الإتحاد الإشتراكى العربى ، والحزب الوطنى 2010

[Alshiekh]

السلام عليكم

نظرة سريعة عن نشأة الأحزاب فى مصر ثم إلغاؤها عام 1953 وعودتها من جديد بشكل مختلف عام 1976

ظهرت الأحزاب السياسية فى مصر منذ بدايات القرن العشرين حيث ولد أول الأحزاب السياسية عام 1907 بإسم " الحزب الوطنى " وأسسه الزعيم مصطفى كامل وهو بالطبع مختلف تماما عن الحزب الوطنى الحالى.

بعد إعلان إستقلال مصر عام 1922 وصدور دستور 1923 تم إنشاء حزب الوفد تلاه حزب الأحرار الدستوريين والحزب السعدى بالإضافة للعديد من الأحزاب الصغيرة ساهمت جميعها فى إثراء الحياة السياسية فى مصر ولكن كانت دائما هناك المعوقات والتى من أهمها وجود الإحتلال الإنجليزى ومحاولة الملك التدخل فى سياساتها والتأثير على قرارات الحكومات المشكلة من أحزاب الإغلبية.

بعد إنقلاب 1952 ، وصدور قرار حل الأحزاب فى يناير 1953 ، إتجه مجلس الثورة الى نظام الحزب الواحد متمثلا فى " هيئة التحرير " كهيئة وحيدة بديلا عن الأحزاب بهدف إعطاء دعما سياسية او قل تعبئة الشعب خلف قيادة حركة الكاكى المسماة مجلس قيادة الثورة.

فى عام 1956 وبعد صدور دستور 56 وإعلان الإستفتاء عليه تحولت هيئة التحرير الى " الإتحاد القومى " كحركة سياسية وحيدة تمارس الحياة السياسة من خلالها لكل طبقات الشعب.

فى عام 1962 تم إنشاء تنظيم بديل لـ " الإتحاد القومى " وسمى " الإتحاد الإشتراكى العربى " مختلفا فى تشكيله عن التنظيم السابق حيث اقتصرت عملية ممارسة العمل السياسى فيه على " تحالف قوى الشعب العاملة " وتم ايضا اعطاء وضع تمييزى للعمال والفلاحين.

إستمر العمل بنظام الإتحاد الإشتراكى حتى عام 1976 حيث تم تقسيم الأعضاء إلى ثلاثة منابر ، منبر اليمين ، ومنبر الوسط ومنبر اليسار، ثم بعد ذلك وفى نفس العام أعلن الرئيس الراحل أنور السادات المنابر الثلاثة إلى أحزاب ، صدر بعدها فى العام التالى قانون الأحزاب السياسية مع إبقاء صلاحيات الإتحاد الإشتراكى للموافقة على تشكيل وإنشاء الأحزاب.

مع صدور قانون الأحزاب ، إستبشر الناس خيرا بعودة نظام الأحزاب ومايعنى ذلك من رفع الحظر عن الديمقراطية وتبادل المناصب ومن ثم وجود رقابة حقيقية على عمل الحكومة ومحاسبتها ومايمثله ذلك من الإرتقاء بالعمل السياسى والتقدم فى جميع المجالات.

بمقتضى قانون الأحزاب نشأت عدة أحزاب هى

1- حزب " الرئيس" لم يكن إسمه كذلك بل كان إسمه "حزب مصر العربى الإشتراكى" والذى بمجرد أن أنشأ الرئيس الراحل محمد أنور السادات حزبا جديدا أسماه الحزب الوطنى الديمقراطى ، تبرأ أعضاء "حزب مصر العربى الإشتراكى" من حزبهم وأنضموا بأسرع من البرق إلى الحزب الجديد للرئيس " الحزب الوطنى الديمقراطى "

2- حزب الوفد الجديد

3- حزب العمل الإشتراكى

4-حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى

5- حزب الأحرار الإشتراكيين

بعد إغتيال الراحل الرئيس السادات فى أكتوبر 1981 ، وتولى الرئيس محمد حسنى مبارك ، لم يكن هناك بدا من إعطاء مساحة اكبر من الحرية السياسية ، وعلى الرغم من نشأة العديد من اإحزاب الجديدة حيث بلغ عدد الأحزاب الآن أكثر من 20 حزبا ( آخر رقم سمعته كان 25 حزبا ) واشتراك جماعة الإخوان المسلمين فى العملية السياسية ، إلا أنها كلها بدون فاعلية حقيقية ، حيث اقتصرت العملية على انفراجة صحفية فقط ، ومع إستمرار قانون الطوارئ إستطاعت الحكومة أن تحد من إمكانية إتصال الأحزاب بالجماهير وبالتالى صارت الأحزاب مجرد مكاتب وصحف ، مما أدى إلى إنصراف الشعب عن الممارسة الحقيقية والفعلية للعملية السياسية حيث لامؤتمرات سياسية شعبية فى أماكن مفتوحة تبعا لقانون الطوارئ الذى يمنع التجمهر ( 5 أفراد فأكثر ) فى الأماكن العامة ، يستثنى من ذلك الإخوان المسلمين حيث إستطاعوا الوصول إلى الجماهير عن طريق المساجد الأهلية والزوايا والمساجد المنشأة فى الأدوار الأرضية بالعمارات

خلال الإنتخابات السابقة إنحصرت المنافسة السياسية بين الحزب الوطنى ومرشحى جماعة الإخوان المسلمين حيث أن كلاهما يجيد إستخدام العنف والتزوير عن طريق مؤيديهم ، وبالتالى فقد إشتركت باقى الأحزاب على إستحياء فى العملية الإنتخابية تحت مبدأ "التمثيل المشرف"

عودة لطريقة الإنتخابات أيام زمن الإتحاد الإشتراكى العربى الذى إستمر لمدة 14 عاما.

يتقدم للترشيح عن كل دائرة عددا من أعضاء التنظيم والفائز من المرشحين ينضم للجنة الأساسية ، بمعنى أن المرشحين والفائزين من نفس البيت ، زيتنا فى دقيقنا ، الكل يؤمن بنفس المبادئ والأفكار والأفضلية فى الغالب لمن يستطيع أن يعطى وعودا بخدمات أكثر للناخبين.

سبق أن أشرت إلى أن أعضاء الإتحاد الإشتراكى سارعوا بالإنتقال إلى منبر الوسط ثم إلى حزب مصر العربى الإشتراكى ثم إلى الحزب الوطنى الديمقراطى الحالى ، واضح طبعا أن الهدف هو " حزب الرئيس "

ماذا حدث فى إنتخابات مجلس الشعب لعام 2010؟

حدث بالضبط نفس سيناريوهات إنتخابات الإتحاد الإشتراكى العربى ،

أعضاء أساسيين مرشحون بإسم الحزب ، ينافسهم مرشحون مستقلون من نفس الحزب ، وبالتالى يكون الفائزون من نفس البيت ، زيتنا فى دقيقنا بالإضافة لعمليات التزوير والتضييق على المرشحين من غير مجموعة مرشحى الإتحاد الإشتراكى المسمى زورا " الحزب الوطنى الديمقراطى "

بنظرة بسيطة غير متخصصة للأحداث يتضح بما لايدعو مجالا للشك أن مصر سياسيا عادت إلى الوراء 50 عاما.

لا أراكم الله مكروها فى ديمقراطية لديكم.

ملحوظة ، لو كانت أفكارى بها بعض التشويش ، أرجو من الأعضاء الأفاضل ممن يرون ذلك التفضل بتصحيحها.

شكرا

[Folana]

السلام عليكم ورحمة الله....

أحييك أستاذنا الفاضل محمد على طرحك لقضية الإنتخابات الأخيرة لمجلس الشعب بذلك التلخيص الرائع لأطول قصة سخيفة وهزلية ،هى القصة المزعومة التى يحلو للبعض أن يسميها بالحياة السياسية فى مصر منذ إنقلاب 23 يوليو 1952 ، والتى وفقت حضرتك فى تسميتها بحركة "الكاكى"، أى حركة العسكر وتأسيس دولة العسكرتارية فى مصر من تاريخه وحتى الأن ، والتى تم فيها إستبدال الإستعمار الداخلى بالإستعمار الخارجى مستغلين فى ذلك حماس الناس وإندفاعهم نحو شعار الثورة الشعبية ضد الإحتلال الإنجليزى وضد النظام الملكى ، والذى كان ينادى "بالإستقلال التام أو الموت الزؤام" .

وقاموا بركوب الموجة من عام 1952 وحتى الأن ، وقاموا بحكم هذه الأمة بالحديد والنار ، فتم إستبدال الاستعمار الخارجى بالداخلى وتم إستبدال النظام الملكى الصريح والعلنى بنظام ملكى مقنع بقناع جمهورى ، لم يكن ينقصه إلا خاصية التوريث الملكى ، وهاهو الأن يسعى لإستكمال هذه الخاصية حتى يصبح نظاما ملكيا بكل ماتنطوى عليه كلمة الملكية من معنى.

ومن البداية وحتى النهاية ، أى حتى الأن ، كانت هناك تلك اللعبة العسكرية التى تعرف بإسم " الإخفاء والتمويه" ، والتى عبر عنها استاذنا الفاضل محمد تعبيرا رائعاً ومختصراً فى إستعراضه التاريخى منذ مايسمى "بالإتحاد الإشتراكى" ، وحتى ما يسمى "بالحزب الوطنى" ، فهى مسميات مختلفة لنفس الألاعيب ، بنفس عقلية الأشخاص ، وبنفس أساليب التزوير والخداع والبلطجة والرشوة والفساد والإفساد ، فالمهزلة هى المهزلة وتتجدد بأشكال مختلفة مهما اختلفت المسميات ...

وكأننا فى كابوس رهيب لا نصحو منه أبدا...كابوس "اغتصاب أمة" .

إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"- (الرعد)

سعيكم مشكور استاذى الفاضل :)

تقديرى واحترامى

[عبير يونس]

وكأننا فى كابوس رهيب لا نصحو منه أبدا...كابوس "اغتصاب أمة" .

إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"- (الرعد)

سعيكم مشكور استاذى الفاضل :)

تقديرى واحترامى

للخروج من الكابوس لابد من الاستيقاظ

نحن نائمون و تائهون في تأويل أضغاث أحلام