ببساطة أنا الأن لست موظفا و أبنائي كبروا و تزوجوا و أنجبوا و ماديا أعتبر مستور و لله الحمد و المنة
ما سبق كان إستهلالا لابد منه
مما سبق تستطيع سيدي القارئ أن تستنتج أني أعيش في هناء و راحة بال ، لكن عندما أضطر إلى التعامل مع سوق العمل أفاجأ بأخلاقيات متدهورة و أتسائل كيف يعيش باقي خلق الله في مصر.
في الموجة الحارة الأخيرة حدث أن تعطل جهاز التكييف في حجرة المعيشة ... الغرفة التي نجتمع فيها و نتجاذب فيها أطراف الحديث و نشاهد ما يبثه جهاز التليفزيون ، و تتذكرون أن معي في البت بيجة والدة زوجتي و عمرها 95 سنة و صحتها لا تحتمل صدمة حرارية.
جاء لنا ثلاث أشخاص - كل على حدا - لإصلاح المكيف و قرروا جميعا أن هذه هي النهاية.
نزلت السوق لأشتري جهاز جديد و مررت على كذا شركة و تواصلت مع كذا موزع للمكيفات و لم أجد بضاعة حاضرة و إنتهى بي الأمر إلى التعاقد مع شركة الشمس و فرعها في مكرم عبيد قريب مني و كان هذا يوم 10 أغسطس و كان إبني الصغير و زوجته في زيارة قصيرة للقاهرة و كان من الصعب علي أن أستضيفهم علشان الحر و البيبي الصغير مراد.
تعاقدت على أن يتم التسليم و التركيب بعد أربعة أيام ......... الآن يوم 23 أغسطس صحيح تم تسليم الجهاز من يومين و لم يتم التركيب حتى الآن
سافر إبني و زوجته و دخلت مع شركة الشمس في دوامة لا نهاية لها من الوعود و إخلاف الوعود و الأكاذيب بلا نهاية
في حالتي هذه ربما تكون مسألة بسيطة وسط ما يتعرض له جمهور الناس في مصر طوال الوقت .... كمية التوتر و الضيق التي أمر بها مؤلمة فما بالك سيدي القارئ بحالة أفراد المجتمع المصري الذين يعانون على مدار الساعة من الميكلنيكي و السباك و المحامي و الدكتور و المهندس و المقاول ...... و من السلاسل التي لا تنتهي من الأكاذيب و الوعود و إخلاف الوعود.
كيف يعيش مجتمع يتنفس الكذب و إخلاف الوعود .... كيف يعيش أطفالنا في مجتمع يتنفس الكذب؟
في حالتي تكاد رأسي تنفجر و لم يتم تركيب المكيف بعد و مازلت لا أتلقى من الشركة إلا وعود و أكاذيب