معايير تقيم الجامعات غير دقيقة و خاصة الصادرة من مواقع التعليم الصينى و التى هى فى محتوى الموضوع. الاكثر منهجية هو المعيار الذى يركز على حقل معين فى التعليم - فكل جامعة تتميز عن الاخرى فى مجال محدد. مؤخرا - دخلت القائمة بعض الجامعات المصرية مثل جامعة القاهرة والاسكندرية (و اعتقد سيستمر هذا و ممكن ان يرتقى بعد أن تم فرض عدد معين من النشريات لطلبة الدراسات العليا واجب نشره فى مجلة علمية قبل بدء مناقشة الرسالة ). من الايجابى الاهتمام بالمنافسة مع جامعات العالم فهذا سيساهم فى تحسين الانتاج الجامعى كنشريات و خلافه. لكن بشكل عام لااعتقد ان حل مشكلة التعليم يكون من خلال التعليم الجامعى فقط. بالنظر لكم النشريات المطروحة من الجامعات المصرية فى القطاع التقنى هناك ارتفاع ملحوظ فى الكم لكن للاسف جودة الكتابة و الطرح مازالت ليست بالشكل الملفت (مواضيع قتلت بحثا و نتائج غير دقيقة او مدعومة بشكل جيد ) و أيضا غياب الدراسات التجريبية المبنية على الادلة و النتائج. و يمكن الحكم على ذلك بكم ماتم استثماره و دعمه من ابحاث الجامعات المصرية فى شركات القطاع الخاص.
انا فى رأى ان مشكلة التعليم فى مصر تتمثل فى التعليم الزائف عبر التلقين و التخويف. و هذا يتمثل بغرس مجموعة من المفاهيم المعرفية بطريقة مهنية و الذى ينتج عنه تغيب العقل و الرأى الناقد فى اغلب النقاشات فالطلاب اعتادوا على من يخبرهم كيف يفكروا بدلا من ان يفكروا باأنفسهم. ولمعالجة هذه المشكلة لابد من الفهم الصحيح لاليات و ممارسات التلقين التى تمارس بشكل مباشر او غير مباشر فى التعليم المصرى , و من ثم دراسة كيفية معالجتها مثل فرض واجبات تتطلب عمل بحث او مقارنة ووضع معيار للتقيم و تدريب على اهمية المراجع و طرق سردها السليمة و أيضا امكانية تقييم المدرس او المدرسة. اثر ذلك يظهر فى التعليم الجامعى - فى الوقت الذى يتم اهداره فى كتابة الطرح العلمى بالشكل السليم و اعادة صياغتها اكثر من مرة بشكل غير صحى أقرب للتدريب على الكتابة و على نقد النقل (بدلا من النقل الحرفى) عنه عن التنقيح السليم لتحسين جوده الطرح - هذا بخلاف اعتماد عدد من الطلاب على المشرف لااختيار البحث و توجيههم. بل ان المشكلة تجدها واضحة خارج الاطار الجامعى فى صورة من ينقل دون ان يبدى رأيه او حتى يتأكد من صحة او مصدر المعلومة او حتى منطقية الكلام المنقول من عدمه فقد اثر النقل على العقل. التعليم التمهيدى هو من يشكل شخصية الطالب المصرى فهو من يجعله مستقل يعتمد على نفسه او مغيب العقل يحتاج لمن يوجهه و ينقل دون محاولة للفهم.
مثال اخر - نظام التنسيق الذى يجبر الطالب على الدخول فى مجال معين. من الامثل اعطاء الطالب حرية الاختيار الكامل ليقرر المجال الذى سيعمل به - ربما يجد نفسه لايحب التعليم الجامعى و يتجه لشئ اخر - الرغبة بالتعليم الجامعى يجب ان تكون نابعة من الفرد لا ان تفرض عليه. أما بفرض ذلك من الدولة فهى اصبحت ملزمة بتوفير وظيفة له فهى من فرضت عليه هذا التعليم. اتمنى ان يتم استبدال هذا النظام بهيئة الجامعة و التى تحدد من يصلح للالتحاق بالجامعة من عدمه اما باامتحانات التحاق او غيره و ذلك بناءا على عدد المقاعد المتاحة فى الجامعة بالشكل الذى لايؤثر على جوده التعليم. ومن هنا يمكن فيما بعد ربط مجانية التعليم بالتقديرات الدراسية.
ايضا واجب لفت النظر لعدم وجود ورشات تدريب و اعداد للطالب بشكل جيد فى أغلب جامعات مصر و ذلك بدعوة بعض الشركات الخاصة (بعض الجامعات مثل جامعة عين شمس و القاهرة تقوم بعمل بعض من ذلك) و غياب مفهوم التعليم المستمر و التحديث الدورى للمنهج التعليمى و الربط بمتطلبات سوق العمل المتغيرة (هذا يتم فى الغالب بفرض تقرير على الطالب لكتابة ماتعلمه و مارأى انه ليس موجود بالمنهج التعليمى - هذا يساعد الاكاديمين فى تحديث المنهج و مواكبة التغير المستمر فى متطلبات السوق). بالنظر لمهنة الطبيب و التى تتطلب ساعات تعليم مستمر لتجديد الرخصة فى اغلب دول العالم - لاتجد مثل ذلك بالشكل الصارم فى مصر.
أتمنى ان تسهم ثورة يناير فى تأثير و تغيير ايجابى على التعليم المصرى و أن تقضى على ممارسات التعليم الزائف.