بسم الله الرحمن الرحيم
انه موضوع قديم جديد انه الانتحار الجماعي والذي يطلقون عليه..الهجرة الغير شرعية..وما دفعني للحديث عنه هو السيد وائل الأبراشي في ساعته العاشرة.
فوجئت على شاشة التلفاز بمركب صغيرة على متنها مئات من البشر ورأيتها تغرق وتنقلب وهي في عرض البحر..منظر مؤلم حقا ..فاسرجعت كل الصور والأحدات المتعلقة بهذا الشأن من ذهني وحاولت ان انظمها واستخلص منها ما سأقوله لكم الحين.
في حوار مع شقيق أحد الضحايا قال: ان شقيقه عنده٢٩ سنة واب وعنده طفلين وان المتعهد الذي يلم الأفراد لاىيسمح لأحد الصعود إلا بعد دفع مبلغ..١٨٠ الف من الجنيهات( ده على عهدة القائل ووائل الابراشي)
طيب يا اخينا انت استطعت ان تجمع هذا المبلغ فلم لم تفكر في عمل مشروع يزيد من رزقك!؟ طيب ألا سمعت قبلا عن أناس ارتكبوا نفس الحماقة وكان مصيرهم الموت؟
اذكر أنني منذ سنوات قليلة اضطريت للسفر الى الريف لبيع عقار لي هناك وكان معى ابني عصام ومحام والحمد الله تم البيع وقبضت العربون وفي العودة كان لازم اركب..توكتوك الى المركز ثم سياره الى الثغر..كان سائق التوكتوك فتى لم يتجاوز التاسعة عشر ومعنا ابن عم الاولاد بنفس السن تقريبا ومعه شهادة متوسطة ..هالني عدد التكاتك التي على الطريق وكل منها مزينة بأشكال من الأنوار وتعجبت من عدم احتجاج احد من الضوء المبهر..هذا لا يهم لكن الحوار كله كان عن حلم السفر والثراء ..طيب يا قريبي انت تملك الكثير وبيدك صنعة وبجانبها كنت الوحيد تقريبا اللي في القرية اللي بتعمل الدي جي للافراح ولا فرح في القرية او القرى التي تجاوركم إلا لما تكون انت فيها ..عايز ايه تاني؟؟ عايز يبقى زي فلان الفلاني ! وتحدثا عن قرية كل اللي فيها من الشباب في ايطاليا وكل منازلهم بالطوب الاحمر..والله صعقت وسألتهم الم يسمعوا عن الحوادث والموت في البحر ؟ كلهم سمعوا لكن أملهم ان ينجحوا!!
شبابنا أمرهم عجيب رغم الدمار اللي في ليبيا يهربون اليها ولو حصل لهم مكروه قالوا : يا حكومة انت فين؟؟
يقفون في الطرقات وعلى الارصفة يبيعون دون ترخيص ودون ان يراعوا حق المواطن وان تدخلت الدولة يصرخ قائلا: يعني أعمل إيه ابيع مخدرات يعني يا خرق القانون يا مخدرات!! وعندما يجري احد المولعتية معهم حوارا نفس الكلمة..اعمل ايه . مش لاقين شغل نتاجر في المخدرات؟؟!
طيب هؤلاء الذين يحتلون المقاهي برضه لا يجدون عملا؟! أم يترفعون عن العمل المقدم لهم!!
كنت اتعاطف معهم اولا لكن ما وجدته من الاخوة السوريين جعلني اسحب هذا التعاطف جاءوا الينا بلا بيت وبلا اي شيء لكنا وجدناهم في كل مكان يبيعون يقفون في محلات ..بل اصبحوا اصحاب أشهر المطاعم ( للأسف وجدت من يبيع لهم أو يؤجر لهم محلاتهم ويجلسون في البيوت)
كان لي صديقة سورية من إدلب حدثتني عن الحياة هناك ..في العطلة الصيفية كل الشباب يعمل وايضا اسر كثيرة تعمل رباتها في تجهيز الخضار للمحلات او الأعمال اليدوية ..هم هكذا يحبون العمل وده هو الطبيعي لذا لم يتعبوا في العيش عندنا.
واتساءل بدوري هل بعد غرق تلك المركب واللي قبلها واللي يتأتي بعدها سيكف الشباب عن المغامرة؟!! لا أظن.
سومه