..ويبقى الشعر
يقولونَ سافرْ ..
ولا يَعلمونْ
بأنيِّ أموتُ ... وهُمْ يضحكوُنُ
فمازلتُ أسمَعُ عنـْك الحكايَا
ومَا أسْوأ الموْت بَيْنَ الظنونْ
وَيُخفيك عنى ليلٌ طويل ٌ
أخبّئ وَجْهَك بينَ العُيونْ
وتـُعطينَ قلبَك للعَابثينَ
ويشْقـَى بصدِّك منْ يُخلصُونْ
وَيُقصيك عنِّى زمانٌ لقيط
ويهنأ بالوصْل ..منْ يخدعُوْن
و أنثر عُمْرى ذرَّاتِ ضَوْءٍ
وأسْكـُب دَمى ..وَهمْ يسْكرُونْ
و أحْملُ عَينيكِ فى كلِّ أرْض ٍ
و أغرسُ حلـْمى ..وهَمْ يَسْرقونْ
تساوتْ لدْيكِ دماء الشـَّهيدِ
وعطرُ الغوانى وكأسُ المجُون
ثلاثونَ عامًا وسبْع عجاف
يبيعُونَ فيكِ .. ولا يَخجلونْ
فلا تتـْركى الفجْر للسَّارقينَ
فعارُ على النيل مَا يَفعلونْ
لأنكَ مَهْمَا تناءَيتِ عَنـِّى
وَهَانَ على القلبِ ما لا يهُونْ
و أصْبَحْتُ فيكِ المغنـِّى القديمَ
أطوفُ بلحْنِى .. وَلا يَسمعُونْ
أموتُ عليك شهيدًا بعشْقى
و إنْ كانَ عشقى بعْض الجنـُونْ
فكلُّ البلادِ التى أسكرتنى
أراهَا بقلـْبى ..تراتيلَ نيلْ
وكلُّ الجمَال الذى زارَ عيْنى
و أرقَ عُمْرى ..ظلالُ النـَّخيلْ
وَكلُّ الأمانى الـَّتى رَاوَدَتـْنى
و أدمتْ معَ اليأس قلبى العليلْ
رأيُتك فيها شبَابًا حزينـًا
تسابَيح شوْق ٍ..لعمر جميل
يقولـُون سَافرْ ..
أمُوت عليْكِ ..وقبلَ الرَّحيل
سأكتبُ سطرًا وحيدًا بدَمى
أحبكِ أنتِ ..
زمانـًا منَ الحُلم .. والمسْتحيـلْ
"من قصيدة انشودة المغنى القديم سنة 1990 فاروق جويدة