى غرفة سكن المتهمة أمينة بنت (---) ومحمد (---) أنكروا ما أسند إليهم . وحيث أن حسب الله (---) عدل أمام حضرة قاضى الإحالة عن الاعتراف الصادر منه فى تحقيق النيابة مدعياً أنه أعترف من الإهانة والجزع ولكن لا يمكن الاعتداد بهذا الادعاء لأن اعترافه تكرر منه مراراً بالتحقيقات يحتوى على وقائع مطولة وظروف مختلفة لا يمكنه ذكرها إلا إذاكان الاعتراف صادراً منه بمحض إرادته وفوق ذلك فإنه اعتراف مؤيد بالنسبة إليه أولاً: من ملازمته لزوجته رية فى تلك المنازل الملازمة التى لا تجعلها تتداخل فى هذه الجرائم إلا بإشراكه معها فى الأعمال الشديدة التى لا تقوى عليها النساء أو على الأقل بتحريض منه .

ثانياً : من شهادة السيدة بنت (---) التى قررت بأنه أعطاها جنيهين لأجل أن تتجاهل دخول فاطمة بنت (---) فى البيت الذى تقيم فيه سكينة بشارع ماكوريس وعدم خروجها منه أى البيت الذى قتلت فيه .

ثالثاً : من وجود ختمه فى التراب وقت النبش على الجثث المستخرجة من هذا البيت .

رابعاً : من رؤية (---) أحد الشهود له بعد حادثة فاطمة بنت (---) خارجاً من البيت ومعه صرة ملابس .

خامساً : من شهادة عزيزة بنت (---) التى أقامت فترة من الزمن ببيت سكينة بشارع ماكوريس بأنها تواجدت يوماً وقت المساء عند رية فكلفها حسب الله بحمل شوال مربوط كانت تنبعث منه رائحة كريهة فذهب معها عند ملتقى شارع عبد المنعم بشارع أبى الدرداء وهناك أمرها بترك الشوال ثم تبين من التحقيقات التى حصلت بمناسبة البلاغات التى تقدمت بشأن اختفاء النساء وجد بتاريخ 11 ديسمبر 1920 بالمكان الذى ألقى فيه الشوال هيكل امرأة يرجع تاريخ وفاتها إلى شهرين .

سادساً : من ضبط محبس ذهب لفردوس وملابس لها أيضاً فى البيت الذى يسكنه مع زنوبة بنت (---) زوجته الجديدة .

وحيث أن المتهم محمد (---) قرر أمام قاضى الإحالة بخصوص الاعتراف الصادر منه فى تحقيقات النيابة أنه أغرى من رجال البوليس على هذا الاعتراف وأنه لا دخل له فى جرائم القتل المسندة إليه ولكن اعترافه مؤيد على كل حال من ضبط فنيلة صوف لفردوس عنده ومن إقرار على (---) الصائغ بحضوره إليه مع حسب الله ورية وسكينة عند عرض المصوغات المسروقة عليه ومن ملازمته فى كل وقت لزوجته سكينة ولأختها رية ولزوجها حسب الله (---) ومن شهادة زنوبة بنت (---) زوجة حسب الله الثانية بأنه جاء إليها بصحبة حسب الله ومعهما ما ضبط عندها من ملابس فردوس بنت (---).

وحيث أن المحكمة تستنتج من الوقائع المتقدمة بأنها ومن كون المتهمين المعترفين اشتروا فى بحر المدة التى ارتكبت فيها هذه الجرائم من المصوغات ما لم يمكنهم شراؤها إلا من ثمن ما سرقوه من حلى المجنى عليهن ومن كون حالة الجثث دلت على أن تاريخ القتل لم يكن سابقاً على إقامتهم فى البيوت التى وجدت بها تلك الجثث أن المتهمين المذكورين لم يشتركوا فقط فى قتل النسوة الوارد ذكرهن فى اعترافاتهم بل قتلوا أيضاً النسوة الأخرى المبينة أسماؤهن بأمر الإحالة .

وحيث أن المتهم عرابى (---) مع إنكاره ما أسند اليه من التهم ادعى أنه لم يتوجه مطلقاً عند رية وسكينة من عهد إقامتهما بالمنازل التى استخرجت منها الجثث وإن كان يوجد سابق معرفة بينه وبينهما وبين حسب الله (---) ومحمد (---) بمناسبة تردده عليهم بالمحل المشهور بالكامب الذى كانت تديره رية بسوق الجمعة بالإسكندرية ولكن قد كذبه فى ذلك شهود منهم السيدة بنت (---) بغرفة المنزل الكائن بشارع ماكوريس في اليوم نفسه الذى اختفت فيه فاطمة المذكورة ورأت تراباً مكوماً بجوار باب الغرفة وهذا التراب كان قد استخرج من أرضية الغرفة بعد دفن جثة فاطمة فسألت عنه فأخبرها حسب الله ورية أن المرأة قد تقيأت فنقلت التراب الى تحت سلم المنزل ومنهم زينب بنت (---) التى شهدت بأن ابنتها نظلة إحدى إحدى المجنى عليهن كانت تجتمع كثيراً بالمتهم المذكور عند رية وكانت تخشى بأسه لأنه فتوة ومشهور بأنه يخنق ومنهم شفيقة بنت (---) وعبد المحسن (---) اللذين قررا رؤيتهما عرابى (---) يتردد على منزل رية الكائن بشارع على الكبير وقد شهد غيرهم بأن نظلة المقتولة كانت خليلة عرابى وكان يريد الزواج بها ولما أختفت لم يهتم بأمرها وأخذ يقول لكل من كان يسأله عنها بكرة تحضر .

وحيث فيما يتعلق بالمتهم عبد الرازق (---) فإنه ثبت من أقوال الشهود أنه كان معاشراً للحرمة أنيسة بنت (---) إحدى المجنى عليهن وكان يجتمع بها فى منزل رية بشارع على بك الكبير وكانت أنيسة المذكورة نسبت إليه قبل اختفائها سرقة قرط من ذهب ونقود لها و وسطت بعض أصدقائها فى استرداد هذه الأشياء منه فرفض و أظهر غضبه عليها خصوصاً لما رأى أن تهمة السرقة الملصقة به أخذت تنتشر فى القهاوى التى كان يذهب إليها فكان حينئذ من مصلحته أن يقتل أنيسة للتخلص من تشهيرها به والاستفادة بجزء من حليها وقد ثبت منها أيضاً أن عبد الرازق كان معاشراً لرية وسكينة و حسب الله ومحمد (---) من بدء سكنهم بالمنازل التى وجدت بها الجثث ومرتبطاً بهم كل الارتباط وكان يرى من واجبه أن يدافع مع عرابى (---) عن سمعة تلك المنازل كلما وجد لذلك فرصة مع عملهما بما هو حاصل فيها من القبائح وكان به عند رية وسكينة من المنزل والمكانة ما يجعله يتصرف فى محلاتهما كيف يشاء ويضاف إلى ذلك أنه من أجلها هذه الدعوى بمبلغ لا يمكنهما الحصول عليها من المكاسب التى كانت تأتيهما بالوسائل المباحة.

وحيث أنه يستنتج من هذه الظروف والظروف السابق بيانها ومن الكشوف الطبية الموقعة على الجثث المؤيدة لما ورد فى أقوال المتهمين المعترفين من حصول القتل بطريق الخنق ومن يد عدة أشخاص ومن القرائن القوية التى تعزز أقوال رية وسكينة وحسب الله (---) ومحمد (---) بالنسبة لكل من عرابى(---) وعبد الرازق (---) ما يحمل المحكمة على الاعتقاد التام بأنهما باشرا قتل السبع عشرة نسوة المتقدم ذكرهن .

وحيث أنه متى تقرر ذلك يكون عقاب حسب الله (---) ومحمد (---)وعرابى(---) وعبد الرازق (---) بصفتهم فاعلين أصليين للجرائم المذكورة وهى سفكهم دماء السبع عشرة نسوة عمداً مع سبق الإصرار فى الظروف المتقدم بيانها واستباحة أموالهن بتبديدها فى المنكرات وذلك فى المدة الواقعة بين نوفمبر سنة 1919 و 12 نوفمبر 1920 بجهة حى اللبان بالإسكندرية هاته الآثام التى لم يشاهد مثلها فى القسوة والفظاعة من عهد تأسيس المحاكم للآن منطبقاً على نص مادتى 39و194 عقوبات .

وعقاب رية وسكينة بصفة كونهما اشتركتا مع الفاعلين الأصليين فى التاريخ والمكان السابق ذكرهما فى تلك الجرائم بطريق الاتفاق والمساعدة فى الأعمال المسهلة لإرتكابها بأن أحضرتا المجنى عليهن إلى محلاتهما وأسكرتهن ليتمكن الفاعلون الأصليون من خنقهن بدون أدنى مقاومة منهن فوقعت جرائم القتل بناء على هذا الاتفاق وهذه المساعدة منطبقاً على نص المادة40 فقرة ثانية وثالثة و 41و14و199 من القانون المشار إليه .

وحيث أن أوراق هذه الدعوى قد أرسلت بتاريخ 12 مايو سنة 1921 إلى حضرة صاحب الفضيلة مفتى مدينة الإسكندرية لإبداء رأيه طبقاً للمادة 49 من قانون تنظيم محاكم الجنايات ووردت منه مشفوعة برأيه فى 15 منه بنمرة 401 .

وحيث عن تهمة سلامة(---) الملقب بالكيت فإنه لم يوجد ضده سوى أقوال سكينة وحسب الله (---) التى لم تؤيد بأى دليل من الأدلة المقنعة حتى يمكن الأخذ بها والتعويل عليها فى الحكم بإدانة الشخص المذكور فيما هو متهم به كما وأن المحكمة ترى فيما يختص باتهام كل من أمينة بنت (---) ومحمد (---) الشهير بالنص زوجها بالاشتراك فى قتل نبوية بنت (---) بالاتفاق والمساعدة أن الأدلة التى وصلت إليها التحقيقات لا تكفى لإثبات التهمة الموجهة إليهما ويتعين الحكم حينئذ ببراءة الثلاثة المتهمين المذكورين لعدم ثبوت التهمة المسندة إليهم ثبوتا كافياً عملاً بالمادة 50 من قانون تشكيل محاكم الجنايات .

وحيث أن تهمة إخفاء المصوغات المسروقة المنسوبة إلى على (---) فإنه ثابت من اعترافه أنه اشترى جانباً من مصوغات المجنى عليهن على أربع دفع من رية وسكينة بحضور حسب الله (---) ومحمد (---) وذلك أثناء المدة من نوفمبر سنة 1919 لغاية 12 نوفمبر سنة 1920 بالإسكندرية ولكنه يدعى أنه كان يجهل مصدر تلك المصوغات الحقيقى .

وحيث أنه مع التقدير المذكور لم يشتر تلك المصوغات إلا فى أربع دفع كما يقول وليست فى ست دفع كما قالت سكينة فقد تبين للمحكمة أنه كان يعلم بسرقة المصوغات عند شرائه إياها بدليل حصول الشراء خفية وبثمن يقل عن نصف قيمتها الحقيقية وبدون أن يحتاط فى أخذ الضمانات التى يكون من شأنها إخلاء مسئوليته عند الاقتضاء وإسراعه بكسر معظم تلك المصوغات لإضاعة معالمها .

وحيث أنه مما تقدم تكون تهم الجرائم المسندة إلى محمد (---) ثابتة قبله فى الأربع وقائع المعترف بها فقط وعقابة ينطبق على نص المادة 279 فقرة أولى من قانونه العقوبات مع مراعاة المادة 36 منه بالنظر إلى تعدد الجرائم .................." " .............

"فلهذه الأسباب "

وبعد الاطلاع على النصوص القانونية المتقدم ذكرها حكمت المحكمة حضورياً:

أولا : على كل من رية وسكينة بنتى (---) وحسب الله (---) ومحمد (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) بعقوبة الإعدام .

ثانياً : على .... على (---) الصائغ بالحبس مع الشغل لمدة خمس سنوات .

ثالثا : ببراءة كل من سلامة (---) والحرمة أمينة (---) الشهيرة بأم أحمد وزوجها محمد (---) الشهير بالنص مما أسند إليهم فى هذه الدعوى ورفض الدعوى المدنية الموجهة قبلهم وقبل على محمد (---) الصائغ ".............

هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراى محكمة الإسكندرية الأهلية فى يوم الأثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339).

رئيس المحكمة

" مــــلاحــظـــــــــة "

هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن فى 30 أكتوبر سنة 1921 .

ونفذ حكم الإعدام داخل الإسكندرية فى 21 و 22 ديسمبر سنة 1921 .

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا للنص التاريخي الجميل

و من ذلك نتبين ان ما ورد بالمسرحية هو تحوير للقصة

فاحدهم اظهرت كضحية، لانها اغتصبت و هي صغيرة

لدرجة التعاطف بل و التبرير

و لم يذكروا انهم اداروا بيتهم للسكر و البغاء

بل ذكروا ان النساء الضحايا كن يأتين لشراء الاقمشة

شكرا للدرس المفيد يا اخ افوكاتو

الشعب اراد الحياة و القيد انكسر

رابط هذا التعليق
شارك

زحمة مواضيع كتير أوي في المناقشات العامة دفعت هذا الموضوع الشيق للصفحة التالتة .... نحن مازلنا في إنتظار ....

القصة الثانية: أخطر رئيس عصابة سطو مسلح عرفته أمريكا 

( أنشرها غدا إنشاء الله)

إسمح لي أخمن يا أستاذ أفوكاتو .... آل كابون .... و لا بوني و كلايد ...

"وش عارف إنه هيطلع واحد تالت غيرهم" ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

أين التكملة يا أستاذنا العزيز؟

فى أنتظار الباقى

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

With great power comes great responsibility

وحدة المرء خير ......... من جليس السوء عنده

وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده

رابط هذا التعليق
شارك

أعزائى لانسلوت و سبيدر,

فى الواقع, كانت القصة التالية تخص " ديللنجر" و لكن بعد أن كتبت أحداث القصة, توقفت عن نشرها لأنها كانت طويلة جدا, و رأيت أن تلخيصها سيفقدها الطرافة.

و لقد ذكرت كلمة " القصة" و ليس" القضية", حيث أنه مات مقتولا برصاص البوليس, بعد إرتكاب كثير من جرائم السرقة المسلحة, معظمها كانت سرق أسلحة من " أقسام البوليس".

و قد تم إعتقاله 7 مرات, تمكن بعد كل منها من الهرب بمساعدة أعوانه فى الجريمة.

و فى الكمين الأخير الذى أدى الى مصرعه, كان المُبلغ عنه هى إمرأة تعرفه شخصيا, وعدها البوليس بمكافأة مالية كبيرة, بمقتضاها, إستدرجت ديللنجر الى دار سينما, حيث أحس بالكمين, و هرب, لكن البوليس تعقبه, و قتله.

و قد أصبحت قصة هروب ديللنجر أسطورية, لدرجة أن الناس تشككوا فى أنه مات فعلا, مما دفع أبيه الى وضع طبقة من الأسمنت المسلح سمكها 20 بوصة فوق قبره, حتى لا يحاول المعجبيون نبش القبر, و إعادته الى الحياة.

ربما عرفتم الآن السبب فى عدم نشرى للموضوع كاملا, و لكنى أعطيتكم ملخص القصة لألهيكم حتى أنشر محاكمة أخرى طريفة, فى أقرب وقت ممكن.

شكرا لإهتمامكم.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

قرود دارويــــــــــــــــــــــــن

فى هذه الحلقة من الدردشة, سأعرض عليكم موضوعا ليس متصلا بالقانون, و لكن بالجنون......... الأمريكى.

و لعل بعض من يعيشون فى أمريكا قد سمعوا عن جائزة " داروين" التى تُمنح لأكثر سكان المناطق الريفية غباءا, و الذين لا يزيد مستوى ذكائهم كثيرا عن ذكاء القرد.

( ملحوظة: داروين هو العالم صاحب نظرية أن الإنسان أصله قرد, ثم تطور الى أن أصبح بالصورة الحالية, و جائزة " داروين" يقصد بها إثبات أن نظريته كانت, و ما زالت, صائبة, و كله مزاح على الطريقة الأمريكية, و لكن الوقائع حقيقية)

و إليكم بعض المرشحين, و جميعهم قد توفوا نتيجة لذكائهم المنعدم :

المرشح الأول:

دافيد هويال, أراد أن ينزلق على الجليد فى منتجع للإنزلاق, و لم يكن معه زلاقة, فذهب الى أحد أعمدة حمل السير الذى ينقل المنزلقين, و أزال شريط عازل مطاطى مقصود به حماية المنزلق من الإصطدام.

قرر صديقنا إستعمال هذا الشريط العازل بدلا من حذاء الإنزلاق, و ركب فوق قطعة المطاط العازل, و أنزلق بسرعة على الثلج, لكى يموت مصطدما بعمود لم يكن محاطا بالمطاط, لأن المتوفى كان ينزلق عليه.

المرشح الثانى.

روبرت باولو, تسلل الى مقهى, لكى يختلس بعض الطعام بعض الطعام, و عندما و اجهه صاحب المحل, و هدده باستدعاء البوليس, خطف روبرت لفة من السجق, و بلعها بسرعة, ثم خرج من المحل, ليقع على الأرض.

و عندما جاء رجال الإسعاف, إستخرجوا من حلقوم الرجل الذى توفى بإسفكسيا الإختناق, شريط من السجق طوله 15 سنتيمترا.

المرشح الثالث.

مارينو ملبيرا. ذهب للصيد, و أطلق الرصاص على وعل كان واقفا على صخرة بارزة, تطل على المكان الذى كان يقف فيه.

أصاب الوعل, الذى سقط فوقه, و قتله فى الحال.

المرشح الرابع,

جون برينكى, و سال هوكنز.

كانا من هواة فريق موسيقى يسمى " ميتاليكا" الذى كان يعزف فى مسرح محلى مفتوح على الهواء.

و لكن, لأنهما كانا قد أفرطا فى الشراب, و لم يكن معهما نقود كافية لشراء تذاكر, قررا التسلل الى المسرح بالقفز فوق السور الخارجى.

كان الصعود الى أعلى السور سهلا, و لكن من الناحية المواجهة للداخل, كانت الأرض على بعد 10 أمتار.

قفز برينكى , و سقط فى إتجاه الأرض, و فى أثناء سقوطه, كُسر ذراعه, و تعرض جسمه لفروع شجرة, و تمكن أحد الفروع من تجريده من الجزء الأسفل من ملابسه, ووقع على الأحراش, و دخلت المطواة التى كان يحمله فى فخذخ, و دخل فرع شجرة آخر فى عجزه, كما مزق شوك الأحراش مناطق متعددة منجسمه.

حاول هوكنز أن ينقذ زميله, فرمى اليه بحبل, و طلب منه ربطه حول وسطه, ثم بدأ السير بالسيارة "الترك" التى كان يستقلها , ببطئ, رافعا زميله فى الهواء.

و لكنه, بسبب السكر, وضع الفيتيس فى الوضع الخاطئ , و اندفعت السيارة الى الخلف, و ليس الى الأمام, مما أدى ألى إختراق السيارة "الترك" السور, و سقوطها على صديقه.

و عند حضور البوليس, و جدوا السيارة " الترك" , و قائدها هوكنز ملقيا على بعد 30 مترا من السيارة, ميتا نتيجة لنزيف داخلى, كما وجدوا جون برينكى تحت السيارة, ميتا, نصف عاريا, و جسمه مملوء بالجروح, و فرع شجرة منغرز فى عجزه, و مطواة منغرزة فى فخذه, و بنطلونه عالق بجذع شجرة , على إرتفاع 8 أمتار فى الهواء.

و طبعا, ذهبت جائزة " داروين" الى برينكى و هوكنز, بجدارة.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...