أما آن للعولمة أن تتعولم؟؟!!!

[disappointed]

لاشك فى أن العولمة ليست خيرا صافيا كما أنها ليست شرّا خالصا

ولاشك فى أنه لا بد من وضع ضوابط للعولمة من أجل عولمتها حقّا بدلا من أمركتها كما نرى حاليا

واذا كانت العولمة تعنى عند البعض إزالة الحواجز السياسية و الإقتصادية والإجتماعية من أجل حرّية تحرّك رؤوس الأموال والسلع و الخدمات بل والأفكار , فإن العولمة تمثّل للبعض الآخر الوجه الحديث للإستعمار والهجمة الجديدة من أمريكا و الغرب الأوروبى من أجل السيطرة على ثروات و مقدّرات العالم الثالث

وإذا كان البعض يرى أن العولمة ليست فى واقع الأمر سوى أمركة وترجمة عمليّة للهيمنة الأمريكية و فرض للثقافة الأمريكية والمأكولات الأمريكية و الأزياء الأمريكية و نمط الحياة و الأفكار الأمريكية , فإن البعض الآخر يرى أن العولمة ليست سوى ستارا تتحرّك من خلفه الشركات العملاقة عابرة القارّات متعددة الجنسيّات ذات الميزانيّات التى تفوق ميزانيّات أغلب دول العالم الثالث والتى لا تتطابق مصالحها مع مصالح دول العالم الثالث ممّا يجعلها ترفع شعار العولمة لإزالة التشريعات المحلّية و تقييد آليّات السلطات الوطنيّة و إزاحة المنافسات المحلّية لتحقق مصالحها ملقية فى طريقها بمصالح دول العالم الثالث إلى الجحيم

وفى واقع الأمر...فإن للعولمة أوجه كثيرة لابد من النظر إليها لإدراك كامل المشهد , ولتكن هذه محاولة متواضعة لعرض هذه الأوجه من خلال تسليط الضوء بإختصار شديد – قدر الإمكان- على :

= منظور دعاة العولمة

= علاقة العولمة بالقيم الإنسانية

= شروط المكسب و الخسارة فى منظومة العولمة

= مؤسسات العولمة و آليّاتها

= لماذا تعتبر العولمة بتطبيقها الحالى أمركة

= العولمة و العالم الثالث

= العولمة و العالم العربى

تم تعديل 23 ديسمبر 2003 بواسطة disappointed

[disappointed]

= منظور دعاة العولمة

لايمكن بالطبع تجاهل أن لدعاة العولمة أسبابهم الوجيهة و منظورهم الذى لا يفتقر إلى المنطق.... فهم يقولون بأن العولمة تتيح فرصا كثيرة لملايين من البشر حول العالم , وأنها تسمح بتدفق الإستثمارات الأجنبية , وتسمح بتزايد معدّلات التجارة , وتؤدّى إلى زيادة تبادل التقنيات الحديثة , و توثق الإرتباط بين الشعوب , وهو ما يجعل دعاة العولمة يفترضون أن كل هذا من شأنه دفع النمو الإقتصادى إلى الأمام وبالتالى دفع التقدّم البشرى إلى وضعيّة أفضل.

ولهذا....فإن دعاة العولمة يعرّفونها بأنّها إيجاد أسواق عالمية وتقنية عالمية و أفكار عالمية وتضامن عالمى.... ورغم أن دعاة العولمة يضعون آلاف الخطوط تحت التضامن العالمى بالذات أثناء ترويجهم للعولمة فإن الافتقار الى هذا التضامن العالمى فى تطبيق العولمة الحالى هو الذى يجعل الكثيرين يرون فى رفع شعار التضامن العالمى مطيّة و وسيلة لدس السم فى العسل و إقناع الدول الفقيرة و النامية بالإنخراط فى عملية العولمة وهو ما قد يجعل هذه الدول النامية و الفقيرة لا تنتبه إلى تداعيات العولمة السلبية عليها إلا بعد أن تكون الفأس قد وقعت فى الرأس fsh:: , وبعد أن تكون "رجلها جت فى الخيّه" cbyb: وانضحك عليها واللى كان كان :angry:

[disappointed]

= علاقة العولمة بالقيم الإنسانية

يروّج دعاة العولمة الى أن العولمة هى البوتقة التى ستنصهر داخلها القيم الإنسانية النبيلة مثل العدالة الإجتماعية و إنصاف المرأة و الحفاظ على حقوق الإنسان و تحسين أحوال الطبقات المعدمة و المهمّشة و محاربة الفقر و التنمية الإجتماعية....إلخ إلخ إلخ :angry:

ولكن......

أعتقد أن هذه النقطة بالذات (والتى يفترض دعاة العولمة أنها نقطة قوّة العولمة) هى نقطة الضعف المعرّضة دوما للانتقاد فى منظومة العولمة المطبّقة حاليّا....فـــــ:

- هل رأينا حتّى الآن من العولمة سوى التنافس الضارى و الشرس الذى لا يقدر على دخول معتركه سوى الأثرياء و الأقوياء؟؟؟!!! dct::

- هل رأينا من العولمة حتى الآن ما يمكّن الشركات الضعيفة أو الدول الفقيرة أو الأفراد المسحوقين من الصمود فى حلبة العولمة؟؟!!!

dct::

طبعا...لا...لااااااا ... وبالفم المليان : لا

فنحن لانرى من العولمة حتّى الآن إلاّ الرغبة المحمومة فى التوسّع وغزو الأسواق , والنهم اللانهائى للربح dj$) حتّى ولو كان ذلك بميكيافيلّية و بريجماتية متناهية , وتركّز الثروات فى أيدى البعض لتظل تتضخّم بينما يظل الفقير يزداد فقرا حتّى يتاجر البعض فى كل شيئ و يملك كل شيئ بينما يفلس البعض و يفقد كل شيئ

ولهذا...سيظل الكثيرين يكفرون بمبادئ العولمة , وسيظل الإيمان بمبادئ العولمة بعيدا عن عقول وقلوب الكثيرين إلى أن يتم "أنسنة" العولمة وإضفاء اللمسة الأخلاقية الإنسانية عليها بدلا من العولمة المتوحّشة المسعورة التى نراها حاليا

وسيظل الوضع كذلك حتّى تكتسب العولمة القيم الإنسانية التى تروّج لمقولة أنّها تنادى بها بينما هى فى واقع الأمر تجرّد آليّات هذه العولمة من تلك القيم الإنسانيّة

وسيظل الوضع كذلك حتّى يتم توحيد نظريّات الفيزياء الحيوية للعولمة (the globalization biophysics) فى السرّاء و الضرّاء..... فالعالم الغربى و أمريكا يبشّران بقاعدة الأوانى المستطرقة ( وهذه قاعدة عادلة عند جنى مغانم العولمة) ولكن العالم الغربى و أمريكا للأسف الشديد وفى ظل التطبيق الحالى للعولمة لا يجنح إلى تلك القاعدة إلا حين التعرّض إلى مغارم العولمة و حين يحين وقت دفع فواتير خسائر العولمة لنجد أن حمل هذه الخسائر يثقل كاهل الدول الفقيرة و النامية التى تلهث من الأساس ولا تقدر على الوقوف على قدميها....فإذا – وكما حدث فى الأزمة الآسيوية الشهيرة على سبيل المثال- بإنخفاض العملة التايلانديّة (الباهتة أساسا) يؤدّى إلى تصاعد معدّلات البطالة فى جنوب شرق آسيا بالكامل وإلى تباطؤ الإستثمار المتاح للخدمات الإجتماعية فى أمريكا اللاتينية و إلى إرتفاع حاد فى سعر الأدوية التى تستوردها أفريقيا

الغريب هنا أن دعاة العولمة يحاولون إسالة لعابنا بنظرية الأوانى المستطرقة التى لا يطبّقونها علينا إلا لنشاركهم حمل مغارم العولمة , بينما يحرموننا من تطبيق نفس النظرية حين يحين وقت تقسيم مغانم العولمة , فهناك لديهم نظرية فيزيائية حيوية أخرى حين يأتى وقت المغانم , وهى نظرية صمامات الأوردة أحاديّة الإتّجاه (Unidirectional valves) والتى لا تسمح بسريان الدماء فى الأوردة إلاّ فى إتّجاه واحد فقط

وكما قال يوسف الريحانى :

"إذا لم تكن لى و الزمان شرم برم...فلا خير فيك و الزمان ترلّلى"

dct:: dct::

و..

و...

و...

سلامه فى خير

وخير فى سلامه

dj$) dj$)

تم تعديل 23 ديسمبر 2003 بواسطة disappointed

[disappointed]

= مؤسسات العولمة و آليّاتها

وهذه المؤسسات والآليّات ( ذات الطابع العالمى والمالكة لقدر هائل من الفاعليّة والتى أكسبتها أمريكا و الدول الغربية المشروعيّة بأسلوب فرض الأمر الواقع) لم تكن – للأسف – خارج نطاق السلطات الوطنيّة للدول فقط , ولم تَجُبّ ْ وتفوق وتتجاوز الصلاحيّات الوطنيّة للدول فقط , وإنّما أصبحت تضغط على السلطات و الحكومات الوطنيّة للدول وتملى عليها سياساتها و أجندات عملها و إستراتيجيّاتها و أولويّاتها بأسلوب الكخ و الدح

وتتركّز هذه المؤسسات و الآليّات فى منظّمة التجارة العالميّة و صندوق النقد الدولى و البنك الدولى والشركات متعددة الجنسيات العابرة للقارات

أما على الصعيدين الثقافى و الاجتماعى فقد فرضت العولمة نفسها عبر شبكة عالمية من المنظمات الغير حكومية و العديد من الأنشطة الثقافية و الخيرية و الإنسانية التى تتجاوز حدود الدول الوطنية من خلال أطر و قواعد قانونية تم إقرارها من خلال إتفاقيّات دولية ملزمة تم دعمها بآليّات تنفيذيّة ضاغطة على الحكومات الوطنية التى باتت فى أحيان كثيرة مقيّدة و مكبّلة بهذه التشريعات و القوانين للدرجة التى بدأت تؤثر على ممارستها لسيادتها القوميّة :angry:

[disappointed]

= شروط المكسب و الخسارة فى منظومة العولمة

مثلما قلت فى البداية : العولمة ليست خيرا صافيا كما أنها ليست شرّا خالصا

وبهذا.... فإن للعولمة إيجابيّات لن تتحقق إلاّ بشروط معيّنة , كما أن لها سلبيّات لن يمكن تفاديها إلاّ بأساليب معيّنة , ولهذا السبب فإن هناك دولا إستفادت فعليّا من العولمة (كـبولندا و رومانيا و بلغاريا) بينما هناك دول تندفع بسرعة نحو التهميش رغم إنخراطها فى منظومة العولمة (مثل غالبية إن لم يكن كل دول أفريقيا والعالم الثالث)

طيب..... اللى إستفادوا دول عملوا إيه؟؟؟!!! واللى بيتهمّشوا دول بيتهمّشوا ليه؟؟!!

اللى إستفادوا دول تم دعمهم خارجيّا - و بعنف- من أجل إنجاح إصلاحاتهم الإقتصادية الكفيلة بتحوّلهم إلى إقتصاد السوق القائم على حرية التجارة و حريّة العرض و الطلب و المبادرة الخاصة و حرّية تدفق الأموال و الخدمات و السلع و العمالة دون تعرّضهم لهزّات تهدّد إستقرارهم و قدرتهم على الإستمرار فى عملية الإصلاح الإقتصادى فى الفترة التحوّلية الأوّلية المليئة بالمطبّات الصعبة( مع ملاحظة أنهم بالمقابل دفعوا ثمنا آخرا – لم يجدوا حرجا فى دفعه dj$) - يتمثل فى تقديم تنازلات سياسيّة محدّدة ولعب أدوار سياسيّة محددة مطلوبة منهم كبيادق الشطرنج التى تمهّد تحرّكات القطع الكبيرة – من باب أن التواجد فى تشريفة الرخ أو الوزير أفضل من التواجد خارج الرقعة بالكامل -)

أما اللى بيتهمّشوا دول فبيتهمّشوا لأنهم رغم إندماجهم بصورة كبيرة فى السوق العالمية (فصادراتهم تمثّل ما يتراوح بين 20% و 30% من إجمالى الناتج المحلّى) فإن صادرات هذه الدول تعتمد على المواد الخام و السلع الأوّلية (المعرّضة للإنخفاض بصورة مستمرّة) ولم تفلح هذه الدول فى التحوّل نحو الصادرات الصناعيّة (ببساطة شديدة.... لأنه لم و لن يتم السماح لها بذلك من جانب المستفيدين صناعيّا من خاماتهم و سلعهم الأوّلية ....فإذا تم تطبيق مقولة أن جحا أولى بلحم ثوره فإن لحم الثور لن يصل إلى جيران جحا الذين يملكون المجزر و المسلخ و الثلاجات المبرّدة و مصانع التعليب dct:: ..... ولهذا...فإن على جيران جحا الحيلولة بين حصول جحا على القدرة على الاستفادة من لحم ثوره , وعلى جحا أن يظل قانعا ببيع الثور لهم (شروة) ليقوموا بإعادة بيعه له (قطّاعى)....وهنا....نجد جحا وقد إكتفى بثمن الثور الذى دفعه له جيرانه , وإن دفع لهم جحا أضعاف هذا المبلغ مقابل علب بلوبيف لحم ثوره التى يبيعها له جيرانه لاحقا :angry: dj$) dj$) )

مممم...

الحقيقة التى لا مجال لإنكارها إذن هى أن الأغلبية الكاسحة من دول العالم الثالث هى التى تعانى بحدّة من آثار العولمة.....فهناك ما لايقل عن ثمانين دولة بالعالم يتعرّض فيها نصيب الفرد من الدخل القومى للنقصان التدريجى تحت مظلّة العولمة بينما هناك 15 دولة فقط على مستوى العالم يحقق نصيب الفرد فيها من الدخل القومى زيادة سنويّة تتعدّى الــ3%

ولهذا أكرر ما قلته سابقا:

إذا أرادت العولمة أن تفى بوعودها و إذا كانت جادّة بشأن مبادئها فإن عليها أن تتعولم أوّلا

dct::

تم تعديل 23 ديسمبر 2003 بواسطة disappointed

[disappointed]

= لماذا تعتبر العولمة بتطبيقها الحالى أمركة؟؟!!!

نظرا لــــــ:

=قوة الاقتصاد الأمريكى البالغة وحجمه الرهيب وأبعاده الكونيّة

=ضعف الوزن النسبى لجميع الأطراف الأخرى

=تصفية قوى الاستعمار القديمة

=هزيمة جميع الأسس الفلسفيّة والسياسيّة والاجتماعية والأيديولوجيّة التى قامت عليها نماذج أخرى

=انهيار نماذج الاكتفاء الذاتى بانهيار الكتلة الشيوعية فى أوروبا الشرقية وانتهاء أضخم محاولة تجريبية لتحقيق الاكتفاء الذاتى

=نجاح أمريكا فى اقامة نظم ومؤسسات دوليّة تكفل لها ان تكون صاحبة الكلمة العليا

=سيطرة رأس المال الأمريكى على مشروعات واقتصادات كثيرة فى كافة أرجاء الأرض

=هيمنة الدولار الأمريكى على الأمور الاقتصادية من حيث كونه وسيلة التبادل و مخزن القيم وأداة التسوية الرئيسيّة بالنسبة لمعظم دول العالم...وهو مايعرف باسم "دولرة" الاقتصاد العالمى

=سيطرة أمريكا على مؤسسات "بريتون وودز" واملاء سياستها عليها لتمليها تلك الأخيرة بدورها على مختلف دول العالم المتعاملة معها

=سيطرة أمريكا على الأنشطة الاقتصادية الحاكمة مثل صناعة المعلومات والبرمجيّات وصناعات الخدمات والتمويل

=تحوّل أمريكا الى أكبر سوق لاستثمار رؤوس الأموال الغير أمريكيّة فى صناعاتها منذ انخفاض الدولار فى 1970

=حرص البنوك الغير أمريكية على افتتاح فروع لها فى أمريكا لدرجة أن عدد البنوك الغير أمريكية العاملة فى أمريكا تزيد عن 330 بنكا

=امتداد فروع البنوك الأمريكية لمختلف دول العالم

=سعى أمريكا المستمر الى فرض نموذجها (ليس فقط على المستوى السياسى بل على المستوى الثقافى والفكرى والاجتماعى)

وبدون فكر فلسفى أو جدل نظرى معقّد , وببساطة شديدة....فإنه و لأن العولمة الحالية ليست سوى أمركة لما كان التراجع الذى لازال يصيب عملات العالم أمام الدولار رغم تداعيات سبتمبر السلبية إقتصاديّا على أمريكا... ولو كانت العولمة عولمة وليست أمركة لما حدث ذلك

:angry:

[disappointed]

= العولمة و العالم الثالث

وهذا موضوع سأكتفى فيه بعرض خمس حقائق لاتقبل النقاش تاركا بعدها الــ interpretation لكم :

= حقيقة رقم 1 :

أعداد الذين يعانون من الفقر و الجوع فى العالم الثالث فى إزدياد مطّرد كل عام فى ظل العولمة dj$)

= حقيقة رقم 2 :

يوجد إحساس متنامى و متعاظم لدى الأسواق الصاعدة فى الدول النامية و دول العالم الثالث ( و مصر منها) بأن هناك ظلما بيّنا فى منظومة العولمة سيؤدّى حتما إلى نسف المكاسب و النجاحات التنمويّة التى حققتها هذه الدول (فلنتذكّر الطفرة و الإنتعاشة المصريّة التى حدثت من 1997 إلى 1999 ولنقارنها بالحالة الحالية التى تدهورت بسرعة رهيبة حتّى وصلنا إلى حالة إقتصادية يرثى لها cbyb: )

= حقيقة رقم 3 :

يتحدّث الدّاعين إلى العولمة طوال الوقت عن العولمة ولكن ..... هل أدّت العولمة إلى إستقرار الإقتصاد العالمى؟؟؟ بالعكس.....فالأسواق العالميّة فى غاية الإضّطراب , وأداء المؤسسات الماليّة فى غاية التشوّش... وهو ما إنعكس بالسلب على الأسواق الناشئة بالعالم الثالث فى المقام الأوّل (إقتصادها لسّه عظمه طرى ياجماعه :angry: .. ما يستحملش الخبط و الرزع ده كلّه زى شجر الجمّيز الأمريكانى و الأوروبّى dj$) )

= حقيقة رقم 4 :

فوضى العولمة على الصعيد الإقتصادى ( يكفى للتدليل على ذلك إنعدام الرقابة على أسواق المال dj$) )

= حقيقة رقم 5:

أنعدام الحوار الفعّال و الحقيقى بين دول الشمال الغنيّة و دول الجنوب الفقيرة (إدفنوهم فى أى خرابه إحنا مش فاضيين ليهم pmp:: )

تم تعديل 23 ديسمبر 2003 بواسطة disappointed

[disappointed]

= العولمة و العالم العربى

فلنكن صرحاء مع أنفسنا

لازالت عقليّة الماضى الجامدة المتحجّرة تسيطر على طريقة تفكير و تخطيط حكوماتنا العربيّة وعلى عقليّات المشتغلين بساحة العمل العام العربى (بإستثناء الإمارات و لبنان)

علينا أن ندرك – كعرب- أن مصادر القوّة الإقتصاديّة تشهد تحت مظلّة العولمة و من خلال ثورة المعلومات تحوّلا غير مسبوق فى إتّجاهات طليعيّة...مثل...على سبيل المثال.... صناعة و خدمات الإتّصالات و برمجيّات الكمبيوتر (وهى مصدر هائل لتحقيق الإيرادات التى تزيد قيمتها فى المجمل على مستوى العالم على تريليون دولار وفقا لإحصاء عام 1998) وهو ما يعنى أن مجال صناعة و خدمات الإتّصالات و برمجيّات الكمبيوتر هى عصب محور التنمية فى الإقتصاد المعاصر

والغريب أنه لدى العالم العربى – وبخاصة مصر- قدرات متوافرة لتطوير و تعميم صناعة برمجيّات الكمبيوتر , ومع ذلك لم يتم تحويل هذه القدرات إلى طاقات إنتاجيّة مؤثّرة (وبالأرقام.....فإن هناك جهاز كمبيوتر واحد لكل 333 مواطن عربى , وجهاز كمبيوتر واحد لكل 890 مواطن مصرى بينما لكل إثنين من المواطنين جهاز كمبيوتر فى أمريكا و أوروبا الغربيّة و اليابان)

و ....

خلّينا قاعدين كده فى أرابيز صناعة سياحة الصوت و الضوء و أوبرا عايدة و عروض ميشيل جار و سراب توشكى و صناعة اللبان و الآيس كريم و اللولى بوب و الندّاغه و العسليّه و زراعة القمح فى رومانيا و الخرشوف فى تسمانيا و الحرنكش فى تنزانيا لغاية ما القطر يدهسنا وأحنا لسّه بنسأل : "هوّه القطر اللى رايح على الرخاء بيعدّى منين؟؟؟" :angry: dj$) dj$) dj$)

[disappointed]

موضوع مرتبط :

العولمة و كشف المستور..... وكلّه عليه الدور

:angry: dj$)

http://www.egyptiantalks.org/invb/index.ph...wtopic=3596&hl=

[Mohammad Abouzied]

اود توضيح حاجة مهمة يا دكتور محبط

العولمة ليس صناعة امريكية ابدا بل هي كانت الاساس البدائي لظهور التجارة في العالم كله ومكانش فيه اصلا موانع لاي حد ان يقيم تجارة هنا او هناك او حتى يقيم صناعة

اذا ما تم عمله فيما بعد من نظم تجارة وحماية ونظام شمولي هو الامستحدث والذي ورط دول كثيرة وشعوبها في مأزق اقتصادي وتحتاج سنين حتى تنعدل الميزان حتى تلحق بركب التقدم والازدهار والرفاهية لشعوبها

فانت تعلم ان العرب كانو يسيطرون على تجارة الشرق والغرب قبل اكتشاف امريكا وكانوا هم المتحكمين في طرق التجارة العالمية ، وبالتالي كانوا العرب هم فعلا قوة اقتصادية عظمى بالرغم من بساطة حياتهم وحياتهم الخشنة

وظهور قطاع الطرق في البر والبحر هو ما عاق التجارة اصلا وعطلها في العصور الوسطى حتى ظهر الاسلام وبدأت الامبراطورية الاسلامية تتحكم ثانيا في تجارة العالم وتحميها

ومع ظهور العصر الحديث وظهور القرصنة من جديد وتداعي الدولة الاسلامية بدأت الدول الحديثة تسيطر على مسارات التجارة واخذت تأمنها بأساطيل ضخمة وبدأت تفرض رسوم على وراداتها اسمتها الجمارك

وبعدها تطورت الامور واصبحت نوع من الحماية لصناعاتها املا منها في الوصول للأكتفاء الذاتي وهذا ثبت استحالته ولا تستطيع اي دولة ان تعتمد على نفسها في الصناعة او التجارة او حتى الزراعة ، حتى امريكا التي تعتبر عملاق اقتصادي وبها تقريبا كل انواع الموارد اللازمة للصناعة والتجارة والصناعة تستورد وتصدر

ولقدرة الله عز وجل اعطى كل مكان ميزة نوعية عن الاماكن الاخرى

ففي الوقت الذي تنبت فيه زراعة القمح على الامطار بقليل من المجهود في كندا وجد ان زراعة الفواكه تنمو وتثمر ايضا بمجهود متواضع جدا في شمال مصر وشمال افريقيا

واذا كنا سوف نركز على زراعات وصناعات لا توجد لنا فيها ميزة نوعية ونترك الصناعات والزراعات التي لنا فيها ميزة نوعية مثل القطن والفواكه وصناعة الملابس

فيجب علينا ان نتحمل سوء تصرفنا ونزيد من فقرنا لانها خطأنا وليس خطأ امريكا

وبعيد عن السياسة المتغيرة الاقتصاد ثابت ولا يتغير سواء اخذت به امريكا ولا الكنغو

[Mohammad Abouzied]

نود نذكر عندما ظهرت ازمة الطاقة نتيجة حرب اكتوبر وارتفاع اسعار البترول تحولت جميع الصناعات البتروكيماوية الى دول الخليج لوجود الميزة النوعية فيها وهي توفر البترول بدون مصاريف الشحن وعومال التبخر والتحلل فيه للدول المصنعة له ولا زالت موجوده حتى الان ومملوكة حاليا لمساهمين من نفس البلد