دمنهور في 12يناير 2018
ها الليل يدق الابواب.. يحمل تيجان النوم يكلل بها الرؤوس.. تهجع الابدان و يستكين العقل.. هنالك تتحرر الروح منا و تعربد تحت راية العقل الباطن.. تسير تبعا لأهواءه.. متناسية انه بيت يسكنه الخوف و الامنيات.. هنا الخوف ألقي بظلاله علي روح اكرم.. جعله يجتر الذكريات و يمزجها بالامنيات.. ينسج منها عباءة يتدثر بها.. لعلها تعينه علي صقيع اللوم..
لوم لانه اتخذ من كلمة ( اشمعني) شعارا و منهجا لحياته.. اشمعني ابي يموت و يتركني طفلا.. عندها تفنن في ايقاع رفاقه بمشكلات ينلن بها عقاب الاباء.. حتي يبتعد كلاهما عن الاخر.. تذكر حكيم احد ضحاياه و كيف فقد القدرة علي حركة ذراعه نتيجة ضرب مبرح من ابويه بعد اتهامه بسرقة اشياء اخفاها هو..
اشمعني انا فقير.. رفض واقع فقره مع وجود نقود في جيوب الاخرين.. توالدت الحيل برأسه.. حولها لواقع حصد بها الاخضر و اليابس.. فقد كان لا يهدأ باله عندما يري مالا مع الاخر حتي يصيب منه و لو جزء يسير..
و توالت تبعات كلمة اشمعني علي حياته حتي رآها..
ياسمين كزهر و لين طبع جميل.. و قلب معلق بهوي خطيب عاشق..
اشرقت كلمة اشمعني و اطلت براسها.. كيف و الفتاة مخطوبة.. حاول تبرير الامور لنفسه كما يفعل مرارا و تكرارا .. فكر مليا فوجد باب المكيدة مفتوحا علي مصراعيه.. كال منها ما شاء حتي تقطعت حبال الهوي و صد الخطيب عنها..
احتل مكانه و تزوج من الفتاة.. لكن هناءه لم يكتمل فسرعان ما تكشفت الحقائق و باء بالغيرة و الهجر..
مضي الليل و عادت الروح الي إمرة العقل الواعي فتناثر الحلم بين الحقيقة و الخيال تاركا خلفه وخز الضمير..
.. / عزة ابراهيم