وماذا بعد آيات الصيام ؟

[مسافر]

وماذا بعد آيات الصيام ؟

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)183( أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)184( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)185( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)186 أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)187

أولا بعد ان انهى المسلمون شهر رمضان وحققوا الحكمة من الصوم الا وهي التقوى خاطبهم الله بهذه الاية" وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ". فما فائدة ربطها بايات الصيام ؟ وما المقصود منها ؟

ثانيا فائدتها ان تطبيق الشريعة على الفرد والمجتمع يؤدي الى تقليل نسبة الجريمة.

والمقصود منها لا تأخذوا اموالكم أي أموال غيركم و أضافها اليهم لانه ينبغي للمسلم ان يحب لاخيه مايحب لنفسه .ولأن اكله لمال غيره يجرئ غيره على اكل ماله عند القدرة وقيدها بالباطل لان له اكلها بحق.

ثالثا صور من الاكل بالباطل.

الغصب والسرقة والخيانة في الوديعة.

اخذها على وجه المعاوضة المحرمة كعقود الربا والقمار.

اخذها بسبب غش في البيع والاجارة ومنها استعمال الاجراء واكل اجرتهم.

فلا يحل ذلك بوجه من الوجوه حتى لوحصل نزاع وحكم له الحاكم بذلك فإن حكم الحاكم لا يبيح محرما ولا يحلل حراما انما يحكم على نحو ما يسمع .

رابعا فهل نجحت شريعة الاسلام و اخص هنا الصيام بالوصول بمن فرض عليه الصيام من امتنا ومن الامم السابقة لهذه الدرجة أعني ان يقدم المسلم الصائم حق الاخر في المال عن حقه ؟

خامسا نعم حدث هذا في الامم السابقة فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "اشترى رجل من رجل عقارا فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب فقال الذي اشترى العقار خذ ذهبك إنما اشتريت منك الارض ولم أشتر الذهب وقال الذي له الارض انما بعتك الارض وما فيها فتحاكما الى رجل فقال الذي تحاكما اليه ألكما ولد؟ قال أحدهما لي غلام وقال الاخر لي جارية قال أنكحا الغلام الجارية وأنفقا على انفسكما منه وتصدقا".

سادسا وحدث أيضا في امة الاسلام والامثلة كثيرة وأذكر منها مارواه ابن الجوزي في كتابه صفة الصفوة في اخر من ذكرهم من اهل بغداد_بتصرف_ان رجلا من اهل بغداد كان تاجرا وله ثروة متزوجا من امرأتين دون أن يخبر الاولى ولكن بكثرة تغيبه ظهرا علمت الاولى بزواجه عن طريق جاريتها ولم تظهر له وبعد فترة.

مات الرجل تاركا ولدا وثمانية الاف دينارا فماذا فعلت المرأتان ؟

فأما الاولى فعمدت الى المال فأفردت حق الولد من التركة وهوسبعة الاف دينارا وقسمت الالف الباقية نصفين وتركت النصف في كيس وقالت لجاريتها اذهبي لبيت المرأة فمضت الجارية فطرقت الباب ودخلت وأخبرتها بموت الرجل

وأعطتها نصيبها من التركة.

وأما الثانية فبكت وفتحت صندوقها وأخرجت منه رقعة وقالت للجارية عودي الى سيدتك وأعلميها ان الرجل طلقني وكتب لي براءة وردي عليها المال فأني ما استحق من تركته شيئا. والله أعلم

مسافر