بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
صدق الله العظيم
لقد مرت عدة قرون, ربما اربع او خمس قرون على المسلمين و العالم الاسلامى, و هم فى انفصال عن حركة التقدم و التمدن اللتى سلكها الغرب, حيث توقفنا نحن فى الاندلس, و اتخذوها هم نقطة لهم للانطلاق و المدنية و الحضارة.
دعونا نتحدث بصراحة و نقول اننا فقدنا البوصلة بل و نقطة الاتصال بين الفهم اللذى وصلنا عن الاسلام, و بين الواقع اللذى نعيشه الان..
فعلى سبيل المثال لا الحصر, نجد ازمة مثل ازمة التعامل مع البنوك و حكمها و حكم الربا, تُظهر جليا و بوضوح تلك الفجوة, فسببت فى اتجاهين فُرِضُوا على ائمة الدين و علماؤه, فإما أن يقول صراحة بأن التعامل مع البنوك تعاملا ربويا غير صحيح, و إما ان يضطر الى تحليل التعامل على البنوك بكافة انواعه, الصحيح منه و الربوى.
بينما الواقع يقول ان البنوك و المؤسسات المالية قد تتطورت و طفرت, بينما نقعد نحن ها هنا بنفس الفهم الفتاوى القديمة, اللتى لا تتناسب مع احداث اليوم بكل ما فيها من زخم و سرعة, و كاننا نريد لرجل كبير ان يرتدى ملابس طفل صغير, فتخلق حالة من الالتباس - و هو ما يسمى احيانا بالصدمة الحضارية, فيدخل الشك فى قلوب البعض بأن الاسلام غير صالح لزماننا, فالازمة عظيمة, و تهاون من سبقونا فى متابعة ركاب التطور و التحضر قد سببت لنا تلك الغصة.
و قس على ذلك العديد من الامثلة, فمن الاحكام الاقتصادية, الى احكام التعايش مع غير المسلمين داخل المجتمع, يفتح باب الشكوك و الريبة, فتصطدم العقول و تتذبذب القلوب. إنها فتنة عظيمة علينا العمل و بقوة على تجاوزها, و ان نواجه انفسنا بضرورة تجديد الفهم لا تجديد الاسلام.
و الله الموفق.