بسم الله الرحمن الرحيم
منذ عقود ونحن نصف من يميل مع مصلحته ويسير في الإتجاه الذي تكون فيه دوما بانه شخص ميكافيلي نسبة لكتاب الأميرالذي ألفه المذكور والذي ملخصه أن الغاية تبرر الوسيلة..أي إن كانت الغاية نبيلة فلا يهم الطريق إليها كيف يكون ؛يكون صالحا يكون طالحا بالحسنى أو بالكذب والتزييف.
هذا ايضاح كان لابد منه,اما عمن أتحدث ومن أقصد هنا فلا تتعجبوا يا سادة إنهم أحفادي والذي لم يتجاوز عمر الكبيرة خمس سنوات والأصغر توأم في الرابعة من أعمارهما ولد وبنت ..شاءت أقداري أن أكون معهم طيلة ستة اشهر مضت ولكم أن تتخيلوا سيدة في مثل عمري مع هؤلاء،كيف ستكون الحياة وكيف يكون التعامل بيننا وخاصة أن والدتهم .طبيبة.اطمأنت وتركت دفة المركب لي لا أدري لترتاح أو...
بالطبع أول يوم ترحيب بتيته غير عادي وخاصة ذهابي كان لمرضي-ألم الفقرات القطنية والذي أثر على حركة الساق اليسرى.
ولم يمر يوما إلا بجديد بيننا -حاولت أعاملهم كما كنت أعامل أمهم .لكن هيهات فهناك فرق توقيت يحول دون ذلك فشلت تلك الطريقة ؛ الكلام معهم والمناقشة ليفعلوا الصواب بإرادتهم ..فشل
أحسست أنني أمام مشروع عصابة صغيرة وكنت أخفي عن أمهم شقاوتهم لأنها لا تتعامل معهم إلا بالشدة -ربما اختصرت الطريق بعد تجربتها- عمر جل همه ترك التلفاز على ام بي ثري ويدخل المطبخ بحريته ليسوي الهوايل فيه ، ولي لي توأمه تبعه في كل خطوة أغلقت المطبخ بالمفتاح----التلفاز لا يكون الا نصف ساعة ولكم ان تتخيلوا المعاناة في تحقيق هذا--نأتي للبرينسيسة الكبيرة والتي يهيأ لي أنها ولدت بثلاث ألسن وليس لسانا واحدا كل كلمة لازم تناقشني وتقول رأيها .كنت فاكره أنني انتهيت من تلك المعاناة بتزويج الأولاد والبنات !!
المهم الأولاد أيقنوا انه لا سبيل لهم معي لتغير النظام فلجأوا للهدنة الغير المعلنة -- تيته احنا بنحبك هم أنا طيب -تيته احنا بنحب الأكل اللي بتعمليه -طيب ده أنا تيته انا بحب الارز و الخضار -ده عمر طيب يا حبيبي .انا -تيته ممكن تطبخي لنا واحنا حنساعدك؟ يا لهوي دا أنا في بيتي لم أفعل من زمن بس قلبي حن -حاضر يا حبيبي واترك كل ما بيدي وأدخل المطبخ وهم معي بالطبع واهي فرصة لعمر ليدخل المطبخ ويمارس هوايته .في وقت آخر سأقص عليكم سر هذا الوله بالمطبخ.أشغلهم معي واعمل لهم ما يريدون ثم أمني نفسي بباقي يوم هاديء بلا مشاكل ،ولكن ده من الأحلام ؛على فكرة أنا كنت بالجأ للضرب -ولكنه ضربا خفيفا بحنية على الأرجل أو اليدين للفت نظرهم انهم اخطأوا وليس للإيلام يعني ضرب بحنية .
تيته إحنا بنحبك ومش حنزعل لما تضربينا يادي الكسوف يا ولاد اخجلتموني ..محدثة نفسي ..وبعدها ممكن تخلي مامي تذهب بينا للحديقة غدا؟يا ربي حاضر وأفعل وأنا فرحة بنهار هاديء بلا دوشة ولا جدال .
كنت أحمل معي صندوقا به بعص الذكريات ومنها رزمة خطابات خاصة وكان يحلوا لي قراءتها في حجرتي من حين لآخر--ما هذا يا تيته -خطابات يا سارة -يعني إيه.يعني جدك كان يرسلها لي عندما كنت مسافره-وهنا وابل من الاسئلة كيف ازاي ليه وبعد هذا العذاب تتهكم علي(ليه مافيش موبايل) بلعت لساني وسكت يعني أقول لها إيه؟؟
وهكذا مرت الآيام والليالي معهم لم انفرد بنفسي في حجرتي يوما واحدا --تيته أنا شأشاهد التلفاز معك !يا حبيبتي انا لا أشاهد إلا الاخبار -ماهو يا تيته أنا بحب أسمع الاخبار والقرآن معك ..يعني أصوت ولا أصرخ ولا أعمل إيه ؟؟؟؟؟
إذا ارادوا شيئا معينا واحتمال أن نرفض أنا وأمهم شوفوا اللي بيحصل:سارة تعالوا نلم اللعب وننظف بسرعة علشان تيته تفرح وبسرعة كل اللعب في الصناديق ولا ورقة على الأرض -احنا طبعا حنخجل..شوفوا العيال الأمامير عملوا إيه؟ وما كانوا يبغونه يحدث .
سؤالي هنا من علمهم هذا المسلك؟؟؟
سومه