هل نكتب لأنفسنا .. كي نفرغ شحناتنا ايجابية كانت او سلبية .. هل نكتب إرضاء لجزء من غرورنا و نرجسيتنا .. هل نكتب للتنفيث عما يختلج داخلنا من مشاعر الأحباط و الغضب ...
أم نكتب للآخرين و نلعب دور المصلحين و المنتقدين للسلبيات و الكاشفين عن النواقص ؟
فكرت في هذا السؤال أمس و بعد تفكير طويل توصلت الي الأجابة ...
لا ادري !!
حقآ لا أعلم السبب الحقيقي الذي يدفعني الي الكتابة .. و لست واثقآ لمن أكتب .. و لا حتي جدوي كتابتي هذه .. و لكن مثل الكثير في حياتنا التي هي بدون جدوي .. بل انني احيانآ افكر ان الحياة نفسها بدون جدوي . لهذا فأنني علي ايه حال اداوم علي الكتابة ...
لمن اكتب .. هل أكتب لنفسي فقط .. لاأعتقد .. لأنه لو كان كذلك ... لما أهتممت احيانآ بمعرفة اراء بعض المقربين علي ما أكتب قبل ان اعرضه .. فلماذا اهتم باراء الاخرين اذا كنت اكتب لنفسي ؟
لو كنت أكتب للآخرين .. فهل حقآ آرائي صحيحة .. هل رؤيتي للأمور صائبة ؟؟ و هؤلاء الاخرين الذين أكتب لهم من هم ؟ هل يجب ان اصنفهم ؟ فتعبير الآخرين تعبير فضفاض .. فيصبح بلا معني .. ربما أوجه حديثي لجزء محدد من هؤلاء الآخرين ... .. ولكن أي جزء ؟
هل ذاك الذي يوافق علي ما أكتبه بدون شرطآ او قيد .. فيكيلون لي الثناء .. فأرتاح له و اشعر بالنشوة لمديحهم .. !
أم الجزء الآخر الذي يقرأ بعمق ثم يفكر و يقارن .. ينتقدني و يحاول تفنيد ما لا يوافق عليه .. فاشعر بالضيق في داخلي دون إظهار ذلك و ارد عليه بلطف أحيانآ و بعنف احيانآ اخري في نطاق مباديء الديموقراطية و المدنية التي انادي بها و ان كنت اشعر بالغيظ منه و العنه في سري ...
هل أكتب لأنني أدافع عن أفكار و مباديء واضحة محددة صريحة ؟ لكن أين هي تلك المباديء والأفكار التي بها هذه الصفات المثالية ؟ .. إذا كنت شخصيآ لا أعرف بصورة أكيدة ما هي .. فكيف أجعل من نفسي محامياً و قاضيآ عنها ؟ .
أقرأ كثيرآ جدآ ... أقرأ للجميع .. . لكن هل جعلني هذا متأكدآ .. واثقآ ؟؟
أصدقكم القول لا أشعر بذلك إطلاقآ ..