المعتقلون السياسيون.. المقارنة مع عبد الناصر أبرز سقطات الرئيس فى خطابه .
. مرسى أكد على عدم وجود معتقل سياسى واحد.
. وقال إن مصر بها ربع آثار العالم .. وحديثه عن الضمان الاجتماعى مغلوط
لم تقتصر ردود الأفعال على خطاب الرئيس محمد مرسى، أمس، على انتقادات لأسلوب الخطاب وتجاهله لمشاكل مهمة،
ولكنها امتدت إلى أخطاء قالها الرئيس فى كلماته، أوضحت عدم درايته الكاملة بالأمور واستخدامه كلمات
وأرقام مطاطة لا تعبر عن الواقع، بدءاً من الحديث عن المعتقلين السياسيين وصولاً للموازنة والضمان الاجتماعى.
تطبيق الحد الأدنى للأجور والتصريح بأرقام لا يوجد مدلول عليها، فوزير المالية أعلن أن كل موظف حصل على دخل يزيد
على الحد الأقصى بواقع 35 ضعف الحد الأدنى بالجهة التى يعمل بها، ويقوم بتقديم إقرار للوحدة الحسابية بالجهة،
عما حصل عليه من دخل مرفق بشيك بما زاد على الحد الأقصى للدخل، فى حين أكد الرئيس أن 1.9 مليون موظف يستفيدون منها.
وعن زيادة الأجور فى الدولة، ومنها رواتب الدعاة التى قال إنها زادت زيادة ملحوظة، غير حقيقى، فالدعاة
زادت أجورهم 80 جنيهاً بعد أن تم خصم 350 جنيهاً منهم، أى أن رواتبهم خصم منها 270 جنيهاً.
ما قاله أيضاً الرئيس عن تطبيق الضمان الاجتماعى، وقال أستاذ الاقتصاد الدكتور أحمد النجار، رداً
على ما قاله عن الضمان الاجتماعى، مؤكداً أن مشروع الموازنة العامة للدولة 2013/2014، فى صفحته 55 أن مخصصات
معاش الضمان الاجتماعى تبلغ 3234 مليون جنيه، ويستفيد منها 1,6 مليون أسرة، بواقع 2021 جنيهاً فى العام للأسرة،
أى 168 جنيهاً فى الشهر، بمعنى أن الأسرة الفقيرة 5 أفراد يكون نصيب الفرد 34 جنيهاً، ولو عددها 4 أفراد
يكون نصيب الفرد 42 جنيهاً، وفى كل الأحوال متوسط نصيب الأسرة من هذا المعاش هو 168 جنيهاً شهرياً.
وهو ما قال عكسه مرسى فى خطابه، بأنه تم رفع قيمة الضمان الاجتماعى من 200 جنيه إلى 300 جنيه لتصل القيمة
إلى 400 جنيه مطلع العام المقبل، وبقدر ما تسمح به الإمكانيات.
وتزايدت التعليقات على أخطاء الرئيس فى خطابه فى أكثر من نقطة، خاصة فى المقارنة التى أجراها بينه وبين
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى موازنة الدولة، يقول النجار، إنه عندما انتهت حرب أكتوبر كانت
كل الديون الخارجية نحو 2,7 مليار دولار تعادل 1,1 مليار جنيه مصرى آنذاك،
وهى كل ديون الزعيم الراحل عبد الناصر مضافا إليها ديون الثلاثة أعوام الأولى من عصر السادات،
واصفاً رقم الـ5 مليارات الذى تحدث عنه العياط بـ"أكذوبة سمجة"،
أما الديون العسكرية المحدودة فتم إسقاطها من قبل الاتحاد السوفيتى بعد ذلك.
هذه الديون المدنية اُستخدمت فى بناء الصناعات المعدنية والكيماوية والهندسية
والأدوية ومواد البناء وغيرها من الصناعات الهائلة التى بنتها مصر فى عهد عبد الناصر،
وضاعفت حجم قطاع الصناعة خمس مرات بين عامى 1952، و1966.
وأضاف النجار، أن القروض استخدمت فى تمويل بناء سد مصر العالى، الذى اختير كأعظم
مشروع بنية أساسية فى العالم بأسره فى القرن العشرين، من خلال الأمريكيين أنفسهم، وهم الذين
قاتلوا لمنع إنشائه، والذى تنتج محطته الكهرومائية كهرباء قيمتها بالأسعار
العالمية 20 مليار جنيه مصرى سنوياً، والذى أتاح التوسع الزراعى وإضافة 2 مليون
فدان وزيادة الإنتاجية بتوفير المياه للمحاصيل فى الأوقات الضرورية لها وليس حسب هوى النيل العظيم،
وتحويل رى الحياض ذى المحصول الواحد إلى رى دائم ينتج محصولين أو ثلاثة فى العام فى مساحة 670 ألف فدان،
وتحقيق استقرار مستوى المياه فى النيل بما جعل النيل صالحاً طوال العام للنقل
والسياحة، فضلاً عن إنقاذ مصر من الفيضانات المدمرة التى كانت مصر تخصص لها سنوياً ميزانية
ضخمة و100 ألف عامل ومهندس لمواجهتها، وأنقذنا من موجات الجفاف السباعية المدمرة
التى شهدت مصر واحدة منها منذ عام 1980 حتى عام 1987، ولم نشعر بها بفضل سدنا العالى،
رغم أنها كانت فى العصور القديمة تقضى على قرابة ثلثى سكان مصر.
كما أخطأ الرئيس محمد فى خطابه، خلال حديثه عن السياحة، مؤكدًا أن مصر تحوى ربع آثار العالم،
والصحيح أن بها ثُلث آثار العالم، بل يقول البعض إن مدينة الأقصر وحدها تضم ثُلث آثار
العالم، وهى المعلومة التى من المفترض أن المصريين يتباهون بها.
التأكيد على عدم وجود معتقلين سياسيين كان خطأ آخر وقع فيه الرئيس مرسى، مما أثار هجوماً عليه،
خاصة فى ظل اعتقال نشطاء مثل حسن مصطفى وأحمد دومة وغيرهم، وتعليقاً
على خطاب الرئيس شنت مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" هجوماً على الرئيس محمد مرسى،
إثر خطابه الذى ألقاه مساء أمس الأربعاء، وأكد فيه عدم وجود معتقلين سياسيين
أو مدنيين على خلفية محاكمات عسكرية، فى الوقت الذى لوح فيه باستخدام القانون العسكرى ضد معارضيه.
وقالت الحقوقية راجية عمران، عضو المجموعة عبر حسابها على تويتر معلقة على خطاب مرسى
"ما هذا الاستخفاف بعقول الشعب؟".
وتساءلت عضو جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر مستنكرة "ليه هو أحمد دومة يعتبر أيه؟ والنبى راجع معلوماتك كويس..
عيب ده كل المعلومات منشورة فى كل مكان ومننساش من المعتقلين السياسيين حسن مصطفى، ومعتقلى
دار القضاء، ناهد شريف وأسامة صبرى ومحمد عفت وكمال محمد".