رحلتي عنا بدون وداع ، بدون عناق أو دموع فراق.
رحلتي إلى عالم بلا ألم، بلا مرض بلا أوجاع.
لن تجوعي، لن تظمأي.
لن يضايقك حر الصيف، كذلك لن يضايقك برد الشتاء.
لن تفكري أي الملابس ترتدين اليوم، سيكفيك ما أعطيناه لك من لباس الدنيا.
ولكنك تركتينا لآلامنا وأحزاننا على فراقك.
تركتينا مجروحي القلب، شاردي البصر، وكأنما الدنيا قد صارت صحراء ممتدة أو محيط بلا شُطآن.
ذهبت بدون وداع وتركتي لنا مواجع الدنيا وآلامها وهمومها.
آه ياحبيبتي كم يعتصرني الألم لفراقك،
من سيتابع الأحداث والأخبار ويتناقش ويتحاور معي فيها؟
من سينقل لي أخبار أولادنا ويناقشني في أمورهم؟
من سيهدئ من ثورتي عندما أثور؟
ومن سأرى الفرحة في عيونها وصوتها عندما يختصني الله بخير؟
من سيسأل سؤالك اليومي " أطبخ لكوا آيه النهاردة " سيتوجب علينا أن نقرر نحن ماذا نأكل من نواشف البقال.
ثلاث وثلاثون عاما تمر أمامي الآن وكأنها حلم جميل صحوت منه على أقسى الفاجعات ألما؛
فراقك وبدون وداع.
اللهم ياسميع يامجيب الدعاء؛ إغفر لها وارحمها واعفو عنها وأوسع لها في جنتك وأسكنها منازل الصديقين والشهداء والأبرار؛ فإني أحتسبها عندك إمرأة صالحة كثيرة البر والإحسان تصلت فرضها وصامت رمضانها وتصدقت مما وهبتها من نعمة المال في سبيل وجهك الكريم.
اللهم استجب.
آمين.