هذا الموضوع محزن ومحير ومستفز.. الأسيويين والسوريين والسودانيين والأفارقة يغزون سوق العمل في مصر، بينما أبناؤنا يئنون.. ما السبب؟
من منا لا يتألم لما يحدث من خطف وقلت للمصرين في ليبيا؟ من منكم لم يسمع عن أن الأردن يشن حملات ترحيل للمصريين (آخرهم من تم شحنهم وترحيلهم قسراً على العبارة من ميناء العقبة)؟
في مصر نسبة البطالة حسب الحكومة 13%، وحسب منظمات مستقلة أكثر من 25%، أي ملايين من أبنائنا وبناتنا تعلموا ولا يجدون عملاً يوفر لهم عيشة الكفاف
سألت نفسي.. إذن لماذا هذه الأعداد المهولة من الأجانب العاملين في بلدنا؟
مواقف حدثت معي مؤخراً "داست" على الجرح واستفزتني لأقصى درجة
العمالة البنجلادشية: كنت في الطائرة من الإمارات إلى القاهرة وفوجئت بأكثر من 150 عامل بنجلاديشي يحتلون ثلث الطائرة تقريباً متوجهين إلى مصانع معينة في العاشر من رمضان. أنا صدمت. ايه؟ يشتغلوا فين؟ مصر!!!!..
لما نزلت من الطائرة شكوت لسائق التاكسي فقال لي بل أكثر من ذلك إنهم أيضاً منتشرون في المنطقة الحرة بمدينة نصر، ويسكنون في المناطق السكنية الشعبية التي خصصتها الحكومة لسكن المواطنين مثل منطقة صقر قريش والطوب الرملي بأسعار زهيدة.. ويزاحموننا في الخدمات، وعلى رأسها طابور العيش المدعم!!! اكتساحهم مصانع الغزل والنسيج وصل إلى محافظة الإسماعيلية (اقرأ خبر الأهرام: يحدث في مصر الآن..العمالة الأجنبية تغزو المنطقة الحرة بالإسماعيلية)
العمالة الأفريقية (النيجرية تحديداً): ركبت توكتوك لدخول شارع داخلي بعيد في الحي العاشر بمدينة نصر، فركبت سيدة افريقية بجواري وتحدثت مع السائق بالإنجليزية فلم يفهمها فترجمت لها ثم سألتها: زائرة أم طالبة؟ فقالت لي بل موظفة!!! في صالون نسائي مصري في شارع التسعين في التجمع الخامس براتب 400 دولار + سكن!!. جاء أخوها إلى مصر، ثم أرسل إليها، ثم هي أرسلت إلى زوجها وأولادها!!!! كدت أجن! ألا توجد بنت مصرية تجيد تصفيف شعر النساء؟! والسؤال الأهم: هل لو وجدت ستعطيها صاحبة العمل 400 دولار + سكن؟!!
كثير من الناس لا يدركون ماذا فعلت العمالة الأفريقية عندما تدفقت تدريجيا بمئات الآلاف على ليبيا. بل إن تدفقهم على المملكة المغربية في السنوات الأخيرة بلا رقيب (كما سمعت على إذاعة فرنسا من يومين)، أوصل حالة الضيق بالشعب هناك إلى أن علّق المغاربة يافطة "ممنوع أفارقة" عند عرض بيوتهم أو شققهم للإيجار.. بسبب جرائمهم واستهانتهم بالقانون ومزاحمة الناس على وظائف بلدهم..
العمالة السورية: السوريون اكتساحهم لوظائف القطاع الخاص لم يتوقف عند الصيدليات والمطاعم والبيع خارج المساجد، بل أحدثها محطات البنزين (آخرهم السبعة سوريين الذين تم القبض عليهم بعد تفجير مديرية أمن القاهرة) وكانوا يحتكرون محطة بنزين مصرية لصالحهم.
هل سمع أحدكم عن مظاهرة عمال العتبة والموسكي بسبب ما يفعله السوريون هناك من مزاحمة الشباب المصري حتى على فرشة الشارع؟ عموماً لم أستغرب من حديث صديقي بالأمس الذي أخبرني بأنهم بدأوا في الزحف أيضاً على مهنة الترجمة والتدقيق اللغوي على حساب آلاف المترجمين واللغويين المصريين
أكثر من 22 ألف عامل أجنبي يعملون في قطاع السياحة بالغردقة وحدها! الأجانب يكاد يحتكرون مجال الغطس والترفيه تماماً في البحر الأحمر (اقرأ: 22 ألفاً من العمالة الأجنبية قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار فى البحر الأحمر).
السؤال الآن: إذا كان المصريين لا يجيدون مهنة "نادرة"، فلماذا لا تضع الحكومة شرطاً باستقدام عامل أجنبي ليدرب المصري لمدة محددة ثم يغادر ويحل المواطن مكانه كما تفعل الدول المحترمة؟
أتفه وأسوأ تبرير سمعته في حياتي لهذه الظاهرة من د. أحمد بهجت صاحب دريم الذي استضافه معز الدمرداش قال: المصريين مش بتوع شغل!! نجيب عامل صعيدي كل شوية عايز يروح يزور أهله!! لأ إحنا نجيب عمال من بنجلاديش يناموا في المصنع!!
طيب أنا أرد عليك يا "دكتور": هل تقبّض العامل المصري الصعيدي بالدولار كما تفعل مع البنجلاديشي؟ هل تعطي المصري أجازة نهاية الأسبوع مثل الأجنبي؟ هل تعطي المصري عقد عمل يضمن له تأمين صحي ومكافأة نهاية الخدمة؟ هل تعطي الصعيدي الذي لا يعجبك هذا أجازة 30 يوم كاملة مدفوعة الأجر كل سنة مثل الأجنبي؟
هل وفرت للصعايدة كل ذلك ثم هؤلاء المتبطرين فضّلوا "الترميح" على الصعيد كل شوية؟
حسبي الله ونعم الوكيل