يرقد في العناية المركزة رجلا تجاوز الثمانين.. براءة الطفولة بوجهة.. كيف لا و هو البار بزوجه و ذربته.. بار باهله.. لم يخزل يدا امتدت اليه طالبة العون.. عاش للجميع لم يكل لم بمل.. كلما زرته في المستشفي توسل ان يفكوا وثاقه.. فاشرح له انهم يفعلون ذلك حفاظا عليه.. لانه يعبث بالخراطيم المتصلة بجسده.. اتوسل لعيني ألا تدمع.. اهرب من الغرفة.. استنشق نفسا عميقا و اعود لاخذ جرعة توسلات اخري.. يبكي قلبي.. يصمم الطبيب علي مغادرتي.. اعود لبيتي سابحة في حزني.. هكذا الامر كل يوم.. الي ان جاء بوم الخميس و اذا بمكالمة من المستشفي..
مريضك تحسنت حالته.. وظائفه الحيوية باحسن حال.. تهللت و سارعت لهناك.. عاد لببته بسياة اسعاف كما ذهب..
بعد ساعة بدأت الحياة تستعد للرحيل.. كُشف الغطاء رويدا رويدا..
صبيحة الجمعة كانت الحياة تلملم اخر متاع لها.. بدأ يقف علي اعتاب الموت.. استدعيت الطبيب.. كيف يحارب سنة كونية من رب العباد.. و رغم اشار بعودته للعناية.. سريعا رتبت امري.. خرجت من غرفتي.. وجدت ابن عمي يغطيه .. لا اعلم كيف وجدتني بمنتصف غرفة ابى اسأله لما يغطيه كاملا..
بكل بساطة عبر ابي للعالم الاخر.. رحل مع الراحلين..
صرخت.. بكيت.. حالوا بيني و ببنك ابي..
صممت و اصررت الا ترحل الي مثواك الا يوم السبت.. تشبست بوجودك يوم زائد بدنيتي حتي لو بدون حراك..
افتقدك ابي كثيرا.. احتاجك ابي اكثر.. ابكي كيوم تركتني..