اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قصاقيص


Tafshan

Recommended Posts

البيوت الرملية

نبش حبات الرمل باصبعه الصغير .. استحضر امه ... يعلم انها ستوبخه .. اخذ اصبعه الصغير يتحرك في حذر ... ملأ كلتا اليدين بالرمال ... صار يجمع حبات الرمل فوق البعض صانعاً جبلاً صغير ... لاحظ تناثر الرمال على ملابسه و لكنه كان مغيباً تماماً بنشوة الفضول ... سرعان ما تناسى توبيخ الام الذى ينتظره في المنزل .. نبش الرمال فغاصت اصابعه حتى المناكب .. بدأ يصنع من الرمال بيوتاً ..بدأ الحلم يتحقق انقاضاً من رمال .. صدقها .. عانقها ... اعتنقها ... صارت الرمال على وجهه و على ثيابه ... لم يعد يبالى بتوبيخ احد .. استسلم لحلمه المصنوع من رمال ... كانت بيوته تتداعى كلما اقامها و كان يثبتها بالماء كى تتعاضد و لكن ... اصبحت الرمال طيناً يضفي خطوطاً سوداء على الجسد و الملابس ... و اضافت حبات العرق وصمات جديدة على جبينه و على رقبته .. غادر الخوف عقله و استسلم للحلم .. كان يشعر بنشوة عارمه ... بدأ قصره الرملى يظهر للوجود .. بداخله تنتظره ست الحسن التى حكت عنها امه و على اسواره كتبت ملاحم بطولاته و خارج الاسوار ... اشلاء عدو دهسته قدميه وسط المعارك حتى كلل بالنصر و اهداه عقداً ماسى يتلألأ على رقبة ست الحسن و الجمال .... وبينما كان يحلم ... امتدت يد صغيره فحطمت هذا الحلم .. كان صبي اخر يلعب و لم يرى من حلمه الا تلك الانقاض الرملية ... هدم الصبى القلعة الرئيسية حيث تنام ست الحسن .. لم يتمالك الطفل نفسه ... دفعه .. سقط الصبى على الرمال ... تلطخت ملابسه بالطين ... تناول بعض الطين و القاه في وجه الطفل .. شعر ببرودة الطين تنسال على ظهره تحت القميص .. انقض عليه .. تمرغى في التراب .. تحطمت جميع البيوت الرملية .. امتزجت ملابسهما بالطين ... امتدت كفاً غليظاً تفرقهما عن بعض ... و ما تفارقا حتى اجهش في البكاء ... و صار همه ... ماذا سيقول لأمه بالبيت

________________________________________________________________________________

_______

علبة المكياج

بدى عليها التوتر الشديد ... تأملت تلك الخطوط الرفيعة في جبهتها في صمت .. متى ظهرت تلك الخطوط ؟ لم اتجاوز السادسة و العشرون بعد .. هل بدأ العمر يحفر في جبهتى ؟؟ عبثت في علبة المكياج حتى وجدت كريم الاساس الذى اشترته منذ اكثر من عام و لم تستعمله قط ... فتحته بعصبية بالغة .. سقط منها على الارض .. تدحرج ببطأ حتى ارتطم بالحائط ساكباً اغلب محتوياته على ارض الغرفة ...

انحنت في حزن تلملم الكريم في العلبة المستديرة ثم رجعت الى المرآة ... بدأت توزع الكريم على الخطوط لتخفيها واحداً بعد الاخر .. بدى وجهها باهتاً يشبه حبة البطاطس المقشورة .. ازدادت توتراً و حنقاً .. عبثت مرة اخرى في علبة المكياج .. اخرجت كل الالوان ... و بيدين احترفتا فن التجميل .. ابدعت لوحة جميلة حولت حبة البطاطس الى اميرة اسطورية ... كانت تشبهها في تلك الليلة التى مر عليها اكثر من عام ..

كانت ترتدى يومها فستاناً ابيض مرصع بخطوط من السيرما الفضية و تاجاً مرصع بنفس الخيوط .. اما الذيل.. فكان مبهراً حجماً و شكلاً ... و كيف لا ؟؟ اهم ما في الفستان الذيل .. يجب ان يكون اجمل و اطول من جميع الاذيال .. لن يكون ذيلي اقصر من ذيل احد !

ابتسمت .. ضحكت .. قهقهت ثم مدت يدها لتضعها امام ثغرها كى تمنع تلك القهقهات من الخروج و توقظ الملاك النائم في الغرفة المجاورة .. تذكرت همز و لمز المدعوات .. و تذكرت امها و و هى تقرأ المعوزتين اكثر من عشرة الاف مرة .. و انتهى الحفل .. .و اطفأت الانوار .. ثم صعدت الى السويت الخاص بها لتختلى بحبيب العمر لأول مرة منذ عرفته في الجامعة و استمرت قصتهما طوال تلك السنوات الى ان كلل الله صبرهما و حبهما بالزواج ..

مازلت اذكر تلك الشمعات التى حضرها احمد على الطاولة .. لم يكن هناك ضوء في الغرفة غيرها .. مازلت اذكر تلك الموسيقى ... بدأت تتراقص محتضنةً علبة المكياج مغمضةً عيناها .. انسابت على خدودها دمعات متلاحقة ..بدأت بزخات ناعمة ... ثم انهمرت انهاراً ثائرة .. حفرت تلك الدمعات خطوطاً سوداء افسدت ما صنعه المكياج .. افاقت من حلمها لتنظر في المرآة ...صرخت صرخة مكتومة سرعان ما ابتلعتها : من هذا المسخ الدميم ؟؟ .. اقتطع خلوتها رنين التليفون .. ركدت نحوه و بحركه لا ايرادية بدأت تزيح الخطوط السوداء من على وجهها و هى تتطلع في المرآة و كأنه سيراها :

ايوة يا احمد .. وحشتنى قوى, انت جى امتى ... مش ح تقدر ...ليه بس ؟؟ ... احنا كويسين ... البنت كويسه ... نامت ...مش زعلانه ...ربنا يخليك ، مش عاوزه حاجه ... خد بالك من نفسك ... مش بعيط و لا حاجه ، ده بس برد خفيف ... الله يسلمك .. محمد رسول الله .

________________________________________________________________________________

_______

ايه اللى فوق الشجرة ده ؟؟

كان يجلس في صمت في ظل تلك الشجرة العتيقة التى تقارب عمره و تنافس تجاعيد وجه بتجاعيدها الغائرة ... نقش الزمان على وجهيهما اخاديداً مبعثرة ... مستمتعاً بأشعة شمس الخريف الدافئة و بحيوية حفيده الذى لا يتوقف عن اللعب .. و لا تتوقف امه عن الصراخ ليتوقف عن اللعب .. فلا تتركه يهنأ و لا تترك اباه يستمتع بالنزهه كما يستمتع الاخرون .. تارةً تتوعد الطفل و تارةً تحذر الاب الذى بدأ الضجر يظهر على وجهه من التعب و عدم الرضاء بتلك النزهه المرهقه ...

و بينما كان الجد هائماً بدفء شمس الخريف و نعومة نسماته .. رأى شئً اسود اللون يقف على فرع شجرة قريبة .. .

سأل ابنه : ايه اللى فوف الشجرة ده ؟؟

انتبه احمد الى ابيه و :كأنه يراه لأول مرة ... بل و كأنه اكتشف انه في الحديقة لأول مرة ... نظر الى ابيه لثوان يجمع الكلمات بينما كانت زوجته تلوح برأسها الى الجانب الاخر كي لا يرى الجد حركات شفتيها ... ثم قال : ده غراب يا بابا ..

رجع الجميع الى ما كانوا عليه و بدأت الزوجه توزع السندوتشات و اكواب الشاى ثم قاطعهم الجد مرة اخرى : ايه اللى فوف الشجرة ده ؟؟

رد احمد بسرعه هذه المرة : غراب يا بابا .. .غراب !

اخفت الزوجه هذه المرة ابتسامه ساخرة داخل حوار مختلق بينها و بين ابنها : تعالى يا ميدو (تبتسم) .. خذ السندوتش ده و انت بتلعب ...

لم يشعر احمد بسخريتها و لم يبالى الجد بها و كأنه قد تعود عليها ...

الزوجه : احمد .. هات لنا حاجه ساقعة من الكشك اللى هناك ده ...

احمد : حاضر ... اجيبلك حاجه يا بابا ؟؟؟

الجد : ايه اللى فوف الشجرة ده ؟؟

احمد : قلنا غراب يا بابا ... غراااااب ... نقول تانى ؟؟؟

لم تتمالك الزوجه نفسها هذه المرة .. خرجت ضحكة عالية لملمتها بكفها ... بينما نظر اليها الجد بهدوء ثم نظر في الاتجاه المعاكس ...

انتهت النزهه و رجع الجميع الى البيت و اختلى الجد بنفسه في غرفته ... فتح درج مكتبه القديم .. اخرج مفكرة قديمه .. اخذ يقلب اوراقها الصفراء ... ثم ابتسم و هو يقرأ :

" اليوم اول ايام عيد الفطر قضيناه انا و ام احمد و احمد في حديقة الحيوان ...

احمد لا يعرف من الكلام الا كلمة "ايه ده " و اليوم ... اول مرة يري فيها غراب !

و ظل يسأل "ايه ده" "ايه ده" "ايه ده" خمسه و عشرون مرة !

و انا اجيبه محتضناً اياه بفخر ...

ده غراب يا حبيبي "

________________________________________________________________________________

_______

تانجو

كادت الغرفة تختنق من الدخان المنبعث من تلك السيجارة .. كان يدخن بنهم .. ما ان تستقر يده على المكتب حتى تعود بتلك السيجارة المثبته بأهمال بين اصابعة ... كان الدخان ملهماً فلقد اراد ان يرسم لوحته الجديدة و لا يوجد في رأسه الا دخاناً كالمنبعث من تلك السيجارة معتماً كعتمة ذاك المصباح القديم في ركن من الغرفة .. انتزع السيجارة من فمه و بدا يغمس فرشاته في اللون الاحمر و بدأ العزف على اوتار اللوحة .. رسم فستان احمر طويل مكشوف الصدر بداخله غجرية فاحمة الشعر خمرية البشرة تكاد تعكس عيناها كل ما حولها من شدة السواد و النقاء .. كانت ترقص التانجو آخذةً بالباب الحاضرين .. يحسدون هذا الشاب الانيق بقميصة الابيض الذى لم يهتم بأغلاق جميع ازراره كاهتمامه بان يكون مشدوداً بعناية داخل سرواله الاسود الضيق و اهتمامه بذاك الحذاء الاسود اللامع الذى يعلم مكان خطواته جيداً على حلبة الرقص .. اخذته اللوحة الي مقهى صغير على شاطئ ريو دي جانيرو و الجميله سيسليا بينما تحاول ان تعلمه خطوات التانجو .. كانت كالفراشة تحلق بخفة ثم تستقر بهدوء و نعومه قرب صدره مثبتتاً عيناها في عينيه محافظةً على تلك الابتسامه الهادئة على وجهها .. كانت محترفة ... دقائق قليلة و تعلم الرقص و بدأ يستمتع بهذا الشعور الثمل من الرغبة و رهبة .. كان يحتضنها دون ان يلمسها و كلما علت حدة الموسيقى .. كلما تسارعت ايقاعات الرقصة و اصبحت اقرب الى المبارزة مستخدمةً تلك الشخصات الباردة سيوفاً تنهك كل من الخصمين في معركةً لا نهائية .. اشتعلت الايقاعات و اقتربت الخطوات و تسارعت لحظات الابتعاد و تباطأت لحظات الالتحام .. . اصبح من السهل عليه ان يؤدى ما كان يعتبره صعباً بشكل تلقائي بسيط ... كم صارت خفيفة بين ذراعية و كم تملقه ذاك الشعور بالقوة و هو يرفعها بخفة عن الارض لتستقر بين ذراعية ثم يلقيها فترتقى قليلاً في الهواء ثم يعود فيجذبها فتعود طوعاً بين ذراعيه ..

"يا له من شعور !"

جعل ينظر الى لوحته و الى حلمه ثم الى غرفته الفقيرة و سرواله الجينز القديم .. اطفأ المصباح القديم راجياً ان يجد مشترياً لاللوحة في الصباح ...

________________________________________________________________________________

_______

البيه المدير

"انسه منى ... لو سمحتِ تعالى على مكتبي "

امتقع وجه منى و هى تستمع الى ذاك الصوت الذى يعرفه الجميع .. بدت النظرات كمزيج من الشفقة و الخوف و الريبة و الشماته في اعين زملاءها في المكتب .. كانت زيارة غرفة المدير بمثابة الكارثة بالنسبه لها و بالنسبة لهم جميعاً بما يتمتع به هذا المدير من ملامح الصرامة و و الغلظة و بما تتمتع به مثل هذه الزيارات من احتمالات التنكيل و التهديد و الوعيد ... هو شخص كريه فظ الالفاظ لا يجيد الحديث الى النساء و يتعمد ان يكون اكثر فظاظه معهم .. هو رجل عصامى بدأ العمل بالشركة كسائق بسيط و الان .. هو مدير قسم التوريدات بعد نجاحه المتدرج على مدى 12 عام ليسوا جميعهم من كد و تعب بل و ايضاً تنازلات اخلاقية تتلخص في كونه كلب الادارة كما يسميه الجميع ....

دخلت منى الى مكتبه بعد ان استرجعت تاريخها في الشركة منذ ان عينت الى هذه اللحظة على مدى 18 شهر من العمل المتواصل اثناء الاوقات الرسمية و بعد الاوقات الرسمية و التقارير التى تعودت ان تقضى عطلة نهاية الاسبوع تكتب فيها و الراتب الضئيل الذي يمثل كل دخل اسرتها الصغيرة المكونه من امها و هى ... لم يكن من عادته ان يطلبها في مكتبه .. و قد اعتاد مثل هذه الصيغة عندما يفكر في تصفية موظف كي يظهر في دور البطل الهمام الذي يضغط نفقات الشركة و يعظم من ارباحها خاصةً في مثل هذا التوقيت اثناء اعداد الميزانية ... تجمدت دمعة لزجة في عينيها ابت ان تنزل و هي تستجمع شجاعتها لتدق باب الغرفة بحذر و وجل ... " ايوه يا فندم "

ارجع كرسيه الى الوراء مسترخياً فظهر كرشه البارز و بدت رابطة عنقه اكثر قصراً مما تبدوا عليه .. كان شكله رثاً بشكل ملحوظ و اكملت تلك الالوان من رثاثته بشكل عام .. كل ما يرتديه ماركات عالمية و لكن غير متناسقة على الاطلاق .. استطاع هذا المظهر ان يبدد من توتر منى بل تعدى ذلك الى ضحكه مكتومه لا تستطيع ان تتحكم فيها .. اثارت هذه ضحكة المدير :"متضحكينا معاكِ يا انسه "

منى: " حضرتك طلبتنى ... تأمر بحاجه ؟؟ "

المدير : " لأ .. كنت عايز اتآنس بجمال حضرتك .. فين ملف شركة سيناء ؟؟ "

يا له من غبي احمق .. الملف امام عينيه و لا يريد ان يحرك كرشه اللعين كي يراه ... مدت منى يدها لتزيح بعض الاوراق عن الملف بينما يراقبها المدير في دهشة اقرب الى البلاهه... فتحت الملف ثم استدارت في اتجاه الباب دون ان تخفي نظرة الاشمئزاز عن وجهها ثم استدارت " تأمر بحاجه تانية " اشار اليها بيده و هو يقرأ في الملف ... خرجت من الغرفة و اغلقت الباب .

________________________________________________________________________________

_______

الفتى الاحمر

تنافس الرجل الازرق و الرجل الاحمر على حب أمرأةً صفراء .. من الوهلة الاولى قد نتصور ان الرجل الاحمر هو الاجدر و الاقوى في المنافسه .. فهو كيس دمث انيق وسيم يخطف الابصار عالى الصوت جذاب الملامح على عكس الرجل الازرق الهادئ المتواضع رصين الطباع دائم العطاء متفان في خدمة الاخرين لكن دون ظهور او تكلف ..

انحنى الرجل الاحمر بوردة بلديةً حمراء فواحة دغدغ بها قلبها .. كان اشبه بمشهدٍ مسرحى في اخر رواية درامية حيث تضاء الاضواء و تشتعل الصالة بتصفيق الجماهير .. انتشت الفتاه الصفراء و اضفت الوردة ضياً برتقالى على وجنتيها و هى تشمها .. اشتعل الحب في قلب الرجل الاحمر حتى اصبح لونه دموياً قاتماً كلون النبيذ الاحمر مما جعله اكثر وسامةً .. اشتعلت غيرة صديقات الفتاة الصفراء على حظها السعيد بهذا الشاب الاحمر الجميل ... جذب لمعان اعين صديقاتها عين الشاب الاحمر .. جذبه هذا الضياء .. نسي وردته الحمراء و فتاته الصفراء .. شعر بأنه قد يخسر كل الفتايات الملونات من اجل فتاةً واحدةً صفراء .. كان يحدثها و يناجى من حولها .. يطلق طلقاتاً من عيناه لتأسر اخري صفراء او حمراء او خضراء او زرقاء .. نسي فتاته و انطلق هائماً في عالم الالوان ... بكت الفتاة الصفراء و شحب لونها و نحل جسدها فلم تجد الا ذراعي الفتى الازرق الرصين المتأمل عن بعد مغرورقةً عيناه بدموعٍ زرقاءً لامعة .. مسحت الفتاة الصفراء دموعه الزرقاء فأخضرت يداها و اخضرت وجنتاه .. تعانقا ... و ذابا في نهرٍ من الحب الاخضر الجميل ... و ظل الفتى الاحمر يتنقل من غصنٍ الى غصن حتى تفحم لونه الاحمر و امتزج بجميع الالوان فاصبح رمادياً قاتم .. نفرت منه جميع الالوان ... تأمل فتاته الصفراء من بعيد و كيف رزقها الله من الفتى الازرق اطفالاً خضراً مبهجه .. اختار لنفسه ركناً رمادياً ليختفى عن الانظار .. و تاه في الظلال ...

________________________________________________________________________________

_______

بهدوء

جلست على حافة السرير بحزر .. اخذت تتأمل في تقاطيع وجهه الهادئه .. كانت ثائرة صامته .. غاضبة الى اقصى الحدود .. هكذا هو دائماً .. يظن ان دوره ينتهى مع نهاية دوامُه .. فلا يشارك في اي شئ داخل المنزل ... الاولاد .. من منهم مريض .. من منهم فاشل دراسياً ..من منهم تعصف به رياح المراهقة .. يكتفى بقبلة على جبين هذا و قطعة حلوى في فم تلك و بسمه رضى في وجهى عندما اصنع له الملوخية !

لكن .. الحقيقة .. هو ذراعاً تحمل عند المرض و تربت حين الحزن و تكفكف دموعى و تروي بها وجهى حتى يطرح بسمةَ غناء ...

و لكنه عصبي المزاج ... عالى الصوت .. يزأر في البيت فترتعد اوصالى و اعلم مدى سوء يومه .. متقلب كالبحر الهادر .. اكره تحكمه الزائد عن الحد .. اكره وجهه حين يعبث .. اكره غضبه .. يوجل قلبي و يقتل النوم في عينى ... و في الصباح .. ينسى الغضب .. اتعمد ان ابقى نائمه كى يبارك جبهتى بقبلته معلنةً شروق الشمس ... لم ينساها قط طوال 27 عاماً ! .. كنت اداعبه .. اسأله .. لماذا لا تقبل جبهتى الا و انا نائمه .. كان يضحك كثيراً ... ثم يقول .. تعودت ان استقبل اليوم بشكر الله ...و تقبيل نعمته !

انسالت دمعة صغيره على وجهها ... اخذت بطرف الغطاء بيدها ... نزلت الى جبهته و قبلتها و بللتها بدمعاتها الدافئة .. ثم اسدلت على وجهه الغطاء و انسحبت بهدوء .

________________________________________________________________________________

______________

جت سليمة ..

تأخر البيك عم ميعاده المهم فأضطر ان يكسر الاشارة بالتوافق مع حظ سائق تاكسى تعس كان يمر في نفس الشارع الذى يمر به ... و ما ان اصطدم بسيارته الشيروكى المدعمة بدعامة فلاذية بالتاكسى القديم حتى اجهز على نصف سيارته الامامى ... فاصاب هذا الحادث البيك فخرج من سيارته باستياء و غضب و انطلقت من حنجرته صرخة مدوية اخرست الشارع : "مش تفتح يا حمار ! " اصاب سائق التاكسي الذهول .. "حمار" بعد ان حطم لقمة عيشه بتهوره ؟؟ .... قال السائق " انا ح اشتكيك .. " و ما ان قالها حتى تدافع الناس حوله ... منهم من قال "جت سليمة " و منهم من قال " فدى عيل من عيالك " و منهم من قال "و لا يهمك يا سعادة البيك .. دول زباله .. المفروض يصلحوا عربياتهم بدل ما يبوظوا عربيات الناس " .. نظر اليه البيك بتعالى و قال " انا كان ممكن اأزيك ... بس ح اعمل خاطر للناس دى " ... و انطلق بسيارته تاركاً السائق يلملم ما تبقى له من كرامه

________________________________________________________________________________

______________

اعتى هواجسها ...

قفزت بهلع شديد فوق الكرسي القريب .. كتمت تلك الصرخة خوفاً ان توقظ الصغير .. مازال يقترب بجسده الممتلئ و اطرافه الدقيقة و شاربه المقزز .. متحدياً قوتها التى تفوقه بآلاف الاضعاف ... اقشعرت بقرف حين تخيلته يعبث بجسدها العارى و هى نائمه .. كم قد رأته يعث في بيتها فساداً دون مبالاه .. يبث جراثيمه في كل مكان .. بلا شك هو سبب مرض الصغير .. كم اكرهه .. كم اكره ذاك الضعف بداخلى ..كم اكره ان اراه يعبث بأغراضى و يستبيح خصوصيتى .. انه يقترب من جديد غير مبالياً الا بذاته المنتفخة .. لا يوجد مفر من المواجهه : رفعت نعلها و اغمضت عينيها ثم هوت على جسده بطرف النعل فتناثرت اشلاءه .. فتحت عينيها .. ابتسمت .. ضحكت .. قهقهت حتى كادت توقظ الصغير .. تخلصت من اعتى هواجسها بذاك النعل القديم .

________________________________________________________________________________

_____________

صفعة ...

كنت ارقُبهم من بعيد .... اقترب منها و خلف ظهره وردة بلدية حمراء .. تحركت يده بخفة و اعطاها لها ... بادلت الوردة بذاك البريق اللامع الذى يتشوق له كل محب ... قال لها شيئاً ... ضحكت كثيراً ثم صمتت ... و صمت ... اكتفوا بلغة العيون .. خجِلت ... و بادلها الخجل .. شاغلا نفسيهما بالنيل .. شعُرت بأرتباكه .. و شعُرت بضجرها لصمته ... اقترب منها بسرعة و قّبل خدها ... فبادلت القبلة بصفعة موجعه ... انطلقت تركض بعيداً عنه بينما لم يتحرك ... كانت سعيدة بالقبلة ... و كان سعيداً بالصفعة !

تم تعديل بواسطة Tafshan

الماتش متباع

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 شهور...

... طاحونه لا تنتهى ..

كالعادة .. يدق جرس المنبه في تمام السادسه صباحاً فيهب مذعوراً منطلقاً كما لو كان منوم مغنطيسياً فيتحرك بطريقة ميكانيكية لينهى مهام الصباح و يفتح الباب في تمام السادسة و نصف !

طريق طويل .. صف من السيارات المتراصة تتابع في هدوء و ببطأ شديد .. كل الوجوه متشابهه رغم اختلاف الجنسيات .. البعض يقرأ الجريدة ..و البعض يأكل و البعض يشرب الشاي .. اما السيجارة فكانت القاسم المشترك بين الجميع ... سيارات خاوية الا من السائق .. الاف منها تتدافع في صمت و تعانى في سكينه .. تتعالى صوات القرآن من بعضها و نشرة الاخبار من اخرى و اغانى على كل شكل و نوع ... و لكنها لا تتشابك لأن الجميع موصد زجاج السيارة و مستسلم لما يسمع و منهمك فيما يأكل او يشرب ... طاحونه لا تنتهى ..

يصل المكتب في تمام الثامنه .. يلقى تحية الصباح على نفس الاشخاص ثم يبدأ العمل الذى لا يختلف عن غيره من حيث الايقاع او التنوع .. نفس المهام .. نفس الاشخاص .. وفجأة ... سمع دوي انفجار ضخم خارج المكتب .. تدافع الموظفون خروجاً من المكتب .. تعالت الصيحات و تشابكت اللغات .. اصفر وجهه .. ترى ماذا حدث ؟؟ انفجار ارهابي ؟؟ هل بدأت الحرب بين ايران و امريكاً ؟؟ يلا حظى التعس .. مؤكد سوف يقوموا بتقليص العمالة .. مؤكد سأعود الى بلادى خالى الوفاض ... و ماذا عن اقساطى ؟؟؟ من سيدفعها ؟؟ هل سأعود لأبدأ من جديد ؟؟؟ كيف ؟؟ هل استطيع ان اواجه ما هربت منه ؟؟؟ لا ... لن اتنازل عن ما اكتسبته ... لن ادع احد يسرق حلمى ... و لكن ما هو حلمى ؟؟ لقد نسيت ما هو وسط صخب و ضجيج الطريق ... اننى لا افعل اي شئ يقربنى من حلمى بل بالعكس .. كل ما افعله يزيدنى بعداً ... اننى ضائع !

تمالك اعصابه و خرج من المكتب بعد ان وجد الموظفون يعودون الى مكاتبهم .. وجد لوح ضخم من الزجاج مهشم تماماً في واجهة المكتب .. سأل الحارس .. فقال له انه سرطان الزجاج !

الماتش متباع

رابط هذا التعليق
شارك

:wub:

دائما مبدع متألق بمنتهى التركيز والتفاصيل الدقيقة والحبكة المحكمة تجمع باقة من تفاصيل يومنا فى فحوى حكاية طفشانية خاصة جدا

رائع سيدى الكريم

مع تحيات مادا الارهابى والست والدته

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

:angry2:

دائما مبدع متألق بمنتهى التركيز والتفاصيل الدقيقة والحبكة المحكمة تجمع باقة من تفاصيل يومنا فى فحوى حكاية طفشانية خاصة جدا

رائع سيدى الكريم

مع تحيات مادا الارهابى والست والدته

ما لكيش دعوة بمادا :angry2:

السكر ده ارهابي :angry2:

ربنا يخلي لنا مادا و مامت مادا :D

الماتش متباع

رابط هذا التعليق
شارك

طفشان

قصص رائعة.....بها

استعرتِ إحساساً راقياً سكن بإعماقنا.

روعة حروفك .. صاغتها أناملُ ذهبية

جمال التصوير .. والإبداع .. والروعة

سكينة

حضور هادىء

رافقه الجمال

أسعدني كثيراً

بكل شوق سأنتظركِ دوماً كتاباتك دائما

623862sk39y2sogf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

طفشان كتابتك حساسة اوى

بس فية قصص مؤثرة وكتير منها تحمل خطين متوازيين من احداث حالية واحداث اما حدثة سابقا او يحلم البطل بتحقيها

زى قصة الغراب والتلميح لصبر الوالد ونفاذ صبر الابن

زى الى يرسم لوحة وبيتخيل للتانجوا وعلى فكرة طريقتك فى وصف التانجو واسلوب حركتها قريب من الحقيقة

بس اخطارهم موضوع الالوان دة لانك وانت بتكتب متخيل الالوان وخلطها بيعمل اية وان الاحمر مبهر وان الاصفر مع الازرق بيدى اخضر

وان لو لون اتخلط مع كتير من الالوان زى ما تكون عندك بالتة وبتخلط كل الالوان فى اخر الشغل تلاقى كل الالوان بقت موف مسود

ولو الاحمر غالب تقلب على بنى مسود اكتر من الموف

عجبتنى كمان صفعة لانها بتوضح تفكرنا الى يشبة الشرايح المتتالية

الشريحة الى بترفض وراها واحدة قابلة والشريحة الى زعلت من الصافعة وراها فرحة انها رفضت

ودة التفكير المنطقى عند ناس كتير تعمل الى بترفضة وتقول الى مبتعملوش

على راى يوسف وهبى ما الدنيا الا مسرح كبير

بس فية كلمة عندك عوزة تتغير انت كتبت وضعت كريم الاثاث هى الاساس(الفونديشن) لية لان الاثاث معناها الموبيليا

عموما انت دماغك دى جميلة اوى اوى تكتب شعر تكتب زجل تكتب قصاقيص

كلة جميل منك

فى انتظار ابدعاتك

رابط هذا التعليق
شارك

بكل شوق سأنتظركِ دوماً كتاباتك دائما

ده كثير علينا يا فندم :)

بس فية كلمة عندك عوزة تتغير انت كتبت وضعت كريم الاثاث هى الاساس(الفونديشن) لية لان الاثاث معناها الموبيليا

متشكر يا نانسي على تصحيحك و تم التعديل .. الحقيقة احياناً اثناء الكتابة الواحد بيبقى منهمك قوي في الفكرة فبتقع منه بعض الكلمات .. بس ده اكيد مش مبرر

متشكر على تحليلك لقصاقيصى و تشجيعك ليا :wub:

الماتش متباع

رابط هذا التعليق
شارك

أخى العزيز

أحييك

لك أسلوب سلس جميل

أدامك الله لنا

يابلدنا ياعزيزة فيكى حاجة محيرانى

نزرع القمح ف سنين .. تطرح الكوسة ف ثوانى

رابط هذا التعليق
شارك

لا أملك الا أن اقولك إنك مبدع حقاً

فلقد أمتعتنى وأنااتنقل معك بين شخصيات قصاصاتك

ووجدت نفسى بين سطور الطاحونة

عشت مغادرة الخوف للعقل ومعايشة الحلم فى بيوت رملية

لمست علية مكياج العصبية لأكتشاف تلك الخطوط الدقيقة التى تظهر فجأة

إستمتعت بتلك المعزوفة فى - ايه اللى فوق الشجرة ده - من دفء للشمس وحركة وحيوية الطفل وكرهت تلك النزهة مع صراخ الأم

وعشت معك اللوحة فى تانجو

ولمست دمعة منى فى اعينها

وعايشت مزجك للألوان فى الفتى الأحمر

وفى سطور قليلة عشت بين الزوجة والزوج ذلك الصخب اليومى لمدة27 عام

وأهتزت نفسى وأنا أراها ترفع الغطاء على وجهة بهدوء

وحزنت لسائق التاكسى التعيس الحظ

ونبهتنى فى أعتى هوجسها أن القضاء علي الهواجس الكبيرة ليس من المستحيلات

ورأيت لغة العيون فى صفعة

ووقفت ثانية متأملة

ثم أعدت قرأتها .. ولم أملك فى النهاية الا أن أقول أنا فى إنتظار مزيد من الابداع أيها المبدع طفشان

wh_445995754.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

سما مصر ..

الكلام ده كثير عليا ..

انتِ عارفه ..

احياناً الواحد بيبقى محتاج ل "زقة" تخليه يقوم و يقف و يروح الشغل و يقول كفايه احباط .. انا لسه بأعرف اعمل حاجه و اهى عجبت بعض الناس ..

متشكر على دعمك اللى كنت فعلاً محتاج له ...

الماتش متباع

رابط هذا التعليق
شارك

انتِ عارفه ..

احياناً الواحد بيبقى محتاج ل "زقة" تخليه يقوم و يقف و يروح الشغل و يقول كفايه احباط .. انا لسه بأعرف اعمل حاجه و اهى عجبت بعض الناس ..

متشكر على دعمك اللى كنت فعلاً محتاج له ...

اة عارفة لانى أحيانا كتيرة يصيبنى نفس الاحباط

فكل يوم نفس الدوامة تحملنا حتى اننا أصبحنا احيانا نسير بلا وعى

لكن لازم وقفة وإختلاء بالنفس نقول من خلالها أنا موجود .. وهنا انت تختلى بنفسك معنا

فنحن أصدقاء خيالك نستمتع بكل ما تنجح فى عملة

وأنا فى إنتظار مزيد من الابداع أيها المبدع طفشان

wh_445995754.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

عم حسن طبال محترف .. تخرجت من تحت طبلته مشاهير الراقصات .. و لكنهن كن يستغنين عن خدماته سريعاً لسيطرته التامه عليهن .. فهن "اكل عيشه" و بالتالى لم يكن يكتفى بدوره في الفرقة الموسيقية و انما كان قائدها و مديرها حيث يقوم بالاتفاق مع الزبائن و توزيع الاجور بل و لم النقطة .. بأختصار هو مدير اعمال الراقصة اياً كانت ..

ايجاد راقصة ليس بالشئ الصعب .. فهو يعرف كيف يقتنص الفرص و كيف يختار ضحاياه و كيف يسيطر على الاسر الفقيرة لتعطيه طوعاً بناتها للعمل في هذا المجال مع وعد بشرف الطبال بان يحافظ على شرفهن .. و ما اوسع شرف الطبال ! و الطريف انه بعد فترة قصيرة كن يتعلمن اصول اللعبه و اول خطواتها هى التخلص من عم حسن .. لكن "فتنه " كانت مختلفه .. فقد كانت مستسلمه تماماً لطموحات عم حسن .. ربما لعامل الخبره الكبيرة التى حصل عليها .. ربما لأتقانه للقانون بعامل الممارسه على طول تلك السنوات .. النتيجه ان "قتنه" لم ترحل ..

فتنه الان ترقص منذ 25 سنه .. ترهل جسدها و ظهرت علامات السن على وجهها .. فتنه انتقلت من عالم الفنادق و الحفلات الكبيرة الى عالم صالات شارع الهرم .. كعادته .. جاء عم حسن مبكراً لتسخين الطبلة و تفقد المسرح ... ثم استقبال الفرقة و مداعبة اللبيسه و تفقد غرفة فتنه ... و بدأ العرض ... كانت الصالة غارقة في سحب الدخان و رائحة الخمور و ضحكات العاهرات ... يرفع يده عم حسن ليبدأ عازف القانون بلمساته الساحرة التى تحاكى عزف العازف الاصلى من اغنية انت عمرى ... ثم يتدخل الكمان .. ثم تقحم الطبله مع دخول فتنه .. كانت تبدو منهكه ... بدأت بالرقص بكسل شديد بينما تلاحقها عيوناً تنهشها و افواه متدلية من تأثير الخمر ... كانت تود لو تنتهى الليلة سريعاً كى تنتهى من ما تعانيه من الام في الظهر ... بينما لم تتغير تلك الابتسامه على وجهها ... و بين اللحظة و الاخرى كانت تختلس النظر الى عم حسن فتجده عابثاً فيرتعد قلبها ... كانت تكرهه .. و تخاف منه .. لم يعجب عم حسن ما يحدث .. لم يلقى عليها اي "نقطة" هذا اليوم ... رفع يده لعازف القانون لأيقافه هو و باقى الفرقة ... ارتعد جسد فتنه .. هى تعلم ماذا ينوى و هى غير مستعدة لذلك ... بدأ يقرع الطبلة في سولو يعرف تأثيره .. اليوم هو اول الشهر و هو يعلم ان تلك الجيوب عامرة .. ظل يقرع و يقرع و تهتز فتنه بشده و تتمايل ثناياها المتعرجه و تلهث افواه الزبائن و تلمع اعينهم الحمراء و تختلط دقات الطبلة بالتصفيق الحاد .. ثم انهمرت النقطه .. كانت كثيرة لا تنقطع ... لم يبالى ابتلال هذا المال بعرق الراقصة .. لم يبالى تحرش الزبائن بلحمها العارى و هم يقلدوها عقود البنكنوت .. ظل يقرع و يقرع و هو منتشى .. و ظلت تهتز حتى فقدت توازنها ... وقعت على الارض .. ارتطمت رأسها بحرف السلم .. ركضت اعضاء الفرقة اليها لاسعافها ... و ركض عم حسن لجمع النقطة .

الماتش متباع

رابط هذا التعليق
شارك

حلوة يا طفشان

وان كانت لا تحمل اى تورية اى تحتاج الى تامل بس حلوة واضحة وواقعية جدا

وعلى راى عبد الحليم الحكاية مش حكاية الرقاصة والطبال لا دى حكاية كل واحد مستفيد وميهموش الفايدة منين

رابط هذا التعليق
شارك

فين قصاقيصك الجديدة يا طفشان

من عينيه حاضر <_<

حلوة يا طفشان

وان كانت لا تحمل اى تورية اى تحتاج الى تامل بس حلوة واضحة وواقعية جدا

وعلى راى عبد الحليم الحكاية مش حكاية الرقاصة والطبال لا دى حكاية كل واحد مستفيد وميهموش الفايدة منين

الافراط في التورية قد يضيع المعنى و لذلك احاول ان اكون واضح بحيث اترك كل شخص يقرأ ما يريد بالطريقة التى يريد .. و مشيها ما فيهاش توريه -_-

الماتش متباع

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 شهور...

نشأ الفتى الازرق في كنف عائلة زرقاء هادئة .. تعود العطاء دون مقابل .. وما ان وفق بالزواج من الفتاة الصفراء الجميلة الى ان كلل الله عائلته الجديدة باطفال خضراء جميلة .. و لكنه كان بين الحين والاخر يشعر بالضجر ... ينظر على استحياء الى شرفة العائلة الحمراء ليطالع ابنتهم الجميلة المنطلقة ..هى النقيض تماماً لزوجته الهادئة .. يخشاها و يعلم انها لا تناسبه و يعلم انه لن تتلاقى بشرته الزرقاء مع تلك الحمراء المبهرة ... كان يرتبك بشدة حين تتلاقى اعينهم .. و كانت تبتسم بثقة حين ترى حبات العرق الزرقاء الدقيقة تنسال على جبينه حين يراها ... لم تكن تخفي تلك الضحكة ذات الصدى الواضح عن مسامعه .. فيزداد ارتباكاً و شقاءً .. كان يشعر بالذنب بلا داعى .. فيحاول ان يعوض زوجته الصفراء باعمال اضافية لم تطلبها منه ليعالج ما يشعر به من الذنب ..

كعادته .. استيقظ مبكراً و استقل سيارته الى ان وصل الى عمله ثم الى مكتبه ليبدأ يومه بكوب الشاي الصباحى المعتاد .. و بينما يحتسي الشاى ترائت الى مسامعه تلك الضحكة التى يعلمها جيداً .. ارتعش كوب الشاى في يده .. ماذا يحدث ؟؟ اولم يكفى ان تكون تلك الشيطانه الحمراء في شرفتى لاراها في عملى ؟؟ اما لوسوسة ذاك الشيطان بداخلى من نهاية ؟؟ ما هذا ؟؟ معقول ؟؟ ستشاركنى العمل ايضاً ؟؟ ستكون سكرتيرة المدير الاحمر ؟؟ لا عجب .. انهم يليقون لبعض .. تباً .. لا تعبثى بى .. ابعدى عنى تلك النظرات المسننه ... حقك ان تضحكى .. رباه .. انها تقترب .. الآن اعلم اسمها .. بل و لامست يدها .. ترى هل شعرت بارتباكى ؟؟ مؤكد .. هذه المرة لم اسمع ضحكتها الساخرة بل رأيتها في اعين زملائى بالعمل ... اشعر بالخجل .. و لكنها لا تضحك لي فقط .. بل تضحك للجميع .. لا يعجبنى لحمها الاحمر المكشوف .. لم يعد يبهرنى .. لم تعد تلك الانطلاقة تعجبنى .. انها مشاع للجميع .. يقطف من لونها كل من يختلس النظر الى مفاتنها الحمراء .. لا اعلم لماذا اشمئذ منها الان .. ماذا الان ؟؟؟

الفتاة الحمراء : انا عارفه انك ساكن جنبي .. ممكن توصلنى معاك ؟؟

خفق قلبه بشده .. اتخذت من ضوءها الاحمر المشتعل علامات ارجوانية خفيفة على وجنتيه .. كاد يستسلم لشيطانه .. نعم .. انها فرصتى .. ربما توافق ايضاً ان اصطحبها لتناول الغذاء في المطعم القريب .. و لكن .. ماذا سأقول لها ؟؟ هل جننت ؟؟ و ماذا عن زوجتك الصفراء ؟؟؟ هل تضحى ببيتك و حبك الاخضر الطاهر من اجل علاقة ارجوانية غير مفهومه ؟؟

الفتى الازرق : (مبتسماً بهدوء و اقل ارتباكاً) : انا اسف .. لازم اعدى على الاولاد في المدرسه اجيبهم الاول .. سامحينى .. مش ح اقدر اوصلك ...

الماتش متباع

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 5 شهور...

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      لكل منا هوايته لكن هواية إنجى غريبة نوعا ما فهى لا تعشق تصميم الملابس فقط إنما قررت الاعتماد على المخلفاعرض الصفحة
    • 1
      السؤال الأول: التعبير _________________________ اكتب ما لا يقل عن 650 سطر في احد ا...لموضوعات التاليه: -لم يجد الطفل غير الشارع ملجأ نظرا لحالة البلد الهباب.. فاتجه إلي السرقة والقتل والحشيش.. حتى نال جزاءه وقبض عليه متلبسا بباكتة بانجو.. اكتب قصته مع تسليم الحِرز للباشا مراقب اللجنة ...- شهدت بلدنا الحبيبة نهضة فى مجال التشييد والبناء وخصوصا بعد وصول سعر الحديد إلى 6500 جنيه للطن اكتب مايمليه عليك ضميرك على أن يبدأ موضوعك بعبارة أنا باشتغل فى حديد عز .. - بعد انتشار ظاهرة أكل لحم الكلاب
    • 5
      (7) الساعة 8 بالليل.... معاد الدكتور - مساء الخير يا دكتور, جيتلك المرة دى فى الميعاد. :huh: - اهلا اهلا , اتفضل مدد واحكيلى ايه اللى جابك على ملا وشك؟ - مش ممكن يا دكتور... خلاص مش قادر استحمل اكتر من كده, دول اكيد قاصدين. :blink: - هم مين؟ - اللى حطوا الحجر فى نص الشارع ... قال ايه, عشان ينبهوا الناس للحفرة اللى حفروها. :blink: - يا سلام؟ - ما هما برضه اللى حفروا الحفرة التانية اللى على يمين الطريق. :blink: - ليه ؟ - علشان اتعود ...! او يمكن علشان أزهق ...! :angry: - وضح اكتر؟
×
×
  • أضف...