بسم الله الرحمن الرح
(كتبت هذا الموضوع قبل أحداث سيناء الأخيرة فعذرا إن كان بعيدا عما نعانيه اللحظة )
احساس غريب يجتاحني كلما استمعت لأغاني زمان الوطنية , احس بزيادة نبضات القلب كل جسمي به قشعريرة بسبب ما صاحب تلك الأغاني من أحداث جعلها تفعل بي كل هذا وأحيب أن جيلي كله به ما أنا فيه؛الجيل الذي وقفت أنفاسه وقت 67 إنتظارا للنصر -حسب البيانات التي كنا نتلقاها-فإذا بنا نفاجيء بالحقيقة التي أطاحت بكياننا كله ولم نجد لأسئلتنا إجابات-كيف..ولم ..طيب وبعدين إحساس رهيب لا أعاده الله على مصري أو عربي أبدا.
وبعدها فترة من سنوات عدت كالقرن كنا نشعر بالإنكسار حتى الضحكة لم يكن لها وجود وإن ظهرت فهي مسخ لا طعم لها _مع أننا كنا وقتها في ريعان الشباب_ توجعنا قصص جنودنا الذين دفنوا في سيناء أحياء. تقتلنا رؤية العدوعلى أرضنا وسئمنا وقتها من محاولة إيجاد سببا لتلك النكسة .
عفوا سردت هذا حتى أصل للحظة التي أطاحت بكل هذا الهم والحزن أكتوبر المجيدة اللحظة التي لونت كل حياتنا بألوان الورد ورائحة الياسمين والفل ؛ورفعنا الرأس مرة أخرى وعلا الصوت:نحن مصريون ,وعادت الأغاني الحلوة وعادت البسمات.
لا أدري لم تذكرت كل هذا وأنا أشاهد قناة النهار وقت مشاركتها للعاملين في حفر القناة الجديدة !أصبحت الأحداث تترى أمام ناظري كنت أسمع كلمة تحيا مصر ودموعي لا أقو على السيطرة عليها...يا ربي ما بال تلك العجوز تنفعل هكذا!!الدموع تلازمني كلما رأيت نصرا أو انجازا كأن ضناي كبر سنه او نجح في الدراسة.
لكن كل هذه المشاعر هل يحسها غير جيلي-أشك فالايام الاخيرة كان بيتي مملوءا بالكثيرين من العائله والاصحاب بمناسبة عرس آخر العنقود --را عني ما وجدت من فكر الشباب كيف يصدقون أكاذيب تبث هنا وهناك؟!كيف لا يشعرون بقيمة جيشهم ؟!ثم كيف يسبون كل ناجح ويهيلون عليه التراب؟
ضاعت آيام في حوارات ونقاشات ولكن يبدو أنهم قد سكرت عقولهم فلا يقبلون وأخذتهم عزة الشباب فلا يعطون لانفسهم فرصة للتفكير مع إن كل وسائل المعرفة لديهم متاحة ,هل من الكبرياء التمادي في الخطأ ؟؟؟نسمع كلام غريب عن جمال والسادات مع أنهم لم يعاصروا أيا منهم ولم يقرأوا عنهم وإن قرأوا ممكن يكون مقالا أو كلمة هنا اوهناك لم يعد لديهم وقت للقراءة يا سادة.
من المسئول؟هل أسأنا تربيتهم وهل قصرنا في حقهم؟طيب هم هل أعطونا فرصة للكلام والإقناع والمناقشة معهم؟
أنا أضع أغلب الوزر على إعلامنا الذي كل همه جلب النقود وامتاع الناس مهما كانت الطريقة..ذهبت الاغاني الجميلة ذات المعاني الحلوة وحل مكانها هذا المسخ..أبعدت البرامج العلمية والأدبية لانها لا تجلب الإعلانات وفرضت على المشاهدين قوم لا يتغيرون وكلام ثابت أغلبه تصفية حسابات مع من كان ..وهاك مثلا حي على ما أقول:كل شعب الأسكندرية يتذكر محافظها(المحجوب)الذي حولها الى جنة كل مكان نسير فيه نذكره وندعوا له -فإذا بنا بشخص دائم استضافته في كل المحطات الفضائية -لواء سابق-يعلن أن الفساد في عروس البحر يرجع لهذا المحافظ وأهال عليه من التهم مالا يعد ويحصى .بالذمة ده كلام والمذيع يبتسم كأنه راض عما يقول...طيب من كان يعيش بالاسكندرية وقت هذا المحافظ ومن قبله وبعده ممكن يخبرنا بالحقيقة .
هذا مثلا على التزييف الذي يلاحق الشباب في كل مكان ..كاتبة مثلا والله أكتر من عشر مرات أستمع اليها وهي تقول :أن سبب كل ما أصاب المحروسة من فساد هو السادات -رحمه الله تعالى-عمل إنفتاح سداح مداح (فريده الشوباشي)لم هذا الإصرار !!طيب الشاب الذي لم يعاصر السادات كيف ستكون محصلته المعرفية عنه؟
هل ممكن أن يعود شبابنا إلى رشده وإلى أصول التربية التي كنا عليها؟؟أي نعم لم نكن ملائكة ولكنا كنا نفكر ولا نبيع عقولنا بكلام يصدم الفكر .انظروا إلى تعليقات بعضهم على أي موضوع في الفيس بوك وأنتم تعلمون إلام وصل بعض شبابنا ..وقولوا لي هل أنا محقة في غضبي وخوفي هذا أم لا.
سومه