المشكلة أن هناك من لا يزالون يخدعون أنفسهم ويحاولون خداع غيرهم بأقوال من عينة الرئيس الشرعي .. والانتخابات البرلمانية .. وما إلى ذلك ..
فأي رئيس شرعي يتحدثون عنه ؟
عندما جرت الانتخابات .. جرت الانتخابات على مبدأ معين .. وهو إعلان دستوري وإعلان دستوري مكمل .. تم الانتخاب بناء عليهما .. وتم إعلان النتيجة بناء عليهما .. وأقسم الرئيس قسم تولي الحكم بناء عليهما .. وفي الشريعة والقانون .. العقد شريعة المتعاقدين ..
فقد تعاقدنا مع السيد مرسي على أن يتولى رئاسة السلطة التنفيذية لمدة أربع سنوات تبدأ من يونيو 2012 .. بناء على الإعلان الدستوري والإعلان الدستوري المكمل .. ووافق السيد مرسي على العقد .. وأقسم على احترام الإعلان الدستوري .. والإعلان المكمل ..
إذن فطرف العقد الأول .. وهو الشعب المصري ممثلا في الأغلبية التي انتخبت مرسي ( مع أنها أغلبية مزورة وسوف تثبت الأيام هذا ) .. انتخبت مرسي رئيسا للسلطة التنفيذية مشترطة عليه أن يسير تبعا لبنود الإعلان الدستوري والإعلان المكمل ..
وطرف العقد الثاني .. وهو السيد مرسي قبل العقد ..
فعندما يأتي الطرف الثاني .. ويخالف بنود العقد .. فيجعل من نفسه سلطة تنفيذية وقضائية بل وتشريعية أيضا .. فهو هنا قد خالف البند الأول في العقد الذي ينص على أنه يرأس السلطة التنفيذية فقط ..
وعندما يأتي الطرف الثاني .. فيخالف بنود العقد مرة أخرى .. ويقوم بإلغاء الإعلانات الدستورية التي انتخب على أساسها .. فهو هنا قد قام بفسخ العقد كاملا ..
وعندما يأتي الطرف الثاني فيدوس أكثر من مرة على القانون الذي أقسم الذي على احترامه فهو هنا قد خلع نفسه من العقد خلعا ..
فوق هذا كله .. مرسي فعل ما هو أشنع بكثير من كل ما سبق فلم يحافظ متعمدا - وأقولها متعمدا - على استقلال البلاد .. فسيناء أصبحت في عهد سيادته خارج السلطة المصرية تماما .. والكلمة العليا فيها للجماعات الإرهابية .. بعلم سيادة الرئيس وبرضاه .. لأنه يعلم أن هذه الجماعات التي تحتل سيناء الآن هي ذخيرته الاساسية واحتياطيه الاستراتيجي الذي سيهب لنجدته بالعنف وبالسلاح إذا ما جرت أي محاولة لإخراجه أو جماعته من الحكم .. وها هي ذي سيناء أصبحت مرتعا للجماعات الإرهابية يخطفون ويقتلون رجالنا وأبناءنا رجال الشرطة والجيش دون حسيب أو رقيب ..
أبعد كل هذا تطالبوننا باحترام العقود .. أين حمرة الخجل . ؟
لماذا يلوم أصدقاء الرئيس وتابعوه على الطرف الأول عندما يقوم هو الآخر بإعلان رغبته في فسخ العقد ومطالبته بهذا .. بينما صفقوا وهللوا وكبروا حينما قام مرسي من جانبه بفسخ العقد مرات عدة ..
وأما مقولة احترام الأغلبية التي انتخبت مرسي .. فعذرا مرسي هو أول من ارسى مباديء عدم الاحترام .. عندما داس بقدماه على الإعلان الدستوري الذي انتخبته الأغلبية على أساسه .. فمرسي هنا لم يحترم الأغلبية .. حتى يأتي بعضهم الآن ليتحدث عن احترام الأغلبية ..
وأما الخدعة الأخرى .. فهي خدعة الانتظار للانتخابات البرلمانية .. فأي برلمان يتحدثون عنه وأي انتخابات يروجون لها .. هل الانتخابات التي تأتي بناء على دستور باطل وضعته لجنة باطلة أبطلتها أحكام قضائية نافذة أكثر من مرة .. تكون انتخابات صحية ومؤهلة لعملية ديمقراطية سليمة ؟
إنهم يطالبوننا بانتظار الانتخابات طبقا للقانون .. بينما هللوا وكبروا وصفقوا للجنة وضع الدستور التي وصلت الليل بالنهار ثلاث ليال متتالية لكي تسرع بطبخ الدستور وسلقه قبل أن تصدر المحكمة الدستورية قرارها ببطلان هذه اللجنة .. فأين كان حديثكم عن انتظار القانون وقتها ؟
أي انتخابات برلمانية تريدون خداعنا بها .. فهل النظام الذي يدوس على القضاء ذاته وعلى أحكامه .. ويعين نائبا عاما ( تم تغريمه بالأمس القريب 12 ألف جنيه بحكم محكمة في سابقة لم تحدث مطلقا في تاريخ القضاء المصري ) على خلاف القانون .. ويدوس على حكم قضائي قضى ببطلان تعيينه .. هل هذا النظام يؤتمن على انتخابات ؟؟
أي انتخابات هذه تتحدثون عنها .. والنظام الباطل بمجلس شوراه الباطل .. يماطل يوما بعد يوم وشهرا بعد شهرا وقريبا عاما بعد عام في إجرائها .. عن طريق وضع نصوص غير دستورية يعلم هو علم اليقين أنها غير دستورية في قانون انتخابات البرلمان .. لكي يذهب القانون للمحكمة الدستورية فتقضي ببطلانه وتعيده للشورى ثانية فيقوم بوضع نصوص غير دستورية مرة أخرى ليعود القانون الدستورية فتعيده هي من جديد للشورى وهكذا دواليك ..
بالله عليكم .. مجلس شورى لا يستطيع ان يصيغ قانونا دستوريا سليما لانتخابات البرلمان .. هل هذا المجلس يؤتمن على انتخابات وقوانين البلاد .. إن لم يكن لانعدام النزاهة .. فعلى الأقل لانعدام الكفاءة ..
أعزائي مؤيدوا سيادة وفخامة الرئيس .. لا لوم عليكم في تأييدكم المطلق لسيادته .. لن يمنعكم أحد .. ولكن بالله عليكم لا تحدثوننا على احترام قانون أو دستور وغيره بينما رئيسكم هو أول من أرسى مباديء عدم الاحترام .. وعلى الباغي تدور الدوائر ..
لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم.