الله يفتح عليك يا أستاذ Tarek Hassan Sharafedin .. هذا فعلا ما ظننته
وهذا هو ما جعلنى أستاء - عكس الكثير من اصدقائى الأعزاء - من بيان فضيلة الإمام الأكبر
ذلك البيان المؤيد لتصريح وكيل الأزهر ولكنه صيغ بلغة أرق وبتعبيرات مهذبة
لكنه لم يستطع أن يخفى نبرة الاستعلاء المذموم والمنفر ..
يا فضيلة الإمام انتم رجال ونحن رجال
تمتازون بالتفوق فى التفاصيل فهذا هو مجالكم الذى لا نباريكم فيه ونتركه لكم
ولكن لنا عقول كعقولكم تفهم المقاصد الكلية وتستوعبها وتتعبد على أساسها
وربما ليس من المناسب أن أقول - ولكنى سأقول - إن الشيطان يكمن فى التفاصيل
نعم يا أستاذ طارق
أمر الرجل والمرأة متغير فى الزمان والمكان
ولعل فى هذا تكون الحكمة الإلهية من جعل "للذكر مثل حظ الأنثيين" بصيغة التوصية الإلهية فى حين أن وصية المتوفى جاءت بصيغة الوجوب والفرض فى قوله تعالى
" كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ" وكذلك لعل فى هذا تكون الحكمة أنه فى آيات تحديد الأنصبة يتبع سبحانه وتعالى التحديد بقوله مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ واعتقد أننى لست فى حاجة إلى التذكير بأن تحديد الوصية بـ "الثلث"
هو تحديد فقهى لم يقل به القرآن الكريم
بل تركها مفتوحة بلا سقف شأنها شأن الدَيْن الذى لايمكن تحديده بنسبة من التركة
بل يمكن أن يستغرق التركة كلها ويبقى على الورثة الوفاء بالباقى
تقول إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء
إن ما يقرب من 40% من نساء مصر يعولن أسرهن
اليس هذا تغييرا فى حال المرأة فى الزمان والمكان ؟
ولعلنا لا نخطئ إذا قلنا إن ثلاثة أربع الـ 60% الباقية يشاركن أزواجهن فى الإعالة
أليس هذا أيضا تغيير فى الزمان والمكان
ألم يوقف عمر رضى الله عنه سهم المؤلفة قلوبهم وهو قطعى الثبوت والدلالة
عندما تغيرت الأحوال فى نفس المكان وفى زمن قصير بعد التنزيل ؟
لمن كان الرسول عليه الصلاة والسلام يوجه قوله "أوغلوا فيه .. برفق" ؟
هل كان يقولها للعلماء فى وقت لم تكن قد نشأت فيه "علوم" الدين ولم يظهر لها "علماء" ؟