ما حدث فى مدينة الانتاج الاعلامى, و ما حدث امس فى ماسبيرو لأول مرة فى تاريخه منذ إنشاؤه عام 1960, يعبر بشكل اصيل عن دخول مصر منعطف جديد و اسود من الفشل و الاضمحلال.
هذا ليس تشاؤما و لكنه تقدير موقف - دون اى اعتبار لاى مشاعر - لما نعيش فيه الآن.
إذا كان ما حدث فعلا نتيجة الاهمال يا سادة, فهذا يعنى اننا لا نحتاج الى اى مؤامرة لكى ندمر بلادنا بأيدينا...
ماسبيرو امن قومى شديد الحساسية و الخطورة, و جميعنا نتذكر ما قام به السادات فقط لمجرد سماعه بأن هناك من يقول بأنه سيمنعه من دخول ماسبيرو - حتى و إن كان من قال هذا الكلام, اعترف فيما بعد بأنه يقوله على سبيل الهراء... فهذه الامور لا هراء فيها...
مصر الآن دولة فاشلة بكل المقاييس و المعايير.... و من الاخر كده احنا ممكن ناخد على قفانا بكرة الصبح من اى دولة ماتسواش تلاتة تعريفة...
هل سيفيق المصريون؟ هل سيدركون بأننا قد عبرنا مرحلة السقوط, و اننا قد سقطنا فى الهاوية بالفعل؟
لا يهمنى كثيرا إن كان ما حدث مؤامرة قد دبرتها احدى اجهزة الدولة, او الاخوان, او كان هذا اهمالا... فالمحصلة واحدة...
المحصلة تقول بأننا دخلنا عصرا جديدا من الاضمحلال و الفشل, و بنظرة خاطفة للتاريخ, فالدخول فى منعطفات الاضمحلال و السقوط و الفشل قد يأخذ عقودا حتى يشتد عود الدولة مرة أخرى.
إن لم يشعر المصريون بحالة الخطر التى وصلنا إليها, فإننا سنفيق قريبا على كارثة ستدمر هذا المجتمع و تقتله معنويا... شكلا و موضوعا... و سنفقد آخر رمق لهذه الدولة, حتى و إن كان رمقا شكليا ظاهريا لا يغنى ولا يسمن من جوع!
شخصيا فقد قررت بشكل نهائى ان اغادر فى خلال الشهور القادمة, فالوضع فى مصر اصبح غير مؤتمن, و يبدو ان الصراع الدائر الآن سيطفو قريبا, و سنراه جليا فى الشوارع عيانا بيانا.
إنا لله و إنا إليه راجعون...
و اسأل الله ان يفيق المجتمع و المصريون, قبل ان تتدهور الامور اكثر من هذا, و كلى ثقة فى أن الله معنا... و إن كان الله معنا, فلن يضيعنا أبدا.
لله الامر من قبل و من بعد...
و حسبنا الله و نعم الوكيل.