بـريــد الأهــرام
42887 السنة 127-العدد 2004 مايو 8 18 من ربيع الأول 1425 هـ السبت
نحنو نتكلم العربية!
أتاحت لي الظروف أن أطالع بعض كتابات طلبة إحدي كليات الحقوق وهالني ما طالعته من اخطاء فادحة.. ناهيك عن الأخطاء في الإعراب والأخطاء الإملائية وهي كثيرة.. ولم أكن أتصور أن يصل التدني في اللغة إلي هذا الحد.. ومن الأخطاء التي استوقفتني وهي علي سبيل المثال لا الحصر, كلمات مثل الدراوة ويقصد بها الضراوة. مؤسم ويقصد بها مؤثم, لاكن ويقصد بها لكن, نحنو ويقصد بها نحن, الرضع العام ويقصد بها الردع العام, درورة اجتماعية ويقصد بها ضرورة, اتارات السيارة ويقصد بها اطارات, الفحائش ويقصد بها الفواحش, فضاحة الجريمة ويقصد بها فداحة, صبق الاصرار ويقصد بها سبق الاصرار, يحطات ويقصد بها يحتاط.. الخ.
ومن المحزن أن هذه الاخطاء ليست فردية أو استثناء, بل انها صادرة ممن يفترض انهم يملكون ناصية البيان.. وجمال التعبير وقوة البلاغة, فما بالنا بمن هم أقل منهم في الدرجة العلمية.
انه امر جلل يستحق من جميع المسئولين وقفة لاصلاح حال التعليم من الأساس وليس بالترميم المتهالك واعتبار ذلك هدفا قوميا يتكاتف الجميع من أجل تحقيقه, لأن اللغة هي حجر الزاوية بالنسبة للحضارة العربية ومصر هي قاطرة هذه الحضارة, فمن العار أن تصل الأمور إلي هذا المنحدر.
المستشار/ يوسف رضوان
رئيس محكمة الاستئناف العالي