يحق لكل مصري يتابع أحداث العريش أن يفخر و يفرح.
فرحيل الأب رافائيل موسي هذا الإسبوع لم يأتي غدراً
او بسبب خطأ أمني.
فمدير الأمن الوطني في العريش كان واضحاً و أميناً.
أخبر الأب الشهيد بخطورة الموقف مسبقاً.
وأنا شاهد علي ذلك.
ولكن الأب الفاضل بإيمان ثابت عظيم
قال إن أقباط العريش لن يرحلوا
و إنه سيقبل ما يسمح به الله.
هو نفس الإيمان الذي يشاركنا فيه أشقاؤنا المسلمين الصادقين
بالقول الكريم: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا."
و قد إستشهد من قبل راعي كنيسة الأقباط في العريش الأب الشهيد مينا عبود
في نفس المنطقة منذ عامين بالتحديد.
وسأستبق الأحداث و أزف الي السماء مسبقاً الراعي القادم لكنيسة الأقباط في العريش.
الكنيسة القبطية معروفة من بين كنائس العالم بكنيسة الشهداء.
لاقت هذه المكانة و التوصيف في القرن الثالث الميلادي علي يدي أباطرة الرومان الوثنيين.
أشهرهم علي الإطلاق كان الإمبراطور دقلديانوس.
ولو قارنا بين دقلديانوس و أبو بكر البغدادي لكان الأخير ملاكاً وديعاً مقارنة بالأول.
وإن كانا قد سارا في نفس الطريق.
ومصير تنظيم بيت المقدس في سيناء هو نفس مصير الإمبراطورية الرومانية في أنحاء المسكونة.
الإمبراطورية الرومانية
أعلنت أنها باقية و تتمدد
و شاء الله أن تكون زائلة و تتبدد.
و أنا لا أكتب هذه المقالة بدمعة حزن بل بدموع فرح.
فللقتيل فرح في السماء.
و تحوطه علي أرض الكنانة
مشاعر الصادقين من أشقائنا المسلمين قبل الأقباط .
حزني علي القاتل يفوق حزني علي القتيل.
و قديماً كتب جبران:
"حسب القتيل فخراً إنه ليس بالقاتل."
و القاتل هنا مدان بالدين الحنيف قبل أن يدينه السيد المسيح.
فرسالتي للقاتل:
"من شفيعك؟"
فلم يعد لك في الأرض شفيع و لا في السماء ناصر أو سميع.
ستقضي أيامك قبل آخرتك هارباً ,,, كقايين أو (قابيل) ,,
هارباً من سخط الأرض ومن وجه الله.
فالأرض لم تقبل دم هابيل البار و إستغاثت بالله منه و اليوم به منك تستجير.
أسفي عليك أنت أولاً
وليس علي الشهيدين السابقين و لا علي الشهيد القادم بعدهما!
فهؤلا رجال دين في كتابهم أن راعيهم قد إختار الموت طوعاً ,, و ليس ضعفاً.
فلا لوم عليهم اليوم إن هم إختاروا الشهادة راغبين في السير علي خطاه.
و أقول بقلب صادق لمدير الأمن في العريش.
لا لوم و لا عتاب.
فأنت أيضاً اليوم,,
كما قضاة العريش الشهداء ,,
و كما كل جنودنا البواسل
في شمال سيناء ,,
قد إخترتم الدفاع عن الأهل والوطن.
و مصر بالصادقين من مسلميها
ومن أقباطها الأوفياء
ستقوم و تتشدد.
ودولة الظلم ستزول وتتبدد.
هذه هي أرادة الله وشهادة التاريخ علي مر الزمان.
*** صادق رؤوف عبيد