أين مصر من العالم

[زيزو]

أين نحن من العالم؟ سؤال يجب أن نسأله لأنفسنا.

في موضوع آخر، بدأت اليحث عن إحصائيات تبين تقدم الأمم وتأخرها مقارنة ببعدها البعض، حيث استفزني أن البعض يتخيل أن مصر وضعها لا بأس به بين العالم، رغم أن الكل يتقدم ونحن كما نحن. ففي موضوع مقارنات هامشيه بين العصر الملكى وعصور الانحطاط, مصر الاسم والرمز والكرامه بدأت مقارنة نسبة الأمية بين مصر والعالم، مستعينًا بأحد المواقع وصعقت عندما علمت أن مصر الدولة رقم 29 على العالم من حيث نسبة الأمية! والحقيقة لم أكن أعلم هذه المعلومة قبل بداية المقارنة.

مصر تستحق الأفضل، لا يوجد لدينا حروب، لا يوجد لدينا أوبئة الا البلهارسيا التي يمكن السيطرة عليها بسهولة عن طريق السلوك الصحيح، لا يوجد عندنا أعراق مختلفة، لدينا بعض المواد الخام، لدينا بحرين وقناة السويس، لدينا اراضي كبيرة، لدينا مصدر ماء عزبة وهو نهر النيل، لدينا مياه جوفية، لدينا الكثير من الآثار ومقومات سياحية، نتلقي مساعدات إقتصادية، موقعنا متميز جدًا جعل منا مطمعًا لنابليون والإنجليز.

لسنا أقل من غيرنا... ولكن واقعنا هو أننا أقل من غيرنا للآسف...

فل نبدء المقارنة ولننظر هل نحن في المكانة التي نتمناه وأن الإنجازات التي توالت على مدى 25 عامًا كما تتغنى بها الحكومة حقيقية ونحن ناكرين للجميل أم هي أوهام.

[زيزو]

التنمية البشرية هي من أهم مقومات تقدم الأمم، وتبين لنا إحصائيات الأمم المتحدة مؤشر للتنمية البشرية في مصر. وهذا الرابط من الـundp يوضح لنا أن مصر في المرتبة الـ119 على العالم، بينما مصر في المرتبة 109 على العالم بالنسبة لللناتج القومي السنوي وهو تقريبًا 4 آلاف دولار سنوياً.

ومؤشر التنمية البشرية يعتمد على نسبة المسجلين في التعليم الإبتدائي والثانوي والجامعي، الصحة عن طريق الـlife expectancy او العمر الإفتراضي والأمية والدخل.

وفي الرسم البياني التالي، مقارنة بين جميع دول العالم من حيث مؤشر التنمية والدخل، فكلما كانت الدولة مرتفعة كلما ظاد مؤشر التنمية، وكلما كانت الدولة في اليمين كلما زاد الدخل القومي لكل فرد. أما حجم الدائرة فهو يوضح عدد سكان البلد واللون يبين المنطقة. الدول البنفسجية هي الدول الأفريقية جنوب الصحراء (أو الدول الأفريقية غير العربية)، الدول الحمراء هي الدول العربية، أما الأصفر فهي دول شرق آسيا والمحيط الهادي، والدول الزرقاء الغامقة هي جنوب آسيا، الأزرق الفاتح أمريكا اللاتينية والكاريبيك، البرتقالي هي دول شرق ووسط أوروبا والدول الخضراء هي الدول الصناعية الكبرى.

مصر هي الدولة الحمراء التي تقع عند تقاطع الخطين المنقطين، والدول التي على يميننا وأسفل منا هي كلها دول أفريقية سبقتنا من حيث الدخل لكل فرد ولكنها أقل مننا في التنمية البشرية، في معظم الأحوال بسبب الأوبئة الموجودة هناك. والدول التي خلفنا في التنمية البشرية والدخل (الشمال أسفل منا) معظمها دول أفريقية وعربية مع بعض الدول الآسيوية القليلة كباكستان وبنجلادش والهند وميانامار ولا نسبق من الدول العربية الا اليمن والمغرب والسودان. في المربع الثالث هناك الدول الأفقر ولكن أعلى في التنمية البشرية، ومعظمهم من دول شرق أوروبا وأيضًا بعض دول آسيا التي لم تنطلق إقتصاديًا بعد ولكنها قطعت شوطاً في التنمية البشرية.

وفي الآخر، هذه مجرد مؤشرات، فيها لغة الأرقام، والأرقام ليست دائمًا دقيقة، وهناك أرقام لا تعبر عن واقع، مثل أن هناك في دول يحصل الناس على شهادات جامعية وهم لا يعرفون شيئًا عمّا درسوه.

آسف لعدم إستطاعتي لإرفاق الصورة رغم محاولتي أكثر من مرة... الموقع الذي أخذت منه الصورة هو http://hdr.undp.org/docs/statistics/data/f...hdi_trends.html

وسأرفق الصورة عندما أحل المشكلة، والرسالة التي أتلقاها هي: لم تتمكن من تحميل الملف وذلك بسبب كبر حجمه أو بسبب عدم صلاحية هذه النوعيات من الملفات. الرجاء التأكد من ججم الملف ونوعه ثم إعادة المحاولة.

تم تعديل 18 مارس 2006 بواسطة زيزو

[ابو حلاوه]

الاحصائيات مهمة بالتأكيد و لكن الاهم منها ان هناك نمط مستمر علي مدي العقود الماضية في اتجاه واحد فقط. للاسفل طبعا .. كنت احاول ان اقنع نفسي ان الاحوال لن تكون اسوأ مما عليه و افاجأ دائما بالاسوأ ......حتي اقنعت اخيرا اننا متجهين للاسفل بسرعة الصاروخ طالما استمر هذا النظام في الحكم ........ كنت اقنع نفسي دائما ان في مصر اليات اكتسبتها من التاريخ بتسمح لها باصلاح الدفة حين تتحول الي الطريق الخطا ... و لكني اكتشفت ان كل تلك الاليات اصابها التلف و الفساد او اللامبالاه علي اسوأ تقدير .................الاصلاح غير ممكن في الظروف الحالية و اي انتظار للاصلاح من داخل النظام مضيعة للوقت .و سينتهي الامر بانهيار النظام....... هناك من ينتظر الانفجار الخلاق الذي قد يشكل عقد اجتماعي جديد في مصر بعد الاف السنين من عقد اجتماعي فرعوني قائم علي ظبط ايقاع النهر و النشاط الاقتصادي الزراعي استمر الاف السنين .. تعلمت ان انتظر الاسوأ و ربنا يستر .

[زيزو]

الموقع رائع يا زيزو .... ودت أن أساعدك فى التغلب على مشكلة وضع الرسم البياني .. و لكن عند تصفح الموقع و مطالعة الكثير من الصفحات، إكتشفنت انه هناك العشرات من الجداول و الرسومات البيانية المتعلقة بمصر وحدها ( على صورة Pdf ) اما الرابط الذى وضعته فهو على هيئة Flash، و هذه من ضمن الخصائص التى فقدناها فى هذا الإصدار الأخير، و من ضمن الخصائص التى عنيتها فى هذه المداخلة ..... ربما أوضحت أى رسم بيانى أو جدول ( أو أكثر ) تعنى، و أقوم انا بالمحاولة ... الموضوع بصراحة رائع و مفيد للغاية - خاصة و انه يتحدث بالإرقام و البيانات ...

مع تحياتى.

الحقيقة انا متشكر جدًا على رغبتك في المساعدة. الموقع جميل جدًا ويحتوي على بيانات دول كثيرة ويوجد أيضا بيانات تاريخية ويمكن مقارنة دول كثيرة في العالم. لكني كنت أخذت screenshot يوضح وضع مصر في 2002 ويتضح فيه كم الدول التي تسبقنا، وذلك كبداية حتى لا نتوه في الموقع ويفهم الجميع الوضع ونتوسع لنعقد مقارنات مع البينات التاريخية الموجودة أيضًا على الموقع وترجع الى عام 1960.

الاحصائيات مهمة بالتأكيد و لكن الاهم منها ان هناك نمط مستمر علي مدي العقود الماضية في اتجاه واحد فقط. للاسفل طبعا .. كنت احاول ان اقنع نفسي ان الاحوال لن تكون اسوأ مما عليه و افاجأ دائما بالاسوأ ......حتي اقنعت اخيرا اننا متجهين للاسفل بسرعة الصاروخ طالما استمر هذا النظام في الحكم ........ كنت اقنع نفسي دائما ان في مصر اليات اكتسبتها من التاريخ بتسمح لها باصلاح الدفة حين تتحول الي الطريق الخطا ... و لكني اكتشفت ان كل تلك الاليات اصابها التلف و الفساد او اللامبالاه علي اسوأ تقدير .................الاصلاح غير ممكن في الظروف الحالية و اي انتظار للاصلاح من داخل النظام مضيعة للوقت .و سينتهي الامر بانهيار النظام....... هناك من ينتظر الانفجار الخلاق الذي قد يشكل عقد اجتماعي جديد في مصر بعد الاف السنين من عقد اجتماعي فرعوني قائم علي ظبط ايقاع النهر و النشاط الاقتصادي الزراعي استمر الاف السنين .. تعلمت ان انتظر الاسوأ و ربنا يستر .

للآسف الوضع فعلاً مش كويس، ولكن في المجمل نحن لا نتأخر ولكن خطانا بطيئة وكل من حولنا يسبقنا. لغة الأرقام هذه مع انها لا توقع عن الواقع بصورة كاملة، فعندنا خريجين جامعة بعدد معيين، ولكن هل هم مثل خريجين الجامعة في الخارج؟ أقول أن الأرقام تضع مصر في مكانة أعلى من الحقيقة. لكن لغة الأرقام توضح أن الإنجازات قليلة، وأن المطلوب أكثر كثيرًا، وهي تصلح للمثقف الذي يعيش حياة جيدة ولا يدري ما هي أوضاع غالبية الشعب.

[زيزو]

آخيرًا يبدو أن إرفاق الصور يعمل. :huh:

الصورة المقصودة. وسأكمل بعد ذلك ببعض المقارنات التي أتمنى ان تكون مفيدة.

[زيزو]

زيزو كتب:

التنمية البشرية هي من أهم مقومات تقدم الأمم ...

كان العزيز Koenig der Loewen قد قام أخيرا بفتح موضوع يتعلق بهذا الشق - الموضوع هو: مصر تحتل المركز 119 عالميا في التنمية البشرية??? ... و فى العام الماضى أيضا وضع لنا العزيز " mAs " فى هذا الموضوع: مصر تتراجع إلى المرتبة 120 في التنمية البشري تقرير صا در عن الأمم المتحدة للتنمية البشرية يوضح مدى تراجعنا فى مجال التنمية البشرية ...و قبلها بعام قام العزيز " 3okal" بوضع: تقرير التنمية البشرية للعام 2004 - و أيضا العزيز " عصام شوقى " قام بفتح هذا الموضوع: تقرير التنمية البشرية يدين القمع في العالم العربي بل ان العزيز " أبو حلاوة " قد ذهب فى هذا الموضوع : 5 يونيو 2006 الى التعبيرعن قلقه البالغ لما قد يحمله هذا العام فى ظل هذا التدني بالشعور بالانتماء الوطني ... و قارنه بضعف النظام و عيوبه حيال التنمية الاجتماعية و الاقتصادية قبل هذا التاريخ .... هذا علاوة على المواضيع الأخرى التى تناولت هذه القضية الهامة ...

أعتقد انه من الأهمية بمكان أن نحدد أوليات سبل مجابهة هذا التدهور - و لهذا أعتقد انه عن طريق إستخدام تلك الإحصائيات و البيانات و الأرقام التى عثرت عليها يا عزيزى، و عقدك للمقارانات بينها سوف يساعد بقدر كبير على تسليط الضؤ على مناطق الخلل و القصور فى هذه القضية ...

مع تحياتى ..

الحقيقة وضع اليد على مواضع الخلل يحتاج لآراء مختلفة ومناقشات ومعلومات كثيرة. أتمنى أن يكون هناك تجاوب ومشاركة حتى ممن لا يفهم كثيرًا في هذه المواضيع. فأي معلومة قد تساعد وأي رأي قد يساعد على إستكمال الصورة. هناك مشكلة آخرى أن المعلومات هي من الإحصائيات الرسمية التي تفتقر الى الدقة أحيانًا ولازم نفهم إنها مؤشرات وليست حقائق مؤكدة. وأشكرك يا وايت هارت على مداخلتك والتي حددت فيها هدف هذا الموضوع وهو وضع اليد على مواطن الخلل وتحديد سبل مجابهة هذا التدهور. ولكن أولاً يجب أن ندرك أننا نتكلم عن مصر كلها وليس عن مصر الجديدة أو الزمالك أو الرحاب وندرك مدى التدهور الحقيقي.أتمنى أن تزيد المشاركات في المستقبل.

[زيزو]

وفي الصورة التالية التي سوف أرفقها تطور الناتج القومي لكل فرد في مصر ونسبة وفيات الأطفال، وذلك في الفترة من 1960 حتى 2003.

وهي أيضًا تبين نفس التطور بالنسبة للصين في نفس الفترة.

بس خلينا نركز على مصر والناتج القومي للفرد. فكلما إتجهنا لليمين يزيد الناتج القومي للفرد. الصورة توضح بوضوح بطئ التقدم في الفترة من 1965-1974، وهي فترة الحروب (حرب اليمن، نكسة 1967، حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر. بعدها إنطلق الإقتصاد المصري بصورة جيدة جدًا حتى جاء عام 1986.

أنقر على الوصلة التالية لترى الصورة وركز على هذه الفترات وأنت ستلاحظ أشياء كثيرة، ولو حللت البيانات ستلاحظ أشياء أكثر.

الصورة الواضحة هو أن إنطلاق الإقتصاد المصري توقف في عام 1986. بل الملحوظ هو أن الناتج المحلي لكل فرد تراجع في العام من 1986 حتى 1987 بصورة ملحوظة. فماذا حدث في هذا العام وتسبب في هذا؟ أيضًا الإقتصاد تباطئ في النمو بصورة ملحوظة بعد هذا العام. انا الحقيقة لا يوجد عندي أدنى فكرة عما حصل في هذا العام. هل كانت مشكلة شركات توظيف الأموال؟ أم كان هناك قرار حكومي وراء هذا؟ أرجو الإفادة لمن يعرف. فلو عرفنا ماذا حدث في عام 1986 قد نفهم بعض أسباب ما نحن فيه الآن.

أمًا عن الأداء الإقتصادي لمصر وعهد مبارك وإنجازاته، ستكون المداخلة القادمة إن شاء الله.

[زيزو]

تحليل بيانات نمو الناتج القومي للفرد في مصر

الحقيقة قمت بمساعدة برنامج أكسيل بتحليل بسيط لبيانات الناتج القومي للفرد ومعدل النمو فيها، ووجدت أن معدل النمو يتغير بصورة كبيرة من عام لعام بصورة يصعب معه مقارنة الأداء الإقتصادي بصورة عامة. فقررت أن أتعامل مع معدل النمو السنوي لآخر خمس سنوات، مما أعطى صورة بها تغيرات أقل وتوضح الإتجاه الإقتصادي بصورة أفضل.

أعلى نسبة في زيادة الدخل القومي للفرد كانت في عام 1976 وكان 12,26%! ووصل مؤشري الخاص بزيادة الناتج المحلي لآخر خمس سنوات لأفضل أداء في عام 1980 ليحقق معدل نمو على مدار آخر خمس سنوات (1975-1980) يساوي 8,12%!

الحقيقة في رأيي المتواضع معدل النمو ممكن تقسيمه لثلاث حقبات:

1- حقبة الحروب (1965-1974)

بسبب الحروب العديدة التي خاضتها مصر كان من الطبيعي أن يكون الاداء الإقتصادي سئ والنمو في الناتج المحلي قليل أو بالسالب. وفي هذه الفترة كان متوسط النمو السنوي للناتج المحلي لكل فرد 0,63% فقط وزاد من 1370 دولار ليكون 1450 دولار.

2- حقبة السادات (بعد الحرب) من 1974 حتى 1981

بعد حرب أكتوبر، إنطلق الإقتصاد المصري وبلغ معدل نمو الناتج القومي للفرد أعلى معدلاته حتى وصل في عام 1976 إلى أعلى معدل، وكان متوسط النمو في هذه الفترة 7,08% ليصبح 2340 دولار للفرد في عام 1980. وعهد السادات كله منذ عام 1970 حتى 1981 كانت الزيادة فيه بمعدل 4,58%.

3-عهد مبارك

في عهد مبارك، زاد الناتج القومي لكل فرد ليكون في عام 2003 3730 دولار، أو بنسبة زيادة سنوية 2,14% سنويًا. وكانت الزيادة في أول خمس سنوات (حتى عام 1986) بنسبة 4,53% سنويًا. أما المتوسط من 1986 حتى 2003 فكان بمتوسط سنوي 0,91% سنويا، أو أكثر قليلا من وقت الحروب.

إنه حقًا عصر الإنجازات!!! :P

شرح الرسم البياني المرفق:

السنوات على محور x (الأفقي) من عام 1960 حتى عام 2005. يعني كلما تتجه من اليسار لليمين تتقدم السنين. هناك محورين رأسيين، واحد يبين الدخل القومي للفرد بالدولار، وقيمه تظهر في يسار الرسم، بينما هناك محور يبين نسبة مئوية للنمو السنوي وقيمه موضحة باليمين. انا عارف إن الرسم قد يبدو معقدًا لمن لا يتعامل مع الرسومات البيانية كثيرًا، لكن الفكرة بسيطة جدًا.

الخط الأزرق الداكن يوضح الناتج المحلي الفعلي للفرد، وده البيان الأصلي المأخوذ من موقع منظمة الـ UNDP. وقيمه طبعًا بالدولار. يعني لما تحب تعرف الناتج القومي للفرد في 1980 كان كام ستنظر على المحور الأفقي في أسفل الصورة حتى تجد 1980، ثم تتبع الخط الرمدي الفاتح الرأسي من هذه النقطة حتى تقاطعه مع الرسم الأزرق. من هذه النقطة تذهب أفقيًا في إتجاه اليسار وستجد أن القيمة أعلى قليلاً من 2000 دولار وأقل من 2500، يعني بالتقريب كدة نقدر نقول إنها 2300.

الخط التركواز يوضح معدل النمو السنوي. وهنا القيم بالنسبة المئوية، يعني بيستخدم القيم الموجودة على اليمين بدلاً من القيم الموجودة على اليسار في المرة السابقة. يعني لـ 1980 الزيادة كانت 8%. الخط المنقط هو نسبة الزيادة لآخر 5 سنوات وأعلى نسبة لها كانت 1980. وهنا يأتي الخط البنفسجي، الذي يبدأ من 1980.

والخط البنفسجي يوضح كيف كان سيكون تطور الناتج القومي المحلي لو أن هذه الزيادة التي وجدت في آخر 5 سنوات من عهد السادات إستمرت حتى 2003. كان ينبغي أن يكون الناتج المحلي لكل فرد ما 13790 دولار أمريكي بدلاً من 3730 هو واقعنا المرير.

وحتى لو أن عهد مبارك كانت فيه نفس معدلات النمو التي وجدت في عهد السادات بالكامل بما فيهم سنوات الحروب (4,58%) كانت ستتبع الخط الأخضر، وهو بين الخطين الأزرق والبنفسجي، ووقتها كان الناتج القومي للفرد سيكون عند 6400 دولار. وواضح أن هذا كان تقريبًا المعدل حتى عام 1986. والسؤال مرة آخرى: ماذا حدث في هذا العام الذي إنخفض فيه الناتج المحلي أكثر من 9% لكل فرد ومن بعده تباطئ النمو الإقتصادي حتى الآن؟

تم تعديل 25 مارس 2006 بواسطة زيزو

[White heart]

أحسنت يا عزيزى " زيزو " بصراحة مجهود تستحق عليه الثناء، واضح انك متمكن من هذه المادة، تذكرنى بالعزيز " Egypt05 " أو " محمد حافظ " هو أيضا من المهتمين بهذا الموضوع، بإحصائياته و بياناته ... و كثيرا ما تناوله فى موضوعات مختلفة .......

الصورة الواضحة هو أن إنطلاق الإقتصاد المصري توقف في عام 1986. بل الملحوظ هو أن الناتج المحلي لكل فرد تراجع في العام من 1986 حتى 1987 بصورة ملحوظة. فماذا حدث في هذا العام وتسبب في هذا؟ أيضًا الإقتصاد تباطئ في النمو بصورة ملحوظة بعد هذا العام. انا الحقيقة لا يوجد عندي أدنى فكرة عما حصل في هذا العام. هل كانت مشكلة شركات توظيف الأموال؟ أم كان هناك قرار حكومي وراء هذا؟ أرجو الإفادة لمن يعرف. فلو عرفنا ماذا حدث في عام 1986 قد نفهم بعض أسباب ما نحن فيه الآن.

بصراحة انا لا أعلم تحديدا ربما فعلا انت محق بالنسبة لشركات توظيف الأموال ..... هذا الرابط به بيانات مختلفة أعتقد انها قد تفيد موضوعنا هذا، وهى عن تقارير التنمية البشرية بمصر ... و هذا الرابط مثلا به دراسة وافية تناولت أوعية الادخار المصرفية فى تلك الفترة و مقارنات ببعض الدول النامية .... الا تعتقد ان الإدخار يمكن أن يلعب دورا مؤثرا؟ سأعاود البحث علنى أعثر على ما هو أفيد، الموضوع فعلا يستحق ....

بالمناسبة المخرج " على بدرخان " كان قد أخرج فيلم " الجوع" فى هذا العام <_<

[زيزو]

حاسس إن الموضوع بقى كبير. المشكلة مش في البيانات وبس، المشكلة في ربط البيانات والأحداث التي قد تكون مسببة لهذه التغيرات.

المهم بمناسبة الكلام عن التنمية البشرية، قرأت اليوم هذا الحوار المفيد جدًا مع وزير التضامن الإجتماعي. الحقيقة كلامه مقنع جدًا وأظن أن ما يتكلم عنه فعلاً مفيد للبلد. لكن أخشى أن يكون مجرد كلام. يتكلم عن أشياء مثل ربط الإعانات الإجتماعية بالتعليم وإعطاء مبالغ أكبر لمن يعلمون أولادهم، وأيضًا عن تشجيع ان تكون الأسر صغيرة. الحقيقة دعم السلع لا يمكن إستمراره بهذه الصورة الموجودة الآن وانا شخصيًا أتفق مع جدوى ما يتضمنه هذا الحوار المنشور في جريدة المصري اليوم وهذا هو الرابط.

طبعًا كون التعليم نفسه مستواه متدني ويحتاج لتطوير فهذا شئ آخر، ولكن يجب أن نحيي من نراه يفعل شيئًا مفيدًا للبلد وأرى أن هذا الرجل يتكلم كلام منطقي وعملي دون كلام الإنشاء والكلام عن عدم المساس بالدعم. أعلم أن الكثيرون لن يتفقوا مع ما يقوله الوزير لكن لو صدق وفعل ما يتكلم عنه سيكون ذلك في مصلحة البلد. فدعم السلع ليس هو الحل، بل أن الإسلام لم يدعوا ابدًا الى دعم السلع في منظومته للتكافل الإجتماعي، وهذا مجرد مثال. نحن فقط تعودنا على وضع شاذ ونخاف أن تعود الأمور كما ينبغي أن تكون.