اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الميـــــزان لحركة طالبــــــان


Guest Mohd Gramoun

Recommended Posts

  • الزوار

في هذا الموضوع سأقوم بسرد كتاب الميزان لحركة طالبان و الذي نشر في عام 1422 هجرية و هو معني بتعريف العالم بوضع أفغانستان و ظهور حركة طالبان و أهدافها و كل ما يتعلق بها من وجهة نظر الحركة و مؤيديها.

أرجوا أن يتسع صدر الجميع بالإلتزام بعدم التعليق أو الخروج عن الهدف الاصلي للموضوع حيث أن العديد من المشاركات في المنتدي منذ أمد طويل دأبت علي مهاجمة طالبان ونعتها بأبشع الصفات في التخلف و الرجعية و الإستبداد، و هنا يأتي الرد من الجانب الآخر.

رابط هذا التعليق
شارك

يعنى ده موضوع للمؤيدين بس و اللى عاوز يعارض يفتح موضوع تانى ولا ايه؟ :rolleyes: انا باسأل بجد مش تهريج حتى لا افسد المسار الذى تريده للموضوع يا اخ مجرمون .. خاصة ان كلمة "فى الميزان" تعنى وجود كفتين او اتجاهين للحوار !!!

تم تعديل بواسطة فــيــروز

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمدلله رب العالمين القائل في كتابه } إنما المؤمنون أخوة { والقائل } والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض { والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين القائل ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم ) وبعد :-

فهذا نداء من أرض أفغانستان الإسلامية إلى جميع المسلمين في العالم ، نقدمه نيابة عن إخواننا الأفغان ، وقياماً بحق الأخوة في الدين ، كتاب نضعه بين أيدي المسلمين نبين فيه تاريخ الإمارة الإسلامية وواقع أفغانستان قبل قيام الإمارة الإسلامية ، كما نعرض فيه وجهة نظر قيادات الإمارة وردهم على ما يوجه لهم من تهم ، ونعرض أيضاً مشاهدات من نزل إلى أفغانستان ، ونختم ببعض الإشارات الشرعية رداً على بعض المواقف التي صدرت ضد الإمارة الإسلامية ، وفي الحقيقة أن الأمر يحتاج إلى أكثر من كتاب فكل مبحث يحتاج إلى مصنف مستقل ، ولكننا نعد هذا الكتاب أول حلقة من سلسلة سنواصلها لتوضيح تاريخ وحقيقة الجهاد الأفغاني منذ بدايته وحتى استلام الإمارة الإسلامية لرايته نسأل الله لها النصر .

وما كان هذا البحث منا في هذا الوقت إلا لما رأينا تخاذل المسلمين عن نصرة الأفغان وتكالب أعداء الله جميعاً من كل ملل الأرض على قتلهم وقتالهم ، رأينا أن نعرض شيئاً من تاريخ وواقع أرض أفغانستان الإسلامية ، التي ضيق الأعداء على المسلمين فيها معيشتهم واستضعفوهم وحاربوهم ولا زالت صواريخهم وقذائفهم حمماً تحمل معها الموت لكل مسلم على أرض أفغانستان بل تقتل كل حي على حد سواء .

ومما زاد الجرح ألماً أن ينبري بعض المرتزقة الذين يتسمون باسم المصلحين ينبرون إلى نصرة الصليب وأهله وذلك بالقدح في عقيدة حركة طالبان وترويج الأكاذيب والأباطيل من غير دليل ولا بينة والتي تصب كلها في نصرة الصليب وحزبه ، ولا زالوا يكيلون لهم التهم ويشوهون صورتهم بشتى الطرق والوسائل .

والناس أمام ذلك أربعة أقسام ، إما معين للصليبيين من حيث يشعر أو لا يشعر فهو مرتد أو يوشك أن يلج في الردة على بصيرة ، وقسم عالم بحال المسلمين متضح له كذب المرجفين ولكنه متخاذل عن نصرتهم يعذر لنفسه بترك نصرتهم بكل عذر ، وآخر غافل عنهم ولم يهتم بأمرهم ولا يعنيه ألا ملذات الدنيا وأمنه وأمانه فقط ، وخيرهم وأحسنهم قائم بأمر الله مناصر لهم بما يستطيع ، وأولئك هم القليلون عدداً الأعظمون عند الله أجراً .

وإن أفغانستان في هذا الوقت لهي بحاجة إلى تأييد المسلمين ونصرتهم أكثر من أي وقت مضى ، فأفغانستان المحاصرة المقتولة تعاني اليوم ما لم تعانه من قبل ، بل إنها تواجه حلفاً كفرياً يقاتلها بكل الوسائل وهذا الحلف لم يسبق في تاريخ البشرية له مثيل ضد جهة واحدة ، لا لشيء إلا لأن الإمارة الإسلامية عزمت على تطبيق الشرع ومنابذة الكفر ، والتزمت ذلك قولاً وعملاً ، نسأل الله لها النصر والتمكين .

وفي الوقت الذي تنتظر دولة أفغانستان الإسلامية الدعم بأي شكل من أي مسلم ، يأتيها النقد اللاذع والتجريح المطلق من عموم المسلمين بل ومن بعض العلماء والدعاة ، الذين أعمتهم المثالية التاريخية عن الواقع المر الذي يعيشه المسلمون ، فهم يريدون دولة كخلافة أبي بكر وعمر !! ، فحالهم يقول إما أن تقوم الدولة المثالية وإلا فلا نصرة !! ، رغم أننا منذ قرون في ذلة وهوان نقاد من اليهود والنصارى وندفع لهم الجزية ونحن صاغرون .

ولما قامت بارقة أمل في أفغانستان انبرى الجميع للجرح والنقد الهدام ، ونحن لا ننكر وجود بدع عندهم إلا أننا نقول ، إنها الدولة الإسلامية المفقودة اليوم التي تتخذ من الإسلام منهجاً لها في جميع تصرفاتها وشؤونها ، مع بعض أخطأ في التطبيق ، إلا أننا لا نسكت عن نقدهم النقد البناء وتقويمهم بطريقة فعالة ومجدية ، ولكن مع ذلك لابد من التأيد والنصرة ، وحتى التأيد والنصرة لهم اليوم لا بد أن يقدم على النقد البناء أيضاً ، لأن الحاجة الماسة اليوم هي حاجة النصرة المادية فالوضع لا يحتمل الانشغال بغير النصرة لهم بكل أشكال النصرة .

وكلمة نسجلها هنا ليتضح للقارئ ما بعدها من كلام في ثنايا هذا الكتاب ، بأننا لا نزعم أن حركة طالبان حركة سلفية ومن قال عن جملتهم ذلك فهو مخطئ ، وكذلك ننفي عنهم أنهم قبوريون يشوبهم شرك أكبر ، ولكننا نقول يوجد منهم سلفيون ومنهم متصوفة مبتدعة والسواد الأعظم منهم على المذهب الحنفي عقيدة وفقهاً وطريقة ، هذا فيما نعلم عنهم وما قلنا ذلك إلا لتتضح الصورة باختصار .

لأننا رأينا من يخلط الأمور ويقول إن طالبان ( ديوبندية ) وهو يظن أن الديوبندية عقيدة مستقلة ، وفي الحقيقة أن الديوبندية ليست عقيدة جديدة ، ولكنها مدرسة نشأت في بلاد الهند نسبة إلى مدينة ديوبند التي أسست فيها قبل أكثر من 200 عام ، وهذه المدرسة تعتمد المذهب الحنفي مذهباً فقهياً ، وقد حفظ الله الإسلام في بلاد الهند منذ القدم بفضله ثم بفضل جهود هذه المدرسة التي انتشرت حتى وصلت بلاد أفريقيا السوداء .

فالديوبندية مدرسة وليست عقيدة مستقلة ، مثل الأزهر في مصر ، فالأزهر مدرسة نشأت في مصر وانتشرت فروعها ، وليس كل خريج من الأزهر لا بد أن يكون شافعي المذهب أشعري العقيدة ، فالأزهر تخرج منه علماء سلفيون وتخرج منه علماء من أهل الحديث ، تماماً كما هو الحال مع المدرسة الديوبندية ، والمدرسة الديوبندية تتأثر بعقيدة وطريقة من يكون رئيساً لها إلى حد ما ، إلا أنها في العقدين الماضيين وبسبب قرب تلك المدرسة من الجهاد الأفغاني بدأ متعصبة الأحناف يطلقون على الديوبندية وهابية .

ولا بد من تصحيح هذا المفهوم الذي ينبني عليه الحكم على حركة طالبان ، علماً أن الديوبندية اليوم يعدون من القريبين جداً من مذهب أهل الحديث في الهند ، ففي الاجتماع الأخير لعلماء ديوبند في بشاور والذي كان في منتصف شهر شعبان لعام 1422هـ كان الذي قرأ البيان الختامي للاجتماع هو فضيلة الشيخ سميع الحق عميد الجامعة الحقانية لعلوم الحديث في باكستان وهو مرجعية أهل الحديث والتفسير لتلك البلاد .

والطالبان أيضاً ليسوا جميعاً من خريجي المدرسة الديوبندية ، بل إن أكثرهم خريجي الجامعة الحقانية لعلوم الحديث في بشاور والقسم الآخر خريجي الجامعة الإسلامية في كراتشي ، وأكبر مؤثر عليهم فيها هو فضيلة الشيخ نظام الدين شامزي عميد كلية الحديث في الجامعة .

فمن الإجحاف في حق الطالبان أن نحكم عليهم بنقد المدرسة الديوبندية ، لأن نقد المدرسة الديوبندية لا يؤدي إلى حكم معتبر ضد الطالبان ، بسبب أن الحكم على طالبان حكم على أشخاص ، والأشخاص أخص من المدرسة الديوبندية ، فكيف نحكم على الأخص بالحكم على الأعم ؟ رغم أن أكثر الأشخاص لم يتخرجوا من تلك المدارس ، و لو أن شخصاً أراد أن يحكم على الديوبندية بأنهم وثنيون لأن مدرستهم نشأت في الهند الوثنية لما كان حكمه صحيحاً ، لأنه لا ترابط بين عقيدة المدرسة والأرض التي نشأت فيها ، وكذلك نقول لا يوجد ترابط بين عقيدة المدرسة الديوبندية وحركة طالبان ، لأننا نحتاج قبل ذلك إلى إثبات أن الطالبان تخرجوا جميعاً من تلك المدرسة وأيضاً نحتاج بعدها إلى إثبات أن الطالبان يلتزمون عقيدة تلك المدرسة إذا ثبت لفروعها التي تخرجوا منها ما يقدح في العقيدة ، وبعد ذلك ننظر هل الطالبان على قناعة بما درسوا وهم يعتقدون ما درسوا ويعملون به ، لأنه لا تلازم بين ما يدرسه الشخص وما يعتقده ، والجامعات والمدارس اليوم تنتشر في العالم ولا يمكن أن نقول لأي شخص بعينه أنه يعتقد كذا ولا يعتقد كذا لأنه تخرج مثلاً من الجامعة الفلانية التي تعتمد الكتاب المنحرف في تقرير مسائل العقيدة لديها ، وما جاء هذا التوضيح إلا ليفهم القارئ هذه المعاني قبل الدخول في ثنايا الكتاب .

أما مفهوم التصوف لدى الطالبان فسوف يشير إليه عدد من المسؤولين الذين قابلناهم لا سيما المسؤول الإعلامي لأمير المؤمنين المولوي أحمد جان ، ونكتفي في هذه المقدمة بذكر كلمة يسيرة عن هذا المفهوم ( التصوف ) إجابة على سؤال وجهه الشيخ أبو سلمان للمولوي حمد الله مسؤول المهاجرين في قنصلية كويتا وكان بحضرته المفتي فضل عميد جامعة الجهاد التابعة مباشرة لمكتب أمير المؤمنين ، حيث كان سؤال الشيخ قوله : يتهم بعض الناس الطلبة بأنهم صوفية ؟ فقال : ليس هذا وقت الصوفية هذا زمان الجهاد مشدداً على أن التصوف فكر انعزالي يتنافى مع الجهاد في سبيل الله الذي نذر الطلبة أنفسهم له ، وأقره المفتي على هذا الكلام ووافق على قوله وأكد أنهما لا يعرفان أحدا من القيادات أو الشخصيات المرموقة في الطلبة يعتنق هذا الفكر .

أما عن الأضرحة والقبور فنوجز الكلام فيه أيضاً بإجابة من المولوي حمد الله والمفتي فضل على سؤال آخر قدمه لهما عقب السؤال المتقدم الشيخ أبو سلمان فقال فيه : هل الطالبان جادون في تغيير الوضع المتعلق بالأضرحة والقبور ؟ فأجابا : نعم إن الطالبان جادون بإزالتها ، وقد هدموا سرا وفي الليل بعض هذه الأضرحة في هرات وغيرها إلا أن إعلان ذلك في هذه الفترة سابق لأوانه وهم يراعون في تغيير ذلك المنكر أن لا يترتب عليه ما هو أنكر منه ويقومون بحملة توعية عند المزارات وفي الإذاعة والمساجد .

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار

الاخت فيروز..

لطالما مللنا من كثرة الأراء السياسية و الدينية و العلمانية في حركة طالبان حتي اصبح العديد من الناس لديهم ثقافة مصطنعة و كاذبة عن حركة طالبان و هي كحركة ضعيفة إعلامية لم تسطع المواجهة مع المارد الإعلامي الامريكي و أحلافه لذا كان أن نبرز التعريف الدقيق و الصحيح لتلك الحركة في ميزان الشرع الحنيف الذي أتخذته الحركة دستورا لها و أعيد مرة أخري و أكرر من وجهة نظر الحركة و أتباعها حتي لايتفرع الموضوع لجدال او نقاشات فرعية تفسده.

أتمني أن تعطيني فرصة يا أخت فيروز حتي أقدم كل الكتاب و نري من خلال عقليتك المستنيرة أنتي وكافة الاخوة و الأخوات ملاحظاتكم و ردود أفعالكم بعد الإنتهاء منه.

مجرد فرصة....فرصة صغيرة...فقط

===================================

حركة طالبان في الإعلام الدولي والعربي والإسلامي

وقبل الحديث عن تفاصيل واقع الحركة يحسن بنا أن نضع المعالم والخطوط الرئيسية لخطة تناول الإعلام العالمي لواقع حركة طالبان ، وهذا الإعلام العالمي يعد هو المصدر الرئيسي وربما الوحيد للمسلمين الذين أخذوا منه تصوراً وفكراً محدداً عن الحركة ، بل وبنا بعض الفقهاء حكمه على الحركة من خلال تلك الصورة التي نقلت له من الإعلام العالمي ، فيجب توضيح واقع الإعلام العالمي مع الحركة وكيف تناول عرض واقعها .

يلاحظ المتابع لوسائل الإعلام العربية والعالمية شبه اتفاق وتناغم فيما بينها جميعاً على مهاجمة حركة الطالبان ووصفهم بأبشع الأوصاف .

فالإعلام الغربي من ناحيته ركز على وصفهم كحركة أصولية منغلقة متخلفة تعتمد التعصب القبلي البشتوني والمذهب الحنفي ، كما أثار عدداً من القضايا التي تعتبر استفزازية في حس الإنسان الغربي مثل تركيز الإعلام على إثارة قضية منع تعليم النساء ومنعهن من العمل وإعادتهن للبيوت ، حيث وصل هذا الأمر إلى حد تهديد منظمات الإغاثة والهيئات التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر بإنهاء أعمالها ووقف المساعدات لأفغانستان إذا لم يقبل الطالبان برامج لتعليم النساء وإعادتهن للعمل ، كما أثار الإعلام الغربي قضايا تطبيق حدود الشريعة مثل قطع أيدي اللصوص وتطبيق حدود الحرابة ، ووصف ذلك بالوحشية والتخلف والقسوة ، كما يركز الإعلام الغربي على تقديمهم كأداة في يد حكومة باكستان ، ثم أبرزت وسائل الإعلام أخبار منع الطالبان للتلفزيون ووقف بثه ومنع الموسيقى وإحراق الأفلام وإغلاق الملاهي ودور السينما ، ومنع بيع ونقل وتعاطي الخمور ، وقدمتها الأفلام الوثائقية في قنوات التلفزيون بصورة منفّرة ، في حين أغلقوا تماماً أخبار مكافحة الطالبان للمخدرات واحراقها للحقول المزروعة بها وإتلافها لما تقع يدها عليه من ذلك حسب الإمكان ، ومطاردتها لكبار تجار المخدرات رغم أن هذا يتوافق مع ما يزعم الغرب وأمريكا من حملات مطاردة لكبار تجار المخدرات الدولية ، كما غير الإعلام الغربي نغمته في الحديث عن قادة أحزاب المجاهدين ، الذين كانوا على حسب وصف الإعلام الغربي مصاصوا الدماء وتجار الحرب ، فبدأ الإعلام يثني عليهم وتوجه التحليلات السياسية الأخبارية السامع والمشاهد للتعاطف مع أولئك الذين كان يصفهم بزعماء الأصولية والإرهاب ومجرمي الحرب الأهلية !! كما يلمس بوضوح تسليط الأضواء على الجنرال الشيوعي دوستم وتوجيه الرأي العام للتعاطف معه ، وكذلك أعطت وسائل الإعلام الزيارات الخاطفة التي قام بها دوستم ورباني ومسعود الهالك لبعض الدول الإسلامية والغربية أكبر من حجمها، وباختصار يركز الإعلام الغربي على تشويه الطالبان والتنبؤ بإسقاطهم ويدندن حول ضرورة حل موسع يشترك فيه جميع الأطراف في حكم أفغانستان ، و يحاول أن يرسخ فكرة تناقض الواقع تماماً وهي أن الحرب الأفغانية لا يمكن أن تحل بالقوة ، ولا بسيطرة حزب واحد ، وكل هذه الحملة بالطبع من أجل رفع معاناة الشعب الأفغاني المسلم كي ينعم بالأمن والرفاه والتحضر بزعمهم !!! .

أما الإعلام العربي سواء منه الحكومي في البلاد العربية أو التابع له بصورة غير مباشرة مما يصدر في الغرب وفي لندن خاصة من صحف ومجلات وإذاعة وتلفزيون وقنوات فضائية ، كله على وتيرة الإعلام العالمي في تشويه الطالبان والهجوم عليهم وترديد نفس الاتهامات ، وزاد عليها التركيز على مخاوف الدول العربية من إيواء الطالبان لمعسكرات ( الإرهابيين العرب !! ) وما يشكله ذلك من تهديد مباشر للأنظمة .

وتتولى جريدة ( الشرق الأوسط ) و مجلة ( المجلة ) بالإضافة إلى صحيفة ( الحياة ) ومجلة ( الوسط ) الصادرة في لندن بتمويل سعودي ، وكذلك صحف ومجلات كثيرة مثل ( الوطن العربي ) و ( الحوادث ) وغيرها من القائمة الطويلة ، هذه المصادر تتولى بشكل خاص ومكثف عملية التشويه و رجع الصدى لما ينشر في الإعلام الغربي المعادي ، فهي عبارة عن ترجمة للمواد المعادية التي يبثها الحقد ( اليهودي ، الصليبي ) على الإسلام وأهله ، فالحياة مثلاً كتبت سلسلة من المقالات والأخبار هاجمت فيها الطالبان ، من دون أدنى بينة تدعم ما تزعمه ، وبلغت إحدى مقالاتها التي يكتبها جمال خاشقجي الكاتب السعودي !! إلى وصفهم بأبشع الأوصاف ، وبالعمالة لأمريكا وبأنهم ألعوبة في يد سياستها الرعناء وفي بلاد المسلمين لضرب الحركة الإسلامية ، وكذلك جريدة الشرق الأوسط حينما نشرت للكاتب ( فهمي هويدي ) العقلاني المنحرف ، سلسلة مقالات شوه فيها حركة طالبان وبزعمه أنه هو القيّم على أمة محمد ليصوب هذا ويخطئ ذاك وهو لا يعرف سنن الوضوء حتى يتكلم في مثل هذه الأمور ، ولا يكاد يستثنى من وسائل الإعلام العربية ذات الاتجاه الوطني القومي إلا جريدة ( القدس العربي ) الصادرة في لندن والتي غطت تلك الظاهرة ولا سيما قضية الأفغان العرب والطالبان تغطية شبه موضوعية ، كذلك يستثنى من وسائل الإعلام إعلام دولة الباكستان التي تعتبر كلامها عن الطالبان إيجابياً وجزءً من حملة الدعم الباكستانية للطالبان في ظل صراع المصالح الإقليمية ، وذلك قبل بداية الحرب الصليبية الجديدة على أفغانستان والتي شاركت فيها حكومة باكستان بكل ثقلها .

أما بالنسبة للصحف والنشرات والدوريات الإسلامية فهي تنقسم إلى قسمين : إما صحف مدعومة تابعة للمراكز الإسلامية في الغرب ، أو صادرة في بعض البلاد العربية وتتبع في معظمها جماعة الإخوان المسلمين الدولية وفروعهم ونظائرهم في تلك البلاد مثل الجماعة الإسلامية في باكستان مثلاً .

أما الجهات الإسلامية الحكومية في بعض البلاد العربية فقد أصدرت آراء مشوهة للطالبان ، لا تستند على أي علم لواقع الطالبان من قرب ، فأصبحت مثل هذه الفتاوى مادة للصحف والإعلام حيث بلغ الحقد على لسان شيخ الأزهر الطنطاوي إلى أن يتهمهم بالضلال والانحراف والكفر – وهذا ما لم يقله في حق الأمير تشارلز في لقاءه الحميم معه – وزاد على ذلك بفتوى عامية المحتوى قال فيها ( دول والله شوية حمير كده بقا ) .

أما وسائل الإعلام الإيرانية من جهتها شنت حملة شعواء على الطالبان متهمة إياهم بأبشع الأوصاف ومسمية ظاهرة حركة طالبان بالكارثة والطامة ، وأنهم خوارج يشبهون الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وتوافق ذلك مع أخبار الجسر الجوي الذي تساند به الحكومة الإسلامية في إيران !! الجنرال الشيوعي دوستم والذي ينطلق يومياً من الجمهورية الإسلامية !! إلى قواعد دوستم في مزار شريف .

بالإجمال لم يسلم الطالبان من أي وسيلة من وسائل الإعلام ، العالمية والعربية والإسلامية ، فحتى مجلات إسلامية تعتبر مستقلة مثل مجلة ( السنة ) الصادرة في لندن والتي يديرها ويشرف عليها محمد بن سرور زين العابدين نشرت في أحد أعدادها بتاريخ 10/1996م مقالاً نددت فيه بالطالبان ووصفتهم بأنهم صنيعة باكستانية أشرفت على صناعتها ( بنظير بوتو ) ومخلب أمريكي لضرب الحركة الإسلامية في أفغانستان ومنع أحزاب المجاهدين من إقامة الحكم الإسلامي !! وأنهم أداة و ألعوبة جئ بها لتنفيذ مخططات التآمر على المسلمين !!.

ولا يمكن أن نستثني من وسائل الإعلام الإسلامية إلا بعض النشرات والدوريات الإسلامية المقربة من بعض الجماعات والتنظيمات الجهادية ، حيث تناولت أخبار الطالبان بشئ من التعميم الإيجابي وتأمل الخير ، تاركة الباب للوقت من أجل تقصي الحقائق والحديث والشهادة على بينة من باب على مثل الشمس فاشهد أو دع .

وتشكر مجلة البيان على عرضها للقضية الأفغانية وإن كانت قد تأخرت بعرضها بحياد لمدة خمس سنوات من قيام حركة طالبان ، فعرضت مقالات لعبد العزيز كامل ومقالات مشابهة أخرى تصب في الدفاع عن الطالبان وإن كان باستحياء ، إلا أننا نقول جزاهم الله خيراً على ماقدموا .

ولا نكاد نقع على وسيلة من وسائل الإعلام لم تستند إلى الصورة التي رسمتها وسائل الإعلام الغربية والعربية ، وسقط في تأثيرها معظم الرأي العام العربي والإسلامي حتى دخل إلى الجماعات الإسلامية ، التي كان من المفترض فيها أن تكون أول المناصرين والمصححين لطريق الطالبان .

أما بعد بداية الحرب الصليبية فقد زادت الحملة التشويهية في الإعلام العالمي وتبعه الإعلام العربي أيضاً ولكن بضراوة أكثر .

وأيضاً فقد تحسن أداء الإعلام الإسلامي في تعاطيه لقضية الإمارة الإسلامية والنظر إليها بإنصاف ، وقد صورت غالب المطبوعات الإسلامية أن الحرب ليست حرب إرهاب كما تزعم أمريكا بل هي حرب للإسلام ، والجميع وقف مشكوراً ليشجب ويعارض وينادي بإيقاف قتل الأفغان المسلمين ، وهناك أصوات نشاز داخل تلك المطبوعات إلا أنها قليلة ولله الحمد وهي أقل من أن تذكر .

أما قناة الجزيرة فهي التي اعتبرت المنفذ الوحيد لبيان واقع و حجم المعاناة والدمار من داخل أفغانستان منذ بداية الحرب الصليبية حتى الانسحاب من كابل ، إلا أن قناة الجزيرة كما يصفها بعض مراسليها بأنها تتاجر بدماء الأبرياء ، فقناة الجزيرة ليست صاحبة رسالة لا دينية ولا اجتماعية ولا ثقافية ، بل صاحبة كسب مادي وشهرة فقط ، وإن كانت تنقل جزء من أخبار أفغانستان فإنها لا تنقل جميع ما ينبغي أن ينقل ، فقد أخفت ثلاثة أرباع ما تم تصويره لها من قبل الإمارة الإسلامية لأنه لا يتماشى مع تغطيتها أو أهدافها كما تقول ، ولا بد من التفريق بين القول بأن القناة لا تنقل الحقائق وبين أن القناة لا تنقل كل الحقائق التي ترغب الإمارة بإظهارها ، فقناة الجزيرة كانت تنقل تقارير مصورة لا يشك في حقيقتها ، ولكنها لم تكن تنقل كل ما تراه أو تم تصويره لها ، أو تطلبه الإمارة منها ، رغم أنها تنقل كل ما يطلبه العدو منها أيضاً بحجة الموضوعية والحياد ، إلا أنها بعد ضربها في كابل وانسحاب الإمارة من كابل أصبحت إلى حد بعيد جداً بوقاً لشبكة الـ ( سي إن إن ) ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أما المطبوعات الإسلامية من صحف ومجلات فإن أكثرها حاول أن يلتزم الحياد ويقف مع الشعب الأفغاني فقط وليس مع الإمارة الإسلامية وقليل منها يدعوا لمناصرة الإمارة الإسلامية والوقوف معها .

ولا زالت الأمة الإسلامية تعاني من انعدام وسيلة من وسائل الإعلام التي تبث بكل صدق وإخلاص وتحرر من منطلق الحرص على تبليغ الرسالة الإسلامية ، تبث أخبار ومآسي المسلمين وتدعوا إلى نصرتهم موضحة الحقائق وكاشفة للعورات الإعلامية الزائفة من حولنا ، نسأل الله أن يعلي كلمته وينصر دينه .

رابط هذا التعليق
شارك

أتمني أن تعطيني فرصة يا أخت فيروز حتي أقدم كل الكتاب و نري من خلال عقليتك المستنيرة أنتي وكافة الاخوة و الأخوات ملاحظاتكم و ردود أفعالكم بعد الإنتهاء منه.

مجرد فرصة....فرصة صغيرة...فقط

بالطبع يا اخ مجرمون :rolleyes:

انا فعلا قصدت استفسر عن التتابع الذى تحب ان يسير به الموضوع حتى اعطيك الفرصه التى تطلبها non::

واعتذر عن قطع تسلسل الموضوع .. تفضل :D

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار

اشكرك أختي علي سعة صدرك و رحابته..

==============================

أفغانستان وصراع المصالح الإقليمية والدولية

1- حدود أفغانستان : يحد أفغانستان من الشمال حدود طويلة مع الجمهوريات السوفياتية سابقاً ( طاجكستان – أوزبكستان – وتركمنستان ) ولها مع الشرق حدود ضيقة على أهمية كبرى مع الصين عبر ( ولاية بامير – نور ستان ) ، ويحدها شرقاً وجنوباً حدود طويلة تمتد لأكثر من ألفي كم مع الباكستان ، ويحدها من الغرب إيران .

2- وتتألف أفغانستان من مسطح جغرافي يبلغ ( 652225كم2 ) وهو بالغ الوعورة والتعقيد ، والخصوبة في الموارد المائية والزراعية والثروات الباطنية من المعادن الثمينة ، وبعض المواد الخام البكر التي لم تُستهلك ولم يكتشف معظمها حتى الآن .

3- يتألف الشعب الأفغاني البالغ تعداده 23 مليون نسمة من بضع وثلاثمائة قبيلة موزعة على أربعة أعراق رئيسية تتكلم لغات مختلفة هي ( البشتون ويشكلون أكثر من 75% من السكان ويقطن معظمهم وسط وجنوب أفغانستان ، ويتوزع الربع الباقي من السكان بين الطاجيك والفرسوان والأوزبك ) وكل هؤلاء من المسلمين السنة الأحناف ، وفيهم نسبة من الشيعة يقطنون ولاية ( باميان ) وتقطن أقلية منهم في أطراف كابل ويبلغ الشيعة بمجموعهم في أفغانستان 5% من السكان وفي الشمال أقلية من الإسماعيلية أيضاً ، ويوجد عدد لا يذكر من الهندوس النازحين من الهند قديماً إلا أن حكومة طالبان ألزمت كل الكفار من الأفغان بالصغار كما أمر الله بذلك فأمرتهم بالتميز بالملبس والأعمال والهيئات كما فعل عمر رضي الله عنه مع أهل الذمة ، وأطلقت الإمارة عليهم أهل الذمة .

4- يرتبط كثير من القبائل الباكستانية البشتونية في جوار أفغانستان بأواصر قربى وعلاقات نسب مع القبائل البشتونية في أفغانستان ، بل إن إقليم ( سرحد ) وعاصمته بشاور ، يعتبر من الأراضي الأفغانية وقد ضم إلى باكستان إبان خروج الإنجليز من تلك البقاع .

5- تعتبر باكستان بلاد الأفغان الكتلة الإسلامية ذات الشوكة والتاريخ العام في شبه القارة الهندية عمقاً استراتيجياً للمسلمين الباكستان ، في وجه خصمهم التاريخي المتمثل في الهند ، وقد دأبت السياسة الباكستانية منذ أيام بوتو الأب على الإرتباط بمحاور قوى هامة في أفغانستان من أجل الحفاظ على هذا الظهر ، وورث ضياء الحق ذلك وطورها لنظرية استراتيجية كان يعتبر فيها انتصار المجاهدين الأفغان مرتكزاً أساسياً لتوجهاته الإسلامية والوطنية في باكستان ، وقد أدى خروجه عن الخطوط الحمراء مع أمريكا إلى اغتياله ، وبقيت من بعده السياسة الباكستانية حتى في عهد بوتو الإبنة محافظة على هذا الخط لأن التهديد الهندي صار أكثر جدية ومشكلة كشمير المحتلة والتي جعلت البلدين على حافة الحرب أكثر من مرة توجب على الباكستان الحفاظ على محاور صديقة لها بل تابعة لتوجهاتها في أفغانستان ، وقد وجدت في صراع الأحزاب الستة لا سيما الحزبين الرئيسين ، رباني و حكمتيار الفرصة لنسج خيوط سياسة سمحت لها بالهيمنة والتحكم في مسار القضية الأفغانية .

6- إيران من جهتها تعتبر نفسها حامية الأقلية الشيعية في أفغانستان ، وبعد انتصار ثورتها ما زالت حكومة طهران تحاول أن تكون اللاعب الأساسي في مستقبل الجمهوريات السوفياتية وهذا يوجب عليها أن تحفظ لنفسها مركزاً قوياً في أفغانستان ولذلك قد أنشأت لنفسها عدة أحزاب شيعية ودعمتها بالمال والسلاح بل وبالرجال أيضاً وتدخل الحرس الثوري الإيراني أكثر من مرة في أفغانستان ولا تزال الأسلحة الإيرانية التي غنمها الطالبان في المعارك مع الرافضة وأفراد الحرس الثوري موجودة معهم حتى الآن .

7- كان الإتحاد السوفيتي البائد ينظر عبر حلم الروس القياصرة القدماء إلى السيطرة على بلاد الأفغان لأنها الثغرة الأساسية واللقمة الصعبة التي لو ابتلعها فسيكون ابتلاع الكيلومترات القليلة الباقية للوصول لمياه الخليج الدافئة وتهديد ممرات البترول والضغط على أمريكا سيكون عندها أسهل من شرب الماء بعد تلك اللقمة الصعبة ، ولكن الروس لم يقرأوا التاريخ الذي سجل بوضوح تكسر كل الغزوات التاريخية والمعاصرة على صخور جبال الهندكوش ، ويكفي الإشارة إلى أن الإسكندر الأكبر اجتاح المشرق في سنين قليلة ، وكانت الهزيمة الأولى والأخيرة له عندما انهزم جيشه على يد القبائل الأفغانية ، على سفوح الهندكوش ، وربما لم يسجل التاريخ الإنجليزي فيما بين الحربين العالميتين هزائم أهم في تاريخه من تلك التي شهدها في تلك البلاد وانسحب منها من دون أن يحقق شيئاً ، لكن الروس لم يقرأوا التاريخ وأثبت المؤرخون أن الإتحاد السوفيتي طوى عَلَمه بيده وتفتت بسبب تلك المقاومة بصورة رئيسة ، ولكنه اليوم يرى في أفغانستان السيل العرم ، الذي يجب أن يصده بدفاعه عن الجمهوريات الإسلامية المحتلة ، والتي يتململ المسلمون فيها ليبلغوا من محتليهم الروس ثأراً تراكمت حساباته على مر سبعين سنة ، ولا أدل على ذلك من إعلان زعماء روسيا مؤخراً بكل صراحة لدعمهم لدوستم قائلين ( نحن ندافع عن الجمهوريات السوفيتية الجنوبية من ممر ( سلانغ ) ولو سقط الممر بيد الطالبان ، فلن يقف خطر المسلمين إلا على أبواب موسكو ) ويبدوا أن هذا صحيح من خلال دروس التاريخ والجغرافيا ، ولا زال الروس يقفون بكل قوة خلف التحالف الشمالي ، وبعد سقوط ( طلقان ) بيوم واحد توجه مبعوث رباني ( عبد الرحيم ) إلى موسكو ليطلب المساعدات لإيقاف تقدم الطالبان ، وروسيا لا زالت تدعم بكل قوة التحالف الشمالي لإسقاط طالبان ، حتى أنساها حقدها على الطالبان عدوها بالأمس رباني وسياف فدعمتهما وأجبرت الجمهوريات الإسلامية المحتلة على فتح أراضيها وقواعدها للتحالف ، وكانت روسيا أول الدول التي أنزلت المعونات العسكرية للتحالف الشمالي من دبابات ومدرعات وقطع مدفعية بعد إعلان التحالف الصليبي شن الحرب الصليبية على أفغانستان .

8- بالنسبة للصين لا يبدوا لها تأثير كبير في السابق على القضية الأفغانية باستثناء مجموعة قليلة من سكان المناطق المتاخمة ، قاتلوا السوفييت متأثرين بالفكر الماوي الشيوعي والقومية الأفغانية ، ولكن احتمالات اهتمامها تأتي من خلال وجود أكثر من 170 مليون مسلم في تركستان الشرقية ( الأيغور ) يرتبطون تاريخياً وإسلامياً ببلاد الأفغان والمسلمين ، ومما يزيد مخاوف الصين في الآونة الأخيرة أن قادةً وأفراداً من شعب ( الأيغور ) المسلمين يسكنون أفغانستان بحماية من الإمارة الإسلامية ، وقد أرسلت الصين وفداً رفيع المستوى يطالب الملا محمد عمر بتسليمهم مقابل إنشاء المرافق الحيوية للعاصمة ، إلا أن الملا عمر رفض إخراج أي مسلم التجأ إلى بلاده ، ولا زالت الصين تتأرجح بين منهجين للتعامل مع الطالبان ، منهج أسلوب الترغيب وذلك بمحاولة إحتوائهم وعقد الصفقات معهم ، أو الترهيب من خلال اتحاد ( شنغهاي ) الذي تلعب الصين فيه الدور الرئيس لصد المد الأفغاني والإرهاب الإسلامي عن الجمهوريات الإسلامية المحتلة ، وبعد الحملة الصليبية على أفغانستان لم يسع الصين إلا أن تدور في فلك أمريكا ، ولا زالت تتوجس من أمريكا شراً وخطراً داهماً عليها .

9- الجمهوريات السوفيتية رغماً عنها لا بد أن تدور في فلك روسيا التي يضمها معها اتحاد ( شنغهاي ) لمكافحة الإرهاب ، وكذلك اتحاد دول ( الكومنولث ) الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي للتعاون المشترك ، وجميع هذه الدول لا سيما المطلة على أفغانستان على علم تام أن هدوء الأوضاع في أفغانستان واستتباب الأمن للطالبان يعني زعزعة الأمن فيها ، لا سيما وأن حركات المعارضة الإسلامية في تلك الدول تتخذ من أفغانستان مقراً لها بموافقة من الطالبان ، لذا هذه الدول حريصة كل الحرص ألا تسيطر طالبان على كامل الأراضي الأفغانية وألا تقف الحرب على الأقل ، وهي لا زالت تدعم التحالف الشمالي الذي يتخذ من طجكستان مقراً لقواعده العسكرية والسياسية ، إلا أن هذه الجمهوريات بدأت تشعر بأن حصانها التي تراهن عليه سيخسر إن عاجلاً أو آجلاً ، فبدأت منها بوادر جديدة تجاه التعامل مع الطالبان ، بعد خسارة المعارضة الشمالية لأهم مواقعها العسكرية في الشمال ، إلا أن تلك البوادر والنوايا الحسنة اضمحلت وذهبت أدراج الرياح عندما رأت تلك الجمهوريات عزم العالم أجمع على شن حرب صليبية ضد الإمارة الإسلامية ، فكانت تلك الدول أول الدول المتقدمة لمساعدة أمريكا وأول الدول التي فتحت أجواءها وأراضيها للحملة الصليبية ، رغم تحذيرات موسكو لها من مغبة الاستعجال في مثل تلك الخطوات من غير أخذ الضمانات الدولية أو العمل تحت مضلة الأمم المتحدة .

10- بالنسبة لأمريكا فقد شكل انطلاق الجهاد الأفغاني الفرصة التاريخية أمامها من أجل وقف سلسلة التراجعات التي عاناها حلفاؤها أمام مكاسب موسكو في الستينات والسبعينات في معظم مناطق التماس ولا سيما في بلاد العرب والقرن الأفريقي ، فسخرت إعلامها لصالح الأفغان وأعطت الضوء الأخضر لبعض حكام العرب كي يسمحوا بمرور الشباب المتحفز للجهاد إلى هناك وشجعتهم على عقد المؤتمرات وأطلقت التصريحات وكانت قنصليتها في بيشاور أكبر من سفارتها في إسلام آباد نفسها ، ورغم الدور الثانوي جداً لأمريكا في انتصار الأفغان ، بل الدور الذي لا يذكر عملياً ، راحت وسائل الإعلام الأمريكية والعربية تبعاً لها تعمل على نفخ الدور الأمريكي في الجهاد حتى جعلت من صاروخ ( ستنجر ) سبب هزائم الروس وهذا مضحك عسكرياً وسياسياً لمن يعرف حقيقة الأمر ، ومع ذلك فقد سخّرت أمريكا انتصارات المسلمين لصالحها وحصدت جهودهم التي دمرت الإتحاد السوفيتي حتى صاح فلاسفتها منادين بنهاية التاريخ !! .

وكل متابع للأحداث يعلم أن أمريكا لم تحضر صواريخ ستنجر إلا بعد عام 1406هـ وكان الأفغان قد حققوا انتصارات باهرة في حربهم حتى ذلك التاريخ ، فالحرب بدأت مع الروس منذ عام 1398هـ وحتى مجيء ستنجر كان الأفغان قد سيطروا على أكثر الطرق والجبال والقرى في أفغانستان ، فكيف يجيّر انتصار الأفغان لهذه الصواريخ ، رغم أن الأفغان قد امتلكوا قبل صواريخ ستنجر بسنوات صواريخ ( سام 7 ) الروسية وهي أبعد مدى من صواريخ ستنجر الأمريكية ، فلماذا لا يقال بأن صواريخ سام 7 هي سبب انتصار الأفغان .

ونستغرب كثيراً من بعض المحللين لأحداث أفغانستان عندما يجيّرون انتصار الأفغان لصالح أمريكا ، ظناً منهم أن أمريكا كانت تملك العصا السحرية لقلب الموازين وتغيير الأحداث ، فإذا كانت أمريكا هي التي انتصرت علىالاتحاد السوفيتي من خلف الكواليس كما يزعمون ، فلماذا هُزمت أمريكا في الصومال عندما أدخلت جيشها وتدعمه أكثر من 30 دولة أمام الشباب العربي والصومالي المسلم ثم انسحبت تجر أذيال الهزيمة ؟ ولماذا لم تستطع أمريكا إلى اليوم تحقيق أي تقدم يذكر عندما وقفت بكل قوة خلف حليفها في السودان ( جون جرنج ) بل إنها عينت مبعوثاً عسكرياً خاصاً لمتابعة شؤونه وحاصرت السودان وضربته بضربات جوية ولم تحقق حتى الآن أي تقدم ؟ ولماذا لم تستطع أمريكا قلب موازين القوى في الشيشان عندما وقفت خلف القوات الروسية وأمدتها بكل ما تحتاج ورغم ذلك لا زالت القوات الروسية تخرج من خسارة إلى خسارة ؟ ولماذا لم تستطع أمريكا أن تأخذ موطئ قدم لها في لبنان رغم أهميتها العسكرية والسياسية وخرجت منها مذعورة ؟ هذه الأسئلة وغيرها كثير ، تدل إجاباتها دلالة واحدة أن الحكومة الأمريكية تسيطر على الإعلام العالمي وتبث الرعب والأوهام في أذهان السذج وهي لا يمكن أن تصنع شيئاً في ميدان المعارك لا سيما المعارك التقليدية منها ، نعم نحن لا ننكر أنها تمتلك ترسانة تكنلوجية هائلة تتفوق فيها على العالم لكن ترسانتها لا يمكن أن تستخدمها في حروبها ضد العصابات ، وليس الترسانة التكنلوجية هي كل شيء ، كما أن أمريكا لا يكاد يعرف عنها أنها خاضت حرباً برية تقليدية فانتصرت إلا إعلامياً ، وفي حرب الخليج لم تقم أي معارك برية تذكر حتى تنتصر فيها ، فأمريكا خدعت السذج وصورت أنها انتصرت في كل حرب تشارك فيها بأي صفة ، هذا الرد من الوجه الأول .

أما الوجه الثاني فهو : لا بد أن يعلم الجميع أن أمريكا توقف عملها في تسهيل بعض الأمور للجهاد الأفغاني عام 1409هـ ، ثم انقلبت تحارب الجهاد الأفغاني عام 1411هـ وبالتحديد بعد فتح ( خوست ) حيث عملت بعد اغتيال ضياء الحق والمشاركة في اغتيال الشيخ عبدالله عزام على قطع الإمدادات على المجاهدين الأفغان وذلك بشراء جميع الذخائر من السوق السوداء وفرض حصار على طرق تزويد السوق بالسلاح والذخائر ، وقاموا بتفجير المستودعات الضخمة قرب إسلام آباد والتي كانت تحوي كميات هائلة من الذخائر بأنواعها خشية أن تصل تلك الذخائر إلى أفغانستان ، كما قامت بضغوط على باكستان لإغلاق حدودها أمام الأفغان ، والعمل على تشكيل حكومة موسعة تضم نجيب ومن معه ، وبدأ المجاهدون الأفغان يحاربون أمريكا بعدما فرغوا من الروس إلا أن الله رد كيدها في نحرها وسقطت كابل التي كانت أمريكا تدعم حكومتها عن طريق الهند بكل قوة بعد انسحاب القوات الروسية بغية احتواء الوضع في أفغانستان قبل أن يؤول إلى أيدي المجاهدين ، فالمتابع الصادق للأمور لا يجد عناءً في إثبات ثانوية الدور الأمريكي عمليا في بداية الجهاد ، وإن كان قوياً إعلامياً ، ومن ثم انقلاب الدور الأمريكي إلى عدو شرس ضد الجهاد ، فهزم الله الروس والأمريكان على أيدي الأفغان ولله الحمد والمنة .

واليوم تشتبك أطماع أمريكا الإقتصادية في أفغانستان والجمهوريات الإسلامية جنوب روسيا بمخاوف من عودة الجهاد وانطلاق الطالبان وتمركز المجاهدين العرب مرة أخرى هناك ، بما يفرض عليها تدخلاً وتواجداً مصيرياً هناك ، ساهمت سياستها الخرقاء نفسها في تسعيره ، وأمريكا اليوم ترى أن أعظم عدو لها في العالم يستحق أن يواجه هو الجهاد والمتمثل في الإمارة الإسلامية وفي المجاهدين العرب الذين بايعوا أمير المؤمنين على الجهاد ما عاشوا .

هذا ببساطة شديدة وإيجاز بعض ملامح الصراع الإقليمي في أفغانستان رغم إغفالنا لأطراف عديدة خشية الإطالة ، كبعض البلدان الأوربية والسعودية والدول العربية وتركيا التي تشتبك مصالحها ومخاوفها باللعبة مباشرة أيضاً

11- من الناحية الاقتصادية تشكل أفغانستان خط تقاطع ( ترانزيت ) الطرق التجارية الهامة جداً ولا سيما مع انفتاح سوق اقتصادية استهلاكية بكر عظيمة جداً في الجمهوريات السوفيتية نفسها ، فالهند ترسل بضائعها إلى ميناء ( بندر عباس ) وتعبر إيران إلى أفغانستان ومن ثم الجمهوريات السوفيتية وتشكل بلاد الأفغان والجمهوريات لها سوقاً حيوياً تنقل إليها منتجاتها ومنتجات جنوب وشرق آسيا واليابان ، كما تشكل أفغانستان السوق الأساسية بالنسبة للبضائع الباكستانية وما يمر منها عبر أفغانستان إلى بلاد الجمهوريات .

إيران من جهتها شقت طريقاً مباشراً إلى الجمهوريات مرفقاً بخط سكك حديد ، وتركيا تعتبر الجمهوريات ولا سيما المقاطعات التركمانية سوقاً وعمقاً هاماً جداً تتنافس مع إيران عليها ، أما الصين فتعتبر أفغانستان بالنسبة لها المعبر المهم الأقصر إلى هناك للخليج العربي وسوقاً هاماً للسلاح والبضائع .

ولكن الذي عقد الشبكة جداً وأثار لعاب كبريات شركات الإحتكار الدولية اكتشاف كميات هائلة من النفط والغاز في تركمنستان وكازخستان الذي يبلغ مقداره أكثر من ( 50 مليار برميل ) وهذا تقدير أولي ربما المخزن يفوق ذلك بعشرات الأضعاف ، ولقد أخذ الأمريكان حصة الأسد من العقود في أنتاج هذا المخزون وليس أمامهم سوى مد أنابيب عبر إيران وبالتالي تحكّم إيران بهم ، وما يخلفه ذلك من وزن سياسي واقتصادي كبير لإيران ، أو مدها إلى أفغانستان إلى الحدود الباكستانية لتعبر مسافة قصيرة إلى كراتشي حيث بحر العرب وطرق إمداد النفط من الخليج ، ولما كان طريق أفغانستان آمن سياسياً وأقصر وأسهل في التمديد لمنتوج نفطي وغازي يجاوز أو ينافس انتاج واحتياطي السعودية ذاتها ، صار الصراع على النفوذ اليوم هناك على أشد ما يكون ، ناهيك عن التحركات الإسرائلية في المنطقة التي يربطها مع حكومة ( كريموف ) في أوزبكستان علاقات وثيقة وتبادل دبلوماسي رفيع المستوى ، برعاية أمريكية للسيطرة على الكميات الهائلة من النفط في أوزبكستان التي تطمع أمريكا وإسرائيل أن تكون المصدر البديل والرخيص للطاقة بدلاً من الخليج .

في ظل هذه المعلومات الموجزة ، نجد أن الهند تمكنت عبر حكومة رباني وأخلاقه الميكافيلية من إقامة حلف مشترك معه ومع إيران وروسيا ، وكان الروس على وشك افتتاح سفارتهم في كابل مرة أخرى لو مكث رباني في الحكم شهوراً أخرى !! .

أحست باكستان بالويل لدى اكتشافها طائرات للسلاح قادمة من الهند لرباني من أجل مواجهة حكمتيار ، وعلمت أن الخبراء الهنود يشرفون على إعادة تجهيز وتسليح قوات رباني التي يقود معظمها كوادر شيوعية ، دخلت عبر دوستم والميليشيات وجيش نجيب المفكك ، ولم يكن أمامها إلا مزيد من الدعم لحكمتيار رجل باكستان الأول ، ولكن هذا الأخير قرر اللعب لحسابه فيما يبدو واتفق مرغماً على تغيير تكتيكه إلى قبول حل وسط مع مسعود ورباني واستلام رئاسة الوزراء والخروج على الخريطة الباكستانية .

في تلك الأثناء كانت طالبان تنطلق ، فلقد ولدتها ظروف دينية واجتماعية محضة في معزل كامل عن هذا الصراع بين القوى الإقليمية والدولية .

رأت باكستان فيما يبدو في طالبان ورقة رابحة بإمكانها أن تجعل منها حزباً ثامناً يوسع أمامها هامش المناورات ، فدعمتها مستفيدة من تداخل المؤسسة الدينية المولوية بين باكستان وأفغانستان ، ولكن هذه الورقة التي ظنتها باكستان حجراً آخر في الرقعة انطلقت لتبتلع باقي الأحجار نتيجة الظروف الداخلية ، وتأييد الشعب الأفغاني المتذمر من الوضع غير الآمن ، فتعاون معها جميع الفصائل التي توقفت عن الجهاد بعد فتح كابل مثل خالص وحقاني وغيرهما ، وغدت طالبان لاعباً منفرداً وقويا ، يهدد استقلاله اليوم مصالح كل اللاعبين بما فيهم باكستان نفسها ، وصارت السياسة الباكستانية بين دعمهم مع احتمال احتوائهم وكسب حليف قوي جداً في مواجهة إيران والهند وروسيا أو التخلي عنهم وكشف ظهرها وخاصرتها اليسرى للهند وإيران ، وما تزال بالخيار الأول ، على مثال ( مكره أخاك لا بطل ) .

والذي عقد الوضع الباكستاني صراع وإعادة توزيع أدوار داخلية وعالمية نتج عنه انقلاباً أبيضاً أطاح برئيسة الوزراء ( بنظير بوتو ) والطاقم الذي معها والذي شهد ميلاد وتطور الطالبان على رأسهم ( نصر الله بابار ) وزير الداخلية الذي يقبع اليوم في سجنه الإجباري ، وزاد الأمر تعقيداً بعد الإطاحة بنواز شريف واستلام العسكر لمقاليد السلطة ، وازدياد الحصار الذي كان مضروباً على باكستان بعد التجارب النووية ، ومن ثم مقاطعة دول ( الكومنولث ) البريطانية بسبب الإنقلاب العسكري ، وبدأت باكستان تعاني من وضع اقتصادي حرج للغاية ، سببه لها هجرة رؤوس الأموال بسبب الحكم العسكري المتعنت ، زد على ذلك ازدياد نشاط الحكومة الهندية في كشمير وتصعيد الوضع رغبة في حسم القضية وسط اضطراب الحكومة الباكستانية العسكرية لإدارة البلاد ، كل هذه الظروف مجتمعة جعلت الحكومة الباكستانية العسكرية ترى في أفغانستان وحركة طالبان خاصة أفضل خيار يحمي لها ظهرها ، لا سيما بعد إعادة العلاقات الهندية الصينية ونشاط الحكومة الروسية لإقامة التحالف الرباعي ( روسيا – الصين – الهند – إيران ) ، وبهذا لا يوجد أمام باكستان إلا مجموعة خيارات أحلاها مر ، فاختيارها السيئة بالنسبة لها أفضل من وقوع الخيار الأكثر سوءً عليها ، فإذا كان الموت قادماً لا محالة فتأخيره ولو للحظات يعد مربحاً بالنسبة لباكستان ، فالتسهيلات الباكستانية الممنوحة لحركة طالبان لمواصلة حربها ليس إلا حلاً تختاره وهي تتجرع المر فلا غرابة إذاً من الدعم الباكستاني للطالبان ، فدعمها لهم لم ينشأ عن انصياع الطالبان لباكستان ولكن لخوف باكستان من التحالفات المحيطة بها خاصة بعد اتضاح الموقف الأمريكي المؤيد للهند ضدها ، فاحتاجت إلى عمق استراتيجي في المنطقة يضمن لها بقائها في تلك الضروف الصعبة .

وهناك سبب بعيد المدى يجعل من باكستان تختار حليفاً لها في أفغانستان ، وتحرص أن تكون الحكومة الأفغانية القادمة على صلات صداقة قوية وولاء مطلق ، وسبب ذلك أن الحكومة الباكستانية بسبب النزاعات المتواصلة في أفغانستان بدأت تمد حدودها الشمالية تجاه أفغانستان حتى استحوذت على أغلب إقليم ( سرحد ) ، الباكستاني وكذلك مناطق كبيرة في ولاية ( بكتيا جنوب خوست ) وكذلك المناطق المجاورة ( لطورخم ) ، وأكثر ما تخافه أن تعيد الحكومة الأفغانية مطالبتها بهذا الإقليم أو تلك المناطق الذي توضح الخرائط الدولية أحقية أفغانستان بها ، لذا لا بد أن تكون باكستان ذات يد عليا على أي حكومة أفغانية قادمة لتنسيها مثل هذه المطالبة ، لا سيما أن الحكومة السابقة قد ألمحت إلى ترسيم الحدود الجنوبية وهذا ما لا تريده باكستان أبداً .

وكانت باكستان في وضع حرج إما أن تتخلى عن الطالبان فيعود التحالف الشمالي فيسيطر على أفغانستان وهو حليف للهند وروسيا وإيران ، أو التخلي عن طالبان بسبب الضغوط الأمريكية ، ولا تقبل السياسة الباكستانية العليا أن تتخلى عن طالبان حتى لو لم توافق أمريكا بسبب تطبيق الشريعة ووجود الأحزاب الإسلامية من العرب وغير العرب في أفغانستان ، وكانت باكستان تعيش في صراع داخلي فبسبب تبعيتها لأمريكا تفرض عليها وقف الدعم عن طالبان ، وسياستها الداخلية وحربها مع الهند وخلافها مع إيران وروسيا يفرض عليها وجود حليف لها في المنطقة ، فلا بد من مراعاة المصلحة القومية ، فالتزمت دعم طالبان وذلك لأن الجيش يسيطر على باكستان ويعتبر هناك قومية باكستانية ، فقدمت المصالح القومية على علاقتها الخارجية مع أمريكا وغيرها وهي مضطرة إلى ذلك ، ولذلك كانت العلاقات مع الطالبان بين المد والجزر ، إذا ارتفع الضغط الأمريكي تزداد المشاكل بين الطالبان وباكستان وإذا ضغطت المصلحة القومية الباكستانية تجد باكستان تفتح المجال لطالبان ، وخلاصة القول أنها تقاطع مصالح وليس حلفا ، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أنه يوجد علماء كبار في باكستان بايعوا أمير المؤمنين في أفغانستان ، والآن باكستان تخشى من ولادة طالبان باكستانية.

والذي عقد اللعبة الأفغانية وجود العرب وقدوم الشيخ أسامه بن لادن وإعلان الجهاد على الأمريكان وتعاطف المؤسسة الدينية في أفغانستان وباكستان ومسلمي الهند وبنجلاديش وكشمير والجمهوريات الجنوبية لروسيا مع المجاهدين العرب ، والنداء التاريخي لمواجهة أمريكا ، وهنا تعقدت المعطيات وتضاربت لأول مرة مصالح باكستان مع مصالح أمريكا مباشرة و مصالح السعودية و الإمارات والسلطنات العربية في الجزيرة ومن وراء ذلك الأنظمة الدكتاتورية في بلاد العرب والمنطقة .

وكان الجهاد يتركز بكل شراسة على محاولة اختراق طالبان واحتواء قادتها عبر بعض الأنظمة العربية عن طريق إسلام آباد ، ومختصر تلك المؤامرة يتركز حول استدراج بعض قيادات الطالبان أو صناعة قيادات من الدرجة الثانية عن طريق الوعود والهبات ونحو ذلك والإجتماع بالمؤسسات الدينية الحكومية لتخدير الطالبان وشراء ذممهم ( نسأل الله أن يحفظهم )

وكانت باكستان تحاول منذ بداية قيام الطالبان أن تستفيد من دعمها الاضطراري لها بأن تصنع لها تياراً موالياً داخل الحركة إلا أنها عجزت عن ذلك تماماً ، فتحاول بالترهيب تارة وبالترغيب أخرى وكل محاولاتها بائت بالفشل ويبدوا أنها استسلمت للأمر الواقع في نهاية الأمر وبدأت تتعامل مع الإمارة الإسلامية على أنها دولة لها كيانها وسيادتها ويجب تبادل المصالح معها وفق الشريعة الإسلامية التي تفرضها طالبان على تعاملاتها الداخلية والدولية .

إلا أن باكستان انقلبت على نفسها في واقع الأمر مع بداية الحملة الصليبية الجديدة على أفغانستان ، وارتمت بأحضان أمريكا ، في تسابق شديد مع الهند لمن يحرز قصب السبق في الانبطاح للأمريكا وأوروبا من وراءها ، وبهذا الانبطاح الذي جعل باكستان أولى دول المنطقة المرتمية تحت أقدام أمريكا ، تكون باكستان قد ضربت أمنها القومي ، ووضعت تقدمها العسكري وسلاحها النووي في يد أمريكا ، فدخلت الهند عبر أمريكا في العمق الباكستاني لتستكشف العمق الاستراتيجي الباكستاني ، وخسرت بذلك باكستان قضيتها السياسية الأولى وهي كشمير بعد أن أصبحت أسيرة السياسة الأمريكية ، وخسرت أيضاً جزء من أراضيها وسيادتها عليها وذلك بانتفاض الشعب الباكستاني البشتوني تأييداً للإمارة الإسلامية ، وبهذه الخطوة الخائنة التي لم تحقق باكستان من ورائها أي مكاسب دينية أو سياسية أو عسكرية ، بل حققت جزء من مكسب اقتصادي كان ثمناً لخسارتها العظمى .

فيما تركزت سياسة إيران وتركيا وروسيا على دعم دستم وتحالفه الشمالي بكل أشكال الدعم لتحطيم الطالبان والخلاص من التهديد الأصولي ، وتبدو سياسة الهند مع هذا المنحى على استحياء وتخوف من مغبة التورط المكشوف كما هو حال إيران وروسيا وتركيا ، ولا تخفى أصابع أمريكا في دعم الإتجاه عبر تمويل روسيا أيضاً ، عن طريق اجتماع دول ( 6+2) وهي دول الجوار لأفغانستان + أمريكا وروسيا .

هذا قبل بداية الحملة الصليبية أما بعدها فدول الجوار جميعها تقف خلف رافعة راية الحرب الصليبية أمريكا والتي ستستمر بقيادة العالم في هذه الحملة حتى يقصمها الله بقوته عاجلا غير آجل بإذن الله .

هذا بإيجاز شديد بعض ملامح الصراع الإقليمي والدولي وخارطة التحالفات والجبهات السياسية والعسكرية وصراع الاستخبارات من وراء الستار ، نسأل الله أن يحفظ أهل الإسلام ويمكن لهم .

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ الفاضل مجرمون ...

شكر الله لك نقلك لهذا الموضوع ...

لكنني أشك في أن الكثير سيقرأه وهو بهذا الحجم ..

فيا ريت .. تقوم بتظليل الأجزاء التي تراها مهمة من وجهة نظرك في كل مداخلة ... حتى تعم الفائدة

وجزاك الله خيراً ..

سيتوصل المصريون إلى حلول لمشاكلهم ...عندما يكفون عن النظر إليها

بعيون أمريكية

يقاد للسجن من سب الزعيم .. ومن سـب الإله فإن النـاس أحـرار

يخاطبني السفيه بكل قبح *** وآسف أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة وأزيـد حلما **** كعود زاده الاحراق طيبا

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار

اخي سيفود...

بل الشكر لك ولكل من يقرأ الموضوع..

و الكتاب لايمكن تجاهل أي كلمة فيه بغرض الإختصار أو تخصيص أجزاء منه حسب الأهمية لأن المحصلة تنتج من قراءة السطور و ما بين السطور.

وهي فرصة أدعوا أليها كل من كتب قبلا وهاجم او أنتقد طالبان أن يقرأ هذا الكتاب بتمعن و تمحيص ...و يوازن في ميزانه الشخصي و برجاحة عقله بين وجهتي النظر.

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار

أفغانستان قبل نشأة حركة طالبان

كانت الحرب الجهادية الطويلة المدى التي خاضها الشعب الأفغاني المسلم الفقير قد انهكت الإتحاد السوفياتي ، وكانت أكبر الأسباب التي أدت إلى النهاية التي وصل إليها حيث طوي علم تلك الإمبراطورية والدولة العظمى إلى غير رجعة ، ليدخل العالم بأسره في خريطة ( جيوسياسية ) جديدة تماماً ، وبحلول عام 1412هـ 1992م كان النظام الشيوعي في كابل قد اقتصرت سيطرته على بضعة مدن محاصرة بالمجاهدين ، وبعض الممرات الحيوية التي تربط كابل ببعض الولايات القريبة بالشمال عبر الممرات المؤدية إلى موسكو التي كان جيشها قد أجبر على الإنسحاب وترك النظام الشيوعي في كابل ليلاقي مصيره ، ونتيجة لحسابات وصراع مصالح بين الحزبين الرئيسيين في أحزاب المجاهدين ( الحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار ) والجمعية الإسلامية بزعامة ( برهان الدين رباني وقائده الرئيسي أحمد شاه مسعود ) ونظراً لإنهيارات عسكرية متعددة تعرضت لها قوات نجيب الله ، دخل قائد المليشيات الشيوعية في الشمال الجنرال دوستم في تحالف مصالح مع قائد رباني الأبرز ( شاه مسعود ) من أجل قطع الطريق على سقوط كابل بأيدي تحالف المجاهدين ، يشكل حكمتيار وقواته الكتلة الأقوى والأبرز فيه ، وسقطت كابل وانفرط العقد وتتابع تسليم القوات الشيوعية لقيادات المجاهدين المحاصرين لهم في باقي المدن الرئيسية ، وفر نجيب الله والتجأ إلى مقر الأمم المتحدة في كابل ، وبهذا الفصل الأخير ابتدأ فصل جديد من الصراع على السلطة في كابل وما حولها والذي كان الصورة المباشرة لصراع المصالح الإقليمية والدولية التي يشترك فيها اللاعبون الكبار وعلى رأسهم أمريكا – باكستان – إيران – الهند – السعودية – روسيا وغيرهم ، كانت اللعبة الدولية تسعى جاهدة عبر غطاء ما يسمى ( بالأمم المتحدة ) من أجل تشكيل حكومة إئتلافية موسعة يشترك فيها جميع الأطراف ، وهذا المصطلح هو التعبير اللطيف عن إفساح المجال لإنقاذ الكوادر الشيوعية الأساسية وعلى رأسها دوستم ومليشياته ، وبقايا جنرالات الجيش ، وكبار ضباط ( الخاد ) الإستخبارات التابعة لـ( الكي جي بي ) الروسية بالإضافة لمن يسمون ( التكنوقراط ) وهم بعض الإستقراطيين والعلمانيين الأفغان الذين تم إعدادهم بعد أن هجروا أفغانستان وقعدوا ينتظرون أن يستنزف الجهاد الطويل قدرات المجاهدين وقادتهم ليعودوا من فنادقهم الرغيدة ومنتجعاتهم في أمريكا وروما وبعض دول أوروبا لحكم أفغانستان ، وكانت باكستان ثم السعودية البوابة الرئيسية لإدارة خيوط المؤامرة الدولية في أفغانستان وكادت هذه المؤامرة أن تتم لولا أن قيض الله لها داخلياً من القيادات الأفغانية الميدانية المخلصة ، وبعض الرموز العلمية والشرعية في افغانستان من أفشلها ، وقد لعب بعض قادة المجاهدين العرب في أفغانستان دوراً مهماً في تثبيت قيادات المجاهدين ( لرفض مشروع الحكومة الموسعة من أجل تشكيل حكومة من الأحزاب الجهادية الستة التي اتفق على دعمها خلال فترة الجهاد التي امتدت لأكثر من أربعة عشر عاماً ) .

ثم دخلت الأحزاب في صراع على السلطة انحصر في النهاية بين ( برهان الدين رباني ) وخصمه العنيد ( حكمتيار ) ومن دخل في حلف كل منهما ، واستطاع رباني وقائده مسعود التمركز في كابل ، ولم يسمح له حكمتيار بأن يهنأ في هذه السلطة يوماً واحداً ، وصار هذا الخلاف مدخلاً لكوادر الشيوعية السالفة وبعض الفرق الأخرى ، والأقلية الشيعية المدعومة من إيران ، كي تتوزع على طرفي هذا الصراع وتذكي أواره طيلة خمسة أعوام ، كما صار هذان الفريقان مركزاً جديداً للعبة الصراع الإقليمية وأطرافها الرئيسية ( باكستان – إيران – الهند ) والدولية وعلى رأسها ( أمريكا – الغرب – روسيا ) سحق هذا التطاحن في النهاية أكثر من أربعين ألف قتيل من المدنيين راحوا ضحية القصف الوحشي والإقتتال اللانهائي على السلطة عبر سلسلة من التحالفات الغريبة والتناقضات العجيبة التي قامت كلها على أسس قبلية أو مصلحية أو سوى ذلك ، مما لا يمكن أن ينسب إلى أسباب شرعية أو مبدئية بحال من الأحوال .

زاد الدمار الذي خلفه الشيوعيون في الإقتصاد والمدن والطرقات بسبب هذه الحرب دماراً على دمار ، وانعكس ذلك على الشعب الأفغاني فقراً وعناءً ، صار مؤهلاً معه لتقبّل أي حل ، فقد غاب الأمن وسيطر قطاع الطرق – من الملحدين والشيوعيين السابقين ومن كبار تجار المخدرات وأزلامهم من اللصوص الفاتكين – وانتشر النهب المسلح والسلب وقطع الطريق واختطاف الصبيان و النساء والإغتصاب وعمت الرذائل والفجور ، وانتشرت تجارة المخدرات ، بل إن كثيراً من قادة الأحزاب وصغار أتباعهم – وإن كانوا قلة قليلة - تحولوا بفعل انشغال قيادتهم في قتل المسلمين صراعاً على السلطة إلى لصوص وقطاع طرق ، استخدموا أسلحتهم التي كانوا يقاتلون بها لنصب الحواجز الجمركية ، وربط الحبال على مفارق الطرق لجباية المكوس والضرائب من فقراء الناس وأغنيائهم على السواء ، بل إن بعض كبار جنرالات الحرب على السلطة كانوا يجبرون الناس على التجنيد في مناطقهم ، تماماً كما كانت تفعل جنرالات نجيب في اختطاف الشباب وحملهم بالطائرات قسراً إلى معسكرات التدريب ثم لجبهات القتال ، وباختصار شديد صارت هذه البلد الصابرة نموذجاً للفساد في الأرض ، إن هذه الأحوال جعلت الظروف تتهيأ حتى لطرح حلول تآمرية عجيبة بلغت أن سعت الأمم المتحدة إلى تشكيل جيش من المتطوعين من الأفغان المرتزقة براتب شهري قدره ثلاثمائة دولار كان من المفترض أن يبلغ تعداده نحو ثمانين ألف مقاتل ، مستغلين ظروف الناس المعيشية والأمنية وتشوقهم لأي مخلص من أجل أن يفرضوا حلاً تضمنه الأمم المتحدة ، تستورد بموجبه الملك العجوز ( ظاهر شاه ) من منتجعه في إيطاليا ليكون رمز الأمن والخلاص ، وسط انتظار الناس لأي حل ، وعلى الصعيد الإقليمي اكتشفت باكستان أن رباني ومن تحالف معه من الأحزاب قد أقاموا علاقة قوية مع الهند وإيران وروسيا ، أصبحت تهدد الباكستان بشكل مباشر ، وأحس الباكستانيون أن هذه اللعبة التي أداروها وقدموا فيها كل ثقلهم وجهدهم طيلة أربعة عشر عاماً ، تكاد تخرج من أيديهم ، ولم يكن قد بقي في جعبتهم إلا دعم ( حكمتيار ) الرجل المحسوب على باكستان طيلة فترة الجهاد الأفغاني ، وفجأة اهتزت كل الحسابات الباكستانية لأن حكميتار فيما يبدو رأى بعد الصراع المرير دون جدوى أنه من الأولى له أن ينفرد بحساباته الخاصة ، فقبل أن يدخل في الحكومة مع رباني واستلم رئاسة الوزراء في كابل ، ليتابع صراع السلطة من داخل كابل بدلاً من أن يبقى حبيس الجبال ، لا وسيلة لديه إلا مزيداً من القصف الصاروخي ، والتحكم في قوافل الإغاثة والإمدادات الداخلية والخارجية من وإلى كابل ، كانت هذه ظروف أفغانستان في الفترة التي شهدت ميلاد ( حركة طالبان ) وهذا الموجز هو حقيقة ماثلة للعيان ، كان يراها ويعيشها كل متابع لقضية هذا الشعب المسلم بصرف النظر عن ميول العواطف .

وعلى صعيد الشباب العرب هناك كان الجمع الغفير منهم قد رأى في هذه الحرب الأهلية فتنة وتطاحناً بين المسلمين على السلطة لا غير ، إذ كان تدخل الشيوعيين في صفوف كلا الفريقين وتدخل وصراع القوى الإقليمية والدولية فاجتنبها باستثناء فريقين صغيرين مال أحدهما – وهم نزر يسير – إلى تأييد رباني ومسعود ، واستقر في كابل ، وانحاز الفريق الآخر إلى صفوف حكمتيار – مجموعة صغيرة – قاتلوا معظم تلك الفترة إلى جانبه ، ورأو فيه رجلاً مخلصاً دافع عنهم وآواهم ولم يغدر بهم على الأقل ، على النحو المشين الذي قام به رباني الذي لم يستقر على كرسي السلطة في كابل حتى زار القاهرة ضيفاً على حسني مبارك واعداً إياه بملاحقة وتسليم ( الإرهابيين العرب !! ) والذي لم تجف بعد دماؤهم التي انساحت دفاعاً عن أرضه وعرضه !! بل إنه توج زيارته بوضع إكليل من الزهور على قبر الهالك السادات الذي أردته طلقات إخوانهم المجاهدين في تلك الحفرة ، ولكن هذا الفريق المحدود أيضاً – المحالف لحكمتيار – انفض معظمه عندما وجدوه يحنث بوعوده بعدم التحالف مع الشيعة والشيوعيين في هذا الصراع ولم يبق معه في النهاية إلا قدر يسير أيضاً يرى فيه الزعيم المجاهد الذي يجب أن يقاتل معه رغم أنه تحالف مع أعداء الإسلام والمسلمين ، قابلين للأعذار التي أطلقها الرجل في ظل حرب طاحنة على السلطة لا تسمح له بالإستغناء عن هذه التحالفات من أجل آراء بعض الشباب !! .

في هذه الظروف وفي بداية عام 1415هـ 1995م ظهرت حركة الطالبان في ( قندهار ) ، وبدأ يرد في الأخبار العالمية أنباء عن ظهور قوة تجمع جديد تمدد نفوذها خلال نحو سنة في خمس أو ست ولايات جنوبية وغربية في أفغانستان ، وسيطر عليها وطرد منها مسلحي الأحزاب ، وبدأ بتطبيق أحكام الشريعة ، ومطاردة اللصوص ، وتناقلت الأنباء عنهم أخباراً متضاربة تراوحت بين الثناء والترحيب كأمل في إنهاء تلك الأوضاع وبين وصفهم بالتطرف والإنغلاق والتخلف ، مع بداية سنة 1416هـ 1996م بدأ تحرك الطالبان يبتلع الولايات الواحدة تلو الأخرى وسط أنباء عن دعم باكستاني لهم ودعم إيراني هندي لخصومهم ، وسرعان ما تسارعت الأحداث ليدخل الطالبان مواقع حكمتيار في الولايات الجنوبية الوسطى ، ثم يطرقون على أبواب كابل حيث دخلوها في تسارع مذهل فاجأ أحبابهم وخصومهم على السواء .

وامتد سلطان الطالبان حتى منتصف شهر شعبان 1422هـ إلى أكثر من 96% من الولايات الأفغانية حيث فرت الحكومة السابقة ليصبح أقطابها الكبار أعداء الأمس حلفاء اليوم لا جئين عند خصمهم الشيوعي القديم الذي جرد من أقوى مركز له في ( مزار شريف ) وهؤلاء الحلفاء آملين أن تعيدهم حراب المليشيات الشيوعية إلى قصر الرئاسة في كابل .

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك خيراً على النقل

و بالفعل الكلام متسلسل و يجذب القارئ

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار

نشأة وأفكار وانطلاقة حركة طالبان

1- كانت الأحوال في أفغانستان قد آلت نتيجة صراع الأحزاب الإسلامية على السلطة إلى حالة من ضياع الأمن وانعدام أسباب العيش في الدنيا وانتشر قطاع الطرق ، وعم الفقر والخراب والدمار ، والاغتصاب والخطف ، بشكل جعل الناس تضج وتنتظر أي شكل من أشكال الخلاص .

2- على أثر بعض جرائم قطع الطريق واختطاف عدد من النساء ، على مرئى من ( الملا محمد عمر ) ، تحرك بعض طلاب العلوم الشرعية على رأسهم ( الملا محمد عمر ) في قندهار واستفتوا العلماء في محاربة اللصوص لعجز والي قندهار من قبل رباني عن فعل أي شيء معهم وانشغاله بأموره ، وأمور رجاله وتنظيمه ، فأفتوهم بذلك .

3- تحرك الملا عمر وأحد عشر رجلاً معه إلى قرية ( سنج حصار ) حيث قتلوا عدداً من قطاع الطرق ، ثم أسروا عشرة منهم ، ووجدوا عندهم امرأتين مقتولتين ، اعترفوا بقتلهما ، فأقاموا عليهم الحد ، بقتل الجميع المشترك في الجرم ، وغنموا أسلحتهم وابتدأوا بمطاردة قطاع الطرق واللصوص .

4- تجمع بعض قطاع الطرق الشيوعيين على حدود قندهار مع باكستان في منطقة ( بلوشستان ) لمحاربة طلاب العلم فأغار عليهم الطلبة ففروا إلى باكستان ، وغنم الطلبة كميات كبيرة من المعدات والأسلحة المختلفة .

5- عاد الملا عمر والطلبة إلى قندهار ، وطلبوا من واليها أن يستقيل لعجزه ويسلم إليهم مقاليد الإمارة وعتادها ، ليحاربوا اللصوص فأبى ، فحاربوه وخلعوه واستولوا على الإمارة وأعلنوا تطبيق الأحكام الشرعية في قندهار ففر اللصوص وتفشى الأمن وانطلق الناس لشؤون حياتهم .

6- انضم أحد كبار قادة رباني بمن معه من الجنود والعتاد للملا عمر وناصرهم وقويت شوكتهم ، وأرسلوا القضاة الشرعيين والولاة ورجال الأمن إلى مختلف القرى والأنحاء في قندهار ، ونصبوا الملا عمر أميراً على الطلبة ، ورفع الطلبة راية بيضاء وكان لهم هدفان ، أولاً : تطبيق الشريعة على كل شبر يسيطرون عليه ، ثانياً : فرض الأمن و جمع السلاح ومحاربة اللصوص ووقف قطع الطريق .

7- أرسل رئيس الحكومة آنذاك ( برهان الدين رباني ) وفداً يهنئ الملا عمر والطلبة على قمع اللصوص ، وأرسل معهم مبلغاً من المال يعادل عشرة آلاف دولار ليستعينوا بها على عملياتهم ضد اللصوص ، فردوها مع الوفد معتذرين عن قبولها ، وطالبوه بإبعاد الشيوعيين من صفوفه ومكاتب حكمه في كابل ، وإخراج النساء من المكاتب ومنع الإختلاط ، وإنهاء مظاهر الفساد والفجور وإعلان تطبيق الشريعة .

8- تسامعت الولايات المجاورة بما حصل من الأمن والإطمئنان في قندهار ، فأرسل أهالي ولاية ( جوزجان ) المجاورة وفداً وكذلك فعل أعيان ولاية ( هلمند ) الكبيرة ، وطلبوا من الطلبة تسلّم مقاليد السلطة فيها وتطبيق الشريعة ، فأرسل الملا عمر بعض الطلبة وبدؤوا بتنظيم صفوف الطلبة هناك ، وقاموا بحملة واسعة لجمع السلاح ، ثم أرسل أهالي ولاية ( زابل ) وفداً كذلك ليستقدموا الطلبة ففعلوا ، وسيطر الطلبة على الولايات الخمس الجنوبية الغربية .

9- أرسل أهالي ولاية ( غزني ) يريدون من الطلبة أن يرسلوا وفداً لبحث بسط سيطرتهم على ( غزني ) فغضب حكمتيار الذي كانت له قوات هناك ، فأرسل لقادته أوامر بمقاتلة الطلبة لو جاءوا إلى ( غزني ) وحاول الشيخ ( جلال الدين حقاني ) التوسط وأرسل لحكمتيار يرجوه أن لا يقتتل الناس في الشهر المبارك ، وكان شهر رمضان لعام 1415هـ 1995م قد حل ، وخرج الشيخ حقاني بنفسه في وفد للتوسط ولكن الوفد التقى بفلول قوات حكمتيار الذين اشتبكوا مع الطلبة وهُزموا بعد معركة قصيرة ودخلت ( غزني ) في نطاق سيطرة الطالبان .

10- فرح ( رباني ) بهزائم حكمتيار وأرسل وفداً لتهنئة ( الطلبة ) ثم بدأ الطلبة يعدون العدة للتوجه نحو كابل والإستيلاء على ما بينهم وبينها من ولايات وانضمت ولاية ( بكتيا ) بزعامة الشيخ حقاني صلحاً للطلبة ، وكذلك فعل قادة ( جلال آباد ) بالإتفاق وكانت الكتلة الرئيسية منهم تابعة لحزب مولوي ( يونس خالص ) الذي ناصر الطلبة ، كما وافق زعماء الكتلة الأخرى التابعين لسياف وعلى رأسهم القائد ( سازنور ) على تسليم المدينة للطلبة ، ورفضوا أوامر قادتهم بقتال الطلبة بل إن ( سازنور ) رحمه الله ( 1 ) أرسل استقالته إلى سياف لما أصر عليه قائلاً بأنه لن ينهي تاريخه بقتال طلاب العلم الشرعي الذين ينشرون الأمن ، ويحكّمون الشريعة .

11- أرسل الطلبة لقادة الأحزاب وعلى رأسهم رباني ومسعود وحكمتيار وسياف ، أن يصطلحوا على حل بينهم ، وأن يعلنوا تطبيق الشريعة ، ويخرجوا الشيوعيين من صفوفهم ، وينظفوا دوائر الدولة من مظاهر الفجور والإختلاط ، وباءت محاولتهم في جمع شمل الأحزاب بالفشل .

12- تصدت قوات حكمتيار للطلبة ، وحصلت بعض المعارك فرّت على إثرها قوات حكمتيار ، والتحق عدد من قادتها بالطلبة ، وهكذا أسقطت مواقعه الحصينة في ( ميدان شهر ) و ( شهار سياب ) و ( لوجر ) وأطلق الطلبة عدة قوافل إغاثية للأمم المتحدة وغيرها ، كان حكمتيار قد احتجزها ليضيق على أهل كابل ، ويجبر رباني ومسعود على الاستجابة له .

13- فرح رباني بهزائم حكمتيار الجديدة ، واستقبل مسعود وفد الطلبة ، وقال لهم إنهم موافقون على مطالب الطلبة ، وسلمهم ( مسدسه ) ساخراً كرمز لموافقته على تسليم سلاح قوات رباني للطلبة ، وطلب منهم عرض مطالبهم ، فقدم الطلبة لرباني أربعة مطالب رسمياً علماً أنهم طلبوها يريدون من الحكومة إصلاحها ولم يأتوا إلى الحكومة لنزعها مباشرة ، وكانت هذه المطالب :

أولاً : إبعاد الشيوعيين الذين تسلموا المناصب والوزارات والمسؤوليات الحساسة حتى إن قائد قوات رباني كان جنرالاً شيوعياً كبيراً ، وكان وزير الداخلية أحد قادة حزب الوحدة الرافضي ، فيما دخل في حلف حكمتيار فصيل آخر من الشيوعيين والشيعة ، وبيّن الطلبة لرباني أنه بأسباب الحرب الأهلية تغلغل كبار الشيوعيين وضباط ( الخاد ) وعملاء موسكو في الفريقين وطلبوا منه محاكمة الشيوعيين وإعدام نجيب وكبار المسؤولين السابقين .

ثانياً : إبعاد جميع النساء من دوائر الدولة ، ومعظمهن متخرجات من موسكو حتى إن وزارة العدل التي يفترض أنها ستطبق الشريعة كانت مليئة بالنساء والسكرتيرات فطلبوا منه إخراج المدرسات الشيوعيات من سلك التعليم ومنع الاختلاط .

ثالثاً : طالب الطلبة رباني بإعلان تطبيق الشريعة صراحة وإزالة مظاهر التبرج والغناء والموسيقى ، والمنكرات ودور السينما ، والمخدرات والخمور .

رابعاً : وقف تدخل السوفييت والهند وإيران في شؤون الحكومة الأفغانية .

14- غدر مسعود بوفد الطلبة صباح اليوم التالي وقتل عدداً من القراء وحفظة القرآن من وفد الطلبة وكان عدد المغدور بهم الذين قتلوا في المسجد نحو مائتين وخمسين من الطلبة في مذبحة واحدة !! ووقعت الحرب بين الطلبة ورباني ومسعود .

15- انضمت قوات حزب يونس خالص وكذلك الشيخ حقاني وقواد حزب الإنقلاب الإسلامي ومئات من العلماء والطلبة إلى الطالبان ، والتحق معظم قادة سياف بهم ، وكذلك بعض قادة الحزب ( حكمتيار ) .

16- بدأ الأحزاب وحكومة رباني والتابعون لحكمتيار وسياف حملة اشاعات ودعايات لتشويه الطلبة واتهمهم رباني بأنهم شيوعيين أطلقوا لحاهم ، بعد أن كانوا رحبوا بهم ، وأثنوا عليهم في كافة وسائل الإعلام والإجتماعات والمناسبات ، وبدأت الهند وإيران وتركيا وروسيا حملة مساعدات مكشوفة موسعة ومكثفة لدوستم والقادة هؤلاء لا سيما بعد أن انتصر الطالبان في المعارك حول كابل على قوات دوستم والحكومة .

17- وهاجم الطالبان كابل التي سقطت بسرعة كبيرة في ليلة 14/5/1417هـ 26 سبتمبر 96 ، وكان ذلك بسبب عدم الثقة بين الحزبين المدافعين عنها جماعة مسعود وجماعة حكمتيار وقبل الفجر دخل الطالبان كابل بعد قتال ضعيف مع بعض حاميتها من قوات مسعود ورباني وسياف وهربت الأحزاب شمالاً ليتوقف القتال عند خط جبل السراج وبوابة ممر سالنج وولايات الشمال وكان قد مر على انطلاق الطالبان نحو سنتين ، وتحددت سيطرة الطالبان على ولايات الشرق والجنوب والغرب والشمال الغربي إلى هرات وبقي معظم الشمال الذي يشكل نحو 15% من مساحة أفغانستان والممتد من بدخشان إلى تخار إلى سمنكان إلى بلخ وعاصمتها مزار شريف إلى فارياب وبادغيس ، باستثناء ولاية قندوز التي سيطر عليها الطلاب لوجود قادة وأغلبية من البشتون فيها وقفت مع الطالبان ، وبقي مع حلف المعارضة ولاية باميان التي تسكنها الأقلية الشيعية في أفغانستان والتي سيطر عليها حزب الوحدة الشيعي التابع لإيران ، دخل الطالبان كابل بسهولة نادرة ، وذلك نتيجة الرعب والذعر الذي دب في قوات مسعود بعد أن دب الخلاف بينهم وبين الحامية التابعة لحكمتيار ، والتي كشفت ظهر كابل بلا قتال ، حيث كان مسعود وحكمتيار يتبعان الكيد لبعضهما رغم مواجهة الطالبان .

18- طارد الطالبان كبار الشيوعيين وألقوا القبض على بعضهم وأعدموا الرئيس نجيب الله بعد أن أخرجوه عنوة من مقر الأمم المتحدة ضاربين حماية وحصانة مركز الأمم المتحدة له هناك بعرض الحائط ، وعلقوه مشنوقاً في كابل هو وأخوه ، ورد قائد الطالبان على مسؤول الأمم المتحدة عندما قال له إنكم خرقتم قوانين الأمم المتحدة قائلاً ( لدينا نحن قوانين الله فوق الأمم المتحدة ) ، ثم انضم قلة من فرق الأحزاب بقيت مع مسعود إلى قوات دوستم التي صارت الكتلة الرئيسية ، وموئل الشيوعيين وكبار اللصوص في مواجهة الطالبان .

19- انتقلت الأحزاب إلى الولايات الشمالية وكان معهم ( بدخشان وتخار وبروان وكبيسا ) والولايات الشمالية ( بمزار شريف وبلخ ) والتي عاصمتها ( مزار شريف ) أما ( قندوز ) فهي مع طالبان منذ البداية وهي أول الولايات التي سقطت في أيديهم من الشمال لأن فيها أغلبية من طلبة العلم وأغلبية من البشتون ، أما ( بدغيس وفارياب وجوزجان ) وغيرها فقد بقيت مع مسعود حتى مرحلة متأخرة ، وفي أول عام 1417هـ قام الطالبان بحملة على الشمال انتهت بمذبحة ومؤامرة قام بها الأوزبك والشيعة على الطالبان تعرضت لها قواتهم في الشمال ذهب ضحيتها ما يقرب من عشرة آلاف من الطالبان حسب الأرقام التي ذُكرت في مجازر وحشية دفن كثير منهم فيها أحياء في مقابر جماعية على يد الميليشيات الأوزبكية الشيوعية في مزار شريف وحلفائهم الشيعة فيها ، وبقيت آلاف الجثث في العراء دون دفن وعليها آثار التعذيب والتنكيل والقتل والتمثيل ، وقتل فيها كثير من القيادات للطالبان والوزراء والعلماء حيث إنهم ذهبوا للاحتفال بفتح مزار شريف فغدر بهم الأوزبك اللذين كانوا قد سلموا المدينة ، والأوزبك لهم قائدان ( دستم ) وهو من أعداء الطالبان و ( عبد الملك ) خصمه في قيادة المليشيات الأوزبكية ، وقد أظهر أنه انحاز للطالبان وصالحهم وأدخلهم الولاية وأخرج دستم فلما أمن الطلبة غدر بهم ، ثم عاد الوضع لما كان عليه قبل هذا الزحف ، إلا أنهم رجعوا إلى مزار شريف بعد بضعة أشهر وسيطروا عليها وأعدموا كل من تأمر ضدهم من الجنود وقتلوا فيها أكثر من ثلاثة ألاف ، ثم تتبعوهم إلى ولاية ( باميان ) عاصمة الشيعة وفتحوها ، وأقاموا عليهم الحدود الشرعية عقوبة على الخيانة والقتل وشملت الحدود قرابة أربعة الاف جندي أخذوا بثأرهم فيها

20- عاود الطالبان الزحف شمالاً بحذر أكبر وسقطت بيدهم ولايات الشمال واحدة تلو الأخرى مرة أخرى فاستولوا على بادغيس ثم فارياب ثم مزار شريف ثم سمنغان ثم انحدروا جنوباً وسيطروا على الممرات الشمالية لباميان وانضمت إليهم مناطق من بدخشان ، وانهارت قوات دوستم الذي فر إلى أوزبكستان ، ولم يبق كقوة عسكرية أمامهم إلا مسعود في الوادي الضيق الممتد من بنجشير إلى جبل السراج إلى تشاريكار إلى بوابات كابل الشمالية حيث تقف معه قوات تابعة لسياف ، بالإضافة لقوات حزب الوحدة الشيعي في باميان ، ثم سقطت باميان في 10/5/1419هـ وكان مطلع شهر سبتمبر 1998 ، وسقط قبله وادي كيان الذي تستحكم فيه قوات الإسماعيلية الأغاخانية وهم أقلية موجودة في أفغانستان ، وغنم الطالبان فيه غنائم تستعصي على الحصر من السلاح وذكروا أن أهل السنة لم يدخلوا هذا الوادي الإسماعيلي منذ 800 سنة مضت ، وزحف الطالبان جنوباً وراء قوات مسعود عن طريق غوربند ، واستمرت فتوحاتهم حتى بداية الحرب الصليبية التي يشنها العالم بقيادة أمريكا وبدأت في تاريخ 24/7/1422هـ ومع بداية الحرب الصليبية لم يبق مع التحالف الشمالي إلا ولاية بدخشان ووادي ( بنشير )

21- التقى الطلبة بالشيخ ابن لادن والعرب الذين كانوا قد نزلوا في جوار يونس خالص ، وقائده المهندس محمود رحمه الله في جلال آباد ، فرحبوا بهم وأكدوا جوارهم وحمايتهم لهم ، وقامت بينهم أوثق علاقات الود والجوار .

22- يؤكد الطالبان على أنهم ورثة الجهاد الأفغاني ، وأن معظمهم ( قادتهم وقواعدهم ) قد ساهمت في الجهاد على مر أكثر من عشر سنوات ، ثم عادوا لمعاهدهم بعد سقوط الحكومة ، وإنهم سنيون أحناف سيعيدون تطبيق الشريعة ، ونشر مدارس المذاهب الأربعة ، ولا يخفون عداءهم الشديد لإيران ، وتدخلها في أفغانستان ، ويعدون بإقامة دولة إسلامية حقيقية تطبق فيه أحكام الكتاب والسنة بعد أن ضحوا لأكثر من خمسة عشر عاماً في سبيل هذا الهدف ، وما زالوا يتحفظون في خطابهم لقادة الأحزاب ولكنهم أعلنوا صراحة أنهم لن يقبلوا لدوستم إلا بمصير نجيب على حبل المشنقة ، وقد تحددت معالم القتال قبل الحرب الصليبية بين فريقين رئيسيين : دوستم من جهة والطالبان من جهة أخرى ، ومن حيث الكتلة العسكرية يقف مع دوستم فلول الأحزاب ورموزها سياف رباني إسماعيل خان والرافضة والعلمانيين أتباع ظاهر شاه والأوباش من قطاع الطرق ، ويقف مع الطالبان رموز العلماء والطلبة وكبار قادة الأحزاب سابقاً ، وقواد الجهاد السابق مثل الشيخ حقاني وأمثاله من القادة الميدانيين .

23- يؤكد الطالبان على أنهم رغم الدعم والتأييد الذي يتلقونه من باكستان على استقلالهم وأنهم انطلقوا ينصرون الله ورسوله وأنه هو الذي أيدهم بهذه الفتوح السريعة والمعجزة ، وأنهم سيثبتون ذلك لا سيما عندما تستتب لهم الأمور بالانتهاء من دوستم ومليشياته الشيوعية .

رابط هذا التعليق
شارك

اللهم أنصر من نصر دينك و اهلك أعداء الدين

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار

تأكيد أنصار الجهاد على ما سبق ذكره عن نشأة حركة طالبان

يؤكد مؤيدوا الطالبان من الإخوة المجاهدين على صحة السياق السابق كأحداث تصدق الطالبان ، ويرجعون تقدمهم واكتساحهم للقوى الأخرى بسرعة خارقة إلى أسباب ثلاثة من الناحية المادية :

أولاً : أن الشعار الذي رفعه الطالبان وهو تطبيق الشريعة ومحاربة اللصوص ، وما تبع ذلك من أمن حقيقي تنفس الناس معه الصعداء وانطلقوا في معايشهم ، وفّر للطالبان سمعة حسنة ، عند الأفغان ، وجعلهم رمزاً للحل والخلاص ولذلك دعموهم واستقبلوهم وفتحوا لهم الأبواب .

ثانياً : كون الطالبان طلبة علم شرعي يميزهم الزهد والتقشف ونظافة اليد وعدم الطمع في مغانم الحكم ، فإن قواد الأحزاب وجنودهم يتهيبون قتالهم ، لأنهم يعتبرون ذلك محاربة للدين في صورة محاربة رجاله حملة العلم الشرعي ، بل حتى اللصوص الذين قاتلوا الأحزاب وممثلي الحكومة وتجرؤوا عليهم بما يرون من سرقاتهم وابتزازهم أيضاً للناس تهيبوا وتأثم كثير منهم بل تابوا حتى لا يقاتلوا طلبة العلم الشرعي ، ومن يمثلون الدين أو الشريعة ، فلم يلق الطالبان مقاومة تذكر إلا بعد فتح كابل من دوستم ومسعود .

ثالثاً : الدعم الباكستاني الذي تمثل بفتح خطوط الإمداد ولا سيما في الغذاء والوقود ، وتسهيل انتقال طلبة العلم الشرعي الذين يدرسون في باكستان ليلتحقوا بجبهات القتال وليتسلموا الولايات والقضاء في أفغانستان ، وذلك لما رأى فيه الباكستانيون انقاذاً لمصالحهم من أن تقع أفغانستان بين أيدي الهند وإيران على أيدي رباني ومسعود ووزيرهم الجديد حكمتيار .

ويؤكد محبو الطالبان على أن تأييد الله للطالبان ونصرهم بالرعب كان بادياً واضحاً لإخلاصهم في تطبيق الأحكام الشرعية والترفع عن مغانم الحكم ومواجهتهم اللصوص ونشرهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويذكرون من مناقبهم روايات كثيرة يردّون فيها على شبه خصومهم ومناوئيهم ومن ذلك :

1- أن قضية الصدق في تطبيق الشريعة وإزالة المنكرات بادية يعرفها العدو والصديق بل الصحافة الأجنبية نفسها .

2- إيقاف تعليم النساء مردّه إلى أن الطالبان وجدوا أن مناهج التعليم المعمول بها ومعظم المدارس هي نفس المناهج والهيكل الذي وضعه الشيوعيون ولا يمكن أن يسمحوا لهم ويأتمنوهم على تعليم البنات ، فأوقفوا التعليم برمته ، إلى أن يتم توفير المنهج والكادر الذي يمكن أن يؤتمن على هذه المهمة وأن ما أثاره الإعلام الغربي والتابع له وجهال الحركة الإسلامية كان مرده للتعصب والكره ولم يكن موضوعياً .

3- يشهد مؤيدوا الطالبان على المواقف الشجاعة والثابتة للطالبان في مواجهة تدخلات الأمم المتحدة والمنظمات الصليبية التي عندما هددت بالإنسحاب من أفغانستان ، كان جواب مسؤول الطالبان عليهم جيداً ومميزاً عن كل ما سمعوه في تاريخهم ، لقد قال لهم ( إذا أردتم أن تنسحبوا من أفغانستان فلا بأس ، نحن لدينا بطاطس كثيرة ، ويكفي الطعام ولدينا قصب سكر يكفي للغذاء ومنذ مئات السنين ، نضع تراب أفغانستان على جروحنا ونربطها ، فنشفى ولا حاجة لنا بمساعداتكم !! ) ، فأسقط في أيديهم ، فسحبوا تهديدهم وتابعوا مساعداتهم ، لما يحققونه من وراء ذلك من المصالح التي صارت معروفة ومكشوفة .

4- باختصار يرى هذا الفريق في الطالبان انتصاراً إلهياً لدماء الشهداء والضحايا وتحقيقاً لما ضحوا من أجله ، ويرون فيهم موئلاً للمشردين والمطاردين والمظلومين من المسلمين ، ويدللون على ذلك بحسن جوارهم للعرب ، ونصرتهم إياهم ، ويعتبرون وجودهم فاتحة خير لعودة الإسلام إلى آسيا الوسطى والجمهوريات السوفياتية ومسلمي الصين ، وشبه القارة الهندية والمسلمين من وراء ذلك ، ويرون نصرتهم فريضة شرعية ، لا أدل على وجوبها من هوية خصمهم ( دوستم ) حامل راية المليشيات الشيوعية وشريك نجيب الذي يجتمع على نصرته ضدهم اليوم ، حلف يدل بعدائه للإسلام على طبيعة الطالبان والخير الذي فيهم ( فهم إيران والهند وروسيا وتركيا ) وفوق ذلك كله الحملة الصليبية التي تتزعمها أمريكا والتي جمعت دول العالم كلها تحت مظلة واحدة متناسية عداءها فيما بينها ، لتتحد على دولة الإسلام لتئد حاملي راية الجهاد وتطبيق الشريعة أحياءً بكل مغولية ، هذا باختصار ما ورد من عدد من الأخوة الذين وردت تقاريرهم بهذه الفحوى .

اللقاءات

(الصحوة الإسلامية) و (الإسلام السياسي) و (الإرهاب والجهاد) و (التطرف الديني) ...إلخ .

كلها موضوعات أصبح الحديث عنها مغريا وجذابا وبضاعة رائجة في أسواق السياسة، ومزادات الإعلام .

وإغراؤها جعل منها كلأً مباحا وحمى مستباحا من قبل الجميع : البر والفاجر، والمؤمن والكافر، والصادق والمنافق.

ولكن بصورة عامة، فإن أقل المتحدثين عنها هم أكثر المعنيين بها من صنّاع أحداثها الحقيقيين .

وهذا الأمر وإن كان ينطبق على أحداث العمل الإسلامي المعاصر بصورة عامة ، فإن انطباقه على (حركة طالبان) في أفغانستان ، وعهد الإمارة الإسلامية بها أكثر وضوحا، فمع أن أحداث أفغانستان و(حركة طالبان) تتصدر مواضيع الإعلام والسياسة في العالم ، فقد ظلت (حركة طالبان) أقل المتحدثين في هذا المجال ، فلم تتحدث عن نفسها فتنشر سياستها وتبين أهدافها بما يكفي ويشفي حتى الآن مؤثرة العمل في صمت على الكلام بدون عمل.

غير أن هذه السياسة –وإن كانت لها من الإيجابية ما لا ينكر- فإنه يمكن الجمع بين إيجابياتها وإيجابيات الحديث إلى الأمة، وتعريفها على الإمارة الإسلامية في أفغانستان و(حركة طالبان) ...إلخ.

فإن صمَت أصحاب الحق عن بيانه يتيح الفرصة للأعداء لتشويه الحقائق وتزييفها.

ومن هذا المنطلق جاءت فكرة بيان حقيقة الحركة من خلال واقع الحركة وكتابات علمائها ، ومقابلاتهم ومعايشتهم ، وهذه مساهمة متواضعة في تقديم الصورة الحقيقية للإمارة الإسلامية في أفغانستان، ولحركة طالبان الإسلامية الحاكمة فيها إلى الأمة الإسلامية .

وبياناً منا لواقع حركة طالبان عن قرب ، وجدنا أن أفضل طريق لتوضيح أي قضية إنما يكون بمقابلة المسؤولين عنها ، والطلب منهم توضيح وجهة نظرهم في كل أمر يصدر عنهم ، لا سيما القضايا المهمة ، وبعدما تيسر لنا اللقاء مع أعيان الطلبة والوزراء والعلماء المعتمدين عندهم ، في عدة لقاءات متفرقة يرجع أقدمها إلى شهر ربيع الثاني من سنة 1421هـ طرحنا عليهم فيها بعض الأسئلة التي كنا نرى أنها تدور في نفس كل متابع للوضع مريد للحق .

مقابلة مع أمير المؤمنين

س/ من هو أمير المؤمنين ؟

ج/ إن الإجابة على أسئلتكم سوف لا تحظى بأهمية كبيرة؛ لأنه من الطبيعي أن الشخص يجيب على أسئلة السائل لصالحه ، فإن كان من صالحه أن يجيب سؤالاً بالنفي فإنه ينفي ، وإن كان من صالحه الإجابة بالإثبات فإنه يفعل .

ولكنني سأقول لكم كلاماً لعلكم تجدون فيه الإجابة على بعض أسئلتكم ، وتكون فيه العظة والنصيحة لباقي المؤمنين .

نحمده ونستعينه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونصلي على رسوله الكريم .. أما بعد :-

فإنني أيها الإخوة .. سوف أوضح لكم بالإجمال والاختصار بعضاً من تاريخي، وما قمت به من أعمال ، وذلك للعبرة والاتعاظ ، وإن كانت العبرة والعظة في الأصل في القرآن الكريم لمن يمعن النظر فيه ويتدبره .. ولا توجد عظة أكبر من ذلك

ومع هذا أقول لكم بعضاً مما عندي .

لقد واجهت اليتم في سن مبكرة وكان عمري وقتها ثلاث سنوات ، ثم نشأت وتربيت على أيدي أعمامي

وتلقيت العلوم الدينية منذ الصغر إلى أن بلغت الثامنة عشر أو التاسعة عشر من العمر

وعندما قام الشيوعيون بالانقلاب اشتركت في الجهاد ضدهم. وجُرحت مرة واحدة قبل دخول الروس إلى أفغانستان ، ثم جُرحت ثلاث مرات في الجهاد ضدهم .

وبعدما خرج الروس من أفغانستان عدت مرة أخرى لمواصلة الدراسة الدينية وذلك في مدرسة كنّا قد أنشأناها في مركزنا الجهادي .

ولكن حكومة المجاهدين التي تولت حكم البلاد بعد سقوط الشيوعية آلت إلى ما علمه وشاهده العالم أجمع .

وبسبب الحروب الداخلية بين التنظيمات الجهادية لم يكن هناك حاكم ولا حكومة في أفغانستان .

وكانت الفوضى تضرب حياة الناس ، وعانى المسلمون من المصائب والمشقات ما عانوا ، وانتشر الفساد والظلم في البلد ، وعمّ الناس من الخطوب والشدائد ما عمّهم .

ففكرت في أن أجد أصحاباً مخلصين لله تعالى في عبوديتهم ويكون لديهم حماس للجهاد وتألم لحال الإسلام؛ لأن مثل هؤلاء هم الذين يمكنهم أن يتحملوا المشاق ويصمدوا في الجهاد في سبيل الله .

فقمت بالبحث عنهم في طلبة العلم ، وعرضت عليهم القيام بواجب تغيير المنكرات ورفع الظلم عن المسلمين ، فوافقني بعضهم ورافقوني في هذا الدرب .

وبدأنا العمل مباشرة ، ولم نفكر في قلة عددنا وضعفنا ، ولا حتى في الطعام الذي يلزمنا. فهناك وعد من الله تعالى لمن ينصرون دينه ، بأن ينصرهم الله بقدرته .

فكان توكلنا واعتمادنا على الله ، وبدأنا العمل فكانت النتائج إيجابية ، ووصل بنا الأمر إلى ما نحن عليه اليوم من التمكين –بفضل الله- .

والآن يعلم العالم أجمع ما يجري في أفغانستان ، ويعلمون كيف كانت الأحوال سابقاً، وكيف صارت الآن .

وهذا الكلام لا يفهمه إلا أصحاب العقيدة .. أما غيرهم فلا يصدقونه، بل يقولون بأننا كنّا منظمة سياسية ، وكان وراءنا من يوجّهنا، وإلا فكيف يمكن لنا أن ننجز مثل هذه الأعمال في فترة زمنية قصيرة ، وذلك بإمكانات قليلة ، وأن نخلص دولة كاملة من الشر والفتنة ، وأن ننجح في هذه المحنة العظيمة؟ .

والأمر كما أقول ، وذلك ليس ببعيد ولا عسير على قدرة الله تعالى. فإن الله يعين وينصر من ينذر نفسه لخدمة دين الله تعالى

وكل ما فعلناه ونفعله هو من واجبنا الديني

أما فرض الحصار علينا من قبل روسيا وأمريكا فهو ليس بالأمر الجديد. فقد كان الحصار يُفرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفس الأسباب التي يفرض علينا الحصار الآن بها .

وسنتصرف إزاء الحصار كما تصرف رسول الله إزاءه ، لا نزيد على ذلك ولا ننقص.

ويجب على المسلمين أن يصبروا على دينهم، وأن يؤدوا المسئوليات التي كلفهم الله بها، فالإسلام لا يُخدم بالكذب .

أما ما تقوله أمريكا وروسيا بأننا متطرفون، فنحن لسنا كذلك، فالإفراط والتفريط كلاهما مذموم في الإسلام

ثم إن ضابط الإفراط والتفريط يحدده المسلم الذي يعرف أحكام الإسلام ، أما الكافر فأنى له أن يحدد الإفراط أو التفريط في أمور الإسلام؟! .

إن ذلك لا يقبله عقل ، ولكنه كلام يلقونه بأفواههم .

ومن كان في شك من أعمالنا فليتفضل بالمجيء إلينا، وليفحص أعمالنا عن قرب ، ثم ليعرضها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فإن كنّا نخالف الكتاب والسنة عندها يحق لهم أن يناصبونا العداء. أما إن كنّا على الجادة المستقيمة للشريعة الإسلامية، فهذا هو دربنا ولن ننحرف عنه. وإذا حدث وانحرفنا فلن نكون مسلمين حقاً بل نكون مسلمين بالاسم فقط .

ولكن هذا العصر هو عصر الإعلام. فمن كانت له وسائل الإعلام كثيرة فسيجد آذاناً صاغية ، ويجد قبولاً عند الناس لكلامه .

ولكن وسائلنا الإعلامية قليلة ومحدودة واعتمادنا هو على عون الله لنا، ولم نتوجه كثيراً إلى الإعلام .

إن لحركة طالبان ونظامهم قوة روحانية وأثر معنوي .

انظروا إلى روسيا وأمريكا .. إذ لم يسبق في التاريخ أن تكون روسيا وأمريكا متحدتان في الموقف لمحاربة دولة صغيرة مثل أفغانستان، رغم وجود الخلافات الكبيرة بينهما ، ولكنهما وقفتا في خندق واحد ضد أفغانستان وحركة طالبان

فيبدو من هذا أن طالبان لهم قوة معنوية وروحانية ترعب روسيا وأمريكا .

وكل ما يشيعونه عنّا هو محض كذب ، والحقيقة أنهم يخافون من أثر تلك القوة الروحانية والمعنوية .

ولكن ثقتنا في الله واعتمادنا وتوكلنا عليه كبير، وحتى لو وقف العالم كله ضدنا فلن نتنازل عن مبادئنا ومعتقداتنا ، ولن ننحرف عن مسيرتنا هذه إن شاء الله العزيز .

لأن الذي نعتقد به هو ديننا ، ولن نتنازل عنه ، لأن التنازل عن الدين هو الموت للمسلم

الموت الحقيقي للمسلم هو تنازله عن دينه أو احتقاره له ، أو ترك العمل بأحكامه ، فالموت الظاهري لا يعتبر شيئاً إذا قارنّاه بالموت الديني .

فإن كنّا نريد الحياة فتمسكنا بديننا هو الحياة. فإن لم يكن لنا حياة فليكن الموت. والموت كأس يشربه الجميع حتماً .

فينبغي لكل مسلم أن يصلح نفسه، وأن يحرص على أمور دينه، وأن يقوي اعتقاده بربه، فهناك يجد الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة .

وما ذكرته لكم عن حياتي الخاصة وعن صغري ويتمي، وما وصل إليه أمرنا، كلها كلمات ينتفع بها أصحاب العقيدة ويستفيدون منها ، ومن كان من أصحاب العقول السليمة فليدرك أن هذه الأمور كلها مقادير إلهية ، والله قادر لا يعجزه شيء، ويفعل ما يريد .

ومستقبلنا أيضاً ينبني على ما نؤمن به ونعتقد به الآن .

وسوف يكون ما قدّره الله تعالى وكتبه لنا ، وليس في استطاعة الروس أو الأمريكان أن يفعلوا شيئاً ، أو نستطيع نحن أن نفعل شيئاً ، فكلها مقادير إلهية تحت قدرة الله وبصره ، فهذا ليس عملنا أو عمل أمريكا فيما يتعلق بنجاح أو فشل ما نقوم به من عمل ، أو نطمح إليه من أمل ، وهذا كلامٌ لا يفهمه الكافر، أو من لا يمتلك عقيدة الإيمان .

فلينتبه المسلمون أشد الانتباه إلى أوامر ربهم التي ذكرها في كتابه الكريم، وليسعوا لأن تكون خاتمتهم على دين الله، فكلامي كله عظة وعبرة لنفسي وللمسلمين، وليس عندي غير ما ذكرت .

س/ أمير المؤمنين، تقول الأمم المتحدة ودول العالم إن المناطق التي تحت سيطرة الإمارة الإسلامية تنتج المخدرات والمسكرات، فما تعليقكم على ذلك؟

ج / الإمارة الإسلامية تعارض إنتاج المخدرات واستعمالها وتهريبها، وقد اتخذت خطوات في هذا الصدد، منها –على سبيل المثال- القرار رقم (2) الصادر بتاريخ 13/1/1420هـ، والقرار الصادر في 4/5/1420هـ منع زراعة (البنج) وتدمير معامله.

وقد أعطت هذه الخطوات آثارها، فانخفض الإنتاج العام الماضي بنسبة الثلث. وحسب القرار رقم ( ) بتاريخ / / فقد منعنا الإنتاج منعاً كاملاً.

لكن المخدرات مشكلة عالمية، ويحتاج حلها إلى جهود عالمية، ومن ذلك ضرورة تقديم الأمم المتحدة ودول العالم مساعدات للمزارعين وتعويضهم عن خسارتهم المادية الناتجة عن تخليهم عن زراعة المخدرات، ولكن الأمم المتحدة ودول العالم لم تفعل شيئاً ، وفي النهاية قررنا نحن تحمل المسؤولية والتبعات لوحدنا، وقررنا منع زراعة المخدرات .

س / من المسائل التي تُتهم فيها الإمارة الإسلامية موضوع حقوق المرأة، فما موقفكم من هذه القضية؟

ج / لقد بذلت الإمارة الإسلامية جهودا كبيرة في حماية حقوق المرأة الشرعية، وهي جهود لا ينكرها إلا مكابر.

ومن ذلك –على سبيل المثال- القرار رقم (104) الصادر بتاريخ 8/5/1419هـ الذي يمنع أن تُوَرَّثَ المرأة من قبل أهل الزوج الميت –كما كان سائداً من قبل- أو أن تُجبر على الزواج من أحدهم، وهي كارهة ، وهو قرار لم يسبق له نظير في تاريخ أفغانستان .

أما تعليم المرأة فنحن لا نمنع النساء من التعليم، وإنما نريد أن يكون هذا التعليم مضبوطاً بالضوابط الشرعية، ومُراعَىً فيه ما تجب مراعاته من الستر والاحتشام والآداب الشرعية .

س / تصر الأمم المتحدة على أن تسلم الإمارة الإسلامية الشيخ أسامة بن لادن إلى المحاكمة، وإلا فإنها ستزيد من العقوبات المفروضة على الإمارة الإسلامية، فما تعليقكم على ذلك؟

ج3: تهديدات الأمم المتحدة لا يمكن أن تجبرنا على إخراج الشيخ أسامة بن لادن من أفغانستان، أو على التخلي عن منهجنا الإسلامي، فالشيخ أسامة بن لادن مسلم مهاجر إلى أفغانستان، وهو ضيف على الأفغان، وإخراجه أو تسليمه مخالف للإسلام، ولعادات الشعب الأفغاني، وفوق ذلك فإن الإمارة الإسلامية والشعب الأفغاني لو غيروا موقفهم من الشيخ أسامة فستترتب على ذلك مشاكل كثيرة، وسيخسرون الكثير.

والشيخ أسامة بن لادن لا يعمل ضد أحد من أرض الإمارة الإسلامية، وقد طلبنا منه ذلك واطمأننا إلى أنه يلتزم به حتى لا يضر بعلاقات الإمارة الإسلامية مع الدول الأخرى.

ولكن الحقيقة أن موضوع الشيخ أسامة بن لادن هو ذريعة تريد من ورائها أمريكا والأمم المتحدة الإضرار بالإمارة الإسلامية، وإلا فهم لم يقدموا أية أدلة، أو إثباتات تثبت دعواهم ضد الشيخ أسامة.

س / يُقال إنكم طلبتم من برويز مشرف (الرئيس الباكستاني) أن لا يأتي لأفغانستان، إذا كان الهدف هو التباحث في موضوع الشيخ أسامة بن لادن، فهل هذا صحيح؟

ج / هذا الخبر ليس له أساس، والباكستانيون هم الذين يقولون دائما إن موضوع الشيخ أسامة موضوع يخص أمريكا وأفغانستان. وهم لم يطلبوا منّا تسليم الشيخ أسامة؛ لأن هذا الموضوع يخص الإمارة الإسلامية وأمريكا.

س / لو زادت الأمم المتحدة من العقوبات المفروضة على أفغانستان، فماذا ستكون آثارها ؟ .

ج / عندما دخل الروس أفغانستان ودمروا البلاد، وقضوا على البنى التحتية، وأتلفوا الحقول والمزارع، تحمل الشعب الأفغاني كل ذلك بصبر، وهم سوف يصبرون في هذه المرة أيضا –إن شاء الله- وإن كانت مشكلة الجفاف الحالية تزيد من حدة الأزمة. وكان من المفترض أن تقدم الأمم المتحدة المساعدات إلى الشعب الأفغاني المنكوب بالجفاف والحروب، بدل أن تفرض عليه العقوبات الاقتصادية.

وأنا أظن أن الأمم المتحدة سوف تزيد من عقوباتها غير الشرعية ضد الشعب الأفغاني، وهذا لا شك أنه ستنجم عنه مشاكل ومضاعفات سلبية كثيرة.

وعلى كل حال فنحن لا نشكو هذه المشاكل للمخلوقين؛ لأنا نعرف أنها اختبار من الله تعالى، وبرحمته سوف تنتهي كلها يوما ما.

س / ما رأيكم في حل القضية الأفغانية؟

ج / نحن نعتقد أن المعارضة سوف تُهزم انهزاما تاما، وأنا لا أقول هذا الكلام من فراغ، فمصداقيتنا جعلتنا نسيطر على 95% من البلاد، واستطعنا أن نقيم فيها الشريعة الإسلامية، وأن نوفر الأمن والاستقرار، فأنا أؤكد أن الإمارة الإسلامية ستنتصر –إن شاء الله- ونتمنى أن يتحقق ذلك دون قتال.

ومن المبشرات في هذا الصدد أن كثيرا من قادة المعارضة ينضمون باستمرار إلى الإمارة الإسلامية، ونتمنى أن يفعل الباقون مثل ذلك.

س / في الآونة الأخيرة حدثت بعض التفجيرات في مدينة كابل، ألا يمثل ذلك مشكلة أمنية؟

ج / أحداث مثل هذه تحدث كل وقت في أكثر البلاد تطوراً من الناحية الأمنية، ونحن على يقين من استقرار الوضع الأمني في أفغانستان، ولكن الأعداء يتآمرون لإثارة مثل هذه المشاكل، ويضخمون ما يحدث من هذه الأشياء ، غير أن المواطنين يدركون الحقيقة جيدا، ولا تؤثر عليهم مثل هذه التصرفات .

ومع ذلك، فقد وجهنا الجهات الأمنية لاتخاذ ما يلزم للحيلولة دون تكرار مثل هذه الأحداث ، وقد اعتُقِلَ بعض المتهمين واعترفوا بجرائمهم، وعندما ينتهي التحقيق معهم سوف يقدمون للمحاكمة لينالوا جزاءهم الرادع؛ حتى لا يتجرأ غيرهم على ارتكاب مثل هذه الجرائم في المستقبل .

س / بعض الناس يقولون إنه يوجد في إدارة الطالبان بعض المرتشين، فهل هذا صحيح؟ .

ج / هذا كلام ليس له أساس من الصحة، وإلى الآن لم يأت أي أحد بما يُثبت ذلك ، ونحن قد قلنا من قبل –ولا زلنا نقول- إنه إن استطاع أي أحد إثبات الرشوة على أحد إثباتا شرعيا، فنحن سوف نمنع ذلك، ونقدم المتهم للقضاء الشرعي لينال عقوبته المناسبة ، وكذلك لو قام أي أحد بخيانة ، أو استفادة غير مشروعة، وثبت عليه ذلك فإننا نعزله ونعاقبه.

س / مسألة كشمير لا زالت عالقة منذ خمسين سنة دون حل، فكيف ترون حلها ؟.

ج / لقد قلنا من قبل إنه لا بد من رفع الظلم عن المسلمين، ونحن نريد أن تُحل هذه القضية حلاً يكفل حقوق المسلمين في كشمير ، وهنالك قرارات صادرة عن الأمم المتحدة تكفل لأهل كشمير حق تقرير مصيرهم، وهذا الأمر لو أُخذ به لكان فيه حل للمشكلة، فالمسلمون في كشمير من حقهم أن يكونوا أحراراً، ولا بد أن يُعطى لهم هذا الحق ، وفي ذلك مصلحة لكل من باكستان والهند.

س/ بعض الناس يتهم الإمارة الإسلامية بالغلو والتطرف، فما رأيكم في هذا؟

ج / الناس في العالم يتهموننا بذلك، ولكنه اتهام ليس عليه أي دليل منطقي، لما كان الإسلام دينا ونظاما عالميا، فهؤلاء لا يطلبون علناً من الطالبان التخلي عن الإسلام؛ لأن ذلك تدَخُّل ظاهر في الشؤون الداخلية، لكنهم يطلبون من طالبان التخلي عن الإسلام من خلال مطالبتهم لها بترك ما يصفونه بالغلو والتطرف.

إن الإسلام يرفض الغلو، وإذا استطاع أحد أن يثبت أن لدينا غلوا فليثبت ذلك بالأدلة الشرعية، فالدعاوى لا تثبت بمجرد الكلام، بل تثبت بالأدلة الشرعية والحجج.

و إن مما يؤسف له اليوم كثرة التأول الفاسد في الدين الذي أصبح رأس مال كثير من الناس، الذين يطلبون الأحكام الشرعية التي توافق هواهم، ويردونها إذا خالفته، ويحتالون عليها بأضعف الأقوال والحجج.

س / هل من كلمة توجهونها للبشرية اليوم؟ .

ج / أرجو من المسلمين في العالم أن يرجعوا لدينهم، ويلتزموا بأحكامه كما يجب.

أما غير المسلمين فإني أدعوهم إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، ذلك اليوم الذي يندم فيه الكفار ولاة حين مندم.

وما أدعوهم إليه من الإيمان موجود في القرآن الكريم، الكتاب السماوي الذي هو كلام الله العزيز، كما هو معروف.

وإن قالوا إنهم لا يعترفون بالله، فكيف يعترفون بالقرآن؟. فإننا نقول إن الله عز وجل أقام على وجوده من الآيات والأدلة ما لا يُنكر وجوده معه إلا مكابر.

ألا يكفي أن الله عز وجل منذ خلق آدم إلى آخر رجل لم يجعل اثنين من البشر بنفس الشكل والمواصفات والخصائص في الوجه الذي لا يتعدى طوله شبرا واحدا؟

إن عدم الاعتراف بهذا الخالق موجب لا شك للخلود في عذاب يوم القيامة.

وأنا أرجو أن يجعلني الله شاهدا على العالم في إيصال رسالة الله إليهم، وإقامة الحجج عليهم.

س/ ما هي نوعية النظام الذي تريدونه للحكم في أفغانستان؟

ج / نحن في البداية عزمنا على تطبيق النظام الذي يكون إسلاميا مائة في المائة .. النظام الذي يحكم الناس بالإسلام في كل نواحي الحياة، وهذا الذي نريده لمستقبل أفغانستان أيضا؛ لأن نظام الإسلام هو النظام الوحيد الذي يكفل السعادة للبشرية في الدنيا والآخرة

س / ما طبيعة علاقتكم بدول العالم؟

ج / نحن نريد علاقات طبيعية مع دول العالم، وتكون وفق الأعراف الإنسانية المبنية على الاحترام المتبادل

أما علاقتنا بالدول الإسلامية فنريدها أخوية في ضوء الأخوة الإسلامية، كما نريد علاقات بالدول المجاورة تكون سلمية، وتُبنى على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف

س / تريد منكم الدول الغربية وبعض الدول الإسلامية أن تلينوا في مواقفكم فهل يمكن هذا؟ .

ج / هذا خارج من الإمكان أن نغير مواقفنا في الأمور الشرعية؛ لأنها أتت من السماء وليست من فعل بشر ليغيرها بما شاء، وهذا الذي أغضب أمريكا وجعلها تسعى لتفرض علينا رأيها، وتضغط علينا بالأمم المتحدة وغيرها. ونحن نأمل من العالم الإسلامي أن يقف بجانبنا؛ لأن شعبنا هو الشعب الذي خلص العالم من الخطر الأحمر، وعلى كل حال فنحن ماضون في طريقنا هذا متوكلين على الله وحده، سواء ساعدنا الناس أو لم يساعدونا

س / تتحدث الأمم المتحدة وبعض الدول الأخرى عن تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة في أفغانستان. فما موقفكم من هذا؟ .

ج / إن كانوا يعنون بالحكومة ذات القاعدة العريضة الحكومة التي تمثل جميع طوائف الشعب الأفغاني، فهي الإمارة الإسلامية التي اختير ممثلوها من جميع طوائف الشعب بمعايير التقوى. أما إن كانوا يعنون بها حكومة يشترك فيها الشيوعيون القدامى ومدمرو البلد، وناهبو الممتلكات الحكومية، فهذا لن يحدث؛ لأن هدفنا تحقيق أمور ثلاثة هي

1- إقرار النظام الإسلامي

2- توحيد أرض الوطن وحفظها من التمزق

3- توفير الأمن والسلام في البلد

وهذه الأهداف لا تتحقق إلا في ظل إمرة واحدة، أما إذا أشركنا الشيوعيين ومدمري البلد وناهبي الممتلكات الحكومية في الحكم، فلن تتحقق الأهداف المنشودة .

س / كان موقفكم في بداية أمركم أنكم لا تريدون الحكم في أفغانستان، بل تحاربون الظلم والفساد في أفغانستان، وبعد القضاء على الظلم والفساد تسلمون زمام الأمور إلى العلماء، فهل غيرتم استراتيجيتكم تلك؟ أم ما زلتم عليها؟ .

ج / نعم .. نحن لم ننهض للاستيلاء على الحكم، وليس مجرد الحكم هو هدفنا، وهذا ما فعلناه في البداية، ولكن بعد أن تم لنا القضاء على الفساد عرضنا الأمر على مجمع العلماء الكبير، فكان اتفاقهم بعد الشورى على أن نبقى في الحكم لتنفيذ أحكام الله وتطبيق شريعته في الأرض، وهذا هو الطريق الذي سلكه السلف الصالح لهذه الأمة، ولا يخفى أن الأمور كلها بالنيات

س / كثير من الناس والدول اليوم تحل مشاكلها عن طريق الحوار والمفاوضات، ألا يمكن تطبيق هذا الأسلوب في أفغانستان؟ .

ج / هم لا يرضون بالصلح معنا؛ لأننا –بفضل الله تعالى- حققنا أهداف الجهاد التي هم فشلوا في تحقيقها. فقد تقاتلوا فيما بينهم أربع سنوات، وأساؤا إلى سمعة الجهاد، وبطرهم وغرورهم يمنعهم من الاعتراف بما حققناه، فيتمادون في غيهم، ويستمرون في البغي ضد إمارة أفغانستان الإسلامية معتمدين في ذلك على المساعدات الروسية التي تأتيهم

س / الأمم المتحدة وكثير من دول العالم لا تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية، مع أنها تسيطر على 90% من أرض أفغانستان. فما سبب عدم الاعتراف الدولي بالإمارة؟ .

ج / عدم اعتراف الدول بإمارة أفغانستان الإسلامية شيء راجع إليهم؛ لأن إمارة أفغانستان الإسلامية قد استوفت جميع الشروط المطلوبة للاعتراف الدولي بها، ونحن نأمل في تعامل بلدان العالم والمجتمع الدولي مع الإمارة الإسلامية بالحياد والعدل والإنصاف والموضوعية؛ لأن عدم اعترافهم لن يغير شيئا من الشعبية الواسعة التي تحظى بها حكومة الإمارة الإسلامية، ووقوف الشعب بجميع طوائفه خلفها بكل ما أوتي من قوة .

س / يرى بعض الناس أن سبب عدم الاعتراف الدولي بالإمارة الإسلامية هو وجود الشيخ أسامة بن لادن ، فما هي حقيقة ذلك؟ .

ج / لا نرى أن وجود أسامة بن لادن هو السبب وراء عدم الاعتراف الدولي بالإمارة الإسلامية؛ لأنه كان موجودا في أفغانستان قبل قيام إمارة أفغانستان الإسلامية .

س / سبق أن قصفت أمريكا أفغانستان بصواريخ (كروز) بحجة وجود الشيخ أسامة بن لادن فيها. ألا تتوقعون ضربات أخرى؟ وإن ضُربت أفغانستان مرة أخرى فماذا سيكون رد إمارة أفغانستان الإسلامية؟ .

ج / لا نتوقع من حكومة أمريكا أن تكرر عملها الغير مشروع مرة أخرى؛ لأنه مخالف لجميع القوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وليس له ما يبرره، وغير مستند لأية مشروعية أصلا، ومع ذلك فإن أرادوا تكرار هجومهم فهذا أمر راجع إليهم، لكن عليهم أن يتحملوا تبعات تصرفاتهم كاملة .

س / سبق أن اعترفتم بحكومة الشيشان، ويُقال إنكم نادمون على ما صدر منكم فلو أعطيتمونا شيئا من المعلومات حول هذا الأمر؟ وكذلك عن مساعدتكم لهم؟ .

ج / الاعتراف بحكومة الشيشان كان مسؤوليتنا الشرعية، والشيشان كانت دولة مستقلة قبل أن نعترف بها حتى الروس بأنفسهم كانوا قد اعترفوا باستقلال الشيشان في العقد الذي أُبرم بينها وبين الشيشان. ونحن لا نندم على ما فعلناه؛ لأننا خطونا هذه الخطوة بناءً على مسؤوليتنا الشرعية، والمسلم لا ينبغي له أن يندم على الحكم الشرعي. ومساعدتنا للشيشان خُلقية وسياسية فقط. وفي ظروفنا الحالية لا نملك أكثر من هذا؛ لأن أفغانستان بنفسها تعاني من المشاكل الداخلية والخارجية الكثيرة .

س / ما ردكم على التهديدات التي أصدرتها موسكو ضد أفغانستان؟ وهل تعتقدون أن الروس والأمريكان مشتركون في هذه اللعبة؟ وهل تظنون أن الروس سوف ينفذون تهديداتهم؟ وإن نفذوها فماذا سيكون رد فعل الإمارة الإسلامية؟ .

ج / في الحقيقة لا يوجد لدى الروس مبرر للقيام بعمل مثل هذا. فلذلك لا نرى تهديداتهم جدية، ولكن الروس شجعهم موقف الأمريكان من أفغانستان؛ ولأن (بوتين) يسعى لكسب ثقة أكثر من الشعب الروسي وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، فلا نستبعد قيامهم بعمل مثل هذا. أما اشتراك الروس والأمريكان في هذه اللعبة فهو واضح من مواقف لجنتهم المشتركة التي تشتغل ضد أفغانستان، واتفاقهم في هذا أمر طبيعي. وتنفيذ تهديداتهم لا يبدو أمرا مجزوما، ولكنهم إن أقدموا على ذلك فلا بد لهم أن يستخدموا أراضي أو أجواء دولة مجاورة لأفغانستان، ونحن من جانبنا أخطرنا تلك الدول بعدم سكوتنا تجاهها آنذاك

س / ما زالت أمريكا تصر على تسليم الشيخ أسامة بن لادن إليها. فما موقفكم في هذه القضية؟ .

ج / موقفنا من هذه القضية أو غيرها نابع من الشريعة الإسلامية، ونحن نحتكم إليها وندعو الجميع للتحاكم إليها، ولا يوجد أي إمكانية لتغيير موقفنا الشرعي مطلقا. لكننا كنّا ولا زلنا على استعداد لمحاكمة أسامة بن لادن أو غيره بموجب الشريعة إن ثبت تورط أي شخص في أعمال مخالفة، وعلى الآخرين إثبات ادعاءاتهم. وتسليم أسامة بن لادن المسلم الذي جاهد في أفغانستان ضد الشيوعيين طوال فترة احتلالهم لأفغانستان يستحيل علينا استحالة ترك أحد أركان الإسلام. ومن ناحية أخرى فإننا نطمئن الدول المختلفة بعدم استخدام أراضي أفغانستان كمنطلق لأية أعمال إرهابية ضدها، ونحن نرى الحل الوحيد الممكن لهذه المشكلة في التفاوض وفي الحكم الشرعي الذي تصدره لجنة مشتركة من علماء إمارة أفغانستان الإسلامية مع علماء من المملكة العربية السعودية ودولة أخرى .

س / فرضت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الحصار وبعض العقوبات الاقتصادية على الإمارة الإسلامية بضغوط من أمريكا، وهي تهدد بفرض عقوبات أخرى. فما هو أثر هذه العقوبات على أفغانستان؟ وماذا تأملون من العالم الإسلامي تجاهها؟ .

ج / الحصار والعقوبات الإقتصادية ليست شيئا جديدا على الأمة الإسلامية، فقد حاصر كفار مكة المسلمين في شعب أبي طالب ومنعوا الشراء منهم أو البيع إليهم، والنتيجة كانت كما يعرفها الجميع : انتصار الإسلام وأهله، وخذلان الكفر وأعداء الله. ونحن نعتقد أننا على حق وأن الله ناصرنا. كما أن المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يسلمه. والذي نأمله من إخواننا المسلمين هو أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. شعبنا بسيط في معيشته واعتاد على تحمل المصاعب والشدائد وسوف نتجاوز هذه المحنة بإذن الله تعالى، ولا نقول إلا كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام {حسبنا الله ونعم الوكيل}. والحظر الاقتصادي من جانب مجلس الأمن ضد إمارة أفغانستان الإسلامية غير مشروع، ولا يوجد له ما يبرره، وقد أخذ مجلس الأمن بهذا القرار لتسلط الحكومة الأمريكية وهيمنتها عليه، الأمر الذي أدى به إلى فقدانه لمصداقيته، وهذا الحظر لا يضر إلا بالشعب الأفغاني المظلوم والمضطهد والمحاصر منذ عشرين عاما بسبب القتال الدائر في أفغانستان منذ دخول الشيوعيين إلى أفغانستان حتى وقتنا هذا .

س / يدَّعي مخالفو الإمارة الإسلامية أن إمارة أفغانستان الإسلامية تنحصر في القبائل البشتونية فقط وهي لا تمثل قوميات أخرى. فما ردكم على هذا الإدعاء؟ .

ج / إمارة أفغانستان الإسلامية نجحت في تحقيق النظام الإسلامي بجميع جوانبه وتبعاته من شيوع الأمن والعدل والاستقرار في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها والتي بلغت تقريبا عموم أفغانستان، وذلك في فترة زمنية وجيزة جدا، وهذا إن دل على شيء فإنما تدل على الشعبية الواسعة والتأييد المطلق لحكومة الإمارة الإسلامية من جانب جميع الطوائف الأفغانية، وصارت حكومة طالبان بذلك تمثل كل طوائف الشعب الأفغاني، فهي ليست حكرا على طائفة بعينها دون أخرى، وكل شخص يدَّعي حرصه على مصلحة أفغانستان والمسلمين يمكنه العمل داخل الإمارة الإسلامية .

س / وكذلك يدَّعي مخالفو الإمارة الإسلامية بأن باكستانيين يقاتلون في صفوف الإمارة. فما ردكم على هذا الادعاء أيضا؟ .

ج / هذه إشاعات لا أساس لها من الصحة من جانب المعارضة لتبرير هزائمهم المتتالية على طول جميع الجبهات الصغيرة الباقية لديهم، ولا توجد عندهم أية أدلة أو براهين تثبت أية مشاركة عسكرية من جانب باكستان .

س / لقد تكرر أن جاء مندوبو الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان لإحلال عملية الصلح والسلام، وإجراء المفاوضات بين الإمارة الإسلامية ومخالفيها فإلى أي مدى ترون نجاح هذه المساعي؟ .

ج / نعم .. لقد سبق أن بذل مندوبوا الأمم المتحدة جهودا كثيفة بزياراتهم لإمارة أفغانستان الإسلامية وذهابهم إلى المعارضة لحل المشكلة القائمة بالمفاوضات، لكن جميع جهودهم باءت بالفشل لعدم مصداقيتها أو تعاون المعارضة؛ لإنهاء هذه المشاكل بالتفاوض، ولأنها ترى بقاء سلطتها وتسلطها على الشعب في القتال، ولأن الشعب الأفغاني رفضهم ولفظهم فلم يبق أمامهم إلا طريق القتال لإجبار الشعب الأفغاني على قبولهم

س / تهدد الدول الكبرى وتظلم الدول الصغيرة بحجج مختلفة مثل دعمها للإرهابيين وإهدارها لحقوق الإنسان، وغير ذلك. فما تقييمكم لهذه السياسة؟ .

ج / كحقيقة واضحة، فإن العالم يسير نحو عدم الاستقرار والفوضى والسبب في ذلك هو التنافس بين القوى الدولية، والذي أدى إلى اضطهاد وحشي قاس للشعوب وحرمانها من حقوقها واستقلالها. و نتيجة لهذه السياسة فإن الشعوب المستضعفة تجد نفسها مرغمة على محاولة الثأر سرا وجهرا، مما يقود إلى اتهام هذه الشعوب بالإرهاب، وهذه الإدعاءات من بعض القوى تسبب الاستمرارية في هذا النهج الوحشي القاسي. واستمرار عمليات الإبادة والقتل الوحشي تحت اسم مكافحة الإرهاب سيؤدي إلى نتيجة حتمية ستكون كما هو حاصل الآن في الشيشان الأمر الذي لا يحتمله مسلم ولا كائن بشري. ونحن نأمل وندعو الحكام وذوي الرأي في العالم كله إلى ألا يعملوا لمصالحهم الشخصية فقط، وأن يبدو أسفهم ورفضهم لما آلت إليه أوضاع العالم، وعليهم أن يفرقوا بين الذين يقاتلون دفاعا عن حقهم المغصوب وثأرا لكرامتهم المسلوبة، وبين الإرهابيين الحقيقيين، وإلا فإن الخلط بين هذه المجموعات سيؤدي إلى فوضى وجرائم وعدم استقرار عالمي، ونحن نعتقد جازمين بموقفنا هذا الذي يشاطرنا إياه كل العقلاء والمفكرين وأصحاب الرأي في هذا العالم .

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...
  • الزوار

قرارات الإمارة

هذه بعض قرارات الإمارة الإسلامية ، وقرارات الإمارة الإسلامية قد طبعت في كتاب واحد اسمه ( القرارات الرسمية للإمارة الإسلامية ) وهذا الكتاب طبع بعدت لغات وقد جمع فيه أكثر من 150 قراراً حتى بداية عام 1422هـ ، ومن خلال متابعة قرارات الإمارة الإسلامية في هذا الكتاب يرى المتابع وضوح المنهج لدى الإمارة الإسلامية سواءً في نصرة قضايا المسلمين الأخرى أو في محاربة الفساد والرشوة أو في مساواة الناس تحت حكم الشريعة الإسلامية أو في النهي عن المنكرات والبدع والشرك أو في قرارات إزالة وتدمير الأصنام والأضرحة أو في قرارات النهي عن زراعة المخدرات وإنتاجها أو في التشديد على استقلالية القضاء ورجاله أو في إعطاء المرأة حقوقها وصيانتها أو في التعامل مع أهل الذمة بسيرة عمر بن الخطاب t ، إلى غير ذلك من القرارات التي رافقت نشوء الحركة وبينت بكل وضوح منهج الحركة وعقيدتها تجاه كل القضايا .

ومن المهم أيضاً إلى الإشارة أن المتابع لا يجد عناءً أبداً في التوفيق بين القرارات والتطبيق ، فهذه القرارات لم تكن فقط حبراً على ورق أبداً كما هو الحال في كثير من الدول بل إن هذه القرارات هي ترجمة نظرية للعمل الدؤوب الذي تسير عليه الإمارة بكل مؤسساتها وأفرادها .

لذا كان من المهم لكل من أراد الحكم على الإمارة أن يتناول قراراتها بشيء من الدراسة الموضوعية ، ثم يحاول إلقاء نظرة على واقع الحركة وتوافقها مع تلك القرارات ، ثم بعد ذلك يصدر حكمه ، ونحن هنا سننقل بعض القرارات من غير انتقائية والتي نأمل أن نوضح للمطالع من خلالها شيئاً من واقع تلك القرارات .

قرار مكتب أمير المؤمنين بتحطيم الأصنام

قندهار 3-12-1421هـ الموافق ( 26-2-2001 )

بناءً على استفتاء مقام الإمارة والفتوى الشرعية الصادرة من كبار علماء أفغانستان والمحكمة العليا للبلد يؤمر بتحطيم جميع الأصنام الموجودة في المناطق المختلفة من أفغانستان ، لأنها كانت معبودات الكفار ، وقد عبدها الكفار و لا زالت تحظى باحترام وتقدير ، ولا يُستبعد أن تُعبد هذه الأصنام في المستقبل أيضاً ، في حين أن المعبود الحقيقي هو الله تعالى وحده ، فلتمحق جميع الآلهة و المعبودات الباطلة ولذلك كلف مقام الإمارة وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الثقافة والإعلام بتحطيم جميع الأصنام الموجودة في أفغانستان تطبيقاً للفتوى الشرعية الصادرة من كبار علماء أفغانستان والمحكمة العليا حتى لا تُعبد أو تُحترم هذه الأصنام في المستقبل .

القسم الإعلامي بمكتب الإمارة

قرار الإمارة الإسلامية بحظر وزراعة الحشيش وتدمير مصانعه في أفغانستان

التاريخ : 6/5/1420هـ

إلى كل المسؤولين العسكريين والمدنيين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

فإن استعمال الحشيش أمر ممنوع ومستقبح شرعا ومضر بالعقل والصحة.

ومن أجل منع هذا العمل الشنيع نوجه وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتدمير كل حقوله ومنتجاته ومصانعه في البلاد.

فعليكم مساعدتهم في هذا العمل الإسلامي والإنساني في كل الجوانب، وتذليل العقبات أمامهم في ذلك.

والسلام

خادم الإسلام

أمير المؤمنين ملا محمد عمر (مجاهد)

بسم الله الرحمن الرحيم

قرار الإمارة الإسلامية بمنع زراعة (البنج)

الرقم : 2

التاريخ : 13/1/1420هـ

المادة الأولى (1) : تمنع زراعة البنج في كل أرض أفغانستان منعا باتا.

المادة الأولى (2) : يُعاقب عقوبة شرعية رادعة كل من يزرع البنج.

المادة الثانية : يكلف ولاة الأمور بمنع زراعة (البنج) في كل المناطق التي تحت ولايتهم، وعليهم اتخاذ التدابير اللازمة لذلك.

المادة الثالثة : يسري مفعول هذا القرار ابتداءا من تاريخ إصداره المبين أعلاه.

وينشر في الجريدة الرسمية، ويوزع توزيعا عاماً.

والسلام

خادم الإسلام

أمير المؤمنين ملا محمد عمر (مجاهد)

بسم الله الرحمن الرحيم

قرار بمنع زراعة الخشخاش في أفغانستان

الإمارة الإسلامية في أفغانستان

المكتب الخاص لأمير المؤمنين حفظه الله

المادة الأولى :

1- تمنع زراعة الخشخاش في كل نواحي البلد.

2- كل شخص يخالف ذلك سيعاقب العقوبة الرادعة.

المادة الثانية :

مسؤولوا الإمارة الإسلامية مكلفون بتنفيذ هذا القرار في مناطق مسؤوليتهم، وعليهم أخذ التدابير اللازمة لذلك.

والسلام

خادم الإسلام

أمير المؤمنين/ الملا محمد عمر مجاهد

مرسوم أمير المؤمنين للقضاء على الجريمة والرشوة

لاشك أن وجود الغدر والخيانة والرشاوى في النظام الإسلامي يضر بأهداف وآمال النظام ويتسبب في سخط الله وزعزعة النظام الإسلامي وفشله ، وما كان مجيء الإمارة الإسلامية إلا للقضاء على هذه المفاسد الاجتماعية ولكي نسد طريق مثل هذه المفاسد المحتملة نقرر ما يلي : -

أولاً : إن ثبت على أحد أخذ الرشوة يحكم بحبسه لمدة خمس سنوات .

ثانياً : تكلف محاكم الإمارة الإسلامية بتطبيق الحكم المذكور أعلاه على مرتكبي جريمة الرشوة .

ثالثاً : يعتبر هذا القرار ساري المفعول من يوم صدوره ويؤمر بنشره في جميع وسائل الإعلام والجريدة الرسمية للإمارة .

والسلام

خادم الإسلام

أمير المؤمنين ملا محمد عمر المجاهد

قرار أمير المؤمنين في عدم محاباة أحد تخطى حدود الله تعالى وأحكامه

إلى جميع منسوبي الإمارة الإسلامية ومسؤولي المحاكم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نسأل الله تعالى لكم الفوز والفلاح في الدارين وبعد :-

تعلمون أننا قد قمنا لخدمة دين الله تعالى والدفاع عنه وتحكيمه في أرض الله فتبرئة لذمتنا نقرر الآتي :-

على جميع المسؤولين الحكوميين ومسؤولي المحاكم بعدم محاباة أحد كائناً من كان تخطى حدود الله تعالى وأحكامه وليلتزم الجميع التقوى ويراعوا حدود الله فقط .

إن حدث أن تخطى أحد لحدود الله تعالى أو حدث محاباة لقريب أو صاحب فإنه يسأل أمام الله يوم القيامة وإن علمنا بأحد قام بهذا العمل فسوف نحاسبه في الدنيا قبل محاسبته في الآخرة لأننا قمنا لوجه الله تعالى وحتى لا يخالف قولنا عملنا نريد أن يكون عملنا مصدق للحديث النبوي الشريف ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) .

والسلام

خادم الإسلام

أمير المؤمنين ملا محمد عمر المجاهد

بيان أمير المؤمنين حول الأوضاع الراهنة في فلسطين

تصدى الشعب الفلسطيني الأعزل للمظالم منذ السنوات واشتدت هذه المظالم في الآونة الأخيرة في قتل الفلسطينيين المسلمين وتجريحهم والزج بهم في زنازين السجون ، وأعتقد أن إسرائيل سوف لا تتوقف عن هذه المجازر البشعة لأن أمريكا تقف ورائها بالدعم والتأييد .

فيجب على البلاد العربية أن تردع هذا الظلم الإسرائيلي ، أو لتطلب المدد من العالم الإسلامي لردع هذا العدوان السافر .

والسلام

خادم الإسلام

أمير المؤمنين ملا محمد عمر المجاهد

رسالة أمير المؤمنين إلى جميع مسؤولي الإمارة

نحن لم نمنع زراعة الخشخاش للحصول على الاعتراف الرسمي ولا على دعم وتوصيات الدول الغربية ، ولم يساعدنا أحد في هذا المجال ولن يساعدونا وإن طلبنا المساعدة ، بل منعناها آملين صلاح وفلاح الشعب الأفغاني ، لأن منافعها المادية تصل إلى عدد قليل من الناس ويكتوي بنار أضرارها أناس كثيرون بالإدمان بها وتراكم الديون على من يتعاطاها ، وازدياد عدد مدمنيها مع مرور السنوات ، فمنعناها قبل فوات الأوان .

والولايات التي لا تزرع الخشخاش يوجد فيها الفقر ولكن لا يوجد فيها من يشتكي الديون كما يشتكيها أهل الولايات الزارعة لها ، فإذا أمعنا النظر في أمرها وجدنا أضرارها أكثر من منافعها فاتركوها بغض النظر عن حلها وحرمتها .

ونمنع زراعتها بناء على المصلحة العامة فيجب تنفيذ هذا الأمر على الجميع ولا يجوز مخالفة هذا الأمر شرعاً .

أما الرزق فلا يضمنه أحد لنفسه كما لا يمكننا ضمانه لأحد بل الله تعالى هو الذي يضمن الرزق لجميع مخلوقاته وليس سبب الرزق في الخشخاش فقط ، وإنما هناك أسباب أخرى للرزق أيضاً .

فنسأل الله العزيز أن يفتح علينا أبواب الرزق وهي عنده كثيرة .

والسلام

خادم الإسلام

أمير المؤمنين ملا محمد عمر المجاهد

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 6
      http://www.youtube.com/watch?v=H547pw8YOeI
    • 8
      في أواخر عام 2004 وفي مثل هذا اليوم 12 ديسمبر 2004 قامت حركة كفاية بأول وقفة أمام دار القضاء العالي بالقاهرة لتعلن موقف الحركة من نظام مبارك رافضة التمديد لمبارك او التوريث لأحد نجليه. وكانت الحركة قد بدأت بعدد من المؤسسين ومن أبرز قادتها: 1.الدكتور عبد الوهاب المسيرى 2.الأستاذ جورج اسحاق 3.الدكتور أمين إسكندر 4.الأستاذ أبوالعلا ماضي 5.الأستاذ أحمد بهاء الدين شعبان‏ 6.الأستاذ كمال خليل وتتوالي المظاهرات والوقفات والصدام مع النظام وقوات الأمن المركزي. http://www.youtube.com/watc
    • 15
      السلام عليكم اساتذتي الكرام ورحمة الله وبركاته ,, سؤالي بخصوص : هل يسمح للوافدين داخل المملكة بممارسة نشاط سياسي خارج حدود المملكة ؟ ولاكون اكثر تحديدا ,, هل يمكنني قبول منصب ( منسق عام في المملكة ) لاحد الحركات السياسية في مصر ,, ومن ثم التنسيق معها والدعوة الى الانضمام اليها ؟ ام اكون بذلك مخالفا للانظمة واللوائح والقوانين المعمول بها في المملكة ؟؟ وتقبلوا فائق التحية والتقدير ,,
    • 47
      المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حدث غير اعتيادي .. بل هو نقطة تحول مفصلية في ظل ظروف استثنائية لم تشهدها الحركة ولا فلسطين من قبل .. في هذا الموضوع سنحاول جمع متابعات خاصة وتحليلات وتعليقات على أحداث المؤتمر .. استثنائية المؤتمر تأتي من حيث : - الزمان : فهو الذي يأتي بعد إحدى وعشرين عاما من المؤتمر السابق له!! الزمن الضائع يساوي عُمرِ ثورات قامت وبلاد تحررت على وجه البسيطة .. - المكان: لأول مرة في تاريخ الثورات تعقد حركة تحرر وطني خاضت حروبا طاحنة وقامت بالآل
    • 0
      جنود لواء جولاني واجهنا في غزة جيشاً نظامياً حقيقياً لحركة حماس تقريرـ وكالات: ذكرت صحيفة معاريف الصهيونية في عددها الصادر اليوم الخميس (18/10) أن تطورا نوعيا كبيرا حصل في قدرة خلايا حماس القتالية حيث ظهر ذلك جليا خلال الأيام الماضية في مواجهات دارت مع قوات الاحتلال في جنوب قطاع غزة . وقال الجنود الصهاينة للصحيفة بعد عودتهم من العملية العسكرية التي نفذوها في شرق مدينة خانيونس بجنوب قطاع غزة، والتي خسروا فيها أحد الجنود الصهاينة ، وصرّح جنود من لواء جولاني أن مقاتلي حركة حماس تصرفوا
×
×
  • أضف...