بسم الله الرحمن الرحيم
طوال عمري و أنا احب وأعشق عقلي لذا عودته على الإختيار فلا يقبل غير ما يقتنع به .أحببت بعقلي
وتزوجت به ؛ أقرأ ما يقع أمامي لكن هل كلها تدخل راسي ؟؟ لا و ألف لا --تعلمت هذا من استاذتي وقت
الجامعة د:عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء) كانت تدرس لنا -قاعة بحث- تعلمت منها كيف يقرأ العقل وكيف
يختار ما يحتفظ به أو ينبذه ، اول عام نصحتنا ألا نحكم على كاتب او قاص من كتاب واحد أو مقال بالجريده
مثلا عندما تعالت الاصوات حول رواية اولاد حارتنا لأديب نوبل لم اهتم او اقاطع كالأخرين كنت قد قرأتها من قبل
ولم أجد شيئا بها ، وعندما تجدد الكلام عنها في السنة الكبيسة الفائته نزلتها من النت وطبعتها وعاودت
قراءتها بتمعن أكثر فلربما يكون عقلي قد نضج عن زي قبل ...ايضا لم احس بها كفرا ولايحزنزن .
كل ما سبق لا داعي له فهو مقدمة لما هو آت .
منذ بداية الثورة 25 -1 حدث ما يشبه الزلزال في البشر وعقلهم ولسانهم ؛ الكل يتحدث والكل يفتي ويحلل
ويقرر بل ويتنبأ ايضا مما ادى كل هذا بالطبع إلى افتضاح خواء العقل.
في حديث مع شباب حديثي التخرج حتما ستصاب بصدمة من بعضهم وهذا ليس مشكلة شوية بحث ومتابعة
وقراءة وتصبح الامور كلها فل. لكن ماذا تفعل مع من يتكلم وكأنه العارف بالأمور ! يستفيض في تحليل
الأمور مثلا جمال عبد الناصر لديهم خائن وسبب خراب مصر السيسي يهودي الاصل والله مقتنعين بذلك
طيب ماذا اقول له ولهم؟؟؟لو كان شخصا واحدا كنت قلت : مسكين ولكن تلك سمة الكثيرين منهم ، وإلا لو
تطرق الحوار الى الجيش فسنسمع ما يطيح بالعقل ويوجع القلب . ثم آه وألف آه لو جمعتك الجلسة مع من
يريد الشرعية ادخل معهم في حوار او ادنى نقاش فوابل من القتامة وواللعنات على السيسي والجيش!!!
هل لهم عيون غي عيوننا؟؟ هل عاشوا في مصر أخرى غير مصرنا؟؟ طيب من السبب في هذا؟ من ملأ
تلك العقول بهذا الهراء؟! ومن قبل من ترك تلك العقول فارغة هكذا يستغلها الآخرون ويملأوها بما يريدون .
اين المدرس الذي ينمي وينصح ؟ أين حصص المكتبه التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر ؟ واين حصص التعبير
التي تنمي الخيال والقدرة على البوح.
إذا كلنا مذنبون ضيقنا المدارس فخنقنا أولادنا فتسلقوا أسوارها بحثا عن حريتهم--- لم يعد المعلم هو القدوة فقد
احترامه لديهم -- غاب النشاط المدرسي لم تعد هناك جماعات للصحافة ولا للخطابة ولا حتى للإذاعة المدرسية
دفنت مواهب التلاميذ بداخلهم حتى ماتت خنقا .
والمؤلم إنك تصدم بأناس كنت تعتقد فيهم خيرا فإذا هم اخوان اوما يشبه ذلك وقد يكونون منك فماذا انت فاعل ؟
كيف نعيد ما أفسدناه؟؟ حكومات متعاقبة وكل حكومة تراجع التعليم بها ، حتى مدارس الصنايع لم تعد تخرج
لنا صناع مهرة كما الأول ؛ وكل الأجهزة التي بعثتها منحة -اليونسكو- تركت للصدأ والخراب خوفا فهي عهدة
سنون وهي في الكراتين وقيس على ذلك كل شيء أصبح خربا فأنتج عقولا خربة أيضا وشباب لا يعي معنى
الوطن أو الإنتماء.
تحملي يا محروسة تحملي ولا تصدقينا عندما نغني لك فنحن كاذبون ولا نعي كيف يكون الحب.
سومه