مما لا شك فيه بإن غالبية الشعب المصري هم من البسطاء الذين يعتمدون على الخبز كغذاء رئيسي فى كل وجبة ، مما جعل الحكومة تذل فينا ليلاً ونهاراً بحجة أن إستيراد القمح ودعم رغيف العيش يكلف الدولة مبالغ طائلة ويزيد من الدين الخارجي بحيث أصبحنا ونحن فى القرن الواحد والعشرين نستورد ثلاثة أرباع مكونات رغيف الخبز الذي نأكلة .
وقد لاحظت أثناء وجودي مؤخراً بمصر بأن حالة الرغيف أصبحت لا تسر عدو ولا حبيب ولا يمكنك أن تفرق بين الرغيف وبين أسفلت الشارع لأن كلاهما أصبح أسود اللون ومليء بالأتربة والمكونات الآخرى ... وكان الدولة تتمادى فى ذلنا والمن علينا بإنها مازلت تضمن بيع الرغيف بـ 5 قروش للمستهلك وتناست أصلاً بأنه أصبح لا يصلح للأستهلاك الآدمي .
مما جعل بعض المخابز تتجه إلى إنتاج نوع آخر من الخبز المُحسن ( بضم الميم وفتح الحاء ) ليباع الرغيف الواحد بـ 25 قرش للقادرين فقط .
ومما جعل أيضاً معظم الأفران تبيع الدقيق المدعم فى السوق السوداء لإنتاج هذا النوع من الخبز أو تبيعه إلى مخابز العيش الأفرنجي .
وما لاحظته أيضاً هذا الزحام الهائل على أفران الخبز والتى أعادت إلى مخيلتي ظروف السبعينيات والثمانينيات ... ويكفي ان أؤكد أنه منذ ثلاثة سنوات تقريباً كانت هناك شكوى من كثرة المخابز لدرجة أنها تضطر لبيع الخبز فى المناطق النائية وقامت وزارة التموين بتقسيم المخابز إلى قسمين :
- قسم يعمل حتى الظهيرة .
- والآخر يعمل من بعد الظهيرة إلى العشاء.
ولكن الأن تدهورت الأوضاع لنرى منظر الطوابير والزحام لشراء الرغيف .
فحسبنا الله ونعم الوكيل فى الحكومة الفاشلة التى أدت إلى زيادة معاناة الناس الغلابة والتى فشلت فى إيجاد حل لزيادة زراعة القمح أو إيجاد بديل له لصناعة الخبز .. وجعلت القمح شماعة تعلق عليها أسباب زيادة الديون التي هي فى الأساس نتاج النهب والسلب المنظم لخيرات البلاد.
ومادام رب البيت يقول بعظمة لسان عندما سألوه ( وقد سمعته بأذني ) عن ظهور أرغفة الخبز المُحسن اللي بربع جنيه فيقوم يرد يقول أيه " والله النوعين هايبقوا موجودين واللي عجبه ده يشترية واللي عجبه التاني يشترية ) ... فى تشجيع خبيث لإفساد الرغيف المدعود وإحلال الآخر مكانه .