بيان الحكومة إلى المواطن الصالح

[shawshank]

عزيزي المواطن المصري الصالح ...

نشكرك على تعاونك معنا طوال السنوات الماضية ... فقد أخلصت في عملك على أحسن ما يكون، ودفعت الضريبة من راتبك ووثقت فينا ولم تسأل كيف ننفقها، واتبعت الإجراءات المطلوبة في المصالح الحكومية، وضحيت بأموال الدروس الخصوصية من أجل أبنائك، وأديت خدمتك العسكرية لحماية وطنك، ورأيت الرشوة في المحليات واعتبرتها قلة فاسدة، وعانيت الأمرّين في مستشفيات الحكومة حتى نخرج من عنق الزجاجة، وأحسنت الظن بأولي الأمر وأطعتهم على أحسن ما تكون الطاعة، ووقفت في طوابير الخبز وطوابير المصالح الحكومية كمثال للانضباط، واكتفيت بالصلاة في منزلك ولم تذهب للمسجد إلا يوم الجمعة، وامتنعت عن الانضمام إلى أي جماعة أو الانتماء إلى أي حزب، وجعلت بينك وبين المحظورة سدًا منيعًا، ودفعت الغرامات والمخالفات التي طلبناها منك، وصبرت على انقطاع التيار الكهربي أثناء صلاة التراويح في حر رمضان لأنها أزمة طارئة، وكلما شاهدت وقفة احتجاجية أسرعت الخطا مبتعدًا، وجعلت بينك وبين المظاهرات حاجزًا، ولم تدخل قسم شرطة في حياتك إلا للفيش والتشبيه، ولم تفكر في تقديم بلاغ ضد جارك الذي يؤذيك بالصوت العالي، ولم تفكر في رفع قضية ضد أحد، وتنازلت عن أي حق لك، ولم تتأذي من الازدحام في الشوارع، وتحملت حالة المرور، وصبرت على حالة رغيف الخبز، ورشدت إنفاقك عند ارتفاع أسعار السلع، وشربت المياه المختلطة بمياه الصرف، وأكلت الخضراوات بالمبيدات المسرطنة، وتجنبت كل ما يعكر المزاج العام، وصبرت معنا في أزمة أنابيب البوتاجاز، واستخدمت قطع الحجارة للمرور فوق مياه الصرف في شارعك، واستنشقت دخان السحابة السوداء، ولم تخفك القمامة في الشوارع، ووثقت بنا عندما استثمرنا أموال تأمينك ومعاشك، ولم تهتم لمصائب غيرك من المواطنين المارقين راكبي عبارة السلام، ولم تغير صخرة الدويقة شيئًا من موقفك الثابت، وكنت مثالاً للوطنية فشجعت منتخب مصر في كل المحافل، وفرحت لزويل ومحفوظ والبرادعي، والأغاني الوطنية هي أغانيك المفضلة، وأحسنت الظن بنواب القروض والنقوط والعلاج والتجنيد، وتابعت النشرات الإخبارية لتليفزيون الحكومة، وعاديت قناة الجزيرة، وأيدت اتفاقية الكويز وتصدير الغاز لإسرائيل لتتحسن أحوالك، واعتبرت إيران وحماس أعداءً، وأودعت مدخرات الغربة في البنوك الحكومية، وتابعت خطابات الرئيس بشغف، واستمعت لأحاديث مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر، وتقشفت بشدة لأننا نمر بظروف صعبة، وتحملت الصعاب لأن مصر مستهدفة، وقاطعت جرائد المعارضة، والأهرام جريدتك المفضلة، وتابعت جلسات مجلس الشعب باهتمام، ولم تصدق شائعات فساد القضاة، وأحببت علاء مبارك، وتقرأ كتب القراءة للجميع باستمرار، وفرحت لنيل حرم الرئيس الدكتوراه ...

عزيزي المواطن المصري الصالح ... أنت نموذج يحتذى. لقد أوليتنا ثقتك، ونعدك بالاستمرار في سياساتنا الرشيدة طالما بقيت أنت مواطنًا صالحًا.

[أبوعمار]

فعلا شر البلية ما يضحك

أحييك على البيان الكافي الوافي

الذي جمعت فيه أغلب مآثر الحكومة البائدة بإذن الله

كما أحييك على سلاسة أسلوبك

[shawshank]

فعلا شر البلية ما يضحك

أحييك على البيان الكافي الوافي

الذي جمعت فيه أغلب مآثر الحكومة البائدة بإذن الله

كما أحييك على سلاسة أسلوبك

الله يكرمك ...

تخيل حضرتك أن تلك هي معايير الحكومة في مدى صلاح المواطنين. بل تخيل حضرتك أن من توافرت فيه هذه المعايير، فأطاع أوامر الحكومة وتعليماتها طاعة عمياء بمنتهى الثقة والاطمئنان، ولم يعترض أبدًا، وتنازل عن حقه، وتخلى عن حريته، وظل صابرًا سنة وراء أخرى أملاً في تحسن الحال ... لم يصبه إلا المزيد من الظلم والقهر والذل والمهانة وضياع الحق وبيع المزيد من الوهم والتآمر مع الأعداء ضده؟

على رأي إبراهيم عيسى ... الناس اللي سمعت الكلام وفضلت طول عمرها تمشي جنب الحيط، هل الحكومة رحمتهم؟ إطلاقًا، بل ولن ترحمهم أبدًا.

تم تعديل 26 سبتمبر 2010 بواسطة shawshank