ذكرت الشيوعية والاشتراكية أثناء سردى لزيارة الفريق محمد احمد صادق
فى وقت تلك الزيارة كان الكل مهموما بالهزيمة التى اخترع لها محمد حسنين هيكل إسما ألطف "نكسة" .. ومهموما بالثأر الذى كان اسمه السياسى "إزالة آثار العدوان" ..
لقد طالب الشعب بالثأر فى مظاهرات تنحى جمال عبد الناصر يومى 9 و 10 يونية 1967 التى عمت أنحاء مصر .. أى قبل انتهاء المعركة التى أسمتها إسرائيل "حرب الأيام الستة" .. وبصرف النظر عن ما قيل بأن تلك المظاهرات كانت مدبرة وموجهة من الحزب الأوحد فى ذلك الوقت "الاتحاد الاشتراكى العربى" .. فالحقيقة التى لا ينكرها أحد هى أن كل الشعب خرج يهتف بنشيد من أناشيد 1956 "حنحارب .. حنحارب"
برغم التوجه الاشتراكى للحقبة الناصرية .. وبرغم أن "الاشتراكية" هى الأساس الذى قامت عليه "الشيوعية" .. إلا أن التجربة الناصرية كانت لها نظرة خاصة إلى الاشتراكية تقوم على "تحالف قوى الشعب" ضد الرجعية والاستعمار بكافة أشكاله لم تقض على القطاع الخاص بل همشت دوره لتقوم الدولة بأدوار ليست لها .. حتى بيع الفراخ والفلافل ، نافست الدولة فيها القطاع الخاص .. لم تقض على الملكية الخاصة كما فى الشيوعية ولكنها قيدتها وحددتها .. لذلك كنت أنوى التملص من التهمة الضمنية بالشيوعية .. وممن ؟ من القائد العام للقوات المسلحة لضابط احتياط صغير .. يعنى كان فيها زيارة إلى ما وراء الشمس .. لولا تدخل قائد المستشفى
أما إن كان سؤالك عن الاستقطاب فى أيام ثورة 1919 وامبراطورية زفتى
فللإجابة على سؤالك يا سيدتى : لا .. لم يكن هناك استقطابا أيديولوجيا من أى نوع .. كان هناك هدف مشترك واحد .. وإن كان هناك استقطاب من نوع آخر .. بين زعيم الأمة الفلاح المتشدد فى المفاوضات (سعد) والسياسى الخبير المتمرس ابن الذوات (عدلى) رئيس الوزراء .. كلاهما يتصدران مشهد المفاوضة على إلغاء الحماية والاستقلال والدستور كل بطريقته .. يختلفان ويتفقان .. ولكن فى النهاية لصالح الوطن والقضية
أشكرك أستاذ ابو محمد على التوضيح
تبادر الى ذهنى الاستقطاب عندما حاول القائد الاعلى اتهام كاتبك بالشيوعية
وسارعت بانكار التهمة عنه بانه اشتراكي
تصوررت ان الاستقطاب دائما ما يكون وسيلة دفاع وردع من قبل الحكام للمختلفين مع انظمة حكمهم
فان كانت الاشتراكية طريقا وخطوة للوصول للشيوعية فلما انكرها قائد القوات المسلحة على كاتبك
كان المقصود اذن جعل الناصرية اشتراكية لا تؤول الى الشيوعية بحكم انها عمل فريد قام به عبد الناصر
وربما ايضا لجعل اي انتقاد لها على انها ستؤول للشيوعية في غير محله
شاكرة لك واسفة ان ابتعدت بك عن سياق الموضوع
في فترة الستينيات والخمسينيات كان هناك فكرة ان الاشتراكية تختلف عن الشيوعية، وان الاشتراكية من الاسلام والشيوعية كفر.
وشاعت الكتابات التى تمجد في الاشتراكية حتى انهم وصفوا الرسول صلى اله عليه وسلم بأنه زعيم الإشتراكيين (حديث الناس شركاء في ثلاث، الماء والكلأ والنار) وأن عمر بن الخطاب كان اشتراكيا وطبعا عبدالناصر كان اشتراكيا،
أما بالنسبة للشيوعية فكانت تهمة تشبه تهمة علماني بتعريفات متأسلمي هذه الايام، ولاديني وملحد وكافر .
الأخت الفاضلة "نور العين"
أجابك الأستاذ "محمد" إجابة صحيحة مختصرة
كانت "الشيوعية" فى العهد "الاشتراكى" من المحرمات
:Exclam:
أطلق جمال عبد الناصر على تجربته اسم "الاشتراكية العربية"
ولولا أن اسم "مصر" كان قد انمحى فى ذلك العهد لكان اسمها "الاشتراكية المصرية"
وذلك طبعا لصعوبة - بل لاستحالة - تطبيق الشيوعية فى بلد مثل "مصر"
قد تستعجبين لو عرفتى أن سيد قطب كان اشتراكيا قبل أن "تستقطبه" الجماعة
وهذا واضح فى كتابيه "العدالة الاجتماعية" و "معركة الإسلام والرأسمالية "
وليس وصف الاسلام بأنه دين اشتراكى بغريب .. حتى قبل عبد الناصر بعقود
ففى قصيدة "ولد الهدى" يقول أمير الشعراء فى مدحه لرسول الله عليه الصلاة والسلام
الاشتراكيون أنت أمـامـهم .. لـولا دعـاوي الـقوم والغـلواء
داويت متئدا وداووا طفرة .. وأخف من بعض الدواء الـداء