الفاضل أبا فاطمة ..
مثلي مثل كثيرآ من المسيحيين نعلم تمامآ ان مسألة تاريخ الميلاد سواء الكاثوليكي او الأرثوزكسي هي مسألة نسبية بحتة ... تاريخ تم الأتفاق عليه بصورة او بأخري علي انه تاريخ ميلاد السيد المسيح له المجد ... و لن يكون هناك اي فارق لو كان هذا التاريخ في ديسمبر او يناير او مارس او يوليو ... هو رمز لظهور السيد المسيح في حياتنا ...
لا توجد آية في الأنجيل تتحدث عن تاريخ محدد و ثابت .. لذا كل الأجتهادات مقبولة ... الأكيد انه "وُلِد" .. و عليه احتفالنا بالحدث ...
هل سيختلف احد علي عظمة رمسيس الثاني مثلآ اذا اكتشفنا ان عيد ميلاده ليس 22 اكتوبر أو إن عيد تتويجه ليس ال 22 من فبراير .. و هي التواريخ التي تم اقرارها كتواريخ ثابته في العالم كله لتلك المناسبات .. و يأتي فيه الناس من اطراف الأرض ليشاهدوا تعامد اشعة الشمس علي وجهه .. بالرغم من اننا نعلم تمامآ انها ليست تواريخ أكيدة ... فمعبد ابو سمبل تم نقله من مكانه و عليه فالحسابات الهندسية و الفلكية المصاحبة لهذا تغيرت ...
جدي الله يرحمه كنا نحتفل بعيد ميلاده 23 فبراير .. بالرغم من انه هو نفسه لم تكن بحوزته شهادة ميلاد بل شهادة تسنين .. كل ما كان يتذكره انه ولد نفس السنة "اللي وقف فيها البابور في البلد " و كان يعني بناء محطة للسكة الحديد في بلده ... فهل قلل هذا من محبته في قلوبنا او اهتزت صورته في وجداننا ...
لا أدري بالفعل العلاقة... و كأنها اكتشاف مفاجأة سينسف معتقداتنا ... هو شيء معروف سابقآ و دارت ( و ستدور) حوله كثيرآ من الدراسات و لن تكون ابدآ الحقيقة المطلقة ...
ما هو مذكور في الأنجيل المقدس ان ولادته صاحبها ظهور نجم لامع في السماء .. و طلب أغسطس قيصر إحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية تمهيدًا لدفع الضرائب.. و عليه دارت كل الأفتراضات الفلكية عن ماهية هذا النجم و حساب مداره و متي ظهر و التاريخية حول وقت الأحصاء المذكور..
أصابوا او أخطأوا فلن يكون هناك علي الأقل بالنسبة لنا كمسيحيين اي فرق ... هو تاريخ رمزي تم الأتفاق عليه لعدم امكانية حسابه بصورة دقيقة مائة في المائة .. فهل هذا سبب جوهري لعدم الأحتفال به ؟
تحياتي