في 26 من رمضان الماضي، خرج الرئيس السابق محمد مرسي في خطبة جماهيرية للاحتفال بليلة القدر، ألقى فيها عبارات تخللتها كلمات مدح وثناء على عمال مصر بداية من مالكي المشروعات الخاصة الكبرى وصولاً إلى أصحاب الحرف والصناعات الصغيرة، وبلهجة تحذيرية علق مرسي على موجة الاعتصامات والإضرابات التي كانت شهدتها مصر في تلك الفترة، مشدداً على أن قطع الطريق جريمة ومعلناً تفويضه للجيش والشرطة بالتصدي لأي محاولات تحول دون أن ينعم المواطنون بحياة طبيعية آمنة . موقف الرئيس السابق والذي يوثقه مقطع فيديو يتم تداوله الآن جاء مغايرًا تمامًا لما تفعله وتصرح به قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المعتصمة في ميداني النهضة ورابعة العدوية . موقع “اليوم السابع” يقول إن أعضاء الجماعة وأنصار تيار الإسلام السياسي احتلوا مداخل البنايات بالشوارع الداخلية ونزعوا جميع الأرصفة وبنوا جدراناً لإغلاق شوارع بالكامل، ما تسبب في عدم قدرة السكان مثلما وصفوا في بيان صادر عنهم من قبل على المغادرة . كم كبير من الاستغاثات لسكان تلك المناطق ولبقية المواطنين في الأحياء والميادين الأخرى التي تتسبب مسيرات جماعة الإخوان المسلمين في تعطيل حياتهم اليومية بشكل كامل، لم تلق صدى لدى أنصار هذا الفصيل السياسي على الرغم من درايتهم بفتوى الدكتور علي جمعة المفتي السابق للجمهورية التي قال فيها إن قطع الطريق حرام شرعاً وممارسوه يرتكبون كبيرة من الكبائر، بل إنهم كانوا يستندون إليها وغيرها من الفتاوى في مهاجمة المتظاهرين قبل وأثناء حكم الرئيس السابق عندما أرادوا أولاً أن يدفعوا بالبلد للاستقرار المتمثل في التعجيل من الانتخابات البرلمانية والدستور من وجهة نظرهم، وثانياً عندما سعوا في عهد الرئيس السابق إلى الحفاظ على ما تحقق لهم من مكاسب من دون وجود شيء يعكر صفوهم، والدليل على ذلك تصريحاتهم التي جاءت جميعها لمواجهة الاحتجاجات بالقوة، وهذا ما قاله الدكتور محمد البلتاجي القيادي الإخواني في يناير الماضي، حيث وجه رسالة إلى رئيس الوزراء، ووزيري الدفاع والداخلية، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وطالبهم بالتدخل بكل حسم وقوة لمنع قتل المواطنين، قائلاً إن على الحكومة إنهاء قطع الطرق والجسور والأنفاق وتوفير أمن المدن والسكان وواجبكم التدخل الفوري لمواجهة تلك البلطجة بكل الوسائل المشروعة التي كفلها الدستور والقانون، بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ الموقوتة بالزمان والمكان والأسباب سيحاسبكم الله والتاريخ والشعب إذا وقفتم دون مواجهة حاسمة لجرائم القتل والحرق والنهب والقطع” . وحالياً يعاد المشهد مجدداً في ليلة قدر رمضان 2013 بأطراف مختلفة فهذه المرة لم يعد قطع الطريق حرام شرعاً ولم يصبح ترويع المواطنين الآمنين كبيرة من الكبائر، لأن أصحاب الحكم سابقاً هم مطلقي الدعوة لخروج المسيرات دفاعاً عن الشرعية في هذا اليوم تحت مسمى “مليونية ليلة القدر
منقول