مستقبل العلم...ومفهوم المعرفه...وعلاقتهما بالانسانية

[disappointed]

استقر داخلى منذ سنوات اقتناع بأن الخطوة الأولى لمن يريد أن يهب حياته للمعرفة والحكمة (أو يتطلع اليهما) هى أن يقوم بتقسيم حياته الى قسمين : أحدهما للحياة العادية المكونة من حاجات وجوده المادّى والآخر هو القسم المثالى الذى ينشد الروحانيّة والحق والخير والجمال , واذا كان فى هذا مايبدو وكأنه تعارض فاننى أرى أنه ليس ازدواجا فى تكوين الانسان وانّما هما طريقان مفتوحان أمام الانسان يقتضى التفريق بينهما الايمان و التسليم المسبق بأن الحياة الأسمى المثالية هى الأهم والأبقى وأن الحياة الأدنى المتمثّلة فى المسرات واللذات والمتع الحسّيه (وان كانت تميل اليها الطبيعة الانسانية بالغريزة) لاتستطيع الثبات أمام الحياة المثالية اذ لابد وان يتراجع المحدود امام اللامحدود وان كان هذا لا يعنى عدم محاولة ارضاء المحدود الحسّى شريطة ان لا يكون ذلك على حساب اللامحدود الروحانى أو متعارضا معه.

كانت هذه المقدمة واجبة ولابد منها حتّى لايكون هناك أعذار أمام كل من أراد استقراء ما سأقوله لاحقا بالطريقة التى تسيئ الى العبد لله......وللحديث بقية

[disappointed]

اذا كنت تحاول زيادة معرفتك فى أى مجال فى الحياة حتّى ولو كان ذلك فى مجال ميكانيكا السيارات وانت بالورشه أو فى مجال قص الشعر وأنت فى صالون الحلاقه أو فى مجال المنسوجات وأنت تشترى ملابس المدرسه لأولادك....ألخ فقد وصلت الى المعنى الحقيقى لقيمة المعرفه وحب العلم لذاته لا لغايته وهو الحب الذى سيجعل العلم جاهزا بصورة مسبقة بين يديك فى حال ظهور غاية قد تحتاج هذا العلم كوسيلة .

ولهذا فان الحياة الفكرية ومحاولة تحصيل المعرفة والسعى وراء تحقيق الجمال وارساء الحق والخير وبلوغ الكمال قدر المستطاع هو الشيئ المرغوب فيه من وراء العلم والتعلّم.

ولهذا أيضا فان كل ماهو متصل بحياة الانسان الأسمى(كما يترائى لى) والتى تميّزه عن الحيوان انّما هو شيئ مقدّس وجدير باهتمام ذوى العقول الراجحة وأصحاب الشعور النبيل والجميل ..... ولهذا فان كل مااتّصل من العلم والمعرفة بحياة الانسان الأسمى فانه فكرة جيّدة و والفكرة الجيّدة توازى العمل الصالح.

واذا كنت أرى أنه لافضل لأحد فروع العلم والمعرفة على الأخرى فان مردّ ذلك الى أننى أؤمن بأن الحياة التى يقرر صاحبها أن يقضيها فى متابعة العلم والتعلّم (أيا كان مجال هذا العلم) هى حياة قيّمة كالحياة التى يقرر صاحبها أن يقضيها فى ممارسة الفضيلة... والانسان الذى يقترب من الكمال (اذ ان الكمال لله وحده) هو الانسان الذى يكون شاعرا وفيلسوفا وعالما وفوق كل ذلك رجلا فاضلا ومتديّنا (وهو لايجب ان يكون كذلك من حين الى آخر وانّما يجب ان يكون كذلك فى كل لحظة من لحظات حياته)...أى باختصار تمتزج فيه عناصر الانسانية فى اتساق جميل

ولكن.....يبقى هنا سؤال :

لماذا يصعب اتساق العناصر الانسانية فى عصرنا الحالى؟؟؟

وللحديث بقية

[disappointed]

لأن العصر الحديث أصبح لا يسمح بتوفّر هذه الوحدة الداخلية فى الانسان كون الحياة قد أصبحت شبيهة بالحرفة , فلقد أصبح الانسان مرغم على أن يتخذ لقب العالم أو الشاعر أو الفنان دون قبول حدوث تمازج بين اكثر من لقب من جانب مجتمعه المحيط به فأصبح الانسان يخلق لنفسه (أو بالأحرى أصبح المجتمع يخلق لهذا الانسان) عالما صغيرا يعيش فيه وهو غير عالم بما يتجاوز حدود هذا العالم الضيق المحدود...... وأنا لاأنكر هنا (حتّى لا تخوننى الواقعية) أن هذا هو حكم الضرورة ولكننى أصر على تسجيل رأيى فيه على أنه مناقض للكرامة للانسانية ومحاولة الاكتمال الفردية اذ أننى أرى أن الهدف النهائى للانسان (على الصعيد الحياتى والدنيوى) ليس هو فقط أن يعرف ويشعر ويتخيل وانما أن يحاول أن يصل الى الكمال قدر الاستطاعة أى أن يكون انسانا بمعنى الكلمة

وللحديث بقية

[disappointed]

يمكن ذلك طالما كان الغرض هو السعى الى الكمال مع الايمان الثابت فى ذات الوقت بأن الكمال المطلق ليس الاّ لله وحده وبأن الانسان مهما اوتى من العلم فان فوق كل ذى علم عليم , وأن على الانسان السعى وراء العلم طلبا للكمال وهو واع لأنه لن يصل الى العلم النهائى والكمال المطلق وانما يصبح انسانا حقّا بقدر ما سعى فى هذا الاتجاه.

ويمكن للانسان ان يكون انسانا حقّا عندما يمثّل فى طرازه الفردى الشخصى صورة موجزة للانسانية برمّتها , واذا كان الانسان كثيرا مايظن أن الأخلاق والأخلاق وحدها هى الكمال , وأن نشدان الحق والجمال ليس أكثر من متعة , وأن السعى وراء العلم انما لسد الحاجة وحل المشكلات وارساء لمبدئ الغائية , وأن الرجل المستقيم الأخلاق هو الرجل الكامل....الخ.....فان أنموذج الكمال انما تقدّمه لنا الانسانية كوحدة متكاملة اذ أن أكمل حياة هى الحياة التى تمثّل الانسانية برمّتها حيث ان الانسانية المثقفة ليست معنية بالدين والأخلاق فحسب وانما هى تلك التى تعنى أيضا وفى الوقت ذاته بالعلم والمعرفة والبحث وتحريك المشاعر واشعال الحماسة...الخ

ولكن.......

هل معنى ذلك ان الانسان باستطاعته أن يضرب كل الأهداف بسهم واحد؟؟؟؟ بالطبع لا , ولكنه يجب ان يكون مصوبا ماهرا للهدف الذى تضعه الظروف أمامه و وهو ما ساتحدث عنه لاحقا

وللحديث بقية

[disappointed]

بالطبع ليس فى مستطاع أى انسان ان يضرب بسهمه الواحد فى كل ناحية من نواحى العلم والفنون والثقافة..الخ....اذ ان الذى يجيد التصوير بريشته قد لايجيد العزف على آلة موسيقية ولايحسن فهم او استخدام الأجهزة العلمية....الخ....اذ ان كل فرع من فروع العلم والفن والثقافة فى حاجة الى تربية وتنشئة واعداد معيّن

ولكن......

الذى يمكن أن يحدث كما يهيّئ لى هو ان يكون لدى الانسان ثقافة فكريّة وعلميّة تستطيع أن توفّر له العاطفة التى يستلهمها الشاعر فى قرض الشعر دون ان يكون هو ذاته شاعرا ,والتى تشعر بجمال الألوان والظلال فى اللوحات دون أن يكون هو ذاته رسّاما, والتى يستعين بها الفيلسوف فى نفاذ نظرته وعمقها دون ان يكون هو ذاته فيلسوفا , والتى يستعين بها العالم فى خواطره الوثّابة فيكون العلم بالنسبة له غاية فى حد ذاته ويكون مشرّبا بالروح العلميّة فى النظر لأمور حياته دون ان يكون هو ذاته مخترعا او عالما .....الخ....على أن تكون (وهو شرط اراه اساسى) مثل هذه العاطفة تميل الى الروحانية والايمان بالله وتسعى الى الخير والحق والجمال.

ولهذا توجّب على الباحث عن العلم أن يكون بحثه عن العلم فى اطار من الالتزام بهذه القيم التى ذكرتها أعلاه حتّى يستطيع العلم فى مستقبله المنظور توطيد الحضارة والعمران على أرض هذا الكوكب لا أن تكون سببا فى انهيار الحضارة وخراب الكوكب.

وللحديث بقية

[الطفشان]

الاخ محبط

اعذرني و لكن

مازالت المواضيع مشوشة و لا توجد رسالة واضحة او رأي واضح

لماذا لا تكتب كل ما تريد ان تقوله في رسالة واحدة و بها عناوين فقرات مثلا؟

ما تكتبه كعنوان امام "موضوع الرسالة" صعب القراءة لانه بيتحدف شمال بعد التاريخ، خليه في صلب الموضوع مثلا

[ragab2]

كلام جميل

ماأقدرش أقول حاجة عنه

طالما مزجت بين الدين والعلم

[disappointed]

عزيزى الطفشان

الرسالة الواحدة ستكون طويلة للغاية وسيملّ الكثيرين من قرائتها , وقد انتقدنى من قبل أخوة اكن لهم التقدير والاحترام على طول بعض مقالاتى وبالفعل وجدّت أنهم على حق فى ذلك و وبما اننى (كما قمت سيادتك بالاستنتاج بالطبع) اتخذ فى كتاباتى أسلوب العرض والسرد المسلسل الذى توصل فيه فقرة ما الى الفقرة التى تليها وهكذا دواليك فقد ارتأيت أن أقوم بتقسيم الموضوع الى فقرات متوالية تكون نهاية كل فقرة مدخلا للتى تليها حتى لايتوه منى القارئ وحتى أستطيع تنظيم افكارى

وكما ترى ياعزيزى الطفشان فاننى عرضت بهذا الأسلوب مفهومى الخاص عن العلم والمعرفة ثم مفهومى عن القيمة النهائية لهما ثم مفهومى عن كيفية تحقيق انسانية الانسان من خلال العلم والمعرفة ثم مفهومى عن علاقة ذلك بمحاولة الوصول لى الكمال لأنتهى بتأثير هذه المفاهيم كلها على مفهومى لمستقبل العلم وعلاقته التزامليّه والتزاوجيّه مع الروحانيه والايمان والأخلاق والمثل والجمال...الخ وكيفية التعامل معه من هذا المنطلق من أجل صلاح الكوكب وليس خرابه

أرجو أن تخبرنى لو كان ما قلته لازال مشوشا...فأنا أسعد بحوارك (بالمناسبة : كنت قد قابلت الأستاذ عادل أبو زيد والأستاذ هشام عبد الوهاب والدكتور رجب فى القاهرة فى اوائل أكتوبر الماضى حين كنت سيادتك لازلت مختفيا عن المنتدى ودار حوارنا عن الطفشان وكيفية الوصول اليه لاعادة قيمة كبيرة للمنتدى...وهذه ليست مجاملة ويسأل عنها الأخوة الذين ذكرتهم)

عزيزى الدكتور رجب

شكرا لك , وأنت الآن على ما أعتقد قد تكون من أعلم الناس بعد أن قابلتنى شخصيا بحقيقة ما بداخلى وبنيّاتى

[disappointed]

صحيح أن العالم ينظر الى العلم دائما من ناحية فوائده العمليّة وقيمة اسهامه فى توطيد الحضارة , وصحيح أيضا أن المجتمع الحديث مدين للعلم بكل ماهو فيه الآن من وسائل التقدم , الاّ أننى أعتقد أن وضع المسألة الخاصة بالنظرة الى العلم فى هذا الاطار انّما هو شيئ يحتوى على خطورة كبيرة فى المستقبل المنظور.....لماذا؟؟؟

لأننى أرى أن العلم كالفضيلة , أى أن قيمته تكمن فى ذاته بغض النظر عن فوائده , أى فى كونه غاية فى حد ذاته وليس وسيلة , أى فى كونه منزّه عن الغرض (علما بأن الأغراض التى تحتاج الى العلم لتتحقق سيتم افرازها تلقائيا وعلى أى حال حتّى وان نزّهنا العلم عن الغرض, وبالتالى ستكون المثل العليا هى الفيصل فى التطبيق العملى لما يؤتينا الله من علم) .....

.وصحيح أيضا أن التطبيقات العملية للعلم لها قيمتها القصوى وأهميتها العظيمة ولكنّها ليس لها قيمة مثالية من خلال النظرة التى ينظر بها الانسان الى العلم الآن, وهنا من وجهة نظرى مكمن الخطورة على كوكب الأرض فى ظل التقدم اللامعقول للعلم والتقنية وهو ذلك التقدّم الذى وصل الى حد يحتاج معه لقيم مثالية تحرّكه وتحكمه وتضبطه لتكون صمام أمان يسمح بسريان مجرى العلم فى المجتمعات البشرية فى اتجاه الخير والحق والعدل والمثل العليا ويقاوم سريانه فى الاتّجاه المضاد الذى قد يدمّر البشرية (تماما كصمامات الأوردة الدموية التى تسمح بسريان الدم فى اتجاه واحد فقط)

خلاصة ما أريد قوله هو أن الغائية التى ينظر بها العالم للعلم الآن بعيدا عن القيم والمثل العليا وبعيدا عن تقدير العلم لذاته قد تكون هى السبب فى خراب الكوكب ونكوص الحضارة البشرية فى ظل تقدّم علمى بامكان من يتملّكه لو كان أخرقا أو شرّيرا أو همجيّا...الخ أن يبيد نصف البشرية قبل مغيب شمس اليوم الذى يقرّر فيه ذلك

ويحضرنى هنا رد "ألبرت آينشتين" فى حديث صحفى على سؤال عن تصوّره للحرب العالمية القادمة , فقال أنه لايستطيع تخيّلها ولكنه يعتقد أن الحرب العالمية التى ستليها قد تكون الأسلحة المستخدمة فيها هى الحراب والسيوف

[الطفشان]

أرجو أن تخبرنى لو كان ما قلته لازال مشوشا

لا استطيع ان احدد موطن التشويش، بل قل، عدم الوضوح، مش قادر احط عليه صباعي يعني

و لكن باسر باي قرب منه بقوله في موضوع اخر : "كثرة الاقتباس دون أن يكون هناك فصل واضح بين رأي الاستاذ الشخصي وبين الكلام المقتبس"

حاجة في الاسلوب بس مش قادر احدد ايه هي بالضبط

المحصلة هي عدم وضوح ما تريد ان تقوله

فأنا أسعد بحوارك (بالمناسبة : كنت قد قابلت الأستاذ عادل أبو زيد والأستاذ هشام عبد الوهاب والدكتور رجب فى القاهرة فى اوائل أكتوبر الماضى حين كنت سيادتك لازلت مختفيا عن المنتدى ودار حوارنا عن الطفشان وكيفية الوصول اليه لاعادة قيمة كبيرة للمنتدى...وهذه ليست مجاملة ويسأل عنها الأخوة الذين ذكرتهم)

اشكرك على المجاملة

[wahed_masry]

الاستاذ المحبط

السلام عليكم

أعتقد من وجهة نظري المتواضعة أن المنظومة القيمية المحركة للعلم تختلف باختلاف العصور وباختلاف العلم نفسه وأيضا نتائجه وانتشاره

والتأرجح القيمي بين كون العلم غاية وقيمة في حد ذاته في مقابل كونه وسيلة لتحقيق درجات مختلغة من الغايات المادية سؤال فلسفي قديم جدا

ويرى البعض أن مفهوم العلم القيمي كان سائدا اكثر في عصر الاكتشافات غير الموجهة ويدللون على ذلك بالاكتشافات التي يرجع أصلها إلى عوامل عشوائية تتعلق بالصدفة البحتة حين لم يكن هناك انتظار لمردود مادي أو أدبي من جراء الاكتشاف يحفز صاحبه على المضي قدما فيه

بينما اختلف الامر في العصور التالية أذ أن البحث أصبح موجها بحاجة المجتمعات مما يشكل قيد خفي على حرية البحث من حيث كل من التمويل والتقدير المادي والادبي

بينما يعارض البعض الاخر تلك النظرية من حيث كون اكتشافات الصدفة في حد ذانها مجزبة بدلبل اشتهارها وانتشارها في حين أن كثيرا من غيرها لم نسمع به وطواه التجاهل أو النسيان مما يدفع بكون حاجة المجتمعات شكلت في تلك العصور مصفاة للابداع العلمي

وعلى هذا الدلبل بدفعون بأن حاجة المجتمعات تشكل الدافع الموضوعي والمادي للعلم بشكل مباشر أو غير مباشر وينفون وجود الدافع الذاتي للعلم

ورغم أننا نتفق جميعا على أن الحاجة في عصرنا الحالي هي المحرك الرئيسي لدوران عجلة العلم (حتى ةإن كانت هذه الحاجة غير موضوعية مثل الاسباب السياسية أو الاجتماعية غير ذات الصلة المباشرة بموضوع البحث) إلا أنني شخصيا مازلت متحيرا بين سببية العلم وذاتيته

وللحديث بقية

تحياتي

واحد مصري

[disappointed]

عزيزى الطفشان

اجلاءا للأمور ومنعا للبس دعنى أوضّح لك انه لايوجد مساحة اقتباس من الأساس فى هذا الموضوع , ولهذا فان رأيى الشخصى المتواضع ستجده فى سطور ما أكتبه اذ لايوجد فاصل بين رأيى الشخصى وبين اقتباس غير موجود من الأصل..... (لو كان هناك أى اقتباس لكنت قد وضعت المصدر المقتبس منه كما أفعل دائما "راجع موضوعى عن العصر الأوروبى الوسيط والكاثوليكية وموضوعى عن المادّية على سبيل المثال").

ربّما كان عدم وضوح ما أريد ان أقوله بالنسبة لحضرتك(حسب تفسيرى) هو أن الطفشان والمحبط ربّما ليسا على نفس الموجة او التردّد لا أكثر ولا أقل , وربّما كان كون المحبط وواحد مصرى على نفس الموجة أو التردّد هو سبب استقباله لما اريد ان أقوله....واذا كان هذا هو السبب فلا أرى فيه غضاضة لا للمحبط ولا للطفشان وربّما يحدث مع الوقت والتحاور المثمر "توليف" للتردّد والموجة الفكرية بينى وبين حضرتك.

وأستأذنك فى أن أكرر أن ما أردت ايصاله للقارئ لايتعدّى مفهومى الخاص عن العلم والمعرفة و القيمة النهائية لهما و كيفية تحقيق انسانية الانسان من خلال العلم والمعرفة و علاقة كل ذلك بسعى الانسان الى الكمال (حتى وان علم أنه لن يدركه)ومنظورى لمستقبل العلم ووجوب مزجه مع الروحانيه والايمان والأخلاق والمثل والجمال...الخ

وأعتقد أن الأخ واحد مصرى وضع يده على لب ما أريد قوله وهو الصراع بين القيم والقيمة فى نظرتنا للعلم

عزيزى الطفشان....تقبّل تحيّاتى

[disappointed]

إلا أنني شخصيا مازلت متحيرا بين سببية العلم وذاتيته

عزيزى الفاضل واحد مصرى

وضعت يدك على لب الاشكالية اذ أن الشد والجذب بين سببية العلم وذاتيته انّما هى شد وجذب بين القيمة والقيم

واذا كان البعض يرى أنه ليس من الواقعية فى شيئ أن ننظر للعلم بمثل هذه المثالية التى أنادى بها كون سببية العلم فى غاية الأهمّية , فاننى أرى أن مايبدو غير واقعيا قد يكون فى الواقع هو الضمان الأوحد لتجنّب توحّش سببية العلم التى قد تؤدّى الى التهام القيم البشريّة وافتراس انسانية البشر وهو مدخل الى فناء الانسان وتدمير حضارته

مع خالص تحيّاتى

[الطفشان]

بالنسبة للاقتباس، هذه ملاحظة على موضوع اخر و ليس هذا الموضوع

الموضوع قد يكون طول موجة و تردد، كما قلت، و لكن ما قصدته انه يساء فهمك كثيرا و الموضوع موضوع اسلوب

فيه حاجة ناقصة في طريقة العرض، و لكن مش قادر احط ايدي عليها

[wahed_masry]

الفاضل محبط

شكرا على الاطراء ، وها أنا ذا استكمل

وللتوضيح أكثر لموضوع سببية العلم وذاتيته أضع المثال المعروف وهو أجابة شاب يافع عن شؤال مثل لماذا دخلت كلية الهندسة؟

والاجابات تتراوح بين الغايات المادية المختلفة بداية من نظرة المنافع المادية الذاتية المباشرة مثل "لاني أعرف أن المهندسين يكسبون كثيرأ"

إلى المنافع الادبية الذاتية مثل "لكي أصل في يوم إلى منصب هام" أو "لكي تفتخر بي أسرتي"

وحتى إلى المتافع العامة المجتمعية مثل " لكي أفيد المجتمع باختراع نافع"

أما عن الاجابة الذاتية فنكون ببساطة "لاني أحب الهندسة" وذلك بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى

وكما قال الاستاذ المحبط ، الاجابة الاخيرة والممثلى للدافع الذاتي تبدو في منتهى المثالية وهو أمر ليس دائما محمودا

وفيما يلى استكمل وجهة نظري...............

أن ما حدث في السنوات الخمسين الاخيرة من طفرات علمية ضخمة تسبب إلى حد كبير في نغير نظرة المجتمع واسلوب تعامله مع العلم وخاصة في العرب

فقد تحول العلم من طاقة ابداعية تتأرجح بين السببية والذاتية إلى سلعة متداولة

وهذه السلغة لها منتج ومستهلك ودراسات تسويقية ودراسات جدوى وغيره مما ينطبق على أي سلعة

وهذه النظرة الجديدة أغرقت العلم في الدوافع السببية إلى الحد الذي أصبحت فيه الدوافع الذاتية ضربا من التاريخ

ونتيحة لهذا صارت قوانين السوق العامة بديلة عن أي محتوى قيمي للعلم

ولما كان العلم كسلعة قد دخل إلى السوق مؤخرا ، فهناك قصور واضح في القوانين والاخلاقيات التي تحكمة

وأظن إن لم يخنى الفهم أن هذه النقطة هي الهدف الرئيسي من الموضوع

وللحديث بقية

واحد مصري

[الطفشان]

الاخ واحد مصري،

اخيرا، كدة انت وضحت الموضوع

بما انك على نفس طول الموجة مع محبط، فالمنتدى قرر بالاجماع تعيينك مترجم رسمي لمحبط!!!

(معلش يا جماعة تخاريف صايم، بس حقيقي ما فهمتش الا لما واحد مصري شرح الموضوع باسلوبه)

ندخل في الموضوع بقى

هناك العلم الاكاديمي، و هو البحث لمجرد البحث، و هناك العلم التطبيقي، و هو البحث لتوظيف الاكتشافات لخدمة البشرية

معظم العلوم او البحوث في هذه العلوم تبدأ نظرية، ثم تدريجيا نجد تطبيقات لها

و من ايام اجدادنا الفراعنة و الفلاح بيحب يتعلم القراءة و الكتابة، ليه يا ترى؟ عشان يبطل يشتغل فلاح و يبقى كاتب جالس القرفصاء، و كذلك الطبيب تعلم الطب للوضع الاجتماعي، و هكذا، فتقييم العلم بالمال شئ قديم من زمان

و قلة من الناس هم من يهبون نفسهم للعلم لمجرد العلم

برضه لازم ما ننساش ان اي عالم له احتياجات معيشية من ملبس و مسكن و مأكل، و لابد ان تصرف جهة عليه، و هي الان الحكومات او الدخل من الطلاب الدارسين، و قديما كان الملوك يصرفون هذه الفلوس عشان الوجاهة و الانجازات الحضارية و ذكرهم في التاريخ، فالبحث العلمي يجب ان ينفق عليه بطريقة ما، و الدول الاغني تصرف اكثر على البحث العلمي بالطبع

و العالم المستكشف الاكاديمي برضه له اهداف من علمه، قد تكون مادية، مثل ان يحاضر في مؤتمرات او يرأس قسما في جامعة مرموقة، او ادبي اجتماعي مثل النبوغ بين اقرانه

[disappointed]

الاخ واحد مصري، 

اخيرا، كدة انت وضحت الموضوع

بما انك على نفس طول الموجة مع محبط، فالمنتدى قرر بالاجماع تعيينك مترجم رسمي لمحبط!!!

:D :D :D

بس على فكره فيه كثير بالاضافه لأخى العزيز واحد مصرى"ترجمانات" و على نفس تردّد وطول موجتى.....يمكن يكون السبب فى كده مثلا طول العشره وكثرة التحاور....وان كان هوّه ده السبب فهو شيئ يسعدنى كونه يشير الى أن حضرتك مع العشره وكثرة التحاور مع العبد لله قد لن تكون بحاجة لمترجم مستقبلا (ولا حتّى أنيس عبيد)

:D :D

مع خالص التحيّه

;)

[disappointed]

و من ايام اجدادنا الفراعنة و الفلاح بيحب يتعلم القراءة و الكتابة، ليه يا ترى؟ عشان يبطل يشتغل فلاح و يبقى كاتب جالس القرفصاء، و كذلك الطبيب تعلم الطب للوضع الاجتماعي، و هكذا، فتقييم العلم بالمال شئ قديم من زمان

و قلة من الناس هم من يهبون نفسهم للعلم لمجرد العلم

و العالم المستكشف الاكاديمي برضه له اهداف من علمه، قد تكون مادية، مثل ان يحاضر في مؤتمرات او يرأس قسما في جامعة مرموقة، او ادبي اجتماعي مثل النبوغ بين اقرانه

عزيزى الطفشان

لاجدال على هذا...فهذا هو الواقع الذى لامجال لانكاره

وصحيح ان المنظور الذى أطالب به للعلم والمعرفه (والذى يتمنّى نقلهما من خانة قيمة وسببيّة العلم الى خانة قيم وذاتية العلم) هو منظور قد يعتبر غير واقعى فى مثاليته ولكننى أرى أنه لو أتيح تطبيقه فقد يكون اعتبار العلم غاية فى حد ذاته هو الطريق الأقوم والأكثر فعاليه واستمراريه (بجانب كونه الأكثر انسانيه وأخلاقيه) لتحقيق الأهداف الجانبية الأخرى كالكسب المادّى أو تحقيق الوضع الاجتماعى المرموق.....الخ

حتّى لا أتعبك معى فى الصيام وتتهمنى بالكلكعه وعدم الوضوح سأضرب لحضرتك مثالين من الحياه العامّه :

المثال الأول: برنامج من سيربح المليون

لو تابعت الفائزين بالمبالغ الكبيره عن جدارة (وليس عن طريق التخمين وضربات الحظ) فستجد أن سبب اجابتهم عن الأسئلة بنجاح هو وجود قاعدة علميّة ومعرفية تراكميّه فى أذهانهم تم بنائها على مدار سنوات من البحث عن العلم والمعرفه لذاتهما وبعيدا عن غرض آخر سوى حب العلم وتقدير قيمه وليس قيمته , وكانت النتيجة ان أوصل منظور اعلاء ذاتيّة العلم وقيمه على سببيّته وقيمته الى هدف الكسب المادّى (على الماشى وليس كهدف مسبق مثّل غرضا من تحصيل العلم فى الأساس) أى أن الهدف الذى تسعى ورائّه سببيّة العلم (القيمة...أيا كانت مادّية أو معنوية ....الخ) قد حققته قيم العلم وذاتيّته

(أعتقد ان حضرتك تتفق معى أنه من السذاجة ان يأتى شخص ويقوم بجمع الموسوعات والانكباب على حفظها واضعا فى ذهنه هدفا مسبقا هو الاشتراك فى البرنامج و تسخير تحصيل العلم من اجل غرض الكسب , فالمكسب لن تزداد نسب حدوثه من منطلق كونه الهدف المرغوب من العلم بل من منطلق كون العلم مرغوبا لذاته)

المثال الثانى :

اذا كان هناك طبيب فى تخصّص أمراض النساء والولاده مثلا , وسعى الى العلم حبّا فى ذات العلم وليس لغرض يريده من العلم والمعرفه , فقام بتحصيل العلم بشغف فى مجالات التخصصات الطبية الأخرى وفى مجالات الثقافة العامة والأدب والفكر والفنون.....الخ.....أفلن يجعله ذلك أكثر تملّكا من ممارسته للطب وتداخل وظائف الأعضاء بعضها ببعض ممّا يعلى من أسهمه كطبيب متميّز؟؟؟, وألن يجعله ذلك مجالسا ومسامرا لمريضاته وأزواجهن على اختلاف اهتماماتهم ومشاربهم وهواياتهم وثقافاتهم ...الخ ممّا يزيد من تواصله معهن ونفاذه على المستوى الانسانى اليهن والى أزواجهن ويجعلهن خير دعاية له وسط الجيران والأصدقاء والأقارب ممّا يزيد من أسهمه وعدد المترددين على على عيادته ؟؟؟؟

اذن.....فتحصيل العلم المنزّه عن الغرض والنظر لذاتية العلم فى هذه الحالة هى التى ستوصل هذا الطبيب الى نجاح مهنى وهى التى ستحقّق له مكاسب مادّية ومعنويّة...الخ......أى أن قيم العلم هى التى قد تحقق القيمة

وأتمنى أن لا أكون غامضا هذه المرّة أيضا

;) :D :D