القصة السابعة
باقة ورد علي سطح الماء
"اهداء الي ارواح 800 *ثمانمائة* بائس.. آخِر من انقلب بهم قارب اخَر"
قالت شهرزاد ... بلغني ايها الملك ذو الشجن .. انه في ليلة تهرب من الغبن ... تسلل ثاناتوس من حضرة الهة الأوليمب ...ليقطف زرعآ يبحث عن ارضآ تحب ...
وجهه أسمر .. شاربه ما زال أخضر ..
نظرته ثابتة للأمام حيث أفق لا ينتهي ,, و أرضآ لا يراها ..
يمتطي صهوة قارب المستقبل ..
وراء تختفي أرض الجنوب ...
يصفع الهواء وجهه .. فتنساب قطرات من المآقي ..
رحلة يقودها السراب ... سراب الآمال و الرغبة في اللقاء ...
أواه يا صديقي .. عندما تبحر الي ميعاد مع الأرض الجديدة .. لا تصل دائمآ الي ارض الميعاد ..
أمامك جزر الجنوب .. تحرقها شمس الملح الأبيض و البحر الأزرق ..
بحرآ تعلو أمواجه .. و كلما علت موجة .. كلما سقط القلب يرفرف في أعماق الضلوع ..
تجاعيده ظهرت .. و شعيرات بيضاء تتسلل بثبات لـتاخذ مكانها علي رأسه..
نظراته ثابتة الي الخلف .. يمد يده ليزيح جدار غير مرئي يرتفع بينه و بين أرضه ..
نظرة شجن تلقي بعبئها علي جرح الماضي ..
في طريقه الي أرض الشمال .. وحيد .. حتي لو كان بين مئات ...
أواه يا صديقي ... لا يوجد مكان تستطيع ان تجد فيه ما يطفأ لهيب الذكريات ..
نعم نرحل لنحاول .. نرحل كي نحلم ..
حتي و إن كان الحلم بحياة .. لا ينتهي دائمآ الي حياة كالحلم ...
أمامك جزر الجنوب تحت قمر .. قمر يترنح توأمه بين تيارات .. عواصف و أمواج ...
ترغب في شدك الي الأعماق ..
و عندما تجد نفسك في صمت تلك الأعماق .. يبزغ عالم جديد ..
وقت .. بحر .. إنسان ..
انسان يهرب .. و لا تستطيع منعه ..
يصل واحد و ترحل المئات ..
ترحل في كل وقت ..
في كل بحر ..
داخل كل انسان ..
لأنك عندما ترحل يموت منك جزءآ ... و يعيش آخر .. مختلف عنك ..
سنظل دائمآ غير موجودين ..
لسنا هنا .. و لم نعد هناك ..
أصبح فراشنا ماء و رمال ...
الرحيل هنا يحمل بعضآ من الحياة و الكثير من الموت ...
http://www.box.net/shared/3bbyzf2gss
حتعمل ايه ؟؟