ماتت من اعطتني الحياة
الوحيدة التي كانت تعطيني دون ان تنتظر المقابل
من كانت تحبني دون اي مصلحة تنتظرها
من كانت نظرتها شفاء وابتسامتها دواء وضمتها حنان لا حدود له
من كانت تمثل لي معنى الحياة والحب والطمأنينة
من كنت الجأ اليها في ازماتي وكان يكفيني دعائها لزوال الغمة
فمن من بعدك سيدعو لي باخلاصك وانت ليس بينك وبين الله حجاب
ماتت من تربيت على صوت دعائها في صلاة الفجر وهي تدعو ربها بنفس الدعاء ونفس الاداء ونفس الاخلاص
ماتت من لم اشاهد في حياتي من يكرهها او يحمل لها ضغينة واحدة
واتذكر وهي في اخر ايامها تلك النظرة نظرة العتاب وهي تعاتبني عن ما سارت بها الايام من الام لا يتحملها بشر وهي صابرة قنوعة تردد دائما قول الحمد لله وانا عاجز عن رفع تلك الالام عنها ولا املك الا ان ادعو لها واردد في داخلي حتى تذهبي الى الله عز وجل طاهرة نظيفة من ذنوبك في الدنيا وان كانت بسيطة
واتذكر ايضا اخر كلماتها لي فبعدها لاقت وجه ربها بانها كانت تدعو لي حتى وهي في قمة عذابها كانت لا تنسى ابنائها من الدعاء
كانت تشعر بدنو اجلها وتخاطب من لا تراه بعينيها وتشعر بوجوده بانها ادت ر سالتها في هذه الدنيا وربت ابنائها احسن تربية واخرجتهم رجالا ونساء صالحين في المجتمع وكان هذا كل طموحها في الحياة
مع السلامة يا اعظم من احببت في هذه الدنيا
يا امي
لم اكن اتخيل انني احبك كل هذا الحب مع علمي بانك كنتي تحبينني اضعاف اضعاف هذا الحب
كان اذا مر علي يوم دون ان اراها اشعر بانني ينقصني الكثير
مع السلامة يا امي الحبيبة
ونلتقي في الجنة اذا شاء المولى عز وجل
برجاء الدعاء لامي في هذه الايام المباركة