تحياتي:
أولا ،كل سنة وحضراتكم طيبين وبخير وسعادة.بدأنا شهر ربيع الأول الشهر الذي حمل للعالم أجمع بشرى مولد الحبيب المصطفى.جعلنا الله تعالى وإياكم من السائرين على هدية وخطاه.
ثانيا،يا سادة دعوني أفضفض معكم شوية وأتحدث قبل أن أصبح بلا عقل فيما بعد..أهي فرصة لي ولكم قبل أن يذهب مني بلا عودة.
ابنتي قررت أن تذهب لدولة الكويت لشأن لها،أخبرتني بعد أن جهزت كل أشيائها ،شقيقها هناك وسمعنا انه مريض لكني كنت مطمئنة عليه ومازلت.
المهم لا علينا،هي قالت شهر واحد لا غير وطلبت مني بتوسل أن أكون مع أطفالها اسبوعا واحدا حتى يطمئنوا وعوضا عنها ....مش مهم اسبوع واحد لا يضر؛ مع أني أختنق خارج بيتي وأشعر حقا بالغربة وكأني نبتة اقتلعت من جذورها.
كل ده لا يهم..لكن يا سادة كوني أتعامل وأنا في هذا السن مع تلك الكائنات هو الكارثة بالنسبة لي؛ أي نعم ربيت أبنائي ومر الأمر بسلام من زمن ..لكن دول!! الزيارات الخاطفة لا تظهر هذا التباين والمعاناه..لكن إقامة!!!
الساعة البيولوجية خاصتي اتلخبطت..الدادة تأتي بعد آذان الفجر مباشرة لأن الكبيرة الباص يأتيها تمام السادسة،وقلبي لا يقبل أن اتركها للدادة تمشطها وتشرف على ملبسها يعني اصلي الفجر واتعامل معها لأن والدها يوقظها ثم يفل لعمله ...وأنا أواجه الغضب والتمرد على تسريحة الشعر. عدم الرغبة في ارتداء ..معرفش ايه وألف حاجة وحاجة يأتي الباص بعدها الحمد الله.
ساعة كاملة إلى أن يأتي الباص الآخر للتوأم..المشهد يتكرر معهم نفس السيناريو الغير ممتع بالمرة.
أتلفت بحثا عن الهدوء الذي تعودت عليه فلا أجده .حتى التلفاز الي وضعته في حجرتي لم اتآلف معه قنواته ليست بترتيب التلفاز خاصتي.
عندي فوبيا من الآماكن العليا وابنتي في الطابق التاسع عشر مجرد وقوفي في الشرفه بعيدة عن الجدار بنصف متر ترتعش الساق وتكاد مفاصلي تضعف وتسقطني أرضا.
حكاية النظرة الغاضبة في عين الإبن أو الإبنة فيكف عما يفعل ..دي اسطورة بالنسبة لهم.لا نظرة ..ولا صوت عال ولا تهديد ولا أي حاجة...الله يجازي برامج الكرتون. حولتهم لأشباه أبطالها ..صوت عالى .نط ورزع. .بس الحمد الله. فرمان لا تلفاز وقت الدراسة ...ساعة واحدة يوم الخميس.وقد نفذ فعلا .
آماكني المفضلة..كتبي التي اقتقدها..وافتقد صمتي الصاخب أيضا أفتقد أسراب العصافير التي تترك شجرتها الوارفه أمام نافذة حجرتي ..تطيرأسرابا فجرا لتعود قبيل المغرب مغردة لشجرتها تعودت على انتظارها من خلف زجاج نافذتي.
أحيانا أقول لنفسي بأنني لم يؤخذ رأيي فيجب العودة وترك كل هذا ،،لكن تعلق الأولاد بي وبقاءهم في حضني أوقاتا كثيرة يجعلني اتراجع.
. أدركتم الآن حيرتي ومدى خوفي على عقلي؟!!
سومه