انا شايف يا استاذ سكوربيون ان الحكم على الآخرين هو أحد اسباب المشكلة اللتى نعيش فيها الآن. :)
و ان كنت اعتقد انك ترمى الى هدف آخر.. و سأحاول ان اجيب فى سياق ما فهمت بشكل اشمل و اعظم من مسألة الحكم على داعش.
هناك مسلمون يشربون الخمر و يزنون بل و يمارسون الشذوذ الجنسى نفسه, و مع ذلك اذا سألتهم عن دينهم, فيردون عليك بأريحية انهم مسلمون بالطبع!
على الوجه الآخر تجد مسلمين يقتلون و يمارسون ما يعتقدون انه الجهاد و غير ذلك, و اذا سالتهم فيردون عليك بكل ثقة انهم مسلمون ايضا.
و هذين الصنفين من المسلمين هم من خلقوا التطرف و أصلوه, و ليس للاسلام ذنب فيه, بل انها اخطاءا بشرية بحتة يتحملها الانسان وحده.
اذا قمت انا بتكفير الصنف الاول, فسيهب فئة ليقولون لك و بكل اريحية: كيف لك ان تكفر مسلما؟ هل دخلت فى نيته؟ انه يقول بلسانه انه مسلم.
و اذا قمت بتكفير الصنف الثانى, فستجد فئة اخرى يردون عليك.
اذا فالمسلمون بينهم البعض لا يجب ان يكفرون بعضهم البعض, لان التكفير فتنة, و لان الحكم يجب ان يكون للمجتمع و الدولة فى صورة قوانين, و ليست بشكل فردى على طريقة من راى منكم منكرا بيده فليغيره, حيث ان ذلك اثبت انه يفتح بابا للفتنة و القتال و الاقتتال بين المسلمين.
اذا فكل من قال بلسانه انه مسلم - حتى و لو كان منافقا فى قلبه و حاقدا على الاسلام و يحرص على تدميره, فهو مسلم.. لان الاسلام اراد للناس فتح باب التوبة على مصراعيه, و الفيصل هنا ان لا يكون ذلك المسلم قد انكر فرضا او ركنا من اركان الاسلام الثابتة, و الا يكون قد انكر جزءا ثابتا من العقيدة.
فالمسلم مهما كانت الكبائر اللتى ارتكبها, فباب التوبة مفتوح دائما طالما انه حى يرزق, و فى السياق نفسه و لكى لا نقتطع الامور من سياقها, فان ذلك لا يعنى ان المجتمع يقف مكبلة يديه امام معاقبة المذنب, بل هذه نقرة اخرى, و لا يوجد اى تناقض فى هذه المسألة.