ظاهرة تلفت نظري كثيرا وأبحث لها عن تفسير مقنع
نحن كمصريين كثيرا ما نقوم بعمل بطولي يبهر من حولنا بدون مبالغة وهذا العمل لا يتناسب مع قدراتنا لكنه يفوقها كثيرا ولكن المحزن أننا سرعان ما نفقد هذا الإنجاز أو نقلل من حجم النجاح
أمثلة
في أكتوبر 1973 استطعنا أن نفاجئ العدو الإسرائيلي وحطمنا خط بارليف وعبرنا القناة في مفاجأة مدوية لكل المراقبين قياسا علي قدراتنا وحالتنا وقتها وعلي تحصينات العدو.....لكن لم نستطع الحفاظ علي هذا النصر وحدثت الثغرة بعدها بعدة أيام
في يناير 2011 قام الشعب المصري بثورة رائعة مبهجة حضارية...قل ماشئت...واستطاع إزاحة نظام ديكتاتوري فاسد في مفاجأة لكل المراقبين...بعدها وعلي مدار سنتين ونصف وحتي اليوم حدثت أسوأ إدارة للبلد ومازال نزيف الدم والمال والأمن مستمرا
حتي في كرة القدم....استطاع المنتخب المصري الحصول علي لقب بطل أفريقيا أكثر من أي دولة أخري مع العلم أنه نظريا لسنا أقوي فريق قياسا بالإمكانيات وأسعار اللاعبين والمدربين...مع ذلك تجد المنتخب لا يستطيع أحيانا الوصول لتصفيات أفريقيا ودائما لا يستطيع الوصول لكأس العالم
وأمثلة أخري كثيرة في كل المجالات تجدها تتبع نفس الظاهرة
في رأيي أن النجاح يحتاج إلي شقين...شق يمثل الإمكانيات والمؤهلات والقدرات والمهارات وهذا هو الجزء الأكبر والأهم ولنقل مثلا 75%
الشق الأخر هو الجانب النفسي والعاطفي وتجده في الطموح والحافز وحب الوطن والتدين...وهو مثلا 25%
كمصريين دائما تجدنا أقل في الشق الأول ولكننا نعوضه بتفوق ساحق في الشق الثاني
مشكلة الشق الثاني أنه موسمي ويعتمد علي الظروف المحيطة وغير ثابت ويمكن تدميره واللعب عليه بخلاف الشق الأول وهو دائما ثابت ومعروف وينتمي أكثر للعلم والتخطيط والرؤية الإستراتيجية...وهو ما يجب أن ننظر له بشدة ونقتنع بجدواه
قديما قالوا الوصول للقمة سهل ولكن الحفاظ عليه صعب
وأقول ....الوصول للقمة معناه أنك تستطيع ولكن هناك عوامل أخري للإستمرار
هل تتفق معي في هذه الظاهرة؟ وهل لك تفسير أخر؟؟؟