معليش أنا الظاهر لدي مشكلة في التعامل مع الردود المطولة ... على ما أوصل أخرها بكون نسيت أولها وكانت لدي تجربة قريبة سيئة معها في منتدى آخر ... لذا سأقتطع الجمل التي تلخص الفكرة وأرد عليها
إذا فالقاضي هو الحاكم من وجهة نظرك ... أليس كذلك؟
لأ معليش هطلب من حضرتك دليل على أن الدولة الدينية دولة ديموقراطية ... سواء من أدبيات التيار السلفي أو من تجارب الواقع
الحقيقة أن الدولة الدينية دولة معادية للديموقراطية ولا تعترف بها أساسا لأنها تعتبرها عدم قبول بحكم الله ... ويتضح ذلك جليا في المناقشات التي دارت هنا على صفحات المنتدى
أعنقد أنه من الإنصاف أن نقارن النموذج بالنموذج والتطبيق بالتطبيق
المشكلة أن أنصار الدولة الدينية يقارنون اليوتوبيا الدينية التي في تصورهم بالواقع الذي نعيشه في ظل دولة تدّعي أنها مدنية ديموقراطية ... ولذا تأتي النتيجة دوما في مصلحة اليويوتبا
ربما نختلف في تقييمنا للأسس النظرية التي تقوم عليها الدول المدنية والدينية وأيها أفضل وأصلح ... أما عند التطبيق فهناك أفضلية واضحة للدول المدنية دون شك
لأن ذلك النموذج كان هو الوحيد الموجود في العالم حينئذ ولم تكن هناك دول مدنية ديموقراطية متقدمة ... ولذلك كانت المواجهة بين دول استبدادية متقدمة نسبيا (الدول الإسلامية) ودول استبدادية متخلفة (العالم الغربي) فكان الانتصار للأولى ... أما عندما تطورت النظم السياسية في الغرب وظهرت الدولة المدنية الحديثة ظهر الفرق واضحا بين كفاءة نظم الحكم الحديثة والقديمة
مثال: كانت هناك محاولتين من فرنسا لغزو مصر ... الأولى كان على رأسها لويس التاسع في منتصف القرن الثالث عشر وهزم فيها هزيمة نكراء على يد المماليك في المنصورة ... والثانية كانت حملة نابليون في نهاية القرن الثامن عشر وتصدى له المماليك ولكنه سحقهم بكل سهولة في معركة دامت ساعه إلا ربع ... المماليك هما زي ما هما ما اتغيروش بين الواقعتين ولكن ما تغير هو فرنسا التي أصبحت دولة حديثة.
أما حكاية التنافس على العرش فقد كان واقعا والدليل هذا الكم من الحروب والثورات التي لم تخل منه حقبة تاريخية ... وحتى في قمة ازدهار هذه الحضارة ... عندك حروب الأمين والمأمون مثلا وحروب ملوك الطوائف في الأندلس ... وفي النهاية انهارت الامبراطوريات المختلفة ليس بسبب العلمانيين كما يردد أنصار الدولة الدينية بل لعوامل داخلية أهمها الجمود الفكري والمعرفي والاستبداد والحروب الداخلية المدمرة