عودة الى الديار
بسم الله الرحمن الرحيم
تحياتي:
ازيكم. وكيف حالكم ..بجد وحشني جمعكم الجميل وصحبتكم الطيبة تلك..بس أعمل ؟ كنت اسيرة ومعتقلة عنوة في غير بيتي.
طوال عمري صوتي من رأسي ولا احب الخضوع الا اذا عقلياصدر أمره..لكن. للأسف بعد مرور السنوات وغزو الشيب للرأس؛ يصبح الأمر مختلفا -الاولاد الذين كنا نأمرهم فيطيعون ..اصبحوا هم الأمرون..سبحان الله
قلت لهم مرارا: أنني أحب بيتي ولن أنهي حياتي الا فيه، لكنهماجتمعوا وقرروا: لا نتركك في رمضا بمفردك..يادي الجبروت تركتهم ولم ابالي...لكن الست الطبيبة بدهائها ودموعها واولادها..وكمان زوجها شارك معهم..تعبت من الكلام والمراوغة وانتهى الامر على ان اذهب معهم اسبوعاوهنا اسبوعا ..ولكنهم للاسف اخلفوا وعدهم معي ولولا عوده ابنتي الصغرى من السفر في عطلة ما استطعت الفكاك من الأسر!!
واقسم بالله انني كنت عندهم ملكة متوجة الكل في خدمتي واولهم محمد زوجها ..لكن انا اعمل ايه ؟ تعودت ان تكون اللمة هنا عندي تعودت ان يأتينا الاهل ويبقون ولا اذهب انا ..حتي بيتي في اللارياف كان كذلك الكل عندي لهذا صعب علي الامر برمته.
ماعلينا.. انا كنت بس ابرر سبب بعدي عنكم طوال هذا الشهر الفضيل والذي اوشك على الرحيل للاسف ولم نشبع من بركاته.
لكن انا هنا اتعجب من تلك الحياة!!ومن تقلباتها..يكبر المرء ويملك دفة اسرته ويشرف على مسيرها حتى بعد زواج الاولاد والبنات ؛ وسرعان ما يتسرب الكبر والتعب دون ان ندري ،ونصبح لا نقوي على ما كان عاديا في الماضي ان نقوم به ..المطبخ لا ندخله الا لمما ! أضيفت عشرات الارقام لمطاعم الى هواتفنا وأصبح الدليفري الذي كنا نعيب على من يلجأ له هو السائد لدينا!!حتى افكارناتغيرت وعلى على سطحها مواضيع كانت في طي النسيان من قبل!!
اناس الموني. نسيتهم ونسيت الألم..حتى الرغبات في أي شيء لم يعد لدي منها لا القليل ولا الكثير ..يحتار الاولاد معي حين اخفق في طلب نوع الهدية التي يأتوني بها كل ما اطلبه منهم ان ياتونني باسرهم ويجلسون هنا في غرفتي وحولي طيلة اليوم...لا اريد ولا ارغب في اي شيء دينوي.اقسم بالله هو كذلك.
لم اجد المتعة الا في القراءة والقرأن الكريم واعترف انني كنت مقلة قبلا في هذا..لكن الحمد الله تصادقت معه.ولنعم الصداقة .
المهم كل سنة وانتم طيبين واسعد الله كل ايامكم يارب العالمين.