دفن القضية الفلسطينية..بأيدى الصهيونية الأمريكية

[disappointed]

كان الناس يشيرون فيما مضى الى اللص , ويطاردونه , ويحتقرونه

ولكن...

اليوم....

وفى هذا العالم المغلوط , جلس اللص فى قصر منيف راسخ رسوخ الجبال , وجلس حوله الهجّامة وفى أيديهم مفاتيح الخزائن .... وأخذ الهجّامة يسرقون له (وهم يعرفون...أو لا يعرفون....لايهم...فالنتيجة واحدة)

وجلس اليهود فى القصر الراسخ وفى أيديهم الخيوط التى تتدلّى منها الدمى , وأصبحت عجوز بنى اسرائيل وقد جرت فى جسدها دماء الشباب وتدلّلت عجوز بنى اسرائيل على أبناء العراء الذين يحقّقون لها آمالها

[disappointed]

وكانت بداية ضخ دماء الشباب فى عروق عجوز بنى اسرائيل يوم ظهر رجل يدعى "مارتن لوثر" , وكانت بداية أنشودة بنات صهيون وهنّ ينسجن علم اسرائيل عندما آمن "مارتن لوثر" بأن نبوءة التوراة حول انقاذ واحياء اسرائيل ستتحقق بعد أن ظهر باديا للعيان ميوله اليهودية التى خلقت لديه حماسة جارفة لدراسة العبرية (طالع كتاب الصهيونية وجذورها للباحثة ريجينا الشريف)

لقد ترجم "مارتن لوثر" التوراة الى الألمانية حتّى قيل عنه أنه جعل أنبياء التوراة يتحدّثون بالألمانية حسبما قال "بيتون" فى كتابه "مواقف من تاريخ الكنيسة"

وهكذا....اعتبرت جماعة "مارتن لوثر" (البروتستنت) التوراة (باعتبارها جزءا لايتجزّأ من الكتاب المقدّس) الاساس الوحيد لقبول الايمان ... وهى التوراة التى تبشّر بحرب آخر الزمان وعودة المسيح وعصر الألفية السعيدة واحياء وطن بنى اسرائيل.

وبمقتضى هذا الايمان رفع البروتستنت راية الدفاع عن اليهود والسعى الى تحقيق آمالهم حتّى أصبحت فكرة المسيح المنتظر بين اليهود مرتبطة بشكل وثيق بحركة البروتستنت (طالع كتاب الأفعى اليهودية لميخائيل التلة)

صحيح أن بداية "مارتن لوثر" كانت من أجل الاصلاح بعد تعفّن الكنيسة واتّباعها لأساليب لم يقرّها (وبالمناسبة كان اليهود لايقرّون هذه الأساليب أيضا ولكن لأسباب تتعلّق بمصالحهم ولا تتعلّق بحزنهم على الحال الذى وصلت اليه الكنيسة) , وبهذا وضع لوثر يده فى يد اليهود , وكما يقول حنّا المقدسى فى كتاب تفسير الرؤيا فقد كانت بداية لوثر روحية , ولكنه سمح بأن يدخل الكنيسة أناس ليس فيهم روح الرب فتحوّلت حركته الى شهادة ميّتة بلا روح.

(رغم ان هؤلاء الناس الذين بلا روح كانوا هم الذين خرج عليهم لوثر لأنهم كانوا يبيعون صكوك الغفران , فاذا بأحفاد أتباع لوثر يخرجون من أجل هؤلاء الناس ويرفعون رايات الدفاع عنهم والتمكين لهم فى الأرض)

وبعد ان ظهر لوثر دان الكثير من الأمراء فى الامبراطورية الرومانية بمذهبه , وأصدر مجمّع "سبيير" المنعقد فى 1526 حكما بأن الرعايا يجب أن يكونوا جميعا على دين أمرائهم (طالع كتاب قصّة الجنس البشرى لــ"هندرليك") , فاضطهد الأمراء البروتستنت رعاياهم الكاثوليك , ونكّل الأمراء الكاثوليك برعاياهم البروتستنت , وتحوّلت أوروبا الى ساحة قتال طائفية.

وهروبا من القتل والاضطهاد.... ذهب البروتستنت مع اليهود الى أمريكا

وهنا تبدأ فصول قصّتنا الحقيقية

[disappointed]

وذهب البروتستنت مع اليهود الى أمريكا

وفى أرض الأحلام الجديدة وجد كلاهما هناك أصحاب الأرض الأصليين من الهنود الحمر..... ووجدوا أيضا الذهب

وكانت القسمة (العادلة :) )

يتولّى البروتستنت أمر أصحاب الأرض فيقتلوهم ويفنوهم (فلطالما كان اليهود يصنعون من يقاتل لهم ومن أجلهم)

ويتولّ‍ى اليهود أمر البحث عن الذهب

وفى أرض الأحلام الجديدة... رتعت الماسونية والصهيونية , وبدأت الثقافة العبريّة تصب فى أرضها صبّا حتّى أصبح اليهود ينظرون الى أرض امريكا الجديدة على أنّها أرض كنعان الجديدة (طالع كتاب الصهيونية وجذورها)

وهكذا....

أصبح البروتستنت يطلقون على أولادهم أسماء رجال التوراة الأشدّاء , وأصبحوا يطلقون على قراهم أسماء بلاد التوراة , وأصبحت التوراة لردح طويل من الزمن هى المصدر التشريعى فى تلك الأرض الجديدة , وشغل الاعتقاد بالبعث اليهودى جانبا مهمّا من اللاهوت البروتستنتى الأمريكى حتّى احتلّت معتقدات المسيح المنتظر كامل الساحة الأمريكية

وهكذا أصبح الذين ينتسبون الى يسوع ينتظرون مقدم المسيح الذى ينتظره اليهود‍‍‍‍‍‍‍‍

[disappointed]

وتصدّعت الامبراطوريّات الاستعمارية التقليدية...

تصدّعت انجلترا وفرنساوألمانيا وايطاليا وبلجيكا وهولندا والبرتغال من جرّاء الخسائر الفادحة التى لحقت بهم فى الحربين العالميتين , وازداد التصدّع بعد انطلاق الثورات والحروب التحرّرية الوطنية بشكل فعّال فى أرجاء آسيا وافريقيا

وبهذا.... تكوّن الاستعمار المهيمن حول مركز أوحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية بعد عام 1945 (طالع كتاب تغيير العالم لأنور عبد الملك) , وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دور الامبراطورية المركزية فى الحضارة الغربية بل وفى أغلب بقاع العالم مستفيدة من عناصر قوّتها الجبّارة (ترسانة لا تفنى من المحاصيل الطبيعية والثروات المعدنية وموارد الطاقة وأمن وراء ستار المحيطين الكبيرين وهيمنة على الثروات النفطية العربية...الخ الخ الخ)

ومن هنا...كانت قدرة أمريكا على صد تقدّم حركات التحرر والثورة الاجتماعية فى أجزاء كبيرة من العالم (لتفاصيل ذلك يرجى الرجوع الى كتاب تغيير العالم لأنور عبد الملك)

ولهذا كلّه , فقد قال سيمون دوفنوف الذى كرّس كل جهوده لتحسين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات اليهودية (كل فى وطنه الذى يعيش فى اطاره) مقولته الشهيرة.. وهى :

"المركز الرئيسى لليهود سيكون...الولايات المتحدة الأمريكية"

وصدق دوفنوف.... فأصبحت أمريكا هى المعضّد الأساسى لاسرائيل من خلال الفيتو الأمريكى (المعتاد) فى مجلس الأمن , ومن خلال تبنّى أمريكا لمصالح وقضايا اسرائيل فى المحافل الدولية , ومن خلال امداد أمريكا لاسرائيل بالسلاح والمعلومات , ومن خلال البحث العلمى والتصنيع والتسليح المشترك(بل ولدرجة امدادها بالجنود الذين يخدمون فى الجيش الاسرائيلى تحت جنسية مزدوجة) , وأصبحت أكبر جالية أمريكية تعيش خارجها موجودة فى اسرائيل , و ابرمت أمريكا تعاونها الاستراتيجى الأشهر مع اسرائيل , وطالبت أمريكا بضم اسرائيل لحلف شمال الأطلنطى , وعندما كادت اسرائيل أن تسقط فى حرب أكتوبر لوّحت أمريكا بأنها ستحارب العرب بدلا عن اسرائيل , وأرست أمريكا بذلك قواعد اللعبة فى صراع العرب مع اسرائي بأنه صراح حدود لا صراع وجود

وهكذا...صنع اليهود الزيت الذى يحترق على خطاهم

وهكذا... صنع اليهود من يحمل عنهم آمال بنات صهيون

ورغم أنه ليس من المعتاد أن يرقص البروتستنت على أنغام الأرغن فى أيّام الآحاد , فقد حق لليهود أن يرقصوا عليها... لأن عالمهم تحصّنت طرقاته , ولأن هجّامتهم عبر المحيط جعلوهم لصوصا ممسكين بقنابل ذرّية , ولأن صهيونيّة أمريكا فاقت صهيونيّتهم هم أنفسهم

ولكل من يحلم بلوبى عربى أو اسلامى فى أمريكا للتأثير على صنع قرارات الادارات الأمريكية السياسية أقول:

"أيها الواهمون الحالمون....... الكيان الواحد يلفظ دخول الأغراب"

ولكل من يتوهّم أن فلسطين ستكون....أقول له :

"لافلسطين....طالما كانت هناك أمريكا...فيدها لن تترك يد اسرائيل"

[أسامة الكباريتي]

بسم الله ما شاء الله

جهد رائع تشكر عليه يا أخي محبط ..

إيجاز جميل .. للأسس والقواعد التي بنيت عليها القوة والهيمنة اليهودية على العالم الجديد "أمريكا" ..

هيه .. أكمل .....

[الطفشان]

الكلام المذكور عن مارتن لوثر و البروتستنت (حركة الاصلاح في الكنيسة المسيحية الغربية) فيه اسقاط غير صحيح

اولا:

مارتن لوثر في اول امره يبدو انه كان متعاطفا قليلا مع اليهود لانهم كانوا يعادون الكنيسة الكاثوليكية (و هو ايضا كان يقاومها)

و فيما بعد انقلب بشدة عليهم و كتب كتاب عنوانه "عن اليهود و أكاذيبهم"، فيه هجوم شديد عليهم و على عقائدهم(1)

و ها هو النص الانجليزي

http://www.fordham.edu/halsall/basis/1543-...dLies-full.html

و فيه يذكر ان تفسيرهم للتوراة بالعودة الى القدس هو محض خيالات، و ان العودة مشروطة بالايمان (يعني بالمسيح و النصرانية)(2)

ثانيا:

الكنيسة البروتستنتية لم تكن ابدا حبيبة اليهود، غير انها لم تضطهدهم مثل الكثوليك

لذلك مصادرك لم توفق في هذه النقاط

و امريكا حتى اقل من قرن مضى، كان فيها كتابات كثيرة معادية بشدة لليهود، و من ذلك ما كتبه ضدهم بنجامين فرانكلين في القرن 18 و هو احد مؤسسي دولة امريكا (3)، و ما كتبه هنري فورد صاحب شركة السيارات في كتاب اليهودي الدولي The International Jew

ثم بدأ اليهود تنظيم انفسهم و العمل على التأثير على صورتهم في الاعلام (ان لا يكونوا ضحية سلبية)، و كان لهم ما ارادوا في صورة تهمة "معاداة السامية"

فالموضوع مصالح وقتية و قوة و نفوذ عملوا على بناءها، و ليس راجع الى ما قلته

ثالثا:

القسمة بين اليهود و البروتستنت شئ غير صحيح تاريخيا و لا دليل عليه

الامر بدأ بعد الحرب العالمية الاولى و نزوح كثير من اليهود الى امريكا، و تكاتفهم و زيادة نفوذهم المالي و الاعلامي ثم السياسي شيئا فشيئا

ثم بعد الحرب العالمية الثانية و عقدة هتلر

رابعا:

الماسونية و اليهود لا يوجد بينهم علاقة علمية تاريخية صحيحة (3)

خامسا:

من زمن بعيد و اوروبا تسمي ابناءها باسامي من الكتاب المقدس، مثل Jacob, Isaac, Benjamin الخ، و هذا غير مقصور على امريكا و لا البروتستنت

و من كل هذا يتبين ان وجود المسلمين في امريكا، و انشاؤهم لمؤسسات لوبي و محاولة التأثير على القرار، امر ضروري جدا

ليس بالسهل، و لكن ليس بالمستحيل ايضا

و نتيجة عدم المحاولة هو فشل بنسبة 100%

اما بالمحاولة، فهناك أمل

_____

(1) و على فكرة، لوثر كتب ايضا عن الاسلام اشياء مشابهة فيها هجوم عليه، و هو شئ متوقع من قسيس متعصب، يرى اعداء في كل شئ

(2) لان المسيحيين و اليهود يشتركون في جزء كبير من الكتاب المقدس، فان الخلاف دائما على التفسير خاصة في النبؤات، كل من خلال عقيدته المختلفة عن الاخر

(3) بنجامين فرانكلين احد مؤسسي امريكا و مفكر و سياسي مشهور، و هو ماسوني! و نستدل بهذا على عدم وجود علاقة بين اليهود و الماسونية

[أسامة الكباريتي]

و امريكا حتى اقل من قرن مضى، كان فيها كتابات كثيرة معادية بشدة لليهود، و من ذلك ما كتبه ضدهم بنجامين فرانكلين في القرن 18 و هو احد مؤسسي دولة امريكا (3)، و ما كتبه هنري فورد صاحب شركة السيارات في كتاب اليهودي الدولي The International Jew

ثم بدأ اليهود تنظيم انفسهم و العمل على التأثير على صورتهم في الاعلام (ان لا يكونوا ضحية سلبية)، و كان لهم ما ارادوا في صورة تهمة "معاداة السامية"

فالموضوع مصالح وقتية و قوة و نفوذ عملوا على بناءها، و ليس راجع الى ما قلته

معك حق في هذه الجزئية ..

وفورد دفع الثمن غاليا جزاء ما نشره في المجلة التي كانت تصدرها شركته في ذلك الوقت ثم جمع الكتابات في كتاب .. سحبه اليهود من الأسواق بسرعة ..

رابعا:

الماسونية و اليهود لا يوجد بينهم علاقة علمية تاريخية صحيحة (3)

لم تكن اليهودية قد سيطرت على الماسونية منذ بدايتها .. بل جاءت تلك السيطرة في مرحلة متقدمة بعد انتشار الماسونية في الغرب الأوروبي والأمريكتين ..

ويبقى هذا الأمر مبهما ولا أحد يستطيع أن يجزم فيه برأي ..

و من كل هذا يتبين ان وجود المسلمين في امريكا، و انشاؤهم لمؤسسات لوبي و محاولة التأثير على القرار، امر ضروري جدا

ليس بالسهل، و لكن ليس بالمستحيل ايضا

و نتيجة عدم المحاولة هو فشل بنسبة 100%

اما بالمحاولة، فهناك أمل

صح يا طفشان .. وهمتكم بالعمل في هذا الموضوع ..

_____

(3) بنجامين فرانكلين احد مؤسسي امريكا و مفكر و سياسي مشهور، و هو ماسوني! و نستدل بهذا على عدم وجود علاقة بين اليهود و الماسونية

كما سبق وأن أوضحت الاستدلال بمثال فرانكلين ليس قويا .. بالرغم من أن كثير من الكتابات كانت تشير إلى قدم السيطرة اليهودية على الماسون .. لكنني أشك في ذلك ..

وليست كل الماسونية واحدة ..

وهذا موضوع شائك وبحاجة إلى بحوث مستفيضة ومنفصلة .. وفي العادة لا يصل فيه الباحث إلى نتيجة علمية ثابتة ..

أخيرا

هذا الجانب من المعلوماتية عن مارتن لوثر .. والبروتستانت .. أزعم أنه ينقصني فيه الكثير ..

لهذا فلن أخوض في الحوار في أمر أجهله ..

ولكنني سأكون المستفيد الأكبر منكما .. فأنا المتلقي .. وببلاش ..

هيه .. زيدونا من علومكم ونورونا الله ينور عليكم ..

[الطفشان]

كتاب هنري فورد موجود على الانترنت

http://www.biblebelievers.org.au/intern_jew.htm

اما فرانكلين، فهناك خلاف هل المنسوب له صحيح ام لا

[disappointed]

مارتن لوثر في اول امره يبدو انه كان متعاطفا قليلا مع اليهود

هوّه مش قليلا.... الحقيقه هوّه كثيرا....بدليل تعلّمه للّغة العبرية  , وبدليل اهتمامه البالغ بترجمة العهد القديم "التوراة" الى لغته الأم وهى الألمانية , وبدليل تشديده على أن الكتاب المقدّس الذى اعتبره الأساس الوحيد لقبول الايمان يشتمل على التوراة "العهد القديم" والأناجيل "العهد الجديد" , وبدليل دأبه على تناول "الكوشير" , وبدليل  أن طبعة الملك جيمس من الكتاب المقدّس "وهو الكتاب المقدّس لدى البروتستنت" والذى تم اعداده بناءا على مبادئ وأفكار مارتن لوثر يضم بين دفّتيه 66 سفرا بينما الكتاب المقدّس لدى الكاثوليك يضم بين دفّتيه 73سفرا , وبهذا فقد قام البروتستنت "بناءا على أفكار وتعاليم مارتن لوثر" بحذف سبعة أسفار من الكتاب المقدّس المتداول لدى الكاثوليك وهى الأسفار التى يتعارف عليها بمصطلح "الأبوكريفا" والتى اعتبرها مارتن لوثر ومن بعده البروتستنت أسفارا مفبركة ودخيلة على الكتاب المقدّس الواجب اتّباع مابين دفّتيه , وهذه "الأبوكريفا" التى هى عبارة عن مجموعة أناجيل وأسفار والتى أحرقتها كنيسة مارتن لوثر البروتستنتيه بدعوى زيفها لم تكن تضم فقط انجيل برنابا وانجيل طفولة المسيح بل كانت تضم أيضا أسفارا تحمل بين سطورها ادانات لليهود ونبوءات غير سارة بالنسبة لهم وهو مايضع ألف علامة استفهام حول مدى التداخل بين معتقدات مارتن لوثر و مدى تعضيده لليهود

لانهم كانوا يعادون الكنيسة الكاثوليكية (و هو ايضا كان يقاومها)

لاخلاف معك على هذه الجزئية عندما يتم تطبيق نظريّتك هذه على سبب تعضيد اليهود لحركته الخارجة على الكنيسة اذ رغم اختلاف الدافع بالنسبة لليهود الاّ أن الهدف النهائى كان يحقق لهم مصلحتهم التى كان لايمكن أن تنبع الاّ من تفسّخ الكيان الكنسى الكاثوليكى الذى كان مصطدما بهم خاصّة بعد ادانة "توما الاكوينى" الشديدة لهم من منطلق تحريمه المطلق لممارسة الربا وتضييقه الخناق على ممارسة اليهود للربا الذى كان يعتبر حجر زاوية فى كيانهم الاقتصادى ولعنه للكاثوليك المتعاملين معهم والمقترضين منهم ممّا سبب لليهود مصاعب اقتصادية كبيرة فى أوروبا

ولكن....

لايمكننا تطبيق نفس النظرية على تعضيد مارتن لوثر لليهود لأن الرجل لم يكن "غائيّا" كاليهود بل كانت أفكاره وتحرّكاته تنبع من منطلق روحانى وعقائدى يجعل من تعضيده لليهود مبنيّا على ما يؤمن به حقّا وليس على مجرّد التقاء مصالح مع من يعضّدهم

ولهذا كنت قد قلت فى مقالى :

"وكما يقول حنّا المقدسى فى كتاب تفسير الرؤيا فقد كانت بداية لوثر روحية , ولكنه سمح بأن يدخل الكنيسة أناس ليس فيهم روح الرب فتحوّلت حركته الى شهادة ميّتة بلا روح. 

(رغم ان هؤلاء الناس الذين بلا روح كانوا هم الذين خرج عليهم لوثر لأنهم كانوا يبيعون صكوك الغفران )"

و فيما بعد انقلب بشدة عليهم

ولكن انقلابه جاء متأخّرا للغاية ياعزيزى , فلم تنتقل ملامح هذا الانقلاب على اليهود الى أحفاد أتباعه ولم يصل الى أحفاد أتباعه هذا الارث "الانقلابى" ضد اليهود بل تم تأريث حماسته وتعضيده الأولّيين الى البروتستنتيّة التى اعتنقها أحفاد أتباعه... ولهذا كنت قد قلت فى مقالى :

" فاذا بأحفاد

[disappointed]

ثانيا:

الكنيسة البروتستنتية لم تكن ابدا حبيبة اليهود، غير انها لم تضطهدهم مثل الكثوليك 

بالعكس....

بدليل أنه (ونقلا عن كتاب "الخطر اليهودى" لجوزيف اينيسينسيو والذى ترجمه محمد خليفة التونسى) فى عام 1945 قام 5000 رجل دين بروتستنتى أمريكى كل منهم يمثّل كنيسته (لاحظ العدد الضخم) بالتوقيع على عريضة رفعوها الى الكونجرس الأمريكى والحكومة الأمريكية للمطالبة بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات والمنظمات الصهيونية والماسونية واليهودية بفتح أبواب فلسطين للهجرة اليها من قبل يهود العالم ويهود امريكا لاقامة وطن قومى لليهود

وبدليل أن الداعم الأساسى لحركات اليهود والصهيونية يأتى من قبل منتمين للبروتستنتية وليس أى كنيسة أخرى , وبدليل أن رجال الدين البروتستنتى أكثر تحمّسا واعتناقا للفكر الصهيونى من كثير من يهود العالم

(لاحظ أنه لم يصاحب البروتستنت فى الهجرة الى أمريكا عند اكتشافها سوى اليهود)

[disappointed]

و امريكا حتى اقل من قرن مضى، كان فيها كتابات كثيرة معادية بشدة لليهود، و من ذلك ما كتبه ضدهم بنجامين فرانكلين في القرن 18 و هو احد مؤسسي دولة امريكا (3)، و ما كتبه هنري فورد صاحب شركة السيارات في كتاب اليهودي الدولي The International Jew

لايمكن سحب مايصدر عن استثناء القاعدة على القاعدة نفسها

هذين المثالين استثناء للقاعدة التى أورد لك على سبيل المثال لا الحصر منها :

=هارى ترومان رئيس الولايات المتحدة المريكية الذى اعترف بالكيان الصهيونى بعد عشر دقائق من اعلان قيام اسرائيل على أرض فلسطين مع تعهّده الأشهر بأن تكون اسرائيل هى أرض اليهود التى يؤمن بها وبوجوب تنفيذ مشيئة الرب التى تم ايرادها فى كتابه المقدّس -الرجل كان بروتستنتيا وكتابه المقدس هو نسخة الملك جيمس- وأزيدك من الشعر بيتا أنه كان يحمل درجة الماسون الأعظم"الدرجة 33" وهو ما سيأتى ذكره عند تفنيدى لمقولة أن الماسونية لا علاقة لها باليهودية أو بالصهيونية

= الرئيس الأمريكى ليندون جونسون الذى دأب على تفسير الأحداث السياسية التى تمر بها صراعات اسرائيل مع العرب بناءا على النبوءات التى تروّج لها الكنيسة البروتستنتية

= ريتشارد نيكسون الذى كان من غلاة الصهاينه -ماسونى هو الآخر بالمناسبة-

= سيروس فانس والذى كان متزوّجا بالمناسبة من آنى روبيرتس ذات النشاط الصهيونى الكبير (كلاهما بروتستنت وان اعلنت آنى روبرتس اكتشافها لأن لها أصول يهودية فتم التعامل معها على أنها يهودية)

=مايكل بلومنثال وزير المالية فى ادارة كارتر

= زينجو بريجنسكى مستشار الأمن القومى-كان متزوجا من اليهودية اميلى آن بينش

= جوزيف كالفانو -كان متزوجا من اليهودية السلافية جرتودزا فاتسكايا

=هارولد براون وزير الدفاع الأسبق(بروتستنتى) -كان متزوجا من جرمين كوهين اليهودية وكانت والدته يهودية , وكان سلفه جيمس شليسنجر بروتستنتيا متزوجا من السهودية راشيل شليسنجر المعروفة بنشاطها الصهيونى

=رونالد ريجان أكثر الجمهوريين البروتستنت تعصّبا للصهيونية وتعلّقا بصورة وصفها البعض بأنها مرضيّة بنبوءات الكتاب المقدّس "الملك جيمس طبعا" بخصوص اليهود واحياء اسرائيل ومقدم المسيح , مع العلم بأن زوجته نانسى كانت شديدة التصهين رغم كونها بروتستنتية ولاعلاقة لها باليهودية ورغم أن زوج والدتها الذى قام بتربيتها والذى اعتبرته والدها الحقيقى كان معاديا لليهود ولكنه لم يصمد أمام تقريع رجال الدين البروتستنت له فانضم للقافلة

=بوش الأب -بروتستنتى- والذى تخيّل انه فى معركة آخر الزمان فى حرب الخليج الثانية حسب معتقداته البروتستنتية

وكلّهم أعضاء بالمناسبة فى محافل بناى بريث الماسونية

[disappointed]

ثالثا: 

القسمة بين اليهود و البروتستنت شئ غير صحيح تاريخيا و لا دليل عليه

الثابت تاريخيّا أن الهجرة الأوروبية الى أرض أمريكا الجديدة كانت مشتركة بين البروتستنت واليهود دونا عن باقى الأوروبيين , ولو قيل أن ذلك كان بسبب اضطهادهما فان ذلك مردود عليه بأن الحكّام البروتستنت كانوا يضطّهدون الكاثوليك بل كان تنكيلهم بهم معروفا عنه أنه الأكثر دموية

وقد ورد فى دائرة المعارف المصورة لــ"حنّا أبى راشد" أن التنسيق بين البروتستنت واليهود فى أرض أمريكا الجديدة كان قائما على أساس تكفّل البروتستنت بالتوسّع والمعارك والتعامل مع السكّان الأصليين بينما يتكفّل اليهود بالتمويل وبتصنيع الأسلحة (الذى حذقوه طوال مراحل التاريخ) و بمنظومة الاقراض بالفوائد للبروتستنت فى حركة الاعمار

بينما ذكر فى كتاب تبديد الظلام الذى ترجمه وعرّفه الأستاذ عوض بك الخورى (من الموارنة بالمناسبة) أن البحث عن الذهب واستخراجه ومعالجته كان يشبه حقا حصريا تم اعطائه من قبل المهاجرين البروتستنت للمهاجرين اليهود وأن تقسيم الاختصاصات بين الجانبين كان على أعلى درجة من النظام والتناغم

(لاحظ أن موضوع الذهب بالذات و اختصاص اليهود به فى أمريكا الجديدة قد ترك أثره على أسماء كثير من عائلات اليهود الأمريكيين التى يبدأ لقبها باسم "جولد" مثل جولد شتاين و جولدبرج على سبيل المثال وهو الشيئ الغير موجود فى أسماء العائلات البروتستنتية التى تنتشر بينها أسماء من قبل "جن شيلد" و رايفل دوم" على سبيل المثال مما يعطى الانطباع عن مفهوم قسمة المهام بين الأجداد من المهاجرين من البروتستنت واليهود )

[disappointed]

رابعا:

الماسونية و اليهود لا يوجد بينهم علاقة علمية تاريخية صحيحة (3)

بالعكس....

وللحديث حول هذه الجزئية بالذات محورين أساسيين وهما :

=سيطرة اليهودية (فى الماضى وفى الحاضر) على الماسونية

و

=علاقة الصهيونية بالماسونية

=سيطرة اليهودية (فى الماضى وفى الحاضر) على الماسونية

أولا : اعترف ثيودور هرتزل بأن كلمات (حرية-مساواة-اخاء) هى من أنفع الأسلحة التى يملكها اليهود فى مواجهة العالم قائلا :

"لقد ردد العميان هذه الكلمات غير عالمين بأنها سندنا اذا ما قذفنا فى أفكار العميان عمل ما لاتجيزه الشرائع من أجل مصلحتنا"

(المصدر : تاريخ الجمعيّات السرّية لمحمد عبد الله عنان)

ثانيا :جاء فى المادة الرابعة لنظام المحافل الماسونية مايلى :

"ان كل محفل ماسونى مسئول عن تبديد و ادانة أى فكر من شأنه مقاومة ورفض اعطاء الشعوب حقوقها التاريخية وعلى رأسها حقوق الشعب اليهودى".... علما بأنه منذ قيام دولة اسرائيل تم حذف جملة (وعلى رأسها حقوق الشعب اليهودى) من هذه المادة عملا على نشر مبدأ عالمية الحركة

(المصدر :فضائل الماسونية من تأليف شاهين بك مكاريوس)

ثالثا : يقول دزرائيلى (وهو يهودى ماسونى قام باعتناق البروتستنتية لاحقا كمرحلة تواطئ تكتيكية معروف عن اليهود انتهاجها عبر التاريخ كما فعل يهود الدونمة الأتراك على سبيل المثال حتى وصل أحدهم وهو أتاتورك الى مركز صنع القرار) .... يقول فى خطاب له بتاريخ 20 سبتمبر 1873 :

"لا أمل لليهود فى جمع الشتات الاّ من خلال عملاء منتشرين حول العالم لتهيئة العالم لجمع الشتات ان لم يكن التحمّس لذلك من خلال مبادئ تبدو عالمية وانسانية التوجّه , و لا أعتقد أن هناك أفضل من المحافل الماسونية للقيام بهذا الدور"

(المصدر :كتاب الماسونية منشئة دولة اسرائيل للباحث محمد على الزغبى)

رابعا :قال "فيندل" وهو أحد أركان الحركة الماسونية أن الكفاح فى سبيل الانسانية لايبلغ أهميته الا بعد اهتمامه بتنفيذ مطالب يهود العالم , وأن مهمّة كل ماسونى ليست فى دفع الاضطهاد عن اليهود فحسب بل ويجب ان يسعى أيضا الى تمجيد العنصر اليهودى

(المصدر : كتاب هذه هى الماسونية مت تأليف ر.فورستيه وترجمة بهيج شعبان)

=علاقة الصهيونية بالماسونية

طبعا مبدئيا لا حاجة لتوضيع علاقة الصهيونية باليهودية

ولن أتحدّث عن عن مؤتمر "بازل" الذى أرسى فيه ثيودور هرتزل فى عام 1879 أسس الحركة الصهيونية , ولن أتحدّث عن أن كل حاضرى المؤتمر بلا استثناء كانوا من غلاة الماسونيين , بل سأكتفى بأن أشير الى الحركات الماسونية المروّجة للصهيونية مثل منظمة بلوتو ومنظمة أنورشيست ومنظمة ثيرويدريست وحركة دايفيد روبين وحركة موزس الكريتى وحركة احياء باركوخبا وحركة المكابيين الجدد

[disappointed]

خامسا:

من زمن بعيد و اوروبا تسمي ابناءها باسامي من الكتاب المقدس، مثل Jacob, Isaac, Benjamin الخ، و هذا غير مقصور على امريكا و لا البروتستنت

معاك...

صحيح...

بل أزيدك من الشعر بيتا أن الكثير من المسلمين يتسمّون بأسماء أنبياء العهد القديم مثل داوود واسحاق ويعقوب وموسى وسليمان ويوسف..الخ الخ الخ

ولكن.....

الكلام ليس على التسمّى بأسماء أنبياء يعتبرون قاسما مشتركا فى الثلاث ديانات , ولكن على أسماء توراتيّة تحمل خصوصية متفرّدة للعنصر اليهودى مثل(على سبيل المثال لا الحصر) :

=جوشوا (أى يشوع أى يوشع -بن نون-) وهو الذى قاد مايسمّى معصرة غضب اله اليهود على أعداء اليهود , وهو الذى له سفر بالتوراة على اسمه يدور حوله جدل شديد حول تأصيله لجذور العنصرية والارهاب ضد غير اليهود ويثار حول تدريسه فى مدارس اسرائيل ضجّة كبيرة , ولا يمكن ان يكون التسمّى به الاّ تيمّنا بمعتقدات تختص بالعنصر اليهودى , علما بأن الكاثوليك والأرثوذكس والأرمن لا يتسمّون به بينما كان اسم "جوشوا" أكثر الأسماء تفضيلا لدى المهاجرين الأوائل من البروتستنت

=ليا (وتعنى بالعبرية هجرة اليهود الى أرض اسرائيل) وكان من الأسماء النسائية المفضّلة لدى المهاجرين البروتستنت

وأعتقد أن الفارق كبير بين الحالتين

[disappointed]

الكلام المذكور عن مارتن لوثر و البروتستنت (حركة الاصلاح في الكنيسة المسيحية الغربية) فيه اسقاط غير صحيح

خذ بقى عندك المفاجئة الكبرى

هذه المصادر :

= تاريخ الكنيسة (جون لوريمر)

=العلاقة بين اليهودية والمسيحية (الأب سلوم سركيس)

=خطر اليهودية الصهيونية (الأب طانيوس منعم)

=بنو الانسان (بيتر فارب)

=بابوات من الحى اليهودى (يواكيم برنز)

=تاريخ البشرية (توينبى)

=مجمل تاريخ العالم (ف.م.هيلّر)

=تاريخ الجنس البشرى (هندرليك فان لون)

هذه المصادر كلّها لاتقول بتعاطف وتحمّس مارتن لوثر لليهودية فقط , بل تقول بأن مارتن لوثر يـهـودى عاش فى الفاتيكان لعدّة سنوات قبل أن يعتنق المسيحية ويدخل السلك الكنسى قبل أن يطلق حركته البروتستنتيّة التى كادت أن تقوّض الكنيسة الكاثوليكيّة وان كانت قد نالت منها فى الصميم

وهو الكلام الخطير الذى ليس له معنى سوى أن البروتستنتية بمجملها قد تكون حركة التفاف وتواطئ تكتيكى لمصلحة اليهود ضد الكنيسة الغربية الكاثوليكية وليست حركة اصلاح , وان صح هذا الكلام الخطير فان هذا يشير الى مدى خطورة التخطيط اليهودى طويل الأمد باستخدام أساليب الاختراقات التكتيكية , فاذا كان قسطنطين قد ذهب وتهاوت أهداف اختراقه التكتيكى فقد استعاضوا عنه بمارتن لوثر (لن أتحدّث فى هذا المضمار عن شاؤول (بولس) لما له من قدسيّة عند اخوانى وحبايبى المسيحيين الشرقيين والّذين أكنّ لهم ولمعتقداتهم كل الاحترام والتقدير)

والله أعلم