بسم الله الرحمن الرحيم
انها سيدة عادية من سيدات الريف وجهها به سمار اكتسبته من الشمس ومن نيران الفرن الذي جلست امامه طويلا، اولا كزوجة. وام تعلم ابنتها امامه ..واخيرا مضطرة ان تجاري زوجة ابنها الاتية من البندر والتي تريد ان تفعل مثلها قد يكون نوعا من الدلع مثلا او الغلاسة .
هذه مقدمة لحديثي عن تلك المراة الطيبة والتي تصلح ان تكون نموذجا للمراة المصرية الاصيلة ،شاءت اقدارها ان لا تعيش لها بنات . جاءها الذكور..ثلاث. لكن الله ارضاها اخيرا بابنة اخيرا فكانت قرة عين الاسرة كلها وخاصة زوجة الابن الاكبر التي اول ما راتها كانت في الصف الثالث الابتدائي.
كان زوجها رجلا طيبا وصالحا يعمل بالتجارة ، ولانه طيبا كما قلنا ظهر له من احتال عليه وضاعت المحلات والبيوت التى يملكها.فلم يتاثر وواصل.....اقول هذا كله لاوضح. كيف ان تلك المراة. أصيلة . تمتلك نصف بيوتات الشارع الذي تقطنه وعدة محلات،،ثم تكتفي ببيت واحد !!وفي كل الاحوال . هي راضية مبتسمة .
ما علينا ما يعنيني هو كيف كان قلبها ..كيف كانت توزع محبتها واهتمامها على الجميع...الى ان اتت زوجة الابن الاكبر.فانقلب كل شيء حولها ولانها كانت متعلمة وتعمل غير باقي زوجات بنيها ،ولان تلك الزوجة المرح طبعها ولا تطمع في شيء.تولدتت صحبة بينها وحماتها..الحماة تريد تبرها وتبعث لها الطعام المميز في حجرتها الطابق العلوي..وهي تريد اكل اللمة في وسطالدار حول الطبلية الكبيرة والتي لم تشاهدها الا في الافلام القديمة طعام الجمع احلى حتى لو كان باذنجان مقلي.
الزوجة مبهورة بجو الريف حيث الهدوء والزرع وقلما تسمع كلاكس سيارة(ده في القديم) فكانت الحماة مع بعض النسوة الطيبات يخرجن معها على الزراعية. كانت سعيدة وكانها لا خرجت ولا تنزهت من قبل ...وبسلامتها تريد ان تعمل مثلهن في الخبيز فلا تعرف يقنعوها ان تكتفي بفرد الارغفة على الطبلية تقبل مؤقتا ولنها تعافر ..لا يغضبوها فهي زوجة الكبير الغالي.. تريدان تجلس امام الكانون..فترتكب هوايل في الاول وتلقم النار الكثير من عيدان الحطب، لكن درءا لخيبتها علمتها حماتها حتى اصبحت هي تطهو امامه بمفردها .
الكنة تحب اكل المبروم(الكسكسي) بالسكر فقد وهم باللحم والمرقة..وبالتدريج اصبح الحمامثلها ثم الابنة ..زادت الزوجة في السماجة وارادت ان تعمل هي هذا الصنف ، ولان حماتها تميل للسلامة ولانها تحب بكريها ..اخذت زوجته المملة على جنب ثم علمتها عمل المبروم من اول كونه دقيقا. الى ان يغرف في الصحن فرحت بها جدا وقتها .
كل ده جميل لكن المستغرب ان تلك الحما الطيبة لا تعرف شيئا عن العناية بالبشرة ولا الكريمات تلك .لكن الكنة تقسم بالله ان ملبس بشرة وجهها ارق وانعم الف مرة من طفل وليد في مهده.
لم تغادر تلك السيدة قريتها ولو نزلت للمركز لسبب قهري مثلا شراء الذهب لعروس ابنيها مثلا. تقسم بغربتها في ذلك اليوم واول غربة لها من هذا النوع كانت مع ابنها وزوجته الزوجة لا تقتنع بكثرة الذهب حتى قرطها حمصة صغيرة وده عند الحما عيب ماذا يقول الناس فنزلت لتشتري ما يليق واول ما اختارت كانت قرط مثل المخرطة به دلايات كتير ومجبرة الكنة ات ترتديه والاخيرة فرحت به فهو يلائم الجلباب الفلاحي الذي تصر ان ترتديه في الريف..مش قلت زوجة ابن متعبة!!لكن تلتقي مع حماتها في الطيبة وحب الضحك والمرح.
لكن المثير للعجب والحيرة هو علاقتها بتلك الاتية من المدينة لتسكن قلبها ،كم من الليالي قضياها فوق السطوح لا يحجبهما عن السماء حاجز يتحدثا في كل شيء ولا شيء حتى ان ابنها اعلن عن غيرته من هذا التوافق وقال مازحا:ساذبح شاة لو رجعت ووجدتكما متعاركتين..فقالت له مازحة :هات واذبح وانا ساضرب زوجتك واشد شعرها كما . ظن انه انتصر ونظر للزوجه فوجدها تبتسم .فترك لهما المكان.
لكن المزهل في القصة كلها ان تلك السيدة السمراء وصاحبة القلب الرقيق انها كانت تصدق الزوجة في كل كلامها ولا تتصور انها ممكن تحور في الحديث معها وحدث لظرف طاريء ان جاءت الى بيت الابن للعلاج...في شرفة البيت حيث كانت تجالس كنتها شاهدت القمر الذي كان بدرا يومها فتعجبت وقالت: الله كم هو جميل مثل القمر في بلدتنا !!!!فهل تسكت الكنة المشاغبة؟لا وجدتها فرصة وقالت لها ان قمر المدينة عندنا اجمل ...واستمر الحوار وانتهى الى ان في قريتهم قمرا وهنا في المدينة قمرا اخر. واقتنعت الطيبة بقول زوجة الابن----وجاء الابن وحاول ان يصحح المعلومة وهي راسها والف سيف ..مرات ابني مش خباصة(بمعنى كاذبة عندهم) فوجد ان لا سبيل الى اقناعها.فترك الحوار كليا.
وتمر السنون والحما مستودع اسرار الكنة والصدر الحاني الذي ترتمي عليه في فرحها وحزنها والكل يستغرب من تلك المودة..هل لان تلك السيدة السمراء والتي لم تلوثها المدينة بزيفها ؟؟ ام تلك الكنة التي لا تعرف سوى الحب في حياتها؟؟
وكعادة الايام اختطف الموت السيدة السمراء وحزنت الكنة ايما حزن وارتدت السواد عاما كاملا --ماتت الحما وهي موقنة ان لقريتهم قمرا مغايرا لقمر المدينة .
فهل يوجد الان مثل تلك العلاقةبين الالحما وكنتها!!!؟
سومه