أعلى درجات الانتماء والهوية هي الانتماء للإنسانية أن تكون إنسانا أولا ... يليها الإنتماء والهوية للوطن أن تكون مصريا ثانيا .... يليها انتماءات منها الانتماء للدين يحدد ترتيبها كل شخص هو وتفكيره ...
وهذا الكلام مرتبط كذلك بمشكلة عدم القدرة على اندماج البعض من الجاليات ( الإسلامية ) في المجتمعات الأوروبية مثلا ... لأن بعضهم لا يشعر بانتمائه أصلا للإنسانية وأعلى درجات الانتماء لديه هو الانتماء الديني .
لو فقد الإنسان إنسانيته فعليه العوض انتظر منه أي زبالة حتى ولو كان بيصلي ليل نهار .
أنا ضد مسمى ( الدعوة ) وخاصة لما تروح الجامع والخطيب يحاول يقنعك أن القرآن صحيح ... ياعم احنا جايين نصلي ... يعني احنا عدينا المرحلة دي ...
وأنا مع مسمى ( الوعظ والإرشاد ) ففيه اعتراف مسبق أنك فعلا مسلم ... وانه يحاول أن يوضح لك بعض الأمور .
وأنا كمان شايف أن الخطاب الديني أولا عايش ومعيشنا في الزمن الماضي ... بكل تفاصيله وأحداثه وتحدياته ... لدرجة أن بعض الناس مازالت تحارب الأصنام حتى الآن ... ويجيبلك قصص وأحداث من الماضي لأفكار أصبحت بديهيات الآن .
في رأيي أننا في عصر أهم ما نأخذه من الدين المبادئ والقيم العليا حتى لا نضيع في الزمان ولا نفقد إنسانيتنا
الخطاب الديني لدينا في معظمه تعبوي ... يعني معيشنا في صراع المسلمين والكفار طول الوقت ... حتى الأفلام والمسلسلات ... وفي الآخر تقولي ليه فيه إرهابيين ... لابد من تبريد الخطاب الديني ... وخد راحتك وافتح عالخامس في القيم والمبادئ الحب التسامح العدل إلخ إلخ
الخطاب الديني تقريبا لم يتغير لدرجة أننا نعيش في كل ظروف وجو الماضي من صراع بين المسلمين والكفار وعبادة الأصنام ... مع إهمال بث القيم العليا في نفوس الناس .
لدرجة أن بعض الناس تخلق لنفسها كفارا وأصناما لتحاربها ... حتى من المسلمين أنفسهم ... مترافقا ذلك مع سلوك أقل من الحيواني .
الخطاب الديني المتشدد الرجعي عليه إقبال طعمه لذيذ ويخيش في الدماغ
والخطاب الديني الوسطي العصري دمه تقيل وبارد وممل ومشكوك في صاحبه
زي الأكل المدهنن بالشطة والتوابل لذيذ لكن غير صحي
والأكل الدايت الصحي يتبلع بالعافية
إذا نحن في حاجة إلى
تجديد الخطاب الديني ليكون خطاب عصري رشيد يركز على المفيد على القيم الإسلامية الإنسانية الحقة وهذا يستلزم إعادة تأهيل الدعاة ليعرفوا طبيعة وخصائص العصر ونوع التحديات المفروضة علينا ... فكفار زمان ماتوا وشبعوا موت .
و في حاجة إلى ثورة ثقافية علمية شاملة تبدأ من الطفل منذ نعومة أظافره ... ثورة في التعليم والثقافة والفن ... نعيد بها قراءة الماضي على أسس جديدة ... ونفهم بها الحاضر ومتطلباته لنستطيع أن ننافس الآخرين بنفس السلاح .