الذي اعتقده جليا أن هذه التصريحات تأتي كخطوة جديدة في سياق الخطة الصهيوأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية ..
إسرائيل نموها البشري بسيط جدا ومحدود جدا .. وهي تعتمد على الهجرة البشرية إليها .. ولذا فلا يمكن أن تخاطر بهجرة الألاف منها وعودتهم إلى البلاد العربية ..
في نفس الوقت إسرائيل ليست بدولة فقيرة حتى تنتظر تعويضات 40 أو 50 أو حتى 100 مليون من مصر أو غيرها ..
كان هناك عائق كبير أمام التسوية التي تريدها إسرائيل للقضية الفلسطينية .. وهذا العائق كان هو حق العودة .. وقد حاولت إسرائيل مرارا وتكرارا الضغط على عرفات رحمه الله من أجل التنازل عن هذا الحق الذي أقره مجلس الأمن في قراره رقم 242 وهو القرار الذي اتخذ أساسا للمفاوضات الطويلة التي جرت طوال عهد الراحل عرفات..
بعد التخلص من عرفات بدأت إسرائيل استراتيجية جديدة لتصفية القضية الفلسطينية برمتها .. وكان أول هذه الخطوات هو الانسحاب من غزة وتركها لقمة سهلة للفصائل الفلسطينية الإيديولوجية التي كانت لها الغلبة هناك .. وتركت إسرائيل الخطوة الثانية لهذه الفصائل .. وبالفعل قامت هذه الفصائل بالانشقاق عن الضفة وكسر لواء الوحدة الفلسطينية ..
الخطوة الثالثة .. كانت بتحميل مسؤوليات قطاع غزة على مصر .. بحيث يكون القطاع تابعا اقتصاديا وإداريا تقريبا لمصر .. وفي نفس الوقت لا يمثل تهديدا لإسرائيل .. وقد حاولت إسرائيل سابقا أيام النظام السابق إقناع مصر بالعودة للإشراف على قطاع غزة كما كان الحال قبل حرب 67 ولكن مصر رفضت تماما هذا الأمر .,.
الخطوة الرابعة كانت بإسقاط الأنظمة العربية وبالتحديد النظام المصري التي كانت رافضة بتاتا لتحميل مسؤوليات قطاع غزة على مصر .. أو توسعة قطاع غزة على حساب سيناء .. أو حتى مساعدة حماس على استمرار الانفصال بالقطاع .. وهو ما تم بالفعل .. ورحب النظام المصري الجديد بتحمل مسؤوليات قطاع غزة اقتصاديا بصورة كاملة .. ولعل نذكر كلمات رئيسنا الهمام حول ضرورة إنهاء مشكلة غزة تماما ..
خطوة اللاجئين هي الخطوة الخامسة .. وإسرائيل سوف تستغل تصريحات سيدي العريان .. لا للمطالبة بعودة اليهود للدول العربية .. ولا للمطالبة بتعويضات .. وإنما لإسقاط حق العودة للفلسطينيين أساسا .. على أساس أنه مثلما ترفض الدول العربية عودة اليهود الذين هاجروا منها إلى إسرائيل .. فإنه يكون من حق إسرائيل أيضا أن ترفض عودة الفلسطينيين الذين هاجروا منها إلى الدول العربية .. ولعلنا نذكر كيف ربط السيد العريان بين عودة اليهود المصريين إلى مصر وبالتالي إلى غيرها من الدول العربية .. وعودة الفلسطينيين إلى فلسطين .. وهذا الربط سوف يتم استغلاله بشكل عكسي .. بحيث أنه ما دام اليهود لن يعودوا للدول العربية .. فإن الفلسطينيين لن يعودوا لفلسطين ..
هذا في رأيي الهدف والمغزى الإسرائيلي لهذه التصريحات التي أدلى بها السيد العريان.
الخطوة القادمة .. بعد تصفية قضية اللاجئين ستكون هي التعامل مع أزمة المستوطنات ..
ثم بعد ذلك التعامل مع الضفة ذاتها ..