The Professor بتاريخ: 15 ديسمبر 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 ديسمبر 2007 تفوق على اليهود بفكره ,, ربما أخذ عنهم أن السيطرة على الإعلام والمال هما السبيل للسيطرة على العالم لكنه وبخطى سريعة ومنقطعة النظير استطاع ان يحقق ما تعجز عن تحقيقه دول باقتصادييها وعلماءها ومفكريها وقل من شئت .. انه اصبح ظاهرة تستحق التأمل والتفكير .. شخص غير عادي .. او كما وصفه كاتب المقال نجيب الكوني .. قرأت هذا المقال عن نجيب ساويرس واحببت ان تشاركوني قراءته ربما نأخذ منه أفكارا لتحقيق حلمنا بالثراء.... أين المفر.. ساويرس يحاصركم من كل الاتجاهات؟! عاطف حزين يحاصركم من كل الاتجاهات؟! أشرس ما يمكن أن تواجهه رجل جائع ظمآن.. بصراحة مواجهة وحوش الغابة أسهل كثيرا. وقد يهون الأمر إذا كان جوع ذلك الرجل وعطشه يمكن سدهما بلقمة وجرعة، لكنك ستقف أمامه عاجزا مشلولا، حائرا مندهشا، تضرب أخماسا في أسداس إذا كان صاحبنا «جعان ثروة» رغم الجبال التي يمتلكها منها، وإذا كان «جعان سلطة» رغم ممارسته لها بافراط من طلعة النهار حتي طلعة النهار. الثروة إذن والسلطة هما الماء والهواء والحياة لذلك الرجل خاصة إذا كان اسمه: نجيب أنسي ساويرس. ومشكلة مصر كلها مع ذلك الرجل أن دروس التاريخ علمتنا أن أحدا لا يمكن أن يصبح غنيا بين يوم وليلة إلا إذا «ضربت» معاه وفازت ورقة اليانصيب التي اشتراها من ميدان الإسعاف بقلب القاهرة بـ«البريمو»، حتي هذه ربما كنا نبلعها إذا كان الذي اشتري الورقة «نجيب» الريحاني، أما هذه الأيام يا دوب ورقة البريمو تكفي لشراء جوزين جزم من شارع طلعت حرب. فكيف يمكن أن تصبح غنيا ثم مليونيرا ثم بليونيرا ثم واحدا من قائمة فوربس لأغني رجال العالم في غضون عقدين من الزمان دون أن تشتري كل أوراق اليانصيب من كل ميادين الإسعاف في كل عواصم العالم، ودون أن يموت أقاربك الأثرياء الذين هاجروا منذ زمن بعيد إلي البرازيل والأرجنتين ويتركوا لك ثروة طائلة كما كان يحدث في أفلام إسماعيل ياسين؟! كيف يمكن أن تصبح أغني من أثرياء النفط والسلاح رغم أن الجميع يعلم أن البداية كانت مقاولة من الباطن في ليبيا كسب منها والده في ليبيا 37 ألف جنيه في طلمبات لرفع المياه في مقاولة من الباطن سنة 1971م. ربنا عرفوه بالعقل.. البسطاء يقولون ذلك إذا وجدوا أنفسهم أمام ظاهرة لا يصدقها لا عقل ولا منطق، فماذا سيقولون أمام الصعود المتنامي اللامتناهي للمهندس نجيب ساويرس والتي تشير مقدماته وما ظهر منها من نتائج حتي الآن إلي أنه سيصبح قادرا عما قريب علي شراء دول من بابها. قطعا سيقول البسطاء جملة أخري منطقية :«مين اللي ورا الراجل ده؟». سؤال عويص قد لا يعرف أحد في بر مصر إجابته حتي أقرب الأقربين لنجيب، وهكذا وجدنا أنفسنا مطالبين بطرح أسئلة متفرعة عن ذلك السؤال ونحن نراقب تلك الظاهرة الكونية وهي تنتقل بخفة من مجال إلي مجال كما لو كان الهدف في النهاية أن يقول نجيب لشعب مصر وربما الشرق الأوسط كله: سلموا نفسكوا المنطقة كلها محاصرة بقواتي!. وما يزيد من غموض هذه الظاهرة الكونية أن أحدا لا يعرف طريقها إليها، بمعني أنك إذا جعلت نجيب قدوتك وحاولت السير علي نهجه فلن تجد لا نهجا ولا طريقا ولا حتي «مدق» في الصحراء يقود إلي مثلك الأعلي. حاول أن تستعين بقصاص أثر أريب وأنا علي يقين من أنه سيقول لك في نهاية محاولته الفاشلة: ربما يكون من تبحث عنه نبت شيطاني زرعته كائنات فضائية وعادت إلي كواكبها مرة أخري.. زرعته ربما لتعذيبنا أو لعقابنا. ما يلفت النظر أيضا وانت تبحث عن إجابة لسؤال آخر «طب هو عاوز إيه بالضبط؟» إنك لن تجد في نفسك أو في نفسي أو في نفس كل معارفك ذرة إعجاب بذلك الكائن الفضائي علي الرغم من أننا إذا افترضنا أنه بشر مثلنا يمتلك عقلا كعقولنا وقلبا يحمل نفس مشاعرنا فهو مدعاة للفخر كمصري استطاع في سنوات قليلة وبعيدا عن أي منطق منافسة الولايات المتحدة الأمريكية في غزو الدول، بل إنه تفوق عليها، فهل تستطيع أمريكا غزو 20 دولة في مختلف القارات؟ طبعا لأ، ساويرس بقي قدر يعملها لوحده وبمشروعاته ومع ذلك فنحن غير فخورين به لأن الشعور بالدهشة لم يترك فينا مكانا لمشاعر أخري! لكن نجيب «الكوني» لا يهمه كثيرا أن تحبه أو تفخر به، ولن يشعر بنقص إذا كرهته لأن هدفه الأول وحبه الوحيد أن يكون عقلك تحت سيطرته. وتكمن عبقرية نجيب في أنه يعلم منذ البداية أن الطريق طويل وينبغي تقسيمه إلي محطات.. كل محطة تقربه أكثر من التسرب والتوغل والسيطرة، يساعده في ذلك وجه طفولي أقرب إلي البكاء حتي وهو يبتسم.. وجه لا يعكس قطعة موجودة في تجويف رأسه قادرة علي إدارة العالم كله حتي وهو يجلس علي طاولة أمام البيست في الملهي الذي كان يمتلكه علي كورنيش النيل. والغريب أن الأب أنسي ساويرس لم يكن راضيا عن اقتحام ابنه البكري لمجال الاتصالات الغريب عليهم جميعا، لكنه فوجئ ربما بقدرات لم يكن يعلمها في ابنه جعلته فيما بعد يبصم له بالعشرة وهو يراه يبسط نفوذه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وكأنه جنرال في كل شيء مرهون بضغطه واحدة علي زر أمامه. لكن هل المسألة حقا في قدرات نجيب ساويرس أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ هل يمكن أن يصل الأمر لكي يحدد لنا ماذا نأكل وماذا نشرب وماذا نلبس؟. تحديدا وتفصيلا لا يملك أحد في مصر الإجابة عن هذا السؤال، ليس لحرص نجيب الزائد فقط ولكن لعوامل وظواهر كثيرة تحيط بسلوك نجيب والتسهيلات المذهلة التي توفرها له حكومة مصر. طبعا البعض يجزم بأن هذه الظاهرة الكونية صنعت في أمريكا رغم أنه ترك مصر بعد أولي كلية هندسة وذهب للدراسة في زيوريخ في معهد فني. بل إن البعض حدد أنه رجل البنتاجون وليس رجل الاستخبارات، وإن بدت هذه المقولات التي بلا دليل نوعاً من ثرثرة المقاهي. والذي لا شك فيه أن الأمر ليست له علاقة بدعم أمريكا لرجال الأعمال الأقباط في مصر، فقدرات نجيب تجاوزت موضوع الديانة بمراحل، فما معني أنه يدخل بشركاته في الدول التي تخربها أمريكا؟ هو يرجع ذلك إلي طبيعته الشجاعة المقدامة. ليكن فلا نستطيع أن ننكر أن شخصية نجيب تحمل قدرا ظاهرا من الاندفاع السلوكي واللفظي خاصة بعد أن قويت أجنحته بصورة تستعصي علي أحد- أي أحد- أن يقصقص ريشها، لكن أن نصدق أن الشجاعة هي كل شيء فلابد أن «ندق» عصافير علي أصداغنا أولا. قبل أن نسترسل في استنتاجات حول الجهة التي تدفع نجيب ساويرس وجعلت حكومة مصر «تطنش» علي ضرورة إحالته للنيابة وسجنه بسبب إضافة 400 مليون جنيه لرأس مال شركته بشهادات بنكية مزورة كسب من ورائها عشرات الملايين. وقبل أن تندهش لأنه جعل المحاسب الغلبان صلاح الدين أبوزيد كبش الفداء علي طريقة أفلام السينما بتاعة معلمين سوق الخضار والمخدرات، تعالوا نتوقف أمام حاجة قديمة شويتين، وحاجة قديمة شوية. عندما نقل أنسي ساويرس نشاطه إلي ليبيا بعد التأميم كان أول مشروع يدخل فيه عام 1971 هو إنشاء شركة لتوريد طلمبات المياه. أخذه من الباطن وكسب منه مبلغاً متواضعاً. ولأن المنطق يقول إن هذه المقدمات لا يمكن أن تؤدي إلي أن تصبح هذه العائلة خلال 36 عاماً من العائلات التي تحكم العالم. ما يؤكد هذه المسألة أن نجيب نفسه يشيع عن نفسه أنه حاول الاستقلال عن أبيه وانشأ مشروعا بسلفة خمسة آلاف جنيه ليس من أبيه ولكن من أحد أصدقائه، فهل تصدقون ذلك؟ نعم هو مغامر بطبعه لدرجة أنه امتلك مطعماً يابانياً ثم اشتري ملهي أو كازينو الشجرة، ليكون عملا من ناحية وللترفيه عن نفسه من ناحية أخري. لكنه في كل الأحوال لم يقدم ما يؤشر بأنه سيكون ذلك الشخص الذي يحكم الآن بثروة لا يستطيع هو نفسه أن يحصيها والأهم أنه يقتحم بها مجالات لا علاقة لها ببعضها البعض! ونأتي إلي الحاجة القديمة شوية والتي لا يعرفها سوي مائتي فرد تلقوا عام 98 رسائل علي بريدهم الإلكتروني وعبر البريد الجوي تبشر أو تحذر أو تتنبأ- اختر ما شئت- بأن نجيب ساويرس يخطط للسيطرة علي الإعلام في غضون عشر سنوات. وحددت الرسالة بأن المقصود بالإعلام هو السينما والتليفزيون والصحف والغناء والموسيقي. نحن الآن في الأيام الأخيرة من عام 2007، فهل تحققت تلك البشري أو ذلك التحذير؟ الإجابة نعم، وبالتأكيد، فالرجل يسيطر علي السينما المصرية من خلال شركة نهضة مصر المتضامنة مع الشركة العربية، والشركتان تملكان 90% من دور العرض في مصر كما تتحكمان في إنتاج الأفلام السينمائية، ولوحظ أن أغلب الأفلام متواضعة، فإذا عدنا إلي تصريحات نجيب عندما دخل مجال السينما عام 1997 نجد أن كلامه كان جميلا موحيا يجعلك تقول له بعد سابق دهشتك من تلك الخطوة: توكل علي الله وإحنا في ضهرك. نجيب زعم أنه دخل مجال السينما لأنه مهووس بالسينما منذ صغره وأنه لاحظ تراجع مرتبة الفيلم المصري في السنوات الأخيرة ولذلك قرر أن يدخل بكل إمكاناته للقيام بعملية انقاذ للسينما المصرية. وتحققت عملية الانقاذ فعلا وأصبح الفيلم المصري بعد مرور عشر سنوات علي اقتحام نجيب لمجال السينما من الأفلام المرشحة دوما لجوائز السعفة الذهبية والدب الفضي والأسد المرعب ناهيك عن الأوسكار. لكن حلم نجيب السينمائي لم يتوقف عند هذا الحد بل هبط الرجل من كوكبه علي مهرجان القاهرة السينمائي ليصبح الراعي الرسمي له في الدورة 30 من العام الماضي وليصبح مالك المهرجان الأوحد في الدورة 31 بصورة جعلت فاروق حسني وزير الثقافة الذي ساعده علي ركوب المهرجان يصيح معترضا: «هو فاكرنا طراطير!!». نعم أصبح نجيب هو صاحب المهرجان، وأصبح عزت أبوعوف وعمر الشريف وفاروق حسني ليسوا طراطير- لا سمح الله- ولكن واجهة للمهرجان. أما نجيب فهو الذي أصر علي إهداء الدورة لروح نجيب الريحاني بعد أن «شبع موت» وأخرج لنا من «كمه» سيدة عجوزاً اسمها جينا زعم أنها ابنة الريحاني من سيدة فرنسية عاش معها لمدة 14 أو 18 سنة مع علمنا كجمهور وصحفيين بأن الريحاني لم يتزوج سوي بديعة مصابني وأن أخاه وابن أخيه هما الوريثان. الأهم من ذلك هو أن علاقة نجيب الريحاني بالسينما اقتصرت علي عدد قليل من الأفلام لا يصل إلي أصابع اليدين لأنه كان فناناً مسرحياً من الطراز الأول غير أن مسرحياته لم تدرك التليفزيون فلم يصلنا سوي أفلامه القليلة التي لا يتعدي الجيد منها فيلمين. لكن حكم صاحب المهرجان يجب أن ينفذ ويجب أن تطبع مذكرات الريحاني التي اكتشفت فجأة علي نفقة المهرجان. عموما كان مهرجانا سينمائيا فقيرا، لم يشارك فيه أي نجم سينمائي عالمي ولم تعرض مسابقته ما يستحق التوقف ورحم الله سعد الدين وهبة الذي مات فأخذ المهرجان معه إلي القبر مع الاعتذار لنجيب.. نجيب الريحاني ونجيب ساويرس. وعلاقة نجيب بالتليفزيون تشبه كثيرا علاقته بالسينما، فهو لم يدخل العراق لمجرد المحمول العراقي فقط بل لإنشاء قناتين تليفزيونيتين أيضاً.. واحدة أرضية واسمها السومرية وواحدة فضائية اسمها نهرين. وقد قيل الكثير عن القناتين أقله أنهما تتبنيان وجهة نظر الجيش الأمريكي المحتل، علي الرغم من أن نجيب عندما سئل عن الهدف من إنشاء القناتين أجاب: أولا الدعاية لشركة المحمول وثانيا الترويح عن الشعب العراقي المسكين الذي يعاني من ظلم الاحتلال، عموما المسألة انتهت بأن شركة المحمول «عراقنا» بيعت بمليار دولار لكن القناتين تبثان برامجهما بنجاح منقطع النظير!. وعندما فشل نجيب في إنشاء قناة تليفزيونية أرضية في مصر «أول حاجة يفشل فيها» انشأ قناة عجيبة اسمها «o.tv» كان الهدف منها- وفقا لكلامه- هو أنها لانقاذ الشباب من الجرعات المتشددة في القنوات الفضائية، ولذلك تحرص القناة علي تقديم عشرات البرامج التافهة التي تربي التخلف العقلي، وفي الحادية عشرة مساء من كل يوم تقوم بعرض فيلم أجنبي للكبار «وبس» يظهر الممثلون فيه عرايا كما ولدتهم أمهاتهم ويمارسون كل شيء علي المكشوف. و هذا هو إنجاز نجيب التليفزيوني الذي يعتبره الكثيرون تدميرا للأسرة المصرية وليس للشباب فقط. وعلاقة نجيب ساويرس بالصحافة تتمثل في مساهمته في جريدة «المصري اليوم» مع صلاح دياب وأحمد بهجت وغيرهما، وبعيدا عن الشكل الرسمي كانت الصحافة تسير مع نجيب كظله منذ ظهر إلي الأضواء وأسهم بشكل كبير في إغلاق جريدة الدستور في إصدارها الأول ويعتبر ذلك أنها قرصة ودن للأولاد لابد أنهم تعلموا منها، ولا نريد أن نتهم نجيب بأنه يشتري صفحات كثيرة في جرائد كثيرة من خلال الإعلانات لأنني أربأ بنفسي عن اتهام زملائي، هذا من ناحية، ولإيماني بأن نجيب مصدر صحفي من المصادر التي يسيل لها لعاب أي صحفي. الشاهد أن نجيب يضع يده في «مصارين» الصحافة المصرية وبعض الصحف العربية التي تصدر في أوروبا وسوف تكشف الأيام القادمة دوره في استغلالها كأدوات للسيطرة. ويمتلك نجيب ساويرس شركة لإنتاج وتوزيع الموسيقي والغناء يتحدي بها شركة «روتانا» لصاحبها الوليد بن طلال. ورغم تعاقد نجيب مع عدد من المطربين والمطربات إلا أنه يسعي بكل قوته للحصول علي توقيع المطرب عمرو دياب بعد أن علم بأنه لن يجدد تعاقده مع روتانا. وإن وقع عمرو مؤخراً مع روتانا والسؤال هنا يلح بإلحاح لحوح: تفتكروا نجيب هيكسب إيه من السيطرة علي سوق الغناء في مصر أولا وفي الشرق الأوسط ثانيا؟ يا ريت حد يقول لنا. يدرك نجيب أن الولايات المتحدة نفسها بعظمتها تدار من خلال الإعلام وليس من خلال البيت الأبيض. الإعلام هو السلطة الحقيقية في العالم الثالث وفي أعظم دولة في العالم، فإذا افترضنا أن نجيب سيطر علي الأثير من خلال فضائياته وعلي الشارع من خلال صحفه، وعلي السينما من خلال أفلامه وعلي الدنيا كلها من خلال «المحمول في يد الجميع» ويا عيني لو نجح واشتري بنك القاهرة كما يحلم.. تفتكروا إيه اللي الناقص علي تتويجه؟! لا يعلم الكثيرون أن نجيب ساويرس بني قلعة «أوراسكوم تليكوم» من فلوس المودعين في البنك الأهلي وبنك مصر، ومن فلوس أصحاب المعاشات والمشتركين في التأمينات الاجتماعية. من يصدق أن هذه الجهات الأربع صاحبة الأسهم في شركة المحمول الأولي انسحبت مرة واحدة وباعت الأسهم بنفس سعرها القديم بدون أي ربح إلي نجيب ساويرس حتي ينشيء شركة موبينيل ويدفع 50 مليون دولار من أجل الرخصة. إنها فلوسي وفلوسك وفلوس معاش «أبوك» وتأمينات خالك وعمك الاجتماعية. بهذه الأموال تمكن نجيب من السيطرة علي جيوب المصريين الذين أصبحوا تحت تأثير حملات إعلانية تصور لهم أنهم سيمتلكون العالم لو أنهم اشتروا خط موبينيل. وليس بعيدا أن نتذكر الإفيه الذي تبادله المصريون بأن محمول ساويرس ومشروع توشكي والدروس الخصوصية خلصوا علي فلوس مصر والمصريين. لكنني أود التوقف أمام محطتين في مسيرة نجيب «المحمولية»، الأولي حين اعترف وحين اعترفت البنوك بأنه رفع رأس مال شركة أوراسكوم تليكوم بشهادات مزورة من 5 ملايين إلي 400 مليون جنيه حولها إلي أسهم كسب من ورائها مليارات وكل ذلك بشهادات بنكيه مزورة قدمها إلي هيئه سوق المال. وفي كل قوانين العالم يعتبرون الاعتراف سيد الأدلة، قد يخفف من الحكم ولكنه لا يتغاضي عنه، مع ساويرس كان الأمر مختلفا تماما، فقد اكتفت هيئة سوق المال وكان يرأسها في ذلك الوقت عبدالحميد إبراهيم بغرامة مالية علي عائلة ساويرس قدرها 30 مليون جنيه توضع في صندوق المخاطر. الغريب أن ساويرس أقام دعوي قضائية علي الهيئة ورفض دفع الغرامة رغم اعترافه بجريمة تزوير عقوبتها السجن. أرجوكم لا يسألني أحد لماذا طنشت الحكومة لأن معنديش إجابة، لكن لو سأل أحدكم كيف واتته الجرأة لرفع دعاوي قضائية علي جريدة «صوت الأمة» التي كشفت هذه الجريمة فربما أجيب بأنه مسنود مسنود لدرجة تصور له، أو بمعني أدق تؤكد له أنه فوق المساءلة. ولكي يعلم الناس كيف خرج ساويرس من هذه العملية زي الشعرة من العجين أقول لكم فاكرين حكاية الصبي الذي يشيل الجريمة عن معلمه ويدخل السجن مكانه؟ هذا ما حدث مع بعض الاختلافات حيث تم تحميل المحاسب هذه الجريمة دون أن يدخل لا هو ولا غيره السجن. هذه الجريمة ليست هينة، فكما يقول المحاسب القانوني محمد عبدالمعين إن شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة تأسست في أول أبريل عام 1998 برأس مال أسهم قدره 280 مليون جنيه، ثم رفعت قيمتها بالاتفاق مع شركة متخصصة في الأوراق المالية من خلال التقييم إلي 2064 مليون جنيه وذلك كله قبل أن تصدر أول ميزانية لأعمال الشركة. إذن زاد التقييم بنسبة 75% وبموجبه باع ساويرس في طرح خاص 6،8 مليون سهم من أسهم رأسماله بمبلغ 6،370 مليون جنيه بسعر التقييم 43 جنيها للسهم، وسمحت هيئة سوق المال بادراج السهم بالبورصة فاسترد رأس ماله الأصلي 280 مليون جنيه وفوقه 6،90 مليون بوسة.. مليون جنيه أرباح.. كل ذلك بمساعدة 7 شهادات مزورة. المحطة الثانية هي دخول نجيب سوق المحمول العربي في العراق والجزائر وتونس وسوريا و.. و.. لعب ساويرس «الذكي» علي وتر الوحدة العربية في هذا الصدد حين قال في مجلة «الأهرام العربي» لا يمكن أن يظل العرب عاجزين عن اللحاق بتيار العولمة وعصر التكتلات الاقتصادية وباعتباري رئيس شركة ضخمة في مجال الاتصالات فإنني ادعو إلي تكوين كولستريوم عربي وهذا هو الخلاص الوحيد لمواجهة التكتلات الدولية وإلا سيظل العالم العربي تابعا للأجانب ما دام يعمل بمفرده، ولن تتعاون شركتي مع الشركات الأجنبية ما دام لا توجد أرضية مشتركة للمصالح، وفي هذا الصدد ادعو الحكومات العربية إلي فتح باب الاتصالات المغلق ليتولي مسئوليته القطاع الخاص لتحقيق أكبر منفعة وأعلي جودة. ويعود نجيب ويلعب علي نفس الوتر لكن موجها كلامه هذه المرة إلي رجال الأعمال العرب وليس الحكومات العربية فدعاهم إلي التحالف من أجل تحقيق حلم الوحدة العربية ومواجهة المنافسة الشرسة مع الشركات العالمية العملاقة وأبدي ترحيبه بانضمام رجال الأعمال والشركات العربية للتحالف مع شركة أوراسكوم تليكوم لتكوين أكبر شركة في مجال الاتصالات علي مستوي إفريقيا والشرق الأوسط. الغريب ليس في قصة الوحدة العربية والحلم العربي الذي لم يعد عملة متداولة هذه الأيام وإنما في انتقال نجيب مرة واحدة إلي لغة المصلحة حين أضاف: رزق المنطقة يجب أن يكون لأبناء المنطقة وإن كنا علي استعداد لمشاركة الشركات العالمية (لاحظوا) في هذا الرزق مقابل أن يشركونا معهم في مناطق نفوذهم الأخري في أسواق أمريكا اللاتينية. لكن ساويرس لم يكتف بالمنطقة العربية بل اتجه إلي السيطرة علي إفريقيا واشتري شركة «تليسيل» بـ400 مليون دولار، مع العلم بأن هذه الشركة تملك 14 رخصة لتشغيل المحمول في القارة الإفريقية. ليس إفريقيا فقط فقد بسط نفوذه علي إيطاليا واليونان.. وكل ده وهو قاعد هنا في مصر.. تصوروا! في عام 1998 استضافت مجلة الأهرام العربي نجيب ساويرس في ندوة. ومع أن القسم الاقتصادي هو الذي نظمها إلا أن فضولي دفعني لحضورها والاستماع إلي الرجل الصاعد بسرعة الصاروخ. بالأمانة لم يتغير كلامه في الشأن الاقتصادي يومها عن الكلام الذي يردده في كل أحاديثه الصحفية وندواته، فوجهة نظره في الخصخصة والقطاع العام والجمارك والضرائب والحكومة والمنافسة والدعم لا تتغير لأنها مبنية علي أساس اقتصادي. لكن يختلف الأمر كثيرا حين يخرج نجيب عن الشيء الذي يفهم فيه ويتحدث في الشأن العام والسياسة والأقباط والفتنة الطائفية. يومها قال لنا في الندوة خارج التسجيل إن الأقباط مضطهدون في مصر بدليل أنهم لا يعينون قبطيا رئيس جامعة أو محافظا أو كقيادة أمنية.. وعندما سألناه: هل انت شخصيا تعاني الاضطهاد؟ ساعتها تخلي عن ابتسامته وقال «ماحدش يقدر يضطهدني.. اللي يضطهدني هاطلع ... أمه». بعدها رأيته في قناة الجزيرة في برنامج المذيع أحمد منصور يقول كلاما آخر، فحين سأله: الأقباط يعانون الاضطهاد في مصر؟ نفي ذلك وقال إن الحملات الخارجية التي تصدر بيانات في هذا الشأن تستهدف مصر وتحركها ثلاث مجموعات، الأولي مهاجرة منذ زمن كانت الظروف الاقتصادية في مصر سيئة واضطرتهم إلي الهرب، والثانية يعتمدون علي السمع وهي غالبا روايات غير صحيحة والمجموعة الثالثة مرتزقة تعيش وتكسب رزقها من حدوتة اضطهاد الأقباط في مصر، والدليل علي أن ذلك غير صحيح أن أكثر من نصف العاملين عندي مسلمون، ونحو 40% من المستثمرين شركائي مسلمون. لكن نجيب رغم ذلك يعود و«يلخبط» في الكلام عن تعرض الأقباط للاضطهاد في مصر متناسيا أنه شخصيا يستحوذ بمفرده علي حقوق مصريين لا حصر لهم مسلمين وأقباطا. المسألة عنده أن الدولة ترفض تعيين رؤساء جامعة وقادة عسكريين من الأقباط، وعندما اخطأت وزيرة القوي العاملة وقالت إن الأقباط يسيطرون علي ثلث الثروة في مصر رد عليها بعنف وقال إنهم «اضطروا» إلي العمل في التجارة لأن الحكومة رافضة تعيينهم في وظائف محترمة. وكانت خطيئة نجيب الكبري حين خاض جدالا مع جماعة الإخوان المسلمين حين ذكروا في دستورهم أنهم يرفضون أن تتولي المرأة أو القبطي رئاسة الجمهورية. رأيهم وهم أحرار فيه، لكن نجيب حامي حمي الديار القبطية يمتشق سيفه ويقول: لا يوجد مسيحي في مصر ينتظر من جماعة الإخوان أن تتفضل وتتنازل لتمنح القبطي الحق في أن يكون رئيسا للجمهورية من عدمه، لأننا لا ننتظر - كأقباط- من يعلمنا حقوق المواطنة، ثم أضاف: الأقباط مصريون غصب عن عين أي حد، واللي عايز يحكم مصر بالعدل أهلا وسهلا أما غير ذلك فهو مرفوض. ولأن نجيب لا يعبر عن الأقباط فقط بل عن المصريين جميعا فقد سمح لنفسه بالخوض فيما لا يجب علي رجل أعمال الخوض فيه، فقد خرج علينا بحكاية رفضه للحجاب الذي انتشر في الجامعة وفي الشوارع لدرجة أنه يشعر بالغربة عندما يسير في مصر ويشعر بأنه يسير في إيران. ولم يتوقف عند الحجاب فقط بل انتقد الرجال الذين يرتدون الجلاليب في كل مكان. وقال إنه لم يعد يسلم باليد علي المحجبات واكتفي بالسلام علي الطريقة الهندية. نعم حاول نجيب التراجع وادعي أنه لم يتحدث عن الحجاب كإسلام ولكن كحضارة مصرية فرعونية ثقافية يجب الحفاظ عليها. ليس نجيب القبطي العلماني الليبرالي الذي يحفظ بعض أجزاء من القرآن ويأمر ابنه وبناته الأربع بحفظ بعض آياته علي حد قوله هو المشكلة، ولكن المشكلة في نجيب الذي لا يعرفه أحد. ذات يوم ليس بعيدا قال في قناة الجزيرة إنه يرفض التطبيع مع إسرائيل رفضا مطلقا ولم يكتف بذلك بل وجه التحية لحزب الله بجنوب لبنان وأعلن عن فخره كعربي بالدرس الذي لقنوه لإسرائيل. بعدها بعامين وحين اتضح بأنه يعمل «بيزنس» مع شركات مقرها تل أبيب وهو ما جعل السعودية ترفض أن تتعاقد معه دون أن تفصح عن السبب قال كلاما متضاربا لا ينفي فيه علاقته بإسرائيل ولا يؤكد إصراره علي تصريحات المقاطعة وعدم التطبيع رغم أن هذه الأشياء لا يمكن أن تدور في السر. نفس الأمر عن علاقته بأمريكا فهو ينفي تارة وجود أية علاقة له بأمريكا ثم يعود ويؤكد أن علاقته بها لا تتعدي العلاقات الاقتصادية. إنه نجيب الذي لا يقف أمامه قانون بدليل حصوله علي موافقة رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري علي زيادة ارتفاع مبني المشروع السياحي الفندقي بكورنيش النيل والذي تملكه شركة نايل سيتي للاستثمار إلي 142 مترا مع أن القانون يحدد الارتفاع علي الكورنيش بـ30 مترا.. شوفوا الفرق والقوة. نفس الشيء حدث مع كازينو الشجرة، فحين تمت إزالة جميع التعديات علي النيل وقف ذلك الملهي صامدا يحميه رجال الأمن. كيف يمكن أن يعترف مستثمر بني كل ثروته من البنوك المصرية ومن المواطنين المصريين بأنه لم يستثمر جنيها واحدا في مصر طوال الفترة التي كان عاطف عبيد هو رئيس وزرائها؟ هل كان نجيب ساويرس يعاقب عاطف عبيد؟ أبدا، كان يعاقب البلد الذي منح له تسهيلات لم تمنح لمستثمر آخر. ومع ذلك يؤكد نجيب ساويرس أنه وطني من الطراز الأول بدليل أنه شارك في مظاهرات الطلبة الكبري عام 1972 في ميدان التحرير. ربما يكون نجيب صادقا.. لكن المؤكد أن نجيب 1972 ليس هو نجيب 2007 فما حدث بين التاريخين كافٍ لتغيير مصير أمم، فما بالنا بما يحدث مع شخص يحلم بالثروة حتي آخر دولار.. ويحلم بالسلطة حتي آخر مدي؟ اقتباس رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انضم إلى المناقشة
You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.