منظر رقم 18
صحوة ضمير ...ميت
كانت الاسرة كلها تستعد للاحتفال بزفافها ..
باقى أقل من شهر ...تقريبا أحضرت كل ما يلزمها .
لم تدخر امها وسعا فى تلبية كل طلباتها .
قالت لها عمتها يوم ذهبت لزيارتها .
(.بعد أن اعطتها نقودا هدية الزواج ).
ابشرى يابنيتى ...
بالأمس أتصل ...الحاج سيد ..اتذكرينه؟؟ ..سيد ...صديق والدك ؟
اتصل من المستشفى وهو بين الحياة والموت وطلب مقابلة عمك.
انتى تعلمين أنه تهرب بعد وفاة والدك ولم يعترف ابداا بالمال الذى أخذه كبداية لمشروع بينهما ...لكن اباك وافته المنية ..لم يكن بينهما اى شئ مكتوب ...لم نجد شيئا ...الله أعلم بما حدث .
قابله عمك ..
قال له
..( وهو يتحدث بصعوبة )...
الحمدلله انى قابلتك ..ان شاء الله عند خروجى من المستشفى سوف اعطيك الدين اللى فى رقبتى لأولاد أخوك محمد .
هم تسعمائة وثمانين جنيها ( يعنى الف الا عشرين )..ادعى لى وسامحنى .
وبكى..بكى بكاءااا شديدا .
و..استطردت العمة ..( الله يسامحه ) جاى يفتكر دلوقت؟؟ دلوقت عرف ان الله حق ؟
دى الفلوس دى أخذهم ف اواخر الخمسينات واحنا دلوقت ف 73...يعنى كان زمانهم بقوا ايه؟
بس على الله يقوم بالسلامة ويديكم حقكم .
ردت عليها ...بتصدقى ياعمتى ؟
اللى كان عاوز يرد الدين ...كان رده من زمان .... .
قالت العمة ..
عمك مصمم يجيب لكم حقكم وربنا يسهل وعموما بكرة تشوفى يابنتى وان شاء الله الوقف كله حايتحل وحاتبقوا احسن ناس ف الدنيا .. انتى عارفة ان فيه اراضى كتير الحكومة اخدتها..ولو دورنا على حقنا كلنا لابد يرجع لنا . ..نهايته ربنا يعمل اللى فيه الخير.
.مرت الأيام ...,خرج الحاج سيد من المستشفى .
وذهب اليه العم ...يذكره بالوعد ...ب..رد الأمانة .
استقبله بترحاب ..وقال .
لا أتذكر انك حضرت لى المستشفى ولا أتذكر انى أخذت هذا المبلغ .
لا أتذكر أى شئ..
أجابه ..
الاتخاف الله؟
رد..اتحاسبنى على كلام قلته ف لحظة ....سخونية ؟..دى تخاريف مرض.
رد عليه ...خنت الصديق وخنت الأمانة ولن اقول لك الا ...حاتروح من ربنا فين
صحيح ممعناش وصل يثبت ذلك لكن ان الله لايضيع أجر من احسن عملا وأخويا وقف جنبك فى محنتك وعملت المشروع اللى نفسك فيه لوحدك وبفلوسه ..وآن اوان رد الدين لأولاده ..لكن الضمير الميت لايحيا مرة اخرى ..
يمهل ولا يهمل.
وتركه..
تحدثت بعدها مع عمتها وقالت لها ...ألم أقل لك ياعمة ؟؟
الناس ينسون ما يأخذون ....الناس تنسى أن يوم الحساب لاينفع مال ولا بنون .
لست حزينة لأنى توقعت منه الهروب ..
وانسى ياعمة موضوع الوقف ..ده عاوز له سنين .
و..
مرت الأيام ...مرت سنوات كثيرة ...ولا زال الوقف ..( موقوف ) ولا زال كل شئ كما هو ...كما تركه الأجداد ...فقط ..استولت الحكومة على جزء كبير مم
يملكون ( توسعة مناطق ) ...واستولى آخرين ( بوضع اليد) على اراضى اخرى .وهم؟؟ بكافحون فى أرجاء الدنيا ...( ويترحمون على الآباء والأجداد الطيبين ) وهكذا هى الأيام .
و..
شر البلية ما يضحك ..
ذهبت بعد سنوات الى احتفال اقيم ...فى بلدها ...
قالت لها صديقتها ...رأيت اسم جدك ومكتوب انه من اعلام الاسكندرية .
ضحكت ....ولم تعلق بأى شئ.
لم تعلق بأى شئ..
مجرد ابتسامة مرسومة ( ببعض الحزن على وجهها ) فقط بدون أى تعليق ..
قالت بينها وبين نفسها ....انتى لساااا فاكرة ؟ ...خلاص ..زمن الأسماء والناس الطيبة خلاص خلص من زماااان ودلوقت المهم عدد الأصفار جنب حسابك ف البنك ...الدنيا اتغيرت والهرم اتقلب ياحبيبة ..
الهرم اتقلب ..
للأسف....فاضل سنين طويلة علشان يتعدل تانى.