لوحة القادة
المحتوى صاحب التقييم الأعلى
عرض المحتوى صاحب أعلى تقييم في 08/12/17 في جميع الأقسام
-
الدكتور مصطفي السيد عالم الكيمياء ورئيس مدينة زويل لـ «الأهرام»: إقتربنا من إعلان النتائج النهائية لعلاج السرطان..المؤامرة على علماء الشرق الأوسط وهم كبير ..و«نوبل» لا تشغلنى > أجرى الحوار ــ أحمد فرغلى ــ كريمة عبدالغنى - المجانية بريئة من جرم تدني التعليم ..وفساد المنظومة والدروس الخصوصية هما السبب - افتقدنا صرامة المدرس وهيبة طابور الصباح ..و علينا تطبيق قواعد الانضباط التربوية - مدارس المتفوقين لا تتبع مدينة زويل من قريب أو بعيد - في كوريا علموا أولادهم فى الشوارع بسبب نقص الإمكانات - زويل تحمل الكثير فى سبيل رغبته القوية لمساعدة بلده والرئيس السيسى أنصفه - نحلم بأبحاث تقوم عليها صناعات تستوعب الملايين وتصدر للخارج «فتح العالم الكبير الدكتور مصطفى السيد عالم الكيمياء ورئيس جامعة زويل خزانة عقله وقلبه لـ «الأهرام» فى حوار أقل ما يوصف به أنه حوار العالم العاشق لوطنه المنتظر له نهضة علمية واقتصادية على أحر من الجمر . د. مصطفى السيد تحدث بصراحة شديدة حول فساد منظومة التعليم فى مصر وتراجع دورالجامعات ،، وتحسر على القيم التى رحلت عن المدرسة المصرية التى فقدت هيبتها ، بدءا من طابور الصباح . وكانت المفاجأة فى الحوار أنه إستبعد وجود أى مؤامرات على علماء الشرق الأوسط ، و«تبسم» عندما سمع سؤالنا هل اغتيلت الدكتورة منى بكر عالمة الكيمياء أستاذ النانو تكنولوجى بجامعة القاهرة، ومؤسس أول شركة فى مصر والعالم العربى فى هذا المجال. قال: الغرب لا يتآمر على العلماء و لم يستبعد وجود مؤامرات اقتصادية رأسمالية. وأعطى العالم الكبير فى حواره أملا كبيرا فيما يتعلق بإنهاء أبحاث وتجارب علاج السرطان بالذهب والنانو والمتوقع إعلانها قريبا جدا ، كما ذهب إلى أن النانو سيساعد فى أمور كثيرة وأهمها إخماد لهيب الأسعار .وبسؤاله عن طلاب مدينة زويل قال بلغة الواثق ستخرج 700 عالم كبير فى الهندسة والعلوم . هذا بالإضافة لتفاصيل أخرى فى السطور القادمة. التعليم يعد من أكثر القضايا المثيرة للجدل فى مصر لاسيما مع تدنى مستوياته وتراجع تصنيفه عالميا ،فما التصور الأمثل لكى نلحق بالعالم المتقدم؟ هناك دول كثيرة واجهت هذه المشكلة،وكان التعليم بوابتها للتقدم والانطلاق الاقتصادى ،وعلى سبيل المثال التجربة التركية لديها نموذج جيد علينا الاطلاع على خطواته ،فرغم معاناتها لفترات طويلة من ويلات الحروب الصليبية إلا أنها تمكنت من تحقيق طفرة فى مجال التعليم وغيره ،ويكمن السر فى هذا الانجاز،بترك التناحر والصراع والتركيز على التخطيط لإعادة بناء الدولة ونهضتها ،وجاء التعليم فى مقدمة أولويات التنمية وبدء الاهتمام بالطفل منذ ولادته وتنشئته وتعليمه وتوجيهه للمجال الذى يتفق مع قدراته الإبداعية، وفى مصر من السهل تطبيق مثل هذا النموذج وغيره من النماذج خاصة أن المنظومة لدينا تضم أعدادا ضخمة وفى المقابل حجم التمويل لا يكفى لتغطيتها بالكامل. البدء بالنشء كحل لأزمة التعليم فى مصر، كيف يتم إعداد نظام التعليم الجيد بما يضمن تخريج أجيال متميزة؟ لابد أن يركز نظام التعليم على تأهيل الطفل وتدريبه على استخدام عقله والتفكير والابتكار، بحيث يكون صاحب الفكرة التى يعمل عليها، على أن يتم مساعدتهم فى تطبيقها والوصول لنتائجها، وذلك النظام تطبقه الولايات المتحدة الأمريكية ،بداية من مرحلة الروضة للأطفال . لماذا يحقق الشباب النبوغ بالخارج وليس فى مصر؟ الخارج يمنح الفرصة للباحثين ويوفر المناخ الجيد، وهذا أمر يفتقده الباحث المصرى الذى يقع على عاتقه كل متطلبات أبحاثه ويتحمل أعباءها المادية والتى تفوق إمكاناته ،هذا بجانب معاناتهم من المعوقات الإدارية. يا ترى لو لم تتح فرصة السفر للدكتور مصطفى السيد أو زويل للخارج هل كان من الممكن تحقيق هذا النجاح؟ التعليم والحظ كانا عاملين مهمين فى مسيرتى العلمية ، فرغبتى الأولى كانت ككل الطلبة المصريين أن أصبح طبيبا ،غير أن مجموعى فى الثانوية العامة لم يمكنى من الالتحاق بكلية الطب، وهو الأمر الذى أخذته فى نفسى بشدة لدرجة أن شقيقى اقترح على إعادة السنة لتحسين الدرجات ،ولكنى رفضت ، وقلت له أود أن أعمل مدرس ثانوى لمادة الكيمياء، توفيرا لعناء البحث عن وظيفة ،وأتنزه وأتمتع بمبلغ المكافأة الشهرية التى سأحصل عليها وكانت تمنح لمن يحصل على أكثر من 75% حينها ، إلا أن الله سبحانه وتعالى أعد لى طريقا آخر، وفى أول يوم التحقت بمعهد المعلمين الأعلى عام 1949، وفوجئت بتجمهر الطلاب أمام المعهد معترضين على أنهم يدرسون ذات المواد من الكيمياء والفيزياء التى تدرس بجامعة القاهرة والتى يحصل طلابها على درجة البكالوريوس بينما لا نحصل إلا على دبلوم،ورفضوا دخول المدرج إلا بالموافقة على مساواتنا بالدرجة العلمية ،وهو الأمر الذى استجاب له الدكتور طه حسين وتم تحويل المعهد لجامعة عين شمس،وهذا كان سببا فى تغيير مسارى العلمى وحفزنى على الاجتهاد للالتحاق كمعيد بالكلية ،ولاسيما أنها حديثة العهد،لدفعة عددها 70 طالبا ،وفى السنة الثانية تم اختيارى من بين الطلبة الثلاثة الأوائل وتم تخصيص أساتذة من جامعة القاهرة والإسكندرية للتدريس لنا لإعدادنا كمعيدين للجامعة . من حديثك نفهم أن مستوى التعليم فى مصر بنهاية الأربعينيات كان أفضل حالا منه الآن ؟ نعم ،رغم ضيق حال غالبية الأسر فى تلك الحقبة ، حيث كان يذاكر أبناؤها على ضوء «لمبة الجاز» ، والثرى منهم بضوء «الكلوب» و جميعهم تعلموا فى مدارس حكومية ، ولم نكن نعرف شيئا عن الدروس الخصوصية وكانت تمثل عارا مشينا ولا يلجأ إليها إلا الفاشل فما السبب فى ذلك التدهور، و هل تعتقد أن المجانية مع زيادة الأعداد أحد الأسباب ؟ السبب يكمن فى فساد منظومة التعليم ذاتها ،فالمجانية لم تكن ابدا سببا فى تدنى مستوى التعليم ، فكلنا استفدنا من المجانية وحصلنا على أعلى الشهادات، ولكن هناك نقطة مهمة لابد من التركيز عليها حاليا.. أن هناك زيادة للتعداد السكانى بشكل ضخم وبصورة طردية تزداد معها أعداد طلاب العلم وفى المقابل الموارد محدودة والتمويل المتاح للتعليم أقل من نسبة الزيادة فى الأعداد ، ولذا فهناك ضرورة أن تكون المجانية للمتفوقين كما يحدث فى مدينة زويل ،بحيث لا تمنح المجانية على عواهنها. ما رؤيتك لمواجهة الفساد الذى يضرب منظومة التعليم العام والجامعي وانطباعك عن الأعداد الكبيرة لهيئات التدريس بالجامعات المصرية؟ مشكلة التعليم بصفة عامة فى مصر تحتاج الى التوازن وإعادة الهيكلة و العمل على رفع قيمة الموازنة المخصصة للتعليم مع ضرورة التعامل مع مشكلة الدروس الخصوصية بشكل حاسم لاسيما أنها احد أهم العوامل فى إفساد التعليم، والمصيبة أنها طمست دور المدرسة التربوى والتعليمى بحيث اكتفى بها الطلبة وهجروا مدارسهم مما أثر على النواحى الأخلاقية فى المجتمع ولم تقف عند حد المستوى العلمى فقط، فما زال عالقا بذاكرتى حتى هذه اللحظة صرامة المدرسين وهيبة طابور الصباح، قبل دخول الفصل ،حيث يصطف الطلاب للتأكد من نظافة الزى المدرسى والحذاء وقص الأظافر والشعر الذى كان يعلوه الطربوش ،وإذا رغبنا فى تحقيق جودة التعليم فلابد من إعادة تطبيق قواعد الانضباط التربوية بصرامة على الجميع،والمخالف يتم ردعه بصورة حازمة كيف نغير ثقافة ربط مستقبل الشباب بكليات القمة ؟ هذه الثقافة فى طريقها للتغير بالفعل لاسيما أن متطلبات سوق العمل ستمثل محور التغيير الرئيسى، ففى الفترات السابقة كان الإقبال على كلية الطب لتحقيق الوجاهة الاجتماعية والعائد الأكبر، وتلك معايير لم يعد لها وجود بالواقع الراهن . ما تخيلك لشكل الجامعة المصرية مستقبلا،والتى تتمكن من جذب الشباب وتفضيلها عن الخارج؟ لابد أن تمتلك الجامعة للعناصر المحفزة للشباب وتنمى قدراتهم للإبداع والابتكار، والدولة أخذت خطوات فعلية لتحقيق هذا النموذج الذى يتمثل فى إنشاء وعمل مدينة زويل بهدف رئيسى هو وقف تسرب الكفاءات العلمية للخارج . فى ظل الظروف التى تمر بها الدولة كيف نتعلم من تجارب الآخرين؟ لكم أن تطلعوا على تجربة الولايات المتحدة وكذلك كوريا الجنوبية التى كانت تعيش فى عام 1965 بمعدل اقتصادى تحت الصفر،وبداية تقدمهم كانت بالتعليم ، الذى جعلوه قبل كل شيء، ورغم عدم امتلاكهم لأى موارد وأراضيها بطبيعتها عبارة عن منحدرات ومرتفعات، إلا أن التعليم كان له أولوية لديهم ، ونظرا لعدم وجود منشآت ومدارس بدأوا بتعليم الأطفال على الأرض بالشوارع حتى غزت منتجاتهم العالم وتفوقت على كبرى الدول الصناعية. لو فرضنا أنك فى موضع المسئولية ما هو التصور الذى تطبقه لتحقيق طفرة للتعليم فى ظل هذه الظروف الصعبة؟ فى لقاء مع دكتور زويل والرئيس عبد الفتاح السيسى ناقشنا هذا التصور، حيث قلنا حينها إن الناتج الاقتصادى للاهتمام بالتعليم والبحث العلمى يفوق بمراحل ما نتوقعه من مجالات أخرى، وطرح الدكتور زويل رحمه الله مثالا لذلك، فمجال السياحة حال عودة نشاطها لطبيعته يتوقع منه ناتج سنوى قدره 12 مليار دولار ، فى حين أن عائد بيع الملكية الفكرية لنوع واحد من الدواء يزيد على 40 مليار دولار، فالعائد الاقتصادى من التعليم والبحث العلمي من شأنه أن يضع مصر فى المقدمة . ألا ترى أنه لتحقيق هذا العائد أمامنا طريق مليء بالصعوبات؟ لا ..لا وتأكيدا لهذا التصور، أطالبكم بزيارة مدينة زويل والاطلاع على المستوى العلمي لطلابها، والذين وفدوا إليها من 27 محافظة بالجمهورية وأغلبهم خريجو مدارس حكومية، ويكفى حصول ثلاثة طلاب بكلية الهندسة على المركز الأول والثانى مكرر فى مسابقة عالمية تضم تخصصات ومؤهلات علمية كبيرة من 12 دولة. ما الآليات التى تتخذونها فى مدينة زويل ويمكن تعميمها فى كل الجامعات المصرية ؟ نظام مدينة زويل يهدف لتكوين العقل العلمى المبدع من قبل أعضاء هيئة تدريس من أساتذة مصريين تعلموا فى المدارس المصرية وسافروا للخارج ونبغوا واحتلوا مواقع علمية متقدمة هناك ،ويدرسون للطلاب علوما تواكب المستويات العالمية ومختلفة تماما عن مناهج الجامعات المحلية ، وسعيا لتحقيق أهدافنا بشكل أكثر شمولية سيتم قريبا تشغيل أكاديمية زويل لتعليم الأطفال من مرحلة الروضة وذلك إمعانا فى تنشئتهم وتعليمهم وفق أحدث الطرق العلمية لتنمية قدراتهم الإبداعية منذ الصغر. وما قولكم فى شكوى أولياء أمور التلاميذ بمدارس المتفوقين « المعادى ،أو عين شمس» الذى يتردد أنها تابعة لمدينة زويل لسوء إدارتها ونهج التعليم فيها؟ تلك المدارس ليس لها علاقة بمدينة زويل، ولا نعلم عنها شيئا، وما هى إلا مدارس لغات ذات طبيعة خاصة تديرها الوزارة وهناك من استغلوا اسم زويل فى اطلاقه على مدارسهم الخاصة للترويج لها . وما مدى صحة انضمام بعض خريجى هذه المدارس لكليات مدينة زويل ؟ هذا ليس له أساس من الصحة، فنظام التعليم بالمدينة يقبل خريجى الثانوية بجميع أنواعها سواء العامة أو الأجنبية والأزهرية والأمريكية والبريطانية من الحاصلين على مجموع 96% كحد أدنى، والذين يخضعون لاختبار لقياس قدرتهم على استيعاب وفهم العلوم الأساسية بعيدا عن أى وساطة أو محسوبية، فالمعيار الوحيد هو قدرات الطالب العلمية، بحيث يتم رفض الطالب الذى اعتمد على حفظ العلوم وليس فهمها، وكانت السبب فى فشل أوائل بالثانوية العامة باستكمال مسيرتهم العلمية بكليات القمة، فمستوى الطالب فى الثانوية العامة ليس مقياسا أساسيا، والاختبار فى زويل يشمل أربعة علوم «الفيزياء ،الكيمياء، البيولوجى ،الرياضة» ومن خلاله يمكن تقييم المستوى العلمى الحقيقى للطالب ،فبعض الطلبة الذين حصلوا خلال السنوات الماضية على مجموع 100.4% لم يحصلوا فى اختبار مدينة زويل على أكثر من 73% ، والحقيقة العلمية تؤكد استحالة حصول الطالب على الدرجة العلمية كاملة. وكيف يتم التعامل مع خريجى الثانوية العامة من المدارس الحكومية وغير قادرين ماديا؟ برغم أن الدراسة باللغة الإنجليزية يتم استبعاد مستوى اللغة من الاختبار، ويتم رفع مستويات اللغة لدى هؤلاء الطلبة خلال العام الأول ليصلوا لمستوى «التويفل الدولى» كما لا يلتفت بالمدينة للمستوى المادى الضعيف للطالب، فلدينا طلاب من قرى الصعيد النائية وآباؤهم عمال بسطاء ليس فى مقدرتهم تحمل نفقات التعليم، ويقبلون بمنحة تعليم مجانى كاملة بالإضافة لمصروفات المعيشة والسكن، وكل ذلك شريطة أن يحافظ على النجاح كل عام . كم عدد طلاب مدينة زويل تقريبا ؟ عدد الطلبة الذين وصلوا لمرحلة البكالوريوس «بالهندسة والعلوم» 765 طالبا على مدى الـ 4سنوات الماضية . وفق توقعاتكم، هل من بين هؤلاء الطلاب مشروعات لعلماء جدد ، وكم زويل ومصطفى السيد نتوقعهم؟ نتوقع تخريج 700 عالم. أليس هذا الرقم به كثير من المبالغة؟ بكل ثقة ليس هناك أدنى مبالغة ،والواقع سيثبت ذلك ويتحقق من نظام التعليم بالمدينة والذى لا يجبر الطالب على التركيز على فكرة أو معلومة وحفظها وتلك أخطر وأسوأ طرق فى التعليم وتدمر ملكة الإبداع لدى الطلبة، ولذلك نهتم بأن نطلع على أفكار الطلبة، بحيث نطلق لتفكيرهم العنان والمنافسة مع زملائهم للوصول لأفضل فكرة، مع الحرص على تغذيتهم بالمعلومات والمناقشة بالجوانب العلمية لتساعدهم على علمية التفكير بالمجال العلمى والهندسى للنبوغ فيهما . «مريم» طالبة الثانوية العامة ابنة حارس العقار التى تفوقت بإرادتها القوية رغم ظروف أسرتها الصعبة، ما مدى سعى مدينة زويل لضم مثل هذه النماذج المشرفة؟ مدينة زويل تعطى منح تعليم لأوائل الثانوية العامة ، وخلال العامين الماضيين التحقت مجموعة من الطلاب الأوائل دون تحمل طالب منهم مليما واحدا، وهذه الطالبة نرحب بها فى المدينة، لاسيما أنها النوعية التى نبحث عنها، ولها أن تتقدم لتخوض الاختبار، و حال تفوقها ، ستتكلف المدينة بكامل نفقات تعليمها ومعيشتها وإقامتها. الدكتورة منى بكر عالمة النانو تكنولوجى الراحلة نجحت فى تحقيق المعادلة التى صعبت على الكثيرين بالربط بين البحث العلمى والصناعة، فهل يستكمل مسار العمل بعد وفاتها ؟ الدكتورة منى بكر كانت من أنبه العلماء فى مجال النانو تكنولوجى واطلعت بنفسى على كل الأبحاث التى كانت تنشرها بما يزيد على 6 أبحاث كل عام ، وبذلت جهدا كبيرا لاستخدام تكنولوجيا النانو تكنولوجى فى المشروعات الصناعية فى مصر من خلال المركز العلمى الذى كانت تديره بدعم من الدكتور أحمد بهجت الذى وفر لها أجهزة النانو لاسيما أن قيمتها المادية مرتفعة جدا، وكان لها السبق فى التطبيق الفعلى لهذه التكنولوجيا والتى استعانت بطلاب وباحثين بجامعة القاهرة ، بالإضافة للمحاضرات التى كانت تحرص على إلقائها بالجامعات المصرية وجهات سيادية بالدولة، وعلى الرغم من تجمد نشاط الدكتورة منى بكر وغلق المركز العلمى الخاص بها بعد وفاتها ،إلا أن تأثير جهدها على الوسط العلمى كان كبيرا جدا وأثرى نظام النانو تكنولوجى فى مصر وشجع كثيرا من الأساتذة والباحثين على إجراء مزيد من الأبحاث. وما انطباعك نحو ما أثير عن غموض وفاتها، هل تعرضت لضغوط للاستمرار فى العمل بالخارج وترك مصر كما ردد البعض ؟ بعد إتمام منى بكر دراستها معى فى الولايات المتحدة الأمريكية وحصولها على الدكتوراه بمعهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية ، أبدت رغبتها فى البقاء فى أوروبا لفترة ، وعملت فى شركة نانو تكنولوجى لمدة تتعدى الـ 5 سنوات، وفى نهاية هذه المدة تحدثت معى لتخبرنى بأن الشركة منحتها وظيفة دائمة ، وطلبت رأيى فى قبول هذا العرض والاستمرار بالخارج أم تعود لمصر، وأخبرتها حينها ان هذا القرار يجب عليها أن تتخذه وفق قناعتها الشخصية وتفكير عميق،وبعد ثلاثة أيام اتصلت تبلغنى أنها قررت العودة لمصر ، وبدأت تعمل فى مجال النانو . أما عن وفاة منى فقد كانت تبذل جهدا كبيرا ومتواصلا ليل نهار ،لاسيما أنها عينت بعد عودتها لرئاسة مجموعة بحثية كبيرة فى مجال الرياضيات والطبيعة وهذه مجالات علمية قوية جدا إلا أن تخصصها كان فى الكيمياء، ومن المؤكد انها بذلت جهدا مضاعفا للتمكن من التميز فى هذه المجالات مما أثر عليها وأضعف قواها. هل توافق على رؤية البعض بوجود مؤامرة على علماء الشرق الأوسط لكبح نبوغهم؟ فكرة المؤامرة على علماء الشرق الأوسط أستبعدها تماما وفى تقديرى تمثل هما كبيرا لدى البعض . وهل هناك مؤامرت اقتصادية؟ بالقطع تحاك دوما المؤامرات الاقتصادية ، لاسيما من قبل المجتمع الرأسمالى الذى يبحث دوما عن زيادة معدلات الإنتاج وضمان تسويق منتجاته . فى حال تمكن دول بالشرق الأوسط من تحقيق نتائج علمية أو إجراء دول كالعراق أو إيران أبحاثا نووية ، فهل تعتقد أن الغرب يتقبل ذلك بصدر رحب أم يسعى للاستحواذ على العلماء؟ فى الولايات المتحدة الأمريكية عدد كبير جدا من علماء هذه البلاد ، فلدى فى الجامعة بأمريكا عالمة إيرانية تعد الدكتوراه منذ أربع سنوات ولها أبحاث متميزة ، ونحاول أن نحصل لها على إقامة دائمة لاسيما أنها ترغب فى الاستقرار فى أمريكا وترك إيران ، وقضية قبول باحث فى أمريكا يقتضى اجتياز مراحل عديدة من الاختبارات والاستمرار فى العمل يرتبط بتميز أبحاثه أما فى حال إنها تماثل باحثا أمريكيا فلا يتم قبوله ما الجديد فى مجال النانو وتطبيقاته وأبحاثه؟ أحدث استخدام للنانو فى مجال الطب وتحديدا مجال علاج مرض السرطان ، وذلك بتفتيت الخلية السرطانية وعلى اقل تقدير وقف قدرتها وانتشارها عن طريق إذابة ذيلها مما يشل قدرتها على الحركة وهل اقتربت نتائج تجارب العلاج على الانتهاء؟ نعم اقتربنا جدا من نهاية التجارب ، وكل الإجراءات تسير فى إطارها الصحيح ، والذى يستلزم أن يشكل وزير الصحة مجموعة ، تتولى الفحص وتعطى تقريرها النهائي وماذا عن التجارب على البشر؟ يتم التجهيز حاليا لبداية تجربة علاج السرطان على المرضى ..وقريبا جدا سنعلن كل شيء. نسبة الشفاء التى حققها العلاج ؟ كل التجارب جاءت نتائجها قوية ، والتجارب والأبحاث تستهدف الوقوف على الآثار الجانبية للعلاج وماذا عن جائزة نوبل ..هل يشغلك الحصول عليها ؟ جائزة نوبل شيء جميل، إلا أن أكبر جائزة عندى نجاحنا فى قتل مرض السرطان والقضاء عليه نهائيا بالعلاج الجديد بنترات الذهب ، وحلمى أن يتحقق ذلك وبعدها لا أريد شيئا آخر من الدنيا ، لاسيما أننى أعرف حجم المعاناة والألم التى يتجرعها المريض وأسرته من جراء ويلات هذا المرض ، وذلك من واقع تجربتى الشخصية مع مرض زوجتى والتى أبلغنى الطبيب حينها انها لن تصمد إلا 5 سنوات وهذا ما حدث وتوفيت. نصيحتك للشباب المصرى ؟ لابد أن يكون لديهم الصبر والجلد ، والعمل بكل طاقتهم والاتقان، فمثلا عليهم النظر للشباب السورى فى مصر الذين لم يشكوا من البطالة و خلقوا لأنفسهم فرص عمل وربحوا منها ولم يتخذوا بعدهم عن الوطن ذريعة للتراخى والتكاسل وانتظار العون من جهة أو شخص . ما رؤيتك للوضع الراهن فى مصر ؟ أشاهد إنجازات كبيرة لم تكن موجودة من قبل وأروعها شبكة الطرق الجديدة، والجيش يؤدى دورا رائعا فى إعادة بناء الدولة ويحمل تبعاتها فوق أكتافه . وماذا تقول عن ارتفاع الأسعار؟ استخدام النانو تكنولوجى بمجال الزراعة يساعد فى زيادة المحاصيل وتنوعها مما يسهم فى كثرة الإنتاج والذى يؤدى بالتبعية الى إخماد لهيب الأسعار ، فهناك أبحاث يجريها احد الباحثين حاليا على محصول الفراولة وحقق نتائج ممتازة بالفعل، وتعميم وزيادة الأبحاث فى هذا المجال هى الحل لأزمة الإنتاج الزراعى أو الصناعي. بعد عام من وفاة الدكتور أحمد زويل ،هل تأثر العمل بالمدينة ؟ تأثرت أكثر واستنزف جهدا كبيرا منها فى المشكلة التى واجهتها من قبل جامعة النيل ، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى مشكورا دعم وساعد جامعة زويل ،ويكفى المدينة الجديدة التى يجرى إقامتها حاليا والتى تعد بمثابة صرح عظيم داخل مدينة زويل ، وهذا ما يجعلنا نقول رب ضارة نافعة ، و لعل المشكلة التى واجهت المدينة من جامعة النيل كانت السبب فى أن تكون بهذا الحجم والقيمة العلمية بالدولة. ماذا تحلم لمدينة زويل فى المستقبل ؟ تحدثت كثيرا مع د. زويل عن آماله للمدينة، و عوامل نجاح نموذج عمل مدينة زويل واتساعها لمزيد من الطلاب وتعميم تجربتها بالمنشآت التعليمية ، مع الوضع فى الاعتبار أن مصر فقيرة فى مجال الصناعة ، واتفقنا فى الرؤية والهدف على ضرورة خلق الكفاءات العلمية والعمل على تحفيزها لعدم خروجها للخارج وتقوية البحث العلمي وربطه بمجال الصناعة لنصل بمصر لما تمكنت دول كالهند وكوريا من تحقيقه، وأن يكون لدينا أبحاث تستخدم العقول المصرية ،وتقوم عليها صناعات لتشغيل آلاف المصانع الجديدة واستيعاب ملايين الأيدى العاملة المصرية هل تأثر الدكتور زويل من مشكلة المدينة مع جامعة النيل وآلمته الاتهامات التى وجهها البعض له ؟ وما شعورك كعالم عندما تطعن وتهان بهذه الطريقة ؟ من المؤكد شعور موجع جدا وتجعل أى شخص ينأى بنفسه ويبتعد عن موضع الإهانة ويتخلى عن المشروع الذى تسبب له فى هذا الجرح العميق، إلا أن زويل تحمل الكثير فى سبيل رغبته القوية فى مساعدة بلده رغم أن أبناءه وزوجته اعترضوا وطالبوه بعدم تحمل المزيد والعودة لأمريكا، ولكن عشقه لمصر كان أكبر من كيل الإهانات التى وجهت له، وكان يصعب عليه تخيل ان تكون مصر بتاريخها وحضارتها اقل من دولة كماليزيا أو كوريا وتركيا أو الهند برغم ما تمتلكه من إمكانات تفوق كل هذه الدول. http://www.ahram.org.eg/NewsQ/608166.aspx1 نقطة